Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

تُعيد التكنولوجيا تشكيل ملامح القطاع العقاري في وقت تخلق الرقمنة في هذا القطاع فرصاً لامتناهية. وسيشمل قطاع العقارات الرقمية مجموعة من الابتكارات التي تهدف إلى تعزيز تجربة العملاء وتطوير برامج إدارة الممتلكات في الواقع الافتراضي وعبر الانترنت.

مع نمو السوق الرقمي واستمراره في التطوّر، يستثمر المزيد من الأفراد في العقارات الرقمية. لا يتطلب هذا الاستثمار تمويلاً كبيراً فحسب، كما إنه لا يشكل مخاطر كتلك التي يمكن أن يشكّلها القطاع العقاري التقليدي والأسواق الأخرى. فإذا كنت تفكر في الاستفادة من هذا السوق، فإليك كل ما تحتاج معرفته حول العقارات الرقمية وكيفية الحصول على حصة منها. بالفعل، تُحسّن الرقمنة عملية بيع العقارات كما أنها توفر الجهد والوقت وتزيد من الأمان والشفافية. وفي هذا الصدد،  يتحدث الخبراء عن تحولات ملحوظة في الرقمنة العقارية التي أحدثت ثورة فعلية في قطاع العقارات وعلى مستوى عالمي. تكمن أهداف الرقمنة العقارية حول توسيع فرص الوصول إلى عروضات العقارات كما تسهّل على المستخدمين التفتيش عن العقارات عبر المنصات الالكترونية بالاضافة إلى ذلك، تتيح الرقمنة العقارية الوصول إلى المعلومات المطلوبة بمرونة.

 

الاستثمار في العقارات الرقمية

بينما يعتبر البعض ان الدخول في عالم العقارات الرقمية يتطلب خبراء تقنية عالية غير أن الواقع يُظهر العكس؛ فأنت لا تحتاج إلى خبرة تكنولوجيا متقدّمة المستوى للاستثمار في العقارات الرقمية خصوصاً وان المنصات والبرمجيات التي باتت متوفرة اليوم سهلت الموضوع على المبتدئين للتداول بكل العقارات على الانترنت بكبسة زر.

طريقتان للاستثمار في العقارات الرقمية، إما عبر شراء نطاق تجاري وانشاء موقع إلكتروني أو شراء موقع ويب قائم. كل طريقة تأتي مع إيجابياتها وسلبياتها. فلا يتطلب إنشاء موقع ويب من الصفر سوى استثمار صغير. ومع ذلك، يتعين عليك بذل الكثير من العمل لضمان نجاحه، وسيستغرق الأمر وقتاَ طويلاً قبل أن تتمكن من بيعه لتحقيق الربح. أما إذا قررت شراء موقع ويب، فسوف يكلفك ذلك الكثير من المال، ولكن نظراَ لأن الموقع يحقق ربحاً بالفعل، فيمكنك الحصول على عائد على استثمارك في وقت أسرع.

تعتمد العقارات الرقمية على البلوك تشين والعملاء الرقميين لتسجيل ملكيتها والتعاملات المالية فيها. تختلف أشكالها بين المنازل الافتراضية والأراضي والعقارات والمتاجر الافتراضية في العالم الافتراضي.

تساهم المنصات الالكترونية في هذه النهضة والاستثمار في العقارات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهنا ترسّخ الأسواق العربية ومنها المملكة العربية السعودية مكانتها في هذا المجال حيث تفتح الباب للمستثمرين المحليين والدوليين لامتلاك عقاراتهم في الواقع الافتراضي؛ إلى جانب الامارات ومصر.

العقارات الافتراضية في الممكلة العربية السعودية

تحقق المملكة العربية السعودية انجازاً جديداً في العقارات الرقمية لتترجم جهودها المتتالية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 وتكون مركزاً عالمياً للاستثمار الرقمي. خلال السنوات الماضية ومع انتشار التقنيات، ازدهر قطاع العقارات الرقمية في المملكة حيث وسعت الحكومة مبادراتها لتعزيز الاستثمار وبناء الأعمال مع زيادة الطلب على العقارات الافتراضية داخل المملكة العربية السعودية. على ضوء ذلك، تتوقع الدراسات نمو سوق العقارات الافتراضية بمعدل نمو سنوي مركب ثابت نسبته 7% بين 2023 و2028. وبينما تعمل المملكة على تنويع اقتصادها بعيداً عن الاقتصاد النفطي، تشدد على أهمية دمج التكنولوجيا في الأعمال والقطاعات والتركيز على تطوير البنية التحتية واعتماد المنصات والمواقع الالكترونية لدفع العقارات الافتراضية. يلعب دمج التقنيات والتكنولوجيا في قطاع العقارات في المملكة دوراً حاسماً لتحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة والشفافية في التداول وخلق فرص غير مسبوقة. وفي اطار رؤية المملكة 2030، لا يمكن تحديد مراحل تطور العقارات الافتراضية بحدود معيّنة خصوصاً وان المملكة تتبنى استراتيجيات التحول الرقمي في العديد من المشاريع لتعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.

