تتقدّم الشرائح الإلكترونية أو e-Sim في السوق الاستهلاكية لتتواجد في حالات استخدام عدّة بدءاً من الأجهزة المنزلية والأجهزة اللوحية وصولاً إلى الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء. وتتمتع الشريحة الإلكترونية بمميّزات عدّة تجذب المستخدمين على اختلاف خلفياتهم.
اعتباراً من العام 2024، أطلق أكثر من 260 مشغل اتصالات خدمة eSIM التجارية للهواتف الذكية. ويتوقع المحللون أنه سيكون هناك حوالى ملياري جهاز eSIM بمتناول المستهلكين بحلول العام 2025، على أن يتم اجراء نحو 850 مليون اتصال للهواتف الذكية بالشريحة الالكترونية على مستوى العالم خلال السنة نفسها، ليصل العدد إلى 6 مليارات اتصال بحلول عام 2025. أما ازدهار الشريحة الالكترونية فلا يدل سوى على توجه العالم نحو التخلّص التدريجي من البطاقات التقليدية التي لن تكون المعيار الأساس للهواتف الذكية والأجهزة المحمولة بعد الآن. تتميّز الشريحة الالكترونية بفوائدها المتعددة بما في ذلك سهولة اعادة البرمجة عن بُعد، القدرة على التبديل بين مزودي الشبكة بسهولة وامكانية الاتصال المرن.
كما أصبح تداول البطاقات الالكترونية بنسبة أكبر خلال السفر لتسهيل الرحلات على المسافرين وابقائهم على اتصال والتحكم بأرقام متعددة على جهاز واحد. بينما يعمل مزودو خدمات الاتصالات على تحسين بنيتهم التحتية وخفض التكاليف لتعزيز فكرة اعتماد الشريحة الالكترونية والاستفادة من خدماتها.
هذه هي الأجهزة التي تدعم استخدام e-Sim
أكثر من جهاز واحد يدعم استخدام البطاقات الالكترونية فيمكننا التحدث عن الهواتف الذكية بالدرجة الاولى والأجهزة اللوحية مهما كان نظامها التشغيلية أندرويد أو آي أو إس. اما الكمبيوتر فيبقى متأخراً عن اللحاق بالركب بعض الشيء.
تعتبر الهواتف المحمولة من أول الأجهزة الاستهلاكية التي اعتمدت على البطاقات الالكترونية. وتبنت كبرى الشركات المصنعة شريحة الـe-Sim لتتيح للمستخدمين والعملاء فرصة للتبديل بين مختلف الشركات وخطوط الاتصالات بمرونة تامة والاستغناء عن بطاقة SIM التقليدية تدريجياً.
تأتي الأجهزة اللوحية المزودة بقدرات eSIM بعد الهواتف الذكية، حيث توفر للمستخدمين اتصالاً خلوياً بدون بطاقة SIM فعلية. هذا الأمر جعل الأجهزة اللوحية أكثر تنوعاً مثل الأجهزة المحمولة، مما يسمح للمستخدمين بالاتصال المرن أثناء التنقل. يستفيد الطلاب الذين يعتمدون على الاتصال المستمر بالانترنت من البطاقات الالكترونية بشكل خاص.
كذلك استفادت الأجهزة الذكية القابلة للارتداء وخصوصاً الساعات الذكية من خدمات البطاقات الافتراضية بشكل كبير. تتيح بطاقة eSIM لهذه الأجهزة العمل بشكل مستقل عن الهاتف الذكي، مما يسمح بإجراء المكالمات والرسائل واستخدام البيانات دون الحاجة إلى وجود هاتف متصل قريب. وقد عززت هذه الاستقلالية من جاذبية الأجهزة القابلة للارتداء لتتبع اللياقة البدنية، والدفع عبر الهاتف المحمول، واجراء الاتصالات أثناء حالات الطوارئ.
