Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

ها هو العام 2024 على مشارف الانتهاء. 12 شهراً حملت معها سلسلة من الأحداث والتطورات والابتكارات في عالم التكنولوجيا والتقنية بالتحديد. وكان العملاء والشركات في صدد التجارب المتتالية للحلول الرقمية التي دخلت مختلف المجالات متجاوزة كل التوقعات.

أثبتت التكنولوجيا مكانتها وقدرتها في التوسع والانتشار في ظلّ العصر الرقمي حيث حققت أجهزة الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتعلم الآلي والأجهزة الالكترونية على أنواعها تقدماً ملحوظاً خلال العام. هذا بالاضافة إلى شبكات الاتصالات وخدماتها التي كان لها حصة من النجاح في السوق طيلة هذا العام. تنشط المشاريع الناشئة لتحسين الأداء والارتقاء بتجربة المستخدمين على ضوء منافسة عالمية. ومع استعدادنا للعام الجديد وبداية نهاية العام 2024، لا بدّ لنا من العودة إلى حلول تقنية غيّرت ملامح رحلتنا الرقمية وحوّلت طريقة عيشنا من دون العودة إلى الوراء. يلفت الخبراء إلى أهمية الثورة الآلية والامكانات التي منحتنا اياها مع التغييرات التي ترتّبت على كل القطاعات ومختلف المجالات. عام 2024 ليس سوى محطة من مراحل نمو الثورة التكنولوجية التي من المتوقع أن تتقدّم أكثر خلال السنوات المقبلة وعلى مستويات خارح الواقع.

 

تقدّم إلى أبعد الحدود واختبار أهم الحلول

سرّعت التقنيات الناشئة والحلول التكنولوجية وتيرة الابتكار ودفعت بالشركات إلى اعادة هيكلة استراتيجياتها التشغيلية والعملية بما يناسب الواقع الجديد. تقنيات عدّة غزت حياتنا في الفترة الأخيرة وستستمر معنا للأشهر القادمة أبرزها:

الذكاء الاصطناعي: الذي صنّفه خبراء التكنولوجيا بأهم تقنيات العصر وليس فقط لعام 2024. تعددت استخدامات الذكاء الاصطناعي بين دعم التطبيقات الذكية، برامج الشركات وأنظمتها، تحليل البيانات، دعم مراكز البيانات، اتخاذ القرارات، تجنّب العمليات المشبوهة على الانترنت، حماية الشبكة ورفع مستوى العمليات التشغيلية. كما اعتُمد لتطوير روبوتات الدردشة التي أصبحت جزءاً أساسياً في المجالات كافة؛ كما دخل في صناعة أجهزة الكمبيوتر المنتشرة حول العالم. وفقاً للتوقعات، ستشكل أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي 80% من السوق العالمي. كما اعتُبرت أجهزة الهواتف المحمول المدعومة بهذه التقنية أيضاً الأكثر جاذبية لتحقيق الاستفادة القصوى منها. وقد كشفت شركات التكنولوجيا سلسلة من الهواتف المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي عززت فيها سرعة الاستجابة إلى متطلبات الجميع. كما لعبت شبكات الهاتف المحمول دوراً حيوياً خلال هذا العام لنشر خدمات الذكاء الاصطناعي في مختلف أنحاء العالم.

الواقع الافتراضي والواقع المعزز: تطوّرت تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي مع تقدم التعلم الآلي حيث يمكنها الاستجابة إلى المستخدم بالوقت الآني هذا بالاضافة إلى الامكانية التي أضافتها على مستوى التجارة والصناعة والتعليم والترفيه. كما طرحت شركات التكنولوجيا أجهزة متعددة للواقع الافتراضي والواقع المعزز ومنها النظارات والساعات الذكية. وأظهرت هذه التكنولوجيا محتوى مختلفاً تماماً يزيد من تفاعل المستخدم مع الواقع الافتراضي. كما دعم الواقع المعزز قطاع التجارة حيث نقل تجربة التسوق إلى مستوى آخر. ومن المتوقع أن تتطور هذه التقنية أكثر مع الوقت لتوفر تجربة أكثر جاذبية.

