من المقرر أن يجمع مؤتمر M360 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قادة من مختلف قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والقطاعات الحكومية في الدوحة، قطر، من 18 إلى 19 نوفمبر 2024. وفي هذا الاطار، كان لمجلة تيليكوم ريفيو مقابلة خاصة مع لارا ديوار، الرئيسة التنفيذية للتسويق (CMO) في GSMA، قبل انعقاد المؤتمر حيث شاركتنا أفكارها وتوجهاتها.
إقرأ المزيد: الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول تعقد مؤتمرها "M360 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024" في الدوحة لأول مرة
ما أهمية استضافة M360 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأول مرة في الدوحة؟ لِمَ وقع اختيار رابطة GSMA على قطر لاستضافة هذا الحدث بالتحديد؟
تُعتبر سلسلة M360 الخاصة بنا مهمة جداً؛ وهي مصممة لتعكس الحقائق المحلية وتربطها بالأولويات على مستوى عالمي. نستضيف عدداً قليلاً منها على مدار العام. نبدأ عادة في أميركا اللاتينية، ونعقدها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوراسيا، وسنتواجد الآن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تُثبت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكانتها هي التي أصبحت مركزاً عالمياً للابتكار الرقمي، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الرقمي بشكل كبير (تبلغ قيمته حالياً 180 مليار دولار ومن المتوقع أن تصل إلى 780 مليار دولار بحلول عام 2030). من الصعب تجاهل هذه الأرقام، وبالفعل تبرز قطر كدولة رائدة في المنطقة.
نعتقد أن قطر تملك رؤية طموحة في هذا المجال، مدفوعة بالتقنيات الناشئة التي تنمو وتساهم بشكل كبير في دعم الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. نعتقد أن رؤية قطر لإنشاء اقتصاد رقمي وتعزيز ازدهاره يُعد جانباً مهماً من هذا النمو، ونتوافق إلى حد كبير مع الفلسفة التي تحملها الدولة واستثماراتها الاستراتيجية في تقنيات مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
إضافة إلى ذلك، تعتبر الدوحة مدينة نابضة بالحياة، وهو أمر بالغ الأهمية عندما نقوم بالتخطيط لأحداث مثل هذه، ونرى بالدوحة مكاناً رائعاً لعرض التطورات في تكنولوجيا الهاتف المحمول.
لقد عقدنا سابقاً حدث M360 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة العربية السعودية وكان لدينا مضيف رائع (stc). أما هذا العام فكان لنا الفرصة لنقل الحدث والعمل مع عضو آخر في GSMA لاستضافته (Ooredoo). أنا متحمسة جدًا للشراكة مع Ooredoo، وممتنة لاستضافة هذا الحدث معهم، ومتحمسة لوجودي في الدوحة.
كيف سيستفيد هذا الحدث من أحدث التطورات في مجال الاتصالات ويعزز التعاون عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
تتمثل رؤيتنا، في GSMA، بدعم قوة الاتصال لازدهار أعمال الأفراد والقطاعات والمجتمعات. تركّز جميع فعالياتنا على جمع قادة إقليميين ودوليين لتبادل خبراتهم. ولا يمكننا التغاضي عن أهمية وجودنا معاً للتعاون الناجح. نعلم أهمية مثل هذه الأحداث، حيث يتم اتخاذ القرارات الصائبة من قبل أهل المجال.
كما نعلم أن الشراكات والتعاونات التي نتوصل إليها هي جراء التواصل مع شبكة من الاتصالات ضمن هذه الفعاليات، وهي مهمة للغاية. في بعض الأحيان، لا تزال هذه الروابط في مراحل التشكّل (مثل اجتماع رسمي)، وأحيانًا تكون قائمة صدفةً (حيث نتعرف على شخص ما ونبدأ الحديث معه للتوصل إلى شراكة).
إن التواجد مع أشخاص من هذا القطاع الديناميكي هو شيء مميّز. ونعتقد أن قادة الأعمال وصناع القرار يسهمون معاً بدفع الشراكات الرقمية التي تساهم بتحقيق أرقام النمو التي ذكرتها سابقًا.
نحن ممتنون ويشرفنا للغاية حضور وزير الاتصالات القطري، سعادة محمد بن علي بن محمد المناعي، حفل الافتتاح. ويسعدنا مشاركة الحكومة في خطاباتنا. نعتقد أنه من المهم جداً أن تكون هناك شراكات بين القطاعين العام والخاص ممثلة في هذه الفعاليات. من خلال هذه الطريقة سنؤثر على القطاع بأكمله وكيفية تنظيمه.