لقد فتح دمج شريحة eSIM في أجهزة الكمبيوتر المحمولة إمكانيات جديدة للحوسبة المتنقلة. تسمح أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تدعم شريحة eSIM بالاتصال الدائم، مما يلغي الحاجة إلى نقاط اتصال واي-فاي. يعد هذا مفيداً بشكل خاص لمحترفي الأعمال والمستثمرين الرقميين الذين يحتاجون إلى وصول موثوق إلى الإنترنت بغض النظر عن موقعهم.
مشغلو الاتصالات يعززون مكانتهم في سوق e-Sim
في ظلّ التغيرات السريعة، سيرتفع عدد مستخدمي البطاقات الالكترونية للسفر من 40 مليوناً في عام 2024 إلى أكثر من 215 مليوناً بحلول عام 2028، وفقاً لآخر الدراسات التي أجراها خبراء في أسواق الاتصالات. توفر شرائح eSIM للسفر بديلاً لخدمات التجوال التي يقدمها المشغلون، فهي تسمح للمسافرين بتحميل ملف تعريف محلي مؤقت على أجهزتهم وتجنب رسوم التجوال لتشكل سوقاً كبيراً وواسعاً حول مختلف دول العالم.
ويعزز مزودو الاتصالات استثمارهم في شريحة e-Sim لما تتضمّنه من فوائد فعلية. في هذا الصدد، أكدت شركة دو، التابعة لشركة الامارات للاتصالات المتكاملة التوجه الكبير نحو البطاقات الالكترونية كبديل للبطاقات التقليدية. وأوضحت أنه يمكن للمتعاملين تبديل الشريحة العادية بالبطاقة الالكترونية المدمجة مسبقاً في الهاتف المحمول أو أي جهاز الكتروني. وبحسب شركة دو، توفر الشريحة الالكترونية مزايا عدّة بما في ذلك اختصار الوقت المطلوب للاتصال بالشبكة، معالجة مرنة أكثر وخدمة أكثر موثوقية. كما أكدت دو ان العمل على توفير البطاقة الالكترونية في السوق يسرّع نمو تقنية انترنت الأشياء ويعزز خدمات الاتصالات من ناحية أخرى. ومع حرصها على مواكبة التحولات التقنية ، تواصل دو جمعها للابتكارات الجديدة في هذا المجال وتطوير محفظة خدماتها للمتعاملين المحليين.
على الخط نفسه، تواصل Ooredoo عمان جهودها لتحسين خدماتها حيث توفر البطاقة الالكترونية لعملائها عبر تطبيقها الرقمية أيضاً. وتقدم هذه البطاقة تجارب رقمية مميّزة تلبي كافة الاحتياجات وترتقي بمستوى المكالمات للبقاء على اتصال بالانترنت الدائم. كما يمكن لعملاء Ooredoo عمان تحويل بطاقاتهم التقليدية إلى بطاقة e-Sim بمجرّد اتمام كل الخطوات بسهولة على التطبيق.
كما أطلقت شركة المصرية للاتصالات بطاقتها الالكترونية الخاصة لتسهيل ادارة الخطوط الهاتفية والتبديل بين الشبكات. كما تعتبر الشركة ان هذه البطاقة ستحسّن تجربة العملاء وستقدم خدمات جديدة أكثر ابتكاراً تواكب فيها الواقع الجديد وتعزز التحول الرقمي في البلاد.
علاقة الجيل الخامس والبطاقة الالكترونية
تتيح شبكات الجيل الخامس اتصالاً سريعاً وغنياً وموثوقاً في الوقت ذاته، مما ينقل تجربة العملاء إلى مستوى آخر تماماً.
