Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تصلنا موجات الاتصالات بالعالم ونستخدم الشبكة لانجاز كل نشاطاتنا، لكن ما المراحل التي تمرّ بها هذه الموجات وما الشروط المطلوبة لبناء أبراج اتصالات ناجحة مطابقة. وهل يجب أن تتوافق مع المعايير العالمية؟

تشير البنية التحتية للاتصالات إلى المكونات المادية التي تشكل شبكة الاتصالات، بما في ذلك المعدات والكابلات والأبراج والهياكل الأخرى التي تمكن من نقل البيانات وإشارات الاتصالات. تتشكّل أبراج الاتصالات من هياكل عالية تدعم الهوائيات المستخدمة للاتصالات اللاسلكية. تتطلب عملية بناء برج للاتصالات الكثير من التخطيط واستراتيجية دقيقة لتوفير تجربة عالية المستوى وخدمات فريدة للعملاء من مختلف الأماكن. فإلى جانب الاستثمار المالي، تحرص الشركات المعنية على توظيف المهارات والكفاءات الشابة الملمة بمراحل بناء أبراج الاتصالات لتوفير التغطية الكاملة.  

 

خطوات البناء والتنفيذ

رغم تطور التقنيات والحلول إلا أن بناء أبراج اتصالات يُعد عملية معقدة تشمل مراحل عدّة وتتطلب جهات عدّة بدءاً من شركات الاتصالات مروراً بأصحاب الأبراج والجهات التنظيمية وصولاً إلى السلطات المحلية للترخيص. يُعد التعاون بين كل هذه الأطراف أساسياً لنجاح عملية نشر البنية التحتية للاتصالات ويعود ذلك لأسباب عدّة تتمثل بتسهيل عملية البناء، خفض التكاليف وتسريع نشر البنية التحتية للاتصالات. كما يعمل أصحاب الأبراج مع شركات الاتصالات لتحديد مواقع بناء الأبراج الجديدة والتأكد من أنها تلبي احتياجات العملاء والمستخدمين والسوق وكل الأطراف الأخرى. من جهتها، تحدد الجهات التنظيمية والسلطات المحلية مع شركات الاتصالات وأصحاب الأبراج التحديات المتمثلة ليتم ايجاد الحلول المطلوبة والمناسبة للجميع.

تترابط البنية التحتية للاتصالات بالأبراج، فكل منها يلعب دوره في تحسين خدمة الاتصالات اللاسلكية. لكن كيف يتم بناء أبراج الاتصالات على أرض الواقع؟

يعتبر تنسيق المهام من أهم الخطوات للمباشرة بتنفيذ برج للاتصالات، وتتمثل هذه المهام أولاً باختيار الموقع المحتمل لبناء برج الاتصالات فيه حيث تدرس الجهات المعنية مدى صلاحية الموقع المختار. بعد ذلك يتم العمل للاستحواذ على الموقع والتفاوض مع أصحاب العقارات أو المستأجرين للحصول على الأرض مع التصاريح اللازمة والقانونية.

من الناحية التصميمية، يتم الاستعانة بشركة هندسة لتصميم البرج والبنية التحتية الرقمية بما في ذلك أساسات البرج والسياج والمعدات الخارجية بما يستوفي الشروط والمعايير المطلوبة. يبقى تركيب معدات الاتصالات، مثل الهوائيات وخطوط النقل وأنظمة إمداد الطاقة، على البرج.

بعد التركيب يأتي دور اختبار التغطية وقوة الاشارة والأداء وتشغيل الأبراج للتأكد من عملها الكامل ومن طاقتها التي تلبي معايير الأداء المطلوب.

ولا يخلو الأمر من الصيانة المتواصلة ومراقبة عمل الأبراج بانتظام لمنع أي توقف عن العمل وتجنّب المخاطر المحتملة.

تدخل كل هذه العناصر ضمن عملية بناء ناجحة لأبراج الاتصالات بما يتوافق مع جميع معايير السلامة وجودة الخدمة العالية. لذا تحرص الشركات على الاشراف الدائم على عمل الأبراج والتنسيق في ما بينها وتنظيم مهامها في المواعيد المحددة.

 

كيف تواكب أبراج الاتصالات التطوّر؟

لا يمكن أن تخرج أبراج الاتصالات عن سباق النمو والتطور السريع بل يجب أن تكون جزءاً منهما. ويؤكد الخبراء في هذا الاطار أهمية تحسين أبراج الاتصالات وتطويرها وتعزيز شبكاتها خصوصاً في المواقع المكتظة سكانياً للارتقاء بتجربة العملاء.

ومن أوجه الحلول التي تستفيد منها أبراج الاتصالات اليوم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تتميّز بكلفتها المنخفضة مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية. وتعتبرالطاقة البديلة خياراً آمناً ويُعتمد لتشغيل شبكات الاتصالات حالياً.