سيكون لقادة أعمال آخرين مشاركة أيضاً، بما في ذلك مديرنا العام، ماتس جرانريد، الذي سيلقي كلمة رئيسية بعنوان "تمكين المستقبل الرقمي"، والتي سيتوسع فيها للحديث عن أهمية إنشاء مستقبل رقمي شامل ومستدام. كما ستسلط أجندة هذا العام الضوء على أهمية التعاونات والمبادرات التي تحدثنا عنها خلال العامين الماضيين على مستوى القطاع، بما في ذلك مبادرة البوابة المفتوحة، التي تستفيد من قوة الجيل الخامس وقدراته.
سيناقش أيضًا دور الذكاء الاصطناعي، وهو حوار الساعة، بين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى الابتكارات التي يمكن أن نتوقعها من هذه التقنية. نعتقد أن قطاع الاتصالات شهد تحولًا ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك إلى تطور الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن هذا ليس بجديد بالنسبة للاتصالات، فنحن نستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي على مدار سنوات عدّة، لرفع الكفاءة وتحسين الشبكات واستخدام البيانات بشكل مختلف لخدمة العملاء بطريقة أفضل. أما الآن، فنحن نرتقي بالذكاء الاصطناعي إلى مستوى آخر من خلال المنتجات ذات القيمة المضافة.
أعتقد أن كل هذه الأمور ستتم مناقشتها، ونظراً للرغبة بتحقيق التطور، ان كان من خلال الاستثمارات أو عبر الأعمال التي يتم إنجازها في الجامعات، سيكون الحديث مهماً جداً على مستوى المنطقة. إنه الوقت المناسب لإجراء هذه المحادثات مع الشريك المضيف المناسب.
ما أهمية السياسات المعتمدة لضمان المساهمات العادلة في البنية التحتية للهواتف المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ وكيف سيكون M360 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منصة مثالية لمناقشة هذه السياسات؟
على مر السنين، اكتسبت GSMA سمعة إيجابية لقدرتها على الجمع بين المنظمين الحكوميين وصانعي السياسات وقادة الأعمال. قد نكون المنظمة التالية خارج الأمم المتحدة التي تتمتع بتجربة جيدة في جمع الأشخاص المناسبين معاً لإجراء الجلسات الحوارية التي يمكن أن تؤثر على مراحل التنظيم.
هذا قطاع منظم بشكل كبير، وقد يعتبر مشغلو شبكات الهاتف المحمول أنهم يتعرضون للضغط من جميع الجوانب، لا سيما مع طلبات العملاء المتغيّرة باستمرار في مواجهة القيود التنظيمية، حيث يحاول المنظمون أيضاً اتخاذ القرار الصحيح الذي يناسب العملاء أو الناخبين. ومن ثم لدينا هيكلية السوق والمنافسة. كما لدينا أطر الأعمال التي نواجه فيها تحديات في ما يتعلق بالمساءل الضريبية التي تقيّد مشغلي الاتصالات.
وبالتالي، نعتقد أن الحكومة تلعب دوراً مهماً في تمكين القطاع أولاً وقبل كل شيء، الاستثمار الإيجابي فيه، وثانياً، تحفيز الجلسات الحوارية ومناقشة هذه المواضيع مثل الضرائب المحددة بالإضافة إلى تنظيم الحصص العادلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نتحدث جميعاً عن الجمهور نفسه. نسميهم [نحن كشركات الاتصالات] عملاءنا بينما يطلق عليهم المنظمون اسم "الناخبين"، ولكن بشكل عام، نحاول أن نفعل الشيء الصحيح لهذه المجموعة. وهكذا، بالنسبة لنا، فإن العمل معاً يتيح مناخاً أفضل بكثير من العمل على خلاف ذلك.
أعتقد، في النهاية، نريد الوصول إلى الشيء نفسه: نريد أن يشعر الناس بالأمان، ونريد أن يتعلم الناس للوصول إلى أهدافهم والأهم من ذلك تأمين الاتصال لهم. ونعتقد أن هناك سياسات ضرورية على المستوى التجاري لتحقيق هذا الأمر بالإضافة إلى فوائد مجتمعية.
كما نعتقد أن تمثيل هاتين المجموعتين في حدث M360 الخاص بنا سيؤدي إلى حوار مفيد للغاية. ستكون هناك سلسلة من الجلسات لاجراء حوارات مهمة، منها بدعوة عامة، والبعض الآخر سيكون بدعوة فقط.
كيف توفر M360 الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خدمات الانترنت عبر الهاتف المحمول للجميع؟
ان وجود المديرين التنفيذيين وصانعي السياسات وقادة التكنولوجيا معًا لمدة يومين يخلق جوًا مميزاً حيث يمكن تناول موضوع كيفية توفير الخدمة - بدءاً من المحادثات التكنولوجية والمحادثات التنظيمية والمحادثات المجتمعية التي تعالج بعض العوائق الأخرى لجعل الناس على اتصال عبر الإنترنت.
