Advertisement

Typography

مقابلة مع نائبة الرئيس التنفيذي للتواصل المؤسسي في الشركة الأستاذة إيمان بنت عبدالله الصعيدي

كسبت "زين السعودية" موقعاً متقدماً في تبنّي الاستدامة وتطبيق أفضل الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة على مستوى المملكة والمنطقة عموماً. فخلال السنوات الماضية، عززت الشركة موقعها كمزودٍ رائدٍ للخدمات الرقمية، مدفوعة بنهجٍ استراتيجي لتحقيق الأثر وبناء عالمٍ جميل يتناغم فيه الإنسان مع البيئة في إطارٍ من العمل المسؤول، للمساهمة في بناء مجتمعٍ حيوي ينعم باقتصادٍ مزدهر في ظل وطن طموح، وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030. فمن مبادراتٍ تركز على المسؤولية الاجتماعية إلى استراتيجيةٍ متكاملة للاستدامة المؤسسية، ارتقت "زين السعودية" مواكبةً لإنجازات المملكة الطموحة على مختلف الأصعدة، وتحديداً في مستهدفات الاستدامة. فتحولت إلى نموذجٍ لشركةٍ حريصة على التفوق الرقمي والتشغيلي، وفي الوقت نفسه أن تكون الرائدة في تطبيق أطر الاستدامة المؤسسية، بدءاً من الحد من الانبعاثات الكربونية، مروراً بالشمولية ودعم التنوع، وصولاً إلى سلاسل الإمداد والقيمة، مبتكرةً حلولاً رائدة لاقت صدىً واسعاً على مستوى العالم.

وفي هذه المقابلة مع نائبة الرئيس التنفيذي للتواصل المؤسسي في الشركة الأستاذة إيمان بنت عبدالله الصعيدي، نلقي الضوء على رحلة "زين السعودية" للاستدامة.

من شركةٍ رائدة في الاتصالات والخدمات الرقمية إلى شركةٍ رائدة في مجال الاستدامة، ما هي أبرز محطات مسيرة "زين السعودية" في هذا المجال؟

شكّلت قيم "زين السعودية" الركائز لكل النجاحات التي حققناها، ولله الحمد، وعلى طول مسيرة الشركة. فعلى قدر طموحنا في أن نكون نموذجاً رائداً لشركات القطاع على مستوى المملكة والعالم، لدينا أيضاً طموح أسمى يتمثل في الأثر الذي نسعى لتحقيقه على المستوى الإنساني والمجتمعي والبيئي، وبما يسهم في إحداث فرق حقيقي لمجتمعنا والمساهمة في رفعة وطننا. وإحدى هذه القيم المغروسة في صميم شركتنا، هي الانتماء لهذا الوطن والفخر بمجتمعنا والاعتزاز بمواهبنا. ليس هذا فحسب، بل الانتماء لكل القضايا التنموية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في مملكتنا الحبيبة، انتماء عكسناه في البدايات التزاماً ومسؤولية اجتماعية من خلال مبادراتٍ وبرامج مخصصة للمساهمة في التمكين الاجتماعي والإنساني.

وعملنا على مواءمة مبادراتنا للمسؤولية الاجتماعية من الاحتياجات والمتطلبات الحقيقية لمجتمعنا، ونجحنا، ولله الحمد، في أن نكون شريكاً حقيقياً في هذا المجال، لكن رؤيتنا لبناء مجتمعٍ متصل رقمياً وتحسين جودة الحياة، دفعتنا إلى التوسع خارج حدود المسؤولية الاجتماعية، بهدف تعظيم الأثر باستراتيجية تقوم على محورين رئيسيين: إحداث تغيير منهجي يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وكذلك جعل الاستدامة في صميم عملنا المؤسسي داخل "زين السعودية".

وعليه، انطلقنا في رحلةٍ لتوسيع نطاق تأثيرنا الإيجابي على البيئة والمجتمع والأفراد، من خلال دمج الاستدامة في استراتيجية أعمالنا، كانعكاسٍ طبيعي لالتزامنا المستمر بالعمل المسؤول والصديق للبيئة، ولدورنا كمساهمٍ في دفع مسيرة التحوّل الرقمي ومسيرة الازدهار الاجتماعي، من خلال استراتيجيتنا البيئية والاجتماعية والحوكمة، والمستندة إلى الممارسات المسؤولة على نحوٍ يضمن خلق القيمة لجميع أصحاب المصلحة.

حيث أطلقنا في العام 2020، استراتيجية الاستدامة المؤسسية، التي تتواءم مع استراتيجية أعمالنا وجهودنا لجعل الاستدامة جزءاً لا يتجزّأ من عملياتنا وخدماتنا ومنتجاتنا كافة، مع التركيز على أربعة محاور أساسية هي: التغير المناخي، والعمل بمسؤولية، والشمولية، وتمكين جيل الشباب. ومن شعارنا "عالم جميل"، عقدنا العزم على بناء مستقبلٍ مستدام للمملكة والكوكب.  

