Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

تقع الشركات الناشئة في قلب التحولات المتسارعة المدعومة من التقنيات الحديثة والحلول الذكية التي لم تعد ثانوية بعد الثورة الصناعية الرابعة. تدفع هذه التقنيات إلى النمو وتعزز الكفاءة وتمنح الشركات الناشئة الميزة التنافسية التي تحتاجها لتبرز في الأسواق العالمية. إذا كنت من أصحاب شركة ناشئة أو شركة صغيرة ومتوسطة تهدف إلى تحقيق النجاح، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي والأتمتة ليس مجرد خطوة ذكية - بل إنه خطوة ضرورية لضمان الاستمرارية.

أتمتة الشركات الناشئة يدفع نحو التقدّم

تُغيّر الأتمتة الذكية كيفية عمل الشركات الناشئة وانجازها للأشياء. ببساطة، يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتعامل مع المهام المتكررة التي تستغرق وقتاً طويلاً كي يتمكّن الموظّف من التركيز على مهام أخرى تتطلب تواجداً شخصياً لوضع الاستراتيجيات وحلّ المشاكل المحتملة من خلالها. كما تمضي الشركات الناشئة قدماً نحو مشاريع أكثر ضخامة وأهمية من أتمتة العمليات التشغيلية للانتشار والتوسع في السوق بشكل أسرع. من خلال التشغيل الآلي المسؤول عن العمل الإداري، يمكن للموظفين التركيز على ما يدفع نمو الأعمال، مثل التفاعل مع العملاء وتطوير منتجات جديدة أخرى.

تستفيد الشركات الناشئة من أتمتة العمليات لتعزيز الانتاجية ورفع مستوى الخدمات، الأمر الذي تحتاج إليه أي شركة لضمان استمراريتها للبقاء في ريادة سوق سريع الخطى. كما تعتمد الشركات الاستراتيجية المناسبة لتقديم قيمة مضافة للعملاء والتقدّم. فمن خلال أتمتة العمليات، تحدّ الشركات من الأخطاء البشرية مع خفض العمل اليدوي وبالتالي خفض قيمة التكاليف ورفع مستوى الأرباح. من ناحية أخرى، تساهم أتمتة العمليات بزيادة السرعة والكفاءة وتحسين الخدمات لارضاء العملاء والاستجابة لمتطلباتهم المتغيّرة باستمرار. كما تساعد أدوات الأتمتة في التنسيق بين استراتيجية الشركة وقدرات الموظفين وتتبع هذا التطور للوصول إلى الهدف. لكن ما العناصر التي تؤثر مباشرةً على أداء الشركات وتسهيل سير العمل لديها بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر؟

التعاون بين الموظفين وتأهيل اليد العاملة: تسهّل التطبيقات الذكية اليوم سبل التواصل بين فريق العمل لتتبع المهام وابقاء الجميع على المسار نفسه في العمل. كما يُعد تأهيل اليد العاملة للتعامل مع التقنيات الذكية أمراً ضرورياً لمواكبة المرحلة الحالية والاستفادة من التحول الرقمي.

الاستثمار بالتقنيات الذكية: تركز الشركات اليوم على استثمارها في التقنيات الذكية حيث تعمل على مراقبة التدفق المالي لاتخاذ القرارات في الوقت الفعلي ومضاعفة قيمتها المالية على هذا الأساس. وقد حققت الشركات مع الثورة التكنولوجية ملايين الدولارات من الأرباح السنوية.

متابعة العملاء المحتملين: تُدير الشركات الناشئة علاقاتها مع العملاء للحفاظ على التواصل والاتصال معهم بشكل مستمر وقوي. أما عن الأنظمة الذكية فقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز التفاعل بين الشركات والعملاء وتطوير هذه العلاقة من جهتين ليصبح العملاء دائمين.

ما دور الذكاء الاصطناعي في أتمتة الأعمال؟

غيّر الذكاء الاصطناعي أسس الأعمال منذ أن أصبح دمجه أساسياً في كل الأقسام من مختلف الصناعات. فبفضل امكاناته اللامتناهية وقدرته على معالجة كمية هائلة من البيانات، تستعين الشركات الناشئة بالذكاء الاصطناعي لتجسّد رؤيتها بخطوات صائبة. توفر أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل برامج التحليلات التنبؤية، للشركات الناشئة رؤية عميقة حول سلوك العملاء واتجاهات الصناعة والمخاطر المحتملة. بدلاً من التفاعل مع التغييرات، يمكن للشركات الناشئة توقعها. على سبيل المثال، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية استخدام الذكاء الاصطناعي للتوصية بالمنتجات للعملاء وزيادة المبيعات وتحسين تجربة التسوق الالكتروني.

يتيح اتخاذ القرار المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة التعامل مع الأسواق الجديدة بثقة. ومن خلال تحليل بيانات المستهلك ومواكبة المشهد التنافسي، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة على تكييف عروضها لتتناسب مع الطلب المحلي، وتجنب الأخطاء واتخاذ خطوات تزيد من فرص نجاحها.

يشكّل الذكاء الاصطناعي ليس فقط تقنية ذكية للأعمال الحالية فحسب بل انه يرسم آفاق المرحلة المقبلة والمستقبل الرقمي. ومع تطور التكنولوجيا، سيكون لدى الشركات الناشئة أدوات أكثر قوة، مما يسمح باتخاذ القرارات التنبؤية، والتخصيص المفرط، وزيادة المرونة التشغيلية.

إن تبني هذه الأدوات اليوم يعني أن الشركات الناشئة يمكنها العمل بشكل أكثر ذكاءً، والابتكار بشكل أسرع، والبقاء في صدارة المنافسة.

أمام هذه التحولات، يجب على الشركات الناشئة أن تتبنى الذكاء الاصطناعي والأتمتة بأذرع مفتوحة من أجل البقاء والازدهار. لا يتعلق الأمر بالمواكبة فحسب، بل يتعلق بالمضي قدماً.

من خلال الأتمتة، يمكن للشركات الناشئة التوسع بمرونة، والتحرك بسرعة للاستفادة من الفرص الجديدة ودخول أسواق جديدة في كل أنحاء العالم والتكيّف بشكل أسرع مع الواقع الجديد.

الشركات الناشئة بين الابتكار ومواجهة التحديات

إلى جانب التحولات التي تختبرها، تواجه الشركات الناشئة تحديات كبيرة تجعلها تغيّر مسارها لاتجاهات أخرى لجذب الاستثمارات الخارجية والحفاظ على النمو السريع والاستدامة. يُبدي الخبراء تفاؤلهم حيال الاتجاهات الرئيسية التي تتخذها الشركات الناشئة في عام 2025 والتي ستحقق مزيداً من المكاسب المالية بالتأكيد. تتسم هذه الاتجاهات باعتماد اللامركزية التي بإمكانها أن توسع نطاق الأعمال مع مزيد من الشفافية والدقة. فالتطبيقات الذكية التي تعتمدها الشركات الناشئة لتطبيق اللامركزية تغيّر طريقة العمل في مختلف المراحل.

في عام 2025، سيكون التركيز أكبر على الذكاء الاصطناعي والسحابة وشبكات الجيل الخامس في الشركات الناشئة التي ستشكل جزءاً كبيراً من ابتكاراتها. تمثل هذه التقنيات فرصة لتطور الشركات الناشئة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مع تقديم مزيد من الحلول لمختلف القطاعات مثل الرعاية الصحية والاقتصاد والتعليم والطاقة المتجددة. ورغم مواكبة التحولات إلا أن ذلك لا يكفي لاستمرارية الشركة الناشئة، إذ أن 90% منها تفشل في الوصول إلى هدفها خلال المرحلة الأولى. يعود ذلك لسوء الادارة والتقدير وعدم فهم السوق واحتياجات العملاء مما يؤدي إلى تراجع كبير في الأعمال. فضلاً عن ذلك، يُعد التمويل الناقص من أهم التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة، فإن نقص التمويل يعيق تحقيق الاستراتيجية الموضوعة.

كما تُعد القوانين والتشريعات من التحديات التي تحد من توسع الشركات الناشئة التي تتطلب بيئة قانونية مختلفة وغالباً لا تتواجد في الدول؛ فضلاً عن غياب البنية التحتية الرقمية التي قد لا تزال في مراحلها الأولى في غالبية الدول.

أين العالم العربي من هذه الطفرة؟

ازدهرت الشركات الناشئة في الدول العربية بشكل ملحوظ حيث تمكّنت شركات عدّة من تثبيت مكانتها في هذه الدول التي تدعم حكوماتها التحول الرقمي بكل الأشكال. وقد حققت الشركات الناشئة في هذه المنطقة أرباحاً طائلة حيث تخطت قيمتها المليار دولار لتمثّل نموذجاً ناجحاً للتحول الرقمي.

توفر الشركات الناشئة ملايين من فرص العمل في المنطقة العربية بينما تواصل الحكومات العربية تقديم مبادراتها الداعمة لهذه الشركات. شهدت المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في تأسيس الشركات الناشئة فيها مما انعكس على اقتصاد البلاد. فلغاية يومنا هذا، تواصل الشركات الناشئة في المملكة تعزيز مكانتها مع انتشارها في قطاعات عدّة وتركيزها على توظيف التكنولوجيا والحلول الذكية في المملكة. تستحوذ الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية على 60% من اجمالي الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط فهي تحتل المركز الأول لأفضل بيئة تمويلية لهذه الشركات في المنطقة.

بدورها نجحت الامارات العربية المتحدة في استقطاب الشركات الناشئة إليها الأمر الذي انعكس على كثير من القطاعات وعلى الاقتصاد أيضاً. وقد احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الثاني، بحصيلة تمويلها للشركات الناشئة بقيمة بلغت 73.8 مليون دولار حصدتها 12 شركة ناشئة. سرعّت هذه الشركات وتيرة التحول الرقمي ليس فقط في الامارات فقط بل في العالم العربي الذي ازدهرت فيه الرؤية الاقتصادية للانتقال بشكل كامل إلى الخدمات الذكية.   

يأتي تطور الشركات الناشئة في الدول العربية نتيجة الجهود التي تضعها الحكومات وتهيئة بيئة عمل مناسبة لتطبيق الأنظمة المطلوبة إلى جانب السعي الدائم إلى تأمين التمويل اللازم. فمع توسع الشركات الناشئة وصولاً إلى المرحلة التي هي عليها الآن، تؤكد الدول العربية وجودها في هذا المجال مع امكانية التوسع أكثر خلال السنوات المقبلة مع توفير كل الشروط اللازمة لنجاح هذه الشركات.