ولأن البقاء على اتصال هو من الضروريات في عصرنا الحالي، تشكلّ شبكة الجيل الخامس ثورة فعلية لدعم البطاقات الالكترونية وضمان عملها بكفاءة. تتبنى شركات الاتصالات هذه الشبكة ومعها تدرس كيفية تحسين بنيتها التحتية وخفض التكاليف، ودعم خدمات البطاقة الالكترونية. وعلى مرّ الوقت، أصبح التجانس أكبر بين شبكات الجيل الخامس وبطاقة e-Sim فحصد المستخدم كمية أكبر من الفوائد والتي تتمثل بـ:
تعزيز الأمن الرقمي من خلال التقنيات المتقدمة: يمثل التقارب والتجانس بين تقنيات eSIM والجيل الخامس قفزة نوعية في بروتوكولات الأمن الرقمي. تسهّل بطاقة eSIM عملية الوصول إلى التكامل المرن لملفات تعريف التشفير في الأجهزة دون الحاجة إلى تعديلات مادية، بينما تستخدم شبكات الجيل الخامس أساليب تشفير متطورة. هذا وتوفر التقنيتان معاً ضمانات أكبر لحفظ أمن البيانات.
تعزيز الثقة والموثوقية والحدّ من المخاطر: مع تشغيل البطاقات الالكترونية على الأجهزة الذكية يتفادى المستخدم فقدان الشريحة أو التعرّض إلى سرقة. كما تضيف البطاقة الالكترونية طبقة اضافية من الأمان على شبكة الجيل الخامس للحماية من الخروقات الرقمية وانتهاك البيانات.
ضمان الاتصال السريع: تسرع شبكة الجيل الخامس عالية السرعة إلى جانب البطاقة الالكترونية عملية نقل كمية أكبر من البيانات مع الأخذ بالاعتبار الحماية الرقمية مما يعزز تجربة العملاء على كافة المستويات.
من جهتهم، يحاول مزودو الاتصالات تحليل متطلبات عملائهم لتقديم باقة واسعة من خدمات البطاقة الالكترونية نظراً لاختلاف نوعية البيانات بين فئة وأخرى. فقد يختلف استهلاك البيانات وفقاً لعمر المستخدم ومكان اقامته.
يُعد تأثير الجيل الخامس على البطاقات الالكترونية عميقاً وحقيقياً مع توفير الاتصال المحسّن ويعزز تدفق ايرادات أكبر لمزودي الخدمة مما يعدُ بمستقبل يكون فيه الاتصال ضرورياً لرحلة التحول من الحلول التقليدية إلى الحلول الالكترونية. يعتبر تحقيق الدخل من شبكات الجيل الخامس والتجوال وeSIM قطاعات تطوير أساسية يجب على شركات الاتصالات معالجتها بنشاط استعداداً للمرحلة المقبلة. ويمهّد هذا النجاح لمشهد الاتصالات التنافسي لتقديم خدمات أفضل ومبسّطة أكثر إلى جانب التطبيقات الذكية بكل أنواعها.
إيجابيات إلى جانب الخدمات
بالاضافة إلى مرونة الاتصالات والتنقل بين الشبكات، للبطاقات الالكترونية فوائد بيئية أيضاً فهي تحدّ من النفايات البلاستيكية والمواد الصلبة التي تنتج عن أطنان من البطاقات التقليدية التي يتم التخلّص منها بطريقة عشوائية. كما تسعى الشركات المصنعة للهواتف المحمولة للتخلي عن حامل البطاقة التقليدية بالهاتف المحمول. من ناحية أخرى، تستفيد الشركات المصنعة للهواتف المحمولة من غياب البطاقة التقليدية للارتقاء بالتصميم الخارجي.
مع تزايد انتشار eSIM واعتمادها على مستوى عالمي، من المتوقع أن نختبر ثورة أكبر في كيفية اتصال الأجهزة بالشبكات الخلوية، مما يجعل البطاقات التقليدية الفعلية شيئاً من الماضي. يستمر تطور شريحة eSIM في تمهيد الطريق لمستقبل أكثر كفاءة في مجال الاتصالات المتنقلة وإنترنت الأشياء.