 

إنَّ أهمية الاستراتيجيات تكمن في تطبيقها، فكيف تمكنتم من تعزيز مفهوم الاستدامة على أرض الواقع؟

بالنسبة لنا كان الهدف الذي نريد تحقيقه واضحاً من البداية، وهو تسخير استثماراتنا النوعية في الابتكار والتقنية المتقدمة لإحداث أثرٍ تمتد بصمته إلى ما بعد العائد الاقتصادي. لذلك، لم تقتصر رحلتنا على توفير خدمات اتصالات فعالة وحسب، بل امتدت لتشمل إحداث تغيير منهجي يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وتمكين المجتمعات في الأسواق التي نعمل فيها. وأردنا أن ننهض بمجتمعنا وندعم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتطلعات قيادتنا الرشيدة المتمحورة حول رفاهية الإنسان واستدامة البيئة، وأن نكون شريكاً فاعلاً في دعم الجهود العالمية في هذا المجال.

ولتحقيق هذا الهدف، كان لا بد من أن نكون على جاهزيةٍ تامة، وأن يكون جميع أفراد عائلة "زين السعودية" وكذلك عملياتها التشغيلية والإدارية واستثماراتها النوعية في خدمة هدفٍ واحد هو الاستدامة. فبدأنا من بيئتنا الداخلية في رحلةٍ طموحة لخلق بيئة عمل مثالية تقوم على تحقيق الشمولية عبر التوازن ما بين الجنسين وتوفير الفرص المتكافئة للجميع. فكنا من أولى الشركات التي بادرت إلى تأسيس مبادرةٍ خاصة بالتنوع، كمؤشرٍ حقيقي على الأهمية التي توليها لعملية إشراك المرأة وتمكين القوة العاملة فيها، حتى باتت هذه الثقافة جزءاً من سلسلة القيم التي ميّزت الشركة، وأيضاً تمكين ذوي الإعاقة وزيادة مشاركتهم داخل بيئة العمل، بالإضافة إلى زرع ثقافة الاستدامة وممارساتها في قيم منسوبي الشركة وتمكينهم للمساهمة في خلق عالمٍ جميل يمتد أثره إلى المجتمع والبيئة، كذلك عملنا على أن تكون الشركة بكل منشآتها وأصولها وعملياتها صديقة للبيئة؛ ولننطلق بعدها نحو صناعة الأثر خارج حدود الشركة وعلى امتداد المملكة. وهذا الأثر الذي تردد صداه على المستويين المحلي والعالمي واستقبلته الجهات المتخصصة بالاستدامة بالتقدير، إذ تقدمنا، ولله الحمد، ضمن مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات  (MSCI ESG Index)  إلى تصنيف (AA) كما أنَّ الشركة حصلت على تصنيفٍ متقدم في نطاق الإدارة (A-) لمجالات التصدي لتغير المناخ، لمشروع الإفصاح عن انبعاثات الكربون "CDP"، وهو التصنيف الخاص بعمليات الإفصاح عن الإجراءات المناخية، كما حازت مؤخراً على جائزة المسؤولية الاجتماعية "الفئة الذهبية" للعام  2024، والمقدمة من وزارة  الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وذلك تقديراً لدور الشركة في تمكين المجتمع السعودي ومساهمتها الفاعلة في دعم التنمية.

 

كيف استفدتم من الشراكات الاستراتيجية لتعزيز مساهمتكم في تحقيق أهداف الاستدامة للشركة؟ وما هو الأثر المتوقع لهذه الشراكات على المجتمع والبيئة؟

"زين السعودية" هي مساهم وممكن استراتيجي لعملية التنمية الشاملة في المملكة، إذ نعمل على تمكين أصحاب المصلحة للنمو والازدهار في وطنٍ طموح. ولأنَّ الرابط الذي يجمعنا بمجتمعاتنا عميق ومتين، فقد عملنا باستمرار على تحسين جودة الحياة وتعزيز التقدم. واليوم، تعد "زين السعودية" شريكاً مفضلاً للأفراد والشركات والهيئات الحكومية والمنظمات غير الربحية.

حيث عقدنا شراكة مع جمعية "كبار" ودرّبنا 550 فرداً من كبار السن على المهارات الرقمية. كما ركّزنا، من خلال مبادراتنا التعليمية الرقمية مع منصة "أعناب" للمعرفة ومدرسة كود فنلندا، على سد الفجوة الرقمية لـ 28 ألف شخص في جميع أنحاء المملكة. وبالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وصل عدد الأفراد الذين قمنا بتدريبهم، ضمن الحملة الوطنية لتحفيز القطاع الخاص على التدريب "وعد"، حتى الآن إلى أكثر من 100 ألف شاب وشابة سعوديين، وتم تزويدهم بالمهارات المستقبلية الأساسية. أيضا وقّعنا شراكة استراتيجية مع جمعية "ارتقاء" غير الربحية لتعزيز جهودنا في إدارة المخلفات الإلكترونية وإعادة التدوير. وكأحد ممكني الاستدامة والشمولية الرقمية في المملكة، ساهمنا في دفع وتسريع مسيرة التطوير في الاقتصاد الرقمي، مع التركيز على الاستعداد للمستقبل وتنمية المواهب، من خلال عددٍ من المبادرات منها برنامج "المرأة في التقنية" حيث مكنّا أكثر من 260 امرأة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

