Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يساعدنا في مجالات عدّة لا بل في كل القطاعات، هو وسيلة لتسهيل الأعمال وكذلك حياة الانسان؛ إنه الذكاء الاصطناعي. ورغم الايجابيات والتقدّم الملحوظ في عالم التكنولوجيا، توصّل الخبراء إلى نظرية جديدة تُظهر تأثير الذكاء الاصطناعي على الفيروسات الخطيرة وتطويرها مما قد يحدث أزمة في المجال الطبي على مستوى العالم.

 يستوقفنا التطور السريع وتأثيره على حياتنا من كل جوانبها فلطالما كان دمج التكنولوجيا بمهامنا اليومية واعتمادها أكثر محطّ جدل للكثير من الأوساط والخبراء والعلماء. رغم التناقضات واختلاف وجهات النظر، أثبتت الحلول الذكية مكانتها في عصر التقنية وخصوصاً الذكاء الاصطناعي. فكيف لو استُخدمت هذه التقنية لفبركة الفيروسات الخطيرة التي قد تهدد البشرية وهل الأنظمة الذكية ممكن أن تسبب أنواعاً جديدة من الأمراض؟

التطوّر التكنولوجي وتسارع الأمراض

على غرار سائر القطاعات، تحوّلت الأمراض والفيروسات مع نمو التكنولوجيا لتصبح أكثر خطورة وفتكاً بالبشر. إذ ان دراسات حديثة نُشرت تؤكد مدى ارتباط التكنولوجيا المتقدمة بإمكانية السيطرة على الميكروبات والفيروسات والأمراض الخبيثة والجديدة. وفي هذا الاطار، يُحدد العلماء برامج خاصة يمكن استخدامها والأنظمة الرقمية المسموح بها دون أن تشكّل أي خطر على المستوى الصحي حيث يجب التعامل مع الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي على أساس المبدأ الاحترازي.

ولفهم طبيعة الأمراض في عصرنا الحالي، يذكر خبراء الطب أهمية الاستعداد للتطور التكنولوجي بكل أوجهه والاتجاه نحو الاستراتيجية الأنسب التي تتوافق مع الواقع الجديد. فمنذ وقت ليس ببعيد، اجتاح العالم فيروس كورونا الذي زُعم أنه من صنع الانسان نفسه. فمن خلال تطور نماذج الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكان الخبراء والعلماء هندسة فيروسات خطيرة سريعة الانتشار قد تتسبب بوفاة الآلاف وقد تكون أكثر خطورة من وباء كورونا. لطالما كانت التجارب البيولوجية مرتبطة بالقدرات التكنولوجية منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى يومنا هذا. وما زالت الدول الكبرى تعمل على تطوير الأسلحة البيولوجية استناداً إلى البرمجيات المتوفرة.

أما الحلول الذكية التي ظهرت في السنوات الأخيرة فتجاوزت كل التوقعات من حيث قدرتها على التحليل والتفاعل بالاضافة إلى الروبوتات التي ساهمت بتغيير شكل الفيروسات إلى حدّ كبير.

من جهة أخرى، سمح التطوّر التكنولوجي للجهات غير القانونية بتطوير أنواع أخرى من الأمراض والأوبئة التي قد يكون انتشارها على رقعة كبيرة. هذا الأمر يُشدّد على ضرورة اتخاذ الاجراءات المطلوبة للحدّ من المخاطر في هذا المجال والبقاء على التكنولوجيا للاستخدامات الصالحة للقطاع الطبي وتعزيز الدفاعات الصحية بالدرجة الأولى وفرض ضوابط على هذه الأعمال.

يؤكد خبراء التكنولوجيا ضرورة تحديد من يمكنه استخدام برامج الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية والبرمجيات لتفادي سوء استخدام المواد البيولوجية لغايات خبيثة.

الذكاء الاصطناعي يقتل ويُقاوم

رغم الخدمات اللامتناهية، تستغل الدول مميّزات الذكاء الاصطناعي خارج الاطار القانوني لفبركة الأوبئة والأمراض مما يحتّم اتخاذ الاجراءات الصارمة بحقّ المفبركين. فغير الأمراض من صنع الطبيعة، أصبحت البشرية أمام خطر تلقي الأمراض من صنع الانسان. تُدرّب برامج الذكاء الاصطناعي لتصميم الأسلحة البيولوجية التي تستهدف مجموعة كبيرة من سكان الأرض أما الوسائل المعتمدة فهي سهلة ومتعددة.

يستعين الباحثون بالأجهزة المحمولة لاجراء بحوثهم وانشاء حمض نووي خاص بهم كما تتيح لهم المختبرات السحابية اجراء كل التجارب عن بُعد للتأكد من تأثير الوباء المفبرك وانتاج نسبة أكبر من الأوبئة البيولوجية. ويستغل الباحثون فوضى العالم على أثر التطور السريع للتكنولوجيا لتطوير الأسلحة البيولوجية وتفاقم المخاطر في القطاع الطبي.