تبرز مدينة نيوم كمثال واضح على تحول العقارات في المملكة، حيث ترتكز هذه المدينة بشكل أساس على مفهوم البناء الذكي الذي يحاكي المستقبل ويبني الابتكارات التي تفتح آفاقاً واسعة للتكنولجيا في المملكة.  

انطلاقاً من ذلك، تتخذ المملكة اتجاهات خاصة لتفعيل العقارات الرقمية محلياً من خلال اعتماد تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي حيث تُعرض العقارات الرقمية ويمكن مشاهدتها على الهواتف المحمولة والتطبيقات والنظارات الذكية. كما تقدّم منصات العقارات ادارة شاملة لتسهيل عمليات التداول في مجال العقارات بين الايجارات وابرام العقود والصيانة وغيرها من الخدمات. يمكن للمالكين تتبع مراحل الدفعات المالية ومواعيد الصيانة واستحقاقات الايجار عبر المنصة وهذا ما يعزز التفاعل بين المالك والمشتري ويعزز تجربة العملاء لتسهيل رحلتهم في العقارات الافتراضية بشكل كامل.

أما البيانات فتبرز أيضاً في مجال العقارات الرقمية حيث تُستخدم لفهم اتجاهات السوق واتخاذ الاستراتيجيات على أساسها ورفع معايير الاستثمار في العالم الافتراضي. هذا بالاضافة إلى اعتماد التقنيات الحديثة وأبرزها البلوك تشين لتسجيل المعاملات وتوثيق الملكيات والتحقق منها عبر الوثائق العقارية.

لا يمكن أن نذكر مجال العقارات الرقمية من دون التطرّق إلى الاستدامة والكفاءة التي تعمل المملكة العربية السعودية على تحقيقها من خلال الطاقة المتجددة واعتماد الحلول الرقمية الصديقة للبيئة. تعزز هذه الممارسات تحقيق التنمية المستدامة في الدولة وتحقيق التوازن الاقتصادي والتجاري من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى.

مع استخدام التكنولوجيا الحديثة، أصبح المستثمرون المحليون والأجانب يتمتعون بتجربة غامرة في العقارات الافتراضية، وتعزز الحلول الرقمية في قطاع العقارات التواصل والتفاعل الافتراضي وتغني المحفظة العقارية أيضاً بكلفة أقل وبكفاءة أكبر.

دبي ونقلة نوعية إلى المحفظة الافتراضية للعقارات

يزداد الطلب على العقارات الافتراضية في الامارات وخصوصاً في دبي حيث تتوفر للمستثمرين المنازل والمكاتب وغيرها من العقارات في الواقع الافتراضي. فبحسب الدراسات، من المتوقع نمو سوق العقارات الافتراضية عبر ميتافيرس بمعدل 31% بحلول عام 2028 حيث تتجه غالبية الشركات إلى الاستثمارات الافتراضية المتطورة بالتوازي مع تنشيط حركة العملات المشفرة من جديد والتداول بها أصبح على نطاق واسع في المنطقة. لكن ما العناصر التي تعزز مفهوم العقارات الرقمية في الامارات؟

ان التحول الرقمي واعتماد التكنولوجيا والحلول الرقمية قي مختلف القطاعات دفع بالامارات إلى تطوير بنيتها التحتية لتبني كل هذا التطوّر ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة. هذا الأمر ساهم أيضاً ببناء مجتمع العقارات الافتراضية مع انتشار محافظ إلكترونية وعملات مشفرة افتراضية دعمت وجود العقارات إلى حد بعيد. فخلال السنوات الخمس المقبلة، من المتوقع نمو سوق البلوك تشين بنسبة 42% على ضوء المبادرات الحكومية وسياسة الامارات التي تدعم التكنولوجيا ورؤية الامارات التي تهدف إلى رقمنة مختلف الصناعات وأتمتتها والتحول إلى العالم الافتراضي والاستفادة من كل مقوماته. هذا إلى جانب تطوير الامارات للبلوك تشين هادفةً تحويل أكثر من 50% من المعاملات الحكومية إلى الأساليب المتطورة مما يجذب الاستثمارات الخارجية ويعزز السوق المحلي للدولة.

مع مواكبة التحولات البارزة خلال السنوات الماضية، شهد القطاع العقاري في دبي تحديداً تحسينات متعددة حيث باتت المعلومات والخدمات العقارية متوفرة عبر المواقع الالكترونية المختصة على الانترنت. أضف إلى ذلك استخدام التقنيات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لمراقبة حركة العرض والطلب. على الخط نفسه، توفر تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في دبي فرصة أكبر لتطور العقارات الافتراضية وتحسين تجربة المستخدمين في الاطلاع على العقارات المتوفرة والعروض المتاحة عن بُعد.