كذلك، يشكل العمل التطوعي ركناً رئيسياً من ثقافتنا المؤسسية وعملياتنا. ومن الأمثلة البارزة على مساهمتنا في هذا المجال، حملة إعادة تشجير منتزه أم الشقوق، حيث عمل موظفو "زين السعودية" ومتطوعون من جمعية كيان للأيتام معاً، في هذه الحملة. كذلك فإنَّ شراكتنا الرائدة مع تطبيق Be My Eyes لدعم المكفوفين وضعاف البصر شهدت تطوع 82 من موظفينا بهدف تمكين مجتمعنا.

ومن منطلق التزامنا بالمساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية، تعاونا مع شركة البحر الأحمر الدولية لإطلاق أول شبكة جيل خامس (5G) خالية من الانبعاثات الكربونية في العالم. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز جهود المملكة في خفض الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وبالتالي الإسهام في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. ويمتد اهتمامنا البيئي إلى أكثر من ذلك من خلال شراكتنا مع جمعية ارتقاء، بهدف تعزيز الاستثمار في صناعة إدارة النفايات الإلكترونية من خلال إعادة تدوير أكثر من 5000 جهاز. ومن خلال الشراكة مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، شاركنا في المبادرة الوطنية لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، "دور جهازك"، والتي أسهمت في إعادة تدوير أكثر من 100.000 جهاز إلكتروني في العام 2023. كذلك دعمت "زين السعودية" الجهود الوطنية للتشجيع على استخدام السيارات الكهربائية، من خلال إطلاق محطة شحن السيارات الكهربائية في مركز غرناطة للأعمال في الرياض. وبالتالي نحن نؤمن أنَّ صناعة الأثر الإيجابي تمتد بشكلٍ أكبر عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهاتٍ نتشارك معها الرؤى والأهداف.

 

أصدرت شركة "زين السعودية" مؤخراً تقرير تأثير الاستدامة المؤسسية لعام 2023، تحت عنوان الأثر الذي تركه الرئيس التنفيذي السابق المغفور له المهندس سلطان الدغيثر على استراتيجية ومبادرات الشركة في مجال الاستدامة، كيف أسهمت قيادته في الاستدامة على المستوى الاستراتيجي للشركة؟

نحن فخورون بإصدار تقرير أثر الاستدامة المؤسسية لعام 2023، والذي يعكس بأقسامه وصفحاته المتعددة الرؤية والقيادة الحكيمة للرئيس التنفيذي الراحل المغفور له المهندس سلطان بن عبد العزيز الدغيثر، حيث كانت الاستدامة المؤسسية من أهم القضايا التي تبناها وآمن بها بشكلٍ شخصي، فكانت رحلة الاستدامة لشركة "زين السعودية" بتوجيهٍ من المهندس الدغيثر والتزامه الكبير بتبني المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة - ليس كمبادراتٍ مستقلة، بل توظيفها لبناء ثقافةٍ مؤسسية وتعميمها في كل أنحاء الشركة وإداراتها وأقسامها المختلفة.

من هذا المنطلق نؤكد التزامنا بدفع عجلة النمو المستدام، وأن نكون مصدر إلهام للتأثير الإيجابي على المجتمع داخل الشركة وخارجها. وستستمر "زين السعودية" في البناء على هذا الإرث. وسنواصل توظيف التقنية والابتكار لتسريع التحول الرقمي. وهذا التفاني لتحقيق النمو المستدام ينعكس في التزامنا بتحقيق هدفنا الأساسي بركائزه الثلاث: الاقتصاد، الإنسان، والكوكب، بما يضمن أنَّ كل عمل نقوم به يدعم هذه المجالات الرئيسية.

 

ختاماً، وكون الشمولية واحدة من ركائز استراتيجيتكم للاستدامة، ما هي الرسالة التي تود شركة "زين السعودية" توجيهها للنساء العاملات في مجال التقنية في المملكة وخارجها؟

أعتقد أننا ولله الحمد، تجاوزنا في المملكة مسألة توجيه الرسائل الداعمة للمرأة إلى مرحلة التعلّم من قصة نجاح المرأة السعودية في التقنية. ونحن نفخر بأنَّ المملكة حالياً، من أفضل البلدان على مستوى العالم في التوازن ما بين الجنسين والشمولية الرقمية. وما شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية هي واحدة من أعظم قصص تمكين المرأة. واليوم انتقلت المرأة السعودية، وتحديداً أولئك العاملات في قطاع التقنية، من حقبة تلقّي الرسائل إلى حقبة التأثير عبر الكفاح، والمثابرة والإنجاز والطموح.