Advertisement

Typography

رغم الظروف الصعبة، تُثبت شركة Ooredoo فلسطين مكانتها في السوق فهي تقدّم اليوم أفضل الخدمات للعملاء. للحديث أكثر عن واقع قطاع الاتصالات، التحديات والخطط التي تركّز عليها Ooredoo فلسطين، كان لمجلة تيليكوم ريفيو مقابلة مع الدكتور سامر فارس، الرئيس التنفيذي لشركة  Ooredoo فلسطين.

 

نظراً لخبرتك الواسعة بقطاع الاتصالات لأكثر من 15 عاماً، برأيك ما العناصر المعتمدة اليوم والتي تساهم بنجاح Ooredoo فلسطين؟

قبل الاجابة لