أصبحت مراكز البيانات، الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية من العناصر الأساسية لدعم الهيكلية الرقمية للشركات، تطوير الأعمال والقطاعات، تحسين الخدمات وتحقيق التحول الرقمي الشامل. ومع اعتماد التطبيقات الافتراضية للتواصل والاتصال عن بُعد، زاد حجم البيانات وبرزت الحاجة إلى كفاءة عالية في التقنيات المتوفرة.
بالحديث عن التكنولوجيا الحديثة، تعتبر الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والبرامج الذكية أفضل الحلول للشركات التي تعتمد على مراكز البيانات وتحليلها. بحسب استطلاع للرأي من غارتنر، يستثمر نصف رواد قطاع التكنولوجيا أي نحو 40% منهم في مراكز البيانات لتنمية قاعدة العملاء لديهم وتحسين خدماتهم. نحو 50% من المستجيبين لمزودي التكنولوجيا الذين يستثمرون الأموال في تحليل البيانات اختاروا السحابة كواحد من المجالات الثلاثة الأولى الأخرى للاستثمار في التكنولوجيا الناشئة. وتدعم تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي غالبية إدارة البيانات وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومشاركة الرؤية، مما يدفع الذكاء الاصطناعي والبرمجيات إلى تحقيق المراكز الثلاثة الأولى في الاستثمار التكنولوجي.
كيف تعتمد الشركات المستثمرة في الابتكارات التكنولوجية والخدمات الرقمية؟
تأخذ الخدمات الرقمية مساحة كبيرة من عمل الشركات التكنولوجية لا سيّما الناشطة في مجال تحليل البيانات. بحسب الاحصاءات التي نشرتها شركة غارتنر، تعتمد الشركات المستثمرة في الابتكارات التكنولوجية على 48% من الخدمات السحابية، 35% على الذكاء الاصطناعي، 32% على تطوير البرامج. أما بالنسبة لانترنت الأشياء فأيضاً تعتمد عليه هذه الشركات بنسبة 15%، و15% على خدمات الأعمال والتكنولوجيا كما تحرص على تطبيق الأمن الرقمي بنسبة 15%. يعتبر أكثر من ثلث رواد التقنية أن تحليل البيانات ومراكز البيانات ممكن أن توفّر المعلومات اللازمة لكل شركة، وعلى ضوء ذلك، سنشهد نمواً في الاستثمار على هذا المستوى بنسبة 100% أو أكثر مع حلول العام 2022.
%85 من الشركات ستتحوّل إلى الحوسبة السحابية بحلول العام 2025
ينقلنا التحول الرقمي إلى عالم السحابة فيعتبر الخبراء أن هذه التقنية ستكون جزءاً لا يتجزأ من التجربة الرقمية. بالنسبة لقطاع الأعمال تبدو مسألة اعتماد الحوسبة السحابية ومراكز البيانات من أهم الأمور التي يتم العمل عليها حالياً استجابةً للتحديات التي فرضها الواقع الجديد. بحسب الدراسات الأخيرة الصادرة عن غارتنر 85% من الشركات وقطاع الأعمال ستعتمد الحوسبة السحابية بحلول العام 2025 كما سيتم نشر 95% من أعباء الاعمال الرقمية الجديدة على منصات سحابية بعدما ارتفعت نسبتها إلى 30% في العام 2021. ومع حلول العام 2025، سيشهد قطاع الحوسبة السحابية قفزة نوعية توازياً مع التحولات السريعة التي نشهدها على كافة الأصعدة.
إلى جانب التحول في أنواع البنية التحتية التي تستخدمها الشركات، سيؤثر التغيير أيضًا على فرق تكنولوجيا المعلومات والمتخصصين بسبب تغيير نماذج الأعمال التي ستتحول إلى نموذج تشغيل موجه نحو المنتج حيث سيتعين على الأعمال والتكنولوجيا الجديدة. هذا وتَعِد قاعدة عملاء الحوسبة السحابية بتوسّع سريع عالمياً ومحلياً لضمان نقل البيانات، تحليلها وتخزينها.