ولا يمكن أن يغيب الذكاء الاصطناعي ودوره في هذا المجال هو الذي من خلاله يمكن تحليل كمية هائلة من البيانات بوقت قليل ونشر معلومات عن العقارات الرقمية وفقاً لطلب المستخدمين. يتنبأ الذكاء الاصطناعي باتجاهات السوق والتغييرات المتسارعة على مستوى العقارات الرقمية مع التحذير من المخاطر المحتملة ومحاولة تجنّبها.

تطوّر التكنولوجيا وتأثيرها على العقارات في مصر

مصر، كغيرها من مدن الجوار، تلعب فيها التكنولوجيا دورها لتسرّع التقدم المجتمعي ونمو أعمال المؤسسات والقطاعات على اختلافها. وتعتبر التقنية جزءاً أساسياً من عملية بيع وشراء العقارات الرقمية عبر الواقع الافتراضي في البلاد. يعمل مصممو البرامج على تصميم صور للعقارات المتوفر عن طريق تقنية 3D ثلاثية الأبعاد لدفع المشاريع العقارية مما يتيح للمستخدمين أيضاً معلومات دقيقة قبل الشراء.

وفي مصر أيضاً، يصل تأثير الذكاء الاصطناعي في مجال العقارات الرقمية إلى تحسين عملية إدارة الممتلكات وتحليل البيانات وتحقيق الاستدامة.

ويتجه المستثمرون إلى الانترنت والمواقع الالكترونية لتسويق المنازل والعقارات الرقمية فهذه الطريقة كفيلة بضمان نجاح عملية البيع مقارنةً بالتسويق التقليدي.

لا يزال قطاع العقارات الرقمية خجولاً بعض الشي في مصر بحيث لا تزال الامكانات محدودة مقارنةً بالدول الأكثر تقدماً رقمياً وتقنياً. ولا يزال قطاع العقارات الرقمية محصوراً بفكرة التسويق فقط إلا أن المطورين يطمحون إلى مواكبة التطور التكنولوجي ورفع مستوى سوق العقارات الرقمية في مصر لتجربة فائقة. فمقارنةً بالسنوات الماضية، اختلف سوق العقارات في مصر مع التوجه أكثر إلى الاستثمارات الافتراضية.

التحديات المتمثلة في المنطقة

لا يخلو قطاع العقارات الرقمية من التحديات في منطقة تُعد جاذبة للعمليات الاحتيالية بنسبة كبيرة. فمع انتشار الاعلانات الالكترونية على المواقع الالكترونية والمنصات الرقمية، ارتفع عدد عمليات الاحتيال الرقمي في الشرق الأوسط حيث تصل الخسارة السنوية إلى ملايين الدولارات مما يبرز أهمية اعتماد استراتيجيات الحماية ومراقبة الحسابات المشبوهة والتعاون مع الجهات المعنية والمنصات التنظيمية لادارة الفضاء الافتراضي.

يستهدف المقرصنون الأشخاص الذين يريدون الانتقال إلى مدن جديدة والاستقرار فيها ويبحثون عن منازل أو عقار إلكترونياً. أما عن آلية الاحتيال، فيقوم المقرصنون بانشاء مواقع ويب خاصة أو روابط يتم ارسالها للمستخدمين ليتم تحويل الأموال عبرها. ولا تُقتصر هذه المشكلة على منطقة واحدة فقط بل انها على مستوى عالمي مما يزيد الأمر تعقيداً.

أما من ناحية الصيانة وتطوير المنصات الرقمية، فهذا يشكّل تحدياً فعلياً أمام الشركات العقارية محدودة الامكانات. وهذا ما يظهر أهمية الاستثمارات الكبيرة في الشركات الناشئة لمواكبة التحول الرقمي توظيف التكنولوجيا في منصاتها ومواقعها على الانترنت. ويتطلب قطاع العقارات الرقمية تطوير البنية التحتية الرقمية لتوظيف الكفاءات والمهارات المناسبة وضمان قطاع خالٍ من الصعوبات والثغرات.

يرتبط مستقبل قطاع العقارات الرقمية ترابطاً وثيقاً بوجود التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتوظيفها بالطريقة الأنسب مع الأخذ بالاعتبار كل التحديات الممكنة والعمل على الحدّ منها بكل الامكانات المتاحة. فمع تطور التكنولوجيا، تُفرض معايير جديدة على الشركات والمؤسسات في المجال مما يتطلب منها الاستجابة إلى هذه الأخيرة لتلبية العملاء ووضع احتياجاتهم على قائمة الأولويات.

يستقبل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج قطاع العقارات الرقمية باعتباره مكوناً أساسياً لمستقبل التنمية المجتمعية والاقتصادية طويلة المدى ولتحسين جودة الحياة وبالتالي التكيّف مع وجود التكنولوجيا بكل جوانب حياتنا اليومية.