يُعد هذا التقاطع بين الأعمال والسياسة مهماً لاتاحة كل الفرص للمجتمعات الرقمية أولاً، ولدى رابطة GSMA مصلحة في ضمان أننا، في الوقت الحالي، نستمر في سد ما نسميه "فجوة الاستخدام" بدلاً من خلق فجوة في الاستخدام. بل إن هناك فجوة أكبر في مواجهة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
إذا نظرنا إلى أرقام العام الماضي، نجد أن 95% من الناس كانت تتمتع بتغطية شبكة الهاتف المحمول على مستوى العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بلغ هذا الرقم 96%، وبالتالي، لا نفتقر إلى التغطية. ومع ذلك، فإننا نعلم أن حوالى 49% فقط من الأشخاص يستخدمون الإنترنت عبر الهاتف المحمول. نحن بحاجة إلى معالجة "فجوة الاستخدام" هذه التي تقل قليلاً عن 50% حتى لا نترك الأشخاص دون اتصال.
تشمل بعض العوائق التي تحول دون الشمول القدرة على تحمل تكاليف الأجهزة، ومحو الأمية الرقمية، والمحتوى ذي الصلة، من بين أمور أخرى. كما اننا نعلم أن هذا القطاع تمكن عبر التاريخ من معالجة المشاكل المعقدة وحلها، خاصة في منطقة تتمتع بزخم كبير في ما يتعلق بالتزامات واستثمارات البنية التحتية الرقمية.
كامرأة، أشعر بأنه يجب الحديث عن هذا الأمر حيثما تتسنى لي الفرصة. أعتقد أنه من المهم أن نوفر للنساء الاتصال الآمن بالإنترنت، والاستفادة من الأدوات المتاحة لتسهيل حياتهن اليومية.
إقرأ المزيد: قطر تتقدم في مؤشر الأمن السيبراني العالمي 2024
باعتبارك امرأة رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورك رئيسي في منظمة مهمة، كيف تستغلين مكانتك لتلبية الاحتياجات المطلوبة ودعم الهاتف المحمول ونظامه الايكولوجي؟
أعتقد أن وجود المرأة أو الرجل بموقع ريادي، يحتم ذلك علينا تحمل مسؤولية كبيرة لخلق بيئات تتناسب مع متطلبات الجميع وتتيح لهم الفرصة للنجاح فيها. إذا تحدثنا عن المواهب في مجال التكنولوجيا التي يهيمن عليها الرجال، أشعر بالقلق الشديد لأننا نترك نصف السكان خارج القطاع، مما يعني أن نصف السكان لا يمكنهم التأثير في المجتمع مثل تطوير منظمة العفو الدولية.
وأعتقد أيضًا أن هناك ضرورة لخلق التنوع في السوق التجاري، حيث أثبتت الدراسات ان الشركات التي توظف قوى عاملة متنوعة تحقق أداءً أفضل لمساهميها.
نتبنى في GSMA بعض المشاريع فنحن نضمن أن يكون التنوع والمساواة والشمول (DEI) أولوية في جميع فعالياتنا. في وقت سابق من هذا العام، في MWC Barcelona، نفّذنا برنامج "Diversity4Tech"، حيث عرضنا الجهود الجماعية للنظام الايكولوجي للهاتف المحمول في تحقيق التنوع والمساواة والشمول، وفي الوقت نفسه، أشرنا إلى الفجوة الكبيرة المتواجدة. ومؤخراً، استضفنا في MWC Las Vegas، برنامج "Tech4Girls".
تشغل النساء 26% فقط من الأدوار القيادية وهذا ما يثير القلق فعلاً. و35% فقط من المناصب في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مخصصة للنساء. هنا يمكنني أن أطرح مشكلتين: كيفية جذب النساء إلى هذا القطاع والترويج لهن في ما بعد.
نسعى من خلال حواراتنا الى نشر الوعي حول أهمية التنوع. من خلال دوري، وكجزء من محفظتي، أقوم بإنشاء المحتوى لجميع برامجنا. ومن خلال القيام بذلك، فإنني أبذل كل جهدي وأضع كل إبداعي وصوتي لأسلّط الضوء على هذه المشكلة، وتوجيهنا نحو حلول قابلة للمعالجة.
في العام الماضي، ولأول مرة، كان 45% من المتحدثين في MWC من النساء مما يمثل تحسناً كبيراً مقارنةً بالسنوات السابقة. سأستمر بهذه المهمة بشكل عملي أكثر بينما أتحمل مسؤوليتي وأحاول إطلاق برامج لمعالجة هذه الأمور. للمضي قدماً، في MWC 2025، سنتقدم خطوة أخرى إلى الأمام في برنامجنا "Diversity4Tech"، ونستعد لاطلاق بعض الأمور الأخرى التي تم اعدادها.