كيف يستعد رواد الاتصالات وتقنية المعلومات لخدمات السحابة؟
بدلاً من تطوير تطبيقات منتظمة للاستخدام الداخلي أو الخارجي، سيتم استخدام المطورين "لتطوير التطبيقات/القدرات التي تستفيد من الأنظمة الأساسية السحابية ولتطوير إمكانات السحابة لمختلف أنواع وأنظمة الأعمال.
في ظلّ تغيير شروط الأعمال مع تحقيق التحول الرقمي السريع، تسعى الشركات إلى تطوير برامجها بما يتناسب مع المرحلة الحالية. أما من ناحية المطورين الذين يعملون في شركات التكنولوجيا، فقد حان دورهم لتطوير مهاراتهم أكثر في مجال الأتمتة، إدارة البيانات والهيكلية الرقمية العامة بالاضافة إلى تأمين البنية التحتية، دعم الآلات الذكية، الذكاء الاصطناعي ودمج البيانات.
كما توفّر الحوسبة السحابية المرونة في الأعمال خصوصاً مع وجود إمكانية معالجة البيانات وتخزينها مباشرةً. ففي العام 2021، برز العديد من الشركات في مجال السحابة منها شركة أمازون التي طوّرت هذه الخدمة لديها بسرعة وتوسّعت بها فتضاعفت أرباحها فوراً بعدما وصلت في العام2018 إلى نحو 25.65 مليار دولار؛ كما تعمل الشركة على الاستثمار أكثر في مجال الحوسبة وتطوير نظام البرمجيات على هذا الأساس. بدورها مايكروسوفت عززت الحوسبة السحابية في أعمالها من خلال مايكروسوفت أزور - Azure المنافس القوي في هذا المجال. أما بالنسبة للأرباح المحققة، فقد وصلت إلى نحو 53.2 مليار دولار من الربع الثالث بزيادة عن 50 مليار دولار في الربع الثاني.
42 مليار دولار سوق الحوسبة السحابية في الربع الأول وزيادة فرص العمل
مع التوجه إلى العمل عن بُعد واستخدام التطبيقات الذكية للشركات والأفراد زاد ذلك الانفاق على خدمات الحوسبة السحابية الذي شهد ارتفاعاً قياسياً بعد أزمة كورونا ليصل إلى 41.8 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري. على الخط نفسه، ارتفع اجمالي الإنفاق على خدمات البنية التحتية السحابية 33% في العام 2020 ليصل إلى 142 مليار دولار بعدما وصل إلى 107 مليارات دولار في العام 2019.
وكانت شركة أمازون الرائدة بين الشركات التي قدمت الخدمات السحابية حيث تصدرت أمازون ويب سيرفيس الخدمات السحابية في الربع الأول من العام الحالي وشكلت 32% من إجمالي الانفاق على سوق السحابة. هذا وكشفت التقارير الأخيرة أن الجهود المبذولة من قبل مايكروسوفت وشركائها إلى جانب الاعتماد المتزايد على الخدمات السحابية سيخلق المزيد من فرص العمل حول العالم لا سيّما في الكويت التي ستشهد على أكثر من 13.100 وظيفة بحلول العام 2014. كما تؤثر الخدمات السحابية وتكنولوجيا المعلومات على ازدهار الاقتصاد وارتفاع الاستثمارات في القطاعات العامة والخاصة.
بهذا الصدد يعتبر الخبراء أن اعتماد الحوسبة السحابية هي المفتاح الأساس لتحقيق التحول الرقمي بالاضافة إلى توسّع التقنيات الذكية وتعزيز المبادرات والمشاريع الخاصة لتحسين خدمة العملاء ودعم أهداف الدولة ورؤيتها القائمة على الانجازات والابتكارات المستقبلية الذكية.