لا ينفي الباحثون قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير فيروس خطر أو هندسته عبر استخدام النماذج اللغوية مثل شات جي تي التي تولّد الاجابات فوراً، فهي التي يستعين فيها الأطباء لاتمام كل مراحل صناعة الفيروس بحجة القيام ببحث ما. كما يطرح الذكاء الاصطناعي الأدوات المطلوبة لصناعة الفيروس والاعلان عن الشركات المسهّلة لذلك.

ولأنها تقنية ذات أوجه عديدة، يعتبر الذكاء الاصطناعي في الوقت نفسه حلاً ضرورياً يسمح بالتنبؤ بالأوبئة العالمية قبل حدوثها لتجنّب كارثة صحية. فمن خلال تطبيق واحد تم تطويره يمكن مراقبة المتغيّرات الجديدة في شكل الوباء وتركيبته ومتحوراته. بالاضافة إلى الذكاء الاصطناعي، يعتمد هذا التطبيق على التعلم الآلي بحسب العلماء. هذا النوع من التطبيقات يُكافح الأوبئة المستقبلية ويراقب المصابين بها. كما يساعد الأطباء على فهم توعية الفيروسات المنتشرة لتطوير العلاجات على هذا الأساس وتحسين الأداء في اتخاذ التدابير الصحية.

كيف تتفادى الدول سوء استخدام التكنولوجيا؟

تتبنى الدول المتقدمّة ولا سيّما الأكثر تقدماً في القطاع الصحي وصناعة الأدوية اجراءات وقائية تلجأ إليها لتحديد قواعد استخدام الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات بهدف تطوير الأسلحة البيولوجية.

اعتباراً لذلك، تعزز الدول قوانينها الدفاعية لمنع استغلال التكنولوجيا لاختراع أي من الثغرات يمكن تطويرها لتصبح فيروسات قاتلة في ما بعد. كما تؤكد الحكومات ضرورة اعتماد الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي للارتقاء بجودة الحياة واكتشاف مصادر الأمراض وليس افتعالها والعمل على الحدّ من انتشار هذه الأمراض بمراحل مبكرة لا العكس. هذا وتدرس منظمة الصحة العالمية أهمية التكنولوجيا في القطاع الصحي لمواجهة الفيروسات الجديدة ومنع الاختبارات الخارجة عن القانون.

أما من ناحية خبراء التكنولوجيا فيشددون على أهمية التكنولوجيا كأداة تخدم الانسان والسعي لتدريب الخوارزميات للمساعدة في اكتشاف العلامات المبكرة لوباء مستقبلي وتقييم النتائج المحتملة لسياسات الصحة العامة وتحديد الأوبئة بشكل موثوق وتدريب الفرق الطبية للتعامل مع هذا النوع من الكوارث. هذا ويطرحون خطة أساسية لتنظيم كيفية استخدام التكنولوجيا على أنواعها مع الأخذ بالاعتبار كل المخاطر الممكنة. والمهم أيضاً التحقق من البيانات المستخدمة وسلامة المختبرات السحابية لهندسة الفيروسات.

رغم المخاوف... ثورة في القطاع الصحي

تفرض الحكومات قيودها لضمان استخدام التكنولوجيا دون تهديد البشرية في وقت ترتبط مختلف أنشطة حياتنا بالانترنت على مختلف المستويات. أما في ما يخص القطاع الصحي والتحولات التي شهدها هذا القطاع مع الطفرة الرقمية، فمن المتوقع نمو سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية بنسبة 1700% بحلول عام 2030.

إلى جانب تحسين الأداء، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين تجربة المرضى والأطباء لاتمام العلاجات عن بُعد أو التشخيص بعيداً عن الانتقادات التي تُعارض الاعتماد الكامل على التقنية وتجد بالتدخّل البشري أمراً ضرورياً لتوفير الرعاية الصحية الآمنة والفاعلة والموثوقة.

بين الايجابيات والسلبيات، يعبّر الأطباء عن قلقهم بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي باتت بمتناول الكل دون استنثاء ويمكن أن تسمح لأي شخص بأن يطور أي سلاح رقمي أو بيولوجي خلال ساعات قليلة. فإن روبوتات الدردشة وتبادل البيانات والمعلومات تسهّل الأمور وتعزز مسببات الأمراض أيضاً. هنا لا بدّ من التركيز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي والتقييم الاضافي لروبوتات الدردشة ومنع استخدامها إلا عند الحاجة القصوى لا سيّما تلك المدرّبة على معالجة البيانات البيولوجية. ويترتّب على المعنيين تحديد النماذج الرقمية التي يمكن اعتمادها والتي لا تشكّل أي خطر كان، يترافق ذلك مع التدقيق الرسمي من قبل السلطات المعنية وتوثيق كل التجارب في المختبرات لممارسات أفضل تستفيد من الذكاء الاصطناعي وسائر الحلول الرقمية ولا تستغلّها.