تقنيات أخرى نلمس أهميتها مثل انترنت الأشياء الذي يساهم بتنظيم الطاقة المطلوبة لتشغيل برج الاتصالات وضمان كفاءة التشغيل. ومن خلال انترنت الأشياء يمكن الوصول إلى الثغرات المرتقبة وتجنّبها قبل حدوثها ومراقبتها للتحكم السريع بها. هذا وتضمن الحلول الرقمية الجديدة ثبات الاتصالات رغم الظروف الطبيعية الصعبة.

 

شركات الاتصالات وموقفها من أبراج الاتصالات  

تحدد شركات الاتصالات موقفها اليوم من أبراج الاتصالات التي كانت في مرحلة معينّة محطّ تركيزها للتوسع والانتشار وتوفير تغطية أكبر لعدد أكبر من السكان. إلا أن في ظلّ التحول الرقمي تغيّرت اعتبارات الشركات حيث أعلن قسم كبير منها فصل أصوله عن الأبراج لأسباب اقتصادية وفنية.

ومع ظهور فوائد مالية كبيرة، أصبحت شركات الاتصالات تتجه أكثر نحو بيع وحدات الأبراج والاستثمار في المقابل بتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الرقمية. لكن بدلاً من بيع حصتها كاملةً، تحرص شركات الاتصالات على التواجد دائماً بهذا القطاع لضمان تقديم الخدمات.

على هذا الخط، أعلن صندوق الاستثمارات العامة وشركة الاتصالات السعودية -"مجموعة stc"، توقيع الاتفاقيات النهائية التي سيستحوذ عبرها الصندوق على حصة 51% من شركة أبراج الاتصالات "توال"، أكبر شركة للبنية التحتية في قطاع الاتصالات، من "مجموعة stc". تعليقاً على ذلك، اعتبرت "مجموعة stc"  ان هذه الاتفاقية تجسّد جهود الشركة المستمرة لتحقيق الاستدامة وتدوير رأس المال والاحتفاظ بالحصص، كما يتيح للشركة أن توسع نشاطها ومواكبة التحول الرقمي للارتقاء بتجربة العملاء وزيادة تغطية الشبكة وتعزيز التواصل وزيادة سرعات الانترنت على الأجهزة الالكترونية. إلى جانب ذلك، تجسّد هذه الاتفاقية تكامل قطاع الاتصالات في المملكة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ويرفع المنافسة أيضاً.

بدورها أعلنت Ooredoo ومجموعة زين عن توقيع اتفاقيات نهائية بين مجموعة Ooredoo ومجموعة زين وشركة(TASC) TASC Towers Holding  لتأسيس أكبر شركة أبراج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومملوكة بحصص نقدية وأسهم بين الأطراف الثلاثة. واعتبرت هذه الاتفاقية انجازاً كبيراً يستجيب لاستراتيجية Ooredoo و"زين" والتي تركز على مواصلة التطوير لتصبحا شركات اتصالات ذكية، وإنشاء محفظة تركز على القيمة. كما تؤكد الصفقة التزام Ooredoo و"زين" وTASC بتحقيق النمو والقيمة للمساهمين. واحتفظت كل من Ooredoo وزين ببنيتهما التحتية النشطة، بما في ذلك هوائيات الاتصالات اللاسلكية والبرامج الذكية والملكية الفكرية المتعلقة بإدارة شبكات الاتصالات الخاصة بهما.

 

مصير أبراج الاتصالات

نظراً للواقع الحالي، يتساءل العديد عن مستقبل أبراج الاتصالات ومصيرها، فهل هي موجودة لتبقى أم انها متوجهة نحو الزوال؟ في هذا السياق، يؤكد الخبراء استمرارية أبراج الاتصالات ولن تختفي أقلّه خلال الفترة القليلة المقبلة. لكن ماذا عن التغييرات التكنولوجية وهل ستوازن شركات الاتصالات بين الأبراج والاستثمارات التقنية؟

ومن المتوقع أن يسجل سوق أبراج الاتصالات في الشرق الأوسط  - لا سيّما في المملكة العربية السعودية، ضمن مدينتي جدة والرياض - نمواً كبيراً على خلفية نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خصوصاً في البلدان النامية في مختلف أنحاء المنطقة. كما من المتوقع أن تؤدي زيادة معدلات اعتماد الإنترنت في الدول إلى جانب تعدد الخدمات الرقمية إلى دفع قطاع الاتصالات في البلاد فسيتوجّب حينها تركيب أبراج جديدة للاتصالات إلى جانب الحاجة إلى تنمية الأبراج الحالية وتطوير معاييرها.

هذا ويُحفّز استخدام الجيل الخامس تطوير أبراج الاتصالات التي من  شأنها أن تساعد أصحاب القطاع في النمو والمنافسة في السوق المحلي والدولي والاستفادة من الفرص المتاحة والمستمرة.