ثورة جديدة في عالم الرقمنة اختبرها المستخدمون ومحبو التكنولوجيا مع ظهور روبوتات الدردشة أو "شات جي بي تي" بنهاية العام 2022 وبداية 2023. أكّد هذا الابتكار تقدّم التقنية إلى مراحل متطوّرة يستفيد منها الأفراد والشركات على كافة المستويات.
واهتم خبراء التكنولوجيا بتعزيز هذا الابتكار لتزويدنا بكل المعلومات التي نريدها. بعد فترة قصيرة من اطلاقه، أعلنت شركة OpenAI أن أكثر من مليون مستخدم باتوا يعتمدون على روبوت "شات جي بي تي" وسرعان ما بدأت تظهر في الأسواق روبوتات منافسة حيث طرحت شركة غوغل روبوت Bard المدعوم أيضاً بالذكاء الاصطناعي في مؤشر على نمو هذا السوق.
قدّم روبوت الدردشة فرصة للمستخدمين بالتفاعل مع الآلة حتى يصعب مقارنة أجوبتها مع البشر. وأصبح اليوم روبوت الدردشة يُستخدم لأهداف عدّة ولمهام أوسع لخدمة العملاء وتحسين تجربتهم الرقمية أيضاً.
في هذا الصدد، توقعت الدراسات تضاعف قيمة سوق روبوت الذكاء الاصطناعي 4 مرات بحلول عام 2030 لتصل إلى 64 مليار دولار، هي التي تسجّل اليوم 17 مليار دولار في عامنا الحالي على أن ترتفع خلال عام 2025 إلى 22 مليار دولار.
إقرأ المزيد: الروبوتات العصرية ترصُد وتُتابع وتُنجِز
وتعود هذه النتائج إلى ثقة المستخدمين بروبوت الدردشة وقدرته على جمع كمية كبيرة من المعلومات. كما يمكن لهذه الروبوتات التعامل مع متطلبات البشر وفقاً للخوارزميات التي تحملها.
مع تطور الذكاء الاصطناعي تطورت معه قدرات الانسان الذي بات بإمكانه انجاز مزيد من المهام بدقة أكبر وبسرعة.
في ظلّ هذا الواقع، تتنافس شركات التكنولوجيا وأبرزها مايكروسوفت وغوغل في مجال صناعة روبوت الدردشة التي تشكل اليوم عنصراً أساسياً لتعزيز الاستثمارات وتطوير الأعمال. فخلال فترة وجيزة تمكّن كل من الشركتين من تثبيت مكانته حيث ترى كل شركة أن المستقبل سيكون حتماً للروبوتات الذكية دون منازع.
ويهتم عمالقة التكنولوجيا بدمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي حيث ينفقون مليارات الدولارات في هذا المجال لتزويد المستخدمين بأفضل الخدمات من جهة وتعزيز التفاعل الآلي من جهة أخرى.
وتعلن الشركات الأم لروبوتات الدردشة عملها المتواصل على تدريب النماذج اللغوية ودعم أنظمة الذكاء الاصطناعي لمساعدة كل الأوساط ورفع كفاءة الأجهزة الالكترونية والحفاظ على التنافسية.
مخاوف من التطور
التخوفات من هيمنت التكنولوجيا على الانسان لا تنتهي واستغلال روبوت الدردشة لغاية خبيثة احتمال كبير خصوصاً واننا بتنا نشهد على كم هائل من الهجمات الالكترونية والسيبرانية. من هنا، يُجمع العديد من الخبراء على مخاطر التطور والمهم اعتماد أنظمة الحماية والمراقبة لتسخير التطبيقات والمنصات الذكية إلى الأعمال غير المؤذية أو ممارسات الاحتيال الرقمي.
في هذا الوقت، تطلب السلطات حول العالم احترام ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي من دون أن يؤثر ذلك على سياسة القطاعات.
إقرأ المزيد: روبوتات تختصر 39 ألف ساعة عمل على وزارة المالية في دبي
