تُستخدم ملفات تعريف الارتباط أو Cookies لتعريف جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم وتحسين خدمة تصفح المواقع الالكترونية. تُنشأ البيانات المخزنة في ملفات تعريف الارتباط من خلال خادم ليتم تبادلها بين الكمبيوتر وخادم الشبكة ليقّدم المعلومات للمستخدم.
تقوم أغلبية المواقع الالكترونية بطرح السؤال على المستخدم فور دخول الصفحة إذا كان يريد قبول جميع ملفات تعريف الارتباط. تعتمد أكثر من 20% من المواقع الالكترونية على ملفات تعريف الارتباط لتُذكّر المستخدم بالمواقع والإعدادات الأفضل لديه والمحفوظة على الكمبيوتر مع العلم أن هذه الأخيرة يمكن أن يتم استبدالها أو التخلّص منها في ما بعد.
تنقسم ملفات تعريف الارتباط إلى نوعين، Magic cookies وهو يشير إلى حزم المعلومات المُرسلة والتي يتم استلامها من دون تغيير ويُستخدم لتسجيل الدخول إلى أنظمة البيانات الخاصة بالكمبيوتر. أما النوع الثاني يُعرف بـ HTTP Cookies وهو نسخة معدلة عن النوع الأول خاص لتصفح الانترنت ويُستخدم حالياً من قبل الشركات لإدارة النشاط على المواقع الاكترونية إلا أنه يمكن اختراقه وسرقة المعلومات الشخصية منه.
إلى جانب ذلك، يحذر البعض من خطورة الـ"كوكيز" كونها تتبع أنشطة المستخدم حيث يتم جمع البيانات لتُقدّم الاعلانات على أساسها. لن تتم مشاركة المعلومات التي تجمعها ملفات تعريف الارتباط مع أصحاب الموقع الالكتروني فقط بل يمكن أن تعود أيضاً إلى الشركات التي قامت باتفاقيات مع هذه المواقع لتخرج إلى طرف ثالث. على ضوء ذلك، تُلزم بعض الحكومات على أصحاب مواقع الالكترونية الحصول على موافقة المستخدم بمشاركة بياناته وقبول الـ "كوكيز" فور زيارته الموقع.
لذلك، ينصح خبراء التقنية جميع المستخدمين قراءة التعليمات جيداً قبل تصفّح المواقع الالكترونية وإعداد ملفات تعريف الارتباط لتحديد البيانات التي يريدون الاحتفاظ بها أو مشاركتها. قد تُشكّل ملفات تعريف الارتباط عنصراً أساسياً لإنشاء الإعلانات الالكترونية حيث تعتمد هذه الأخيرة على ساعات وجود المستخدم على الانترنت والروابط الأكثر زيارة وبالتالي يرى المُعلن من خلالها وسيلة أسهل لتحديد احتياجات المستخدم ومتطلباته.
لخصوصية أكبر يلجأ البعض إلى شبكة افتراضية خاصة المعروفة بـ VPN تقوم بنقل اتصالك إلى خادم بعيد ويتم تصنيف ملف تعريف الارتباط لهذا الخادم في بلد آخر بدلاً من الكمبيوتر الخاص بك. كما يمكن للمستخدم تعديل الإعدادات على الموقع للتصفح بأمان وتحذيره من محاولات اختراق واحتيال رقمي لتجنّب الانتهاكات الاكترونية والثغرات الأمنية.
أخيراً يؤكد المعنيون على أهمية الـ "كوكيز" من جهة وضرورة وعي المستخدم على عدم قبول كل الشروط تلقائياً حتى ولو كانت مزعجة على صفحات الويب؛ فيمكن أن تعرّض ملفات تعريف الارتباط بياناتك إلى خطر الاختراق من قبل الهجمات السيبرانية التي تطال هذه المعلومات لأهداف عدّة.