السيارات الذكية: حسّنت الشركات صناعات السيارات الذكية حيث طرحت طرازات عدّة منذ عام 2023 لغاية اليوم. تجمع هذه المركبات مميزات متنوعة على مستوى قدرات البطارية والأداء والقيادة وأوقات الشحن السريع مما عزز المنافسة في سوق السيارات الكهربائية. على ضوء ذلك، عملت الحكومات على تطوير البنية التحتية لديها لمحطات شحن السيارات فتكون المركبات الكهربائية الخيار الأمثل. وفّرت السيارات الذكية وسيلة للنقل الآمن بالاضافة إلى خفض التكاليف. في منتصف عام 2024، تم بيع 420 ألف سيارة ذكية ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في الارتفاع مع حرص الدول على الحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات السامة واعتماد السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة بشكل أكبر.

المدن الذكية: انتشر مفهوم المدن الذكية خلال عام 2024 مع تقدم التقنيات التي ذكرناها سابقاً بالاضافة إلى الجيل الخامس وانترنت الأشياء لتمكين الاتصال في هذه المدن والاستجابة إلى احتياجات السكان. ويشير خبراء التقنية إلى أن المدن الذكية تجسد الاستراتيجية الرقمية لكل دولة تطمح إلى تحقيق الرقمنة الشاملة على كافة المستويات. واعتمدت المدن الذكية بشكل أساسي على تحليل البيانات بفعل ارتباط سكانها  بالتطبيقات. وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط توسعاً كبيراً بعدد المدن الذكية حيث صُنفت أبوظبي أذكى مدينة في المنطقة وهي احتلت المرتبة الـ13 عالمياً لعام 2024. بينما اعتبرت مدينة دبي من أكثر المدن تطوراً على مستوى المنطقة والعالم. إلى جانب مدينة نيوم السعودية التي تجسّد رؤية المملكة 2030 وعدد من المدن الأخرى في المملكة التي اعتبرت من الأكثر تقدماً في المنطقة لعام 2024. على ضوء ذلك نشط اعتماد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء منازل المستقبل. وقد طوّرت الشركات الرائدة في هذا المجال أنظمة آلية لطباعة منزل بالكامل يتمتع بقدراته الكبيرة في تحمل الظروف البيئية الصعبة ويحد من الانبعاثات الكربونية في آن معاً.

البصمة الالكترونية: عززت البصمة الالكترونية أمن الشركات وبيانات الأفراد على الشبكة. واستعانت شركات كبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وغوغل بهذه التقنية. وبتقييم شامل حول نجاح البصمة التكنولوجية أكّد الخبراء نجاح هذه التقنية وفعاليتها في الخدمات المصرفية والصناعات الكبرى. فنتيجة تزايد الهجمات السيبرانية واسعة النطاق، كانت البصمة الالكترونية الحل الأمثل لتعزيز تجربة المستخدمين إلى جانب اعتماد المصادقة الثنائية لحماية التطبيقات. كما اعتُمدت البصمة الالكترونية بدلاً من كلمات المرور نظراً للثغرات التي تحتويها وسهولة خرقها.

الحوسبة الكمية: شهد عام 2024 قفزة نوعية في مجال الحوسبة الكمية لتحل أكبر المشاكل وأكثرها تعقيداً في الشركات. وقد أظهرت هذه التقنية تقدماً كبيراً طيلة العام لتفتح أفقاً جديداً في مجال الأعمال وعالم الرقمنة فيما يتجاوز الاستثمار العالمي فيها 38 مليار دولار.  

 

1.7 مليار مشترك في شبكة الجيل الخامس في الربع الأول من العام 2024

قادت شبكة الجيل الخامس التحولات الرقمية للشركات والأفراد طيلة عام 2024 مع العلم أن نشر الشبكة لا يزال مستمراً في بعض المناطق وغير مكتمل بعد في مناطق أخرى. استناداً إلى أحدث التقارير، ارتفع عدد اشتراكات الجيل الخامس في العام 2024 في جميع أنحاء العالم. فخلال الربع الأول من العام، شهدنا زيادة نحو 160 مليون اشتراك بالجيل الخامس ما يتجاوز اجمالي 1.7 مليار. ومن المتوقع ارتفاع عدد الاشتراكات بالهاتف المحمول بحلول عام 2029 إلى 750 مليوناً، بعد القفزة التي شهدناها في عام 2024. حافظ قطاع الاتصالات على استقراره خلال عام 2024 رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة. وقد أظهرت دول الخليج انتشاراً عالياً لشبكات الاتصالات وتوسعاً للجيل الخامس حيث تعد الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين من بين الدول العشر الأولى الأكثر استخداماً لبيانات الهاتف المحمول.

بدورها، عرفت الامارات قفزة تكنولوجية نوعية خلال عام 2024 حيث حققت شركات الاتصالات فيها تغطية واسعة تزيد عن 80%. واستخدمت الدولة الجيل الخامس لتطوير مشاريع المدن الذكية بما في ذلك تحسين وسائل النقل المستقل وتعزيز السلامة العامة. هذا واستثمرت الممكلة العربية السعودية بشبكة الجيل الخامس كجزء من رؤية 2030 حيث قدم كل من موبايلي وstc وزين السعودية خدمات الجيل الخامس لأكثر من 60% من المواطنين. وكانت هذه الشبكة الداعم الأساسي لقطاعات مثل النفط والغاز والتعدين والسياحة مع تحسين الكفاءة والاتصالات وضمان سرعة تطبيقات الانترنت. ومن أحدث الاتجاهات التي شهدناها في عام 2024 في المنطقة تحول مزودي خدمات الاتصالات من "شركات اتصالات" إلى شركات تكنولوجيا حيث رأت بهذه الخطوة فرصة لزيادة الأرباح وتوسيع العمليات التشغيلية وتنويع مصادر الايرادات أيضاً.

ومع تركيز الشركات على إلغاء طبقات عناصر الشبكة وتقديم الخدمات الرقمية، قدم اللاعبون البارزون في المنطقة مثل اتصالات من e& ودو أتمتة شبكات المصانع، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتكنولوجيا المالية، وخدمات المحتوى، من بين خدمات أخرى. كان حرص مزودو خدمات الثابت على تنويع العروض على الهواتف المحمولة، مع نمو شبكات الاتصالات في الشرق الأوسط.

 

2024 وتجارب رقمية تمتد إلى 2025

أتاحت التقنية في عام 2024 تجارب رقمية تفاعلية مميزة وسّعت حدود التكنولوجيا وفتحت آفاقاً جديدة لعالمنا الرقمي وشبكات الاتصالات. ويتوقع الخبراء أن يكون 2025 امتداداً لهذا التحول وصولاً إلى مستويات متقدمة من التطور في وقت سيصل فيه عدد الأجهزة الالكترونية المتصل بالانترنت إلى 30 مليار جهاز في عام 2025.

كما بذل مزودو الخدمات ومشغلو الاتصالات جهودهم للارتقاء بحياة المواطنين تأكيداً على قدرات التكنولوجيا وأهمية دمج التقنيات بمختلف العمليات التشغيلية. أما عن التقنيات والابتكارات التي شهدناها في عاىم 2024، فسيكون لها وجود مستمر في عام 2025 باعتبارها تسرّع التحول الرقمي الشامل وتوفر البنية التحتية الرقمية التي تطمح إليها الحكومات دعماً للطلب المتزايد على الخدمات الذكية. كما عززت الابتكارات والحلول المطروحة في عام 2024 التجربة الموثوقة والآمنة التي تعمل الشركات على دعمها بدخولها إلى عام 2025 باعتبارها ركناً أساسياً للثورة الصناعية الرابعة وتسهم بتمكين القطاعات.

بعد العام 2024، ما التقنيات التي ستطبع ملامح العام المقبل، وهل الحكومة على استعداد لتجربة هذا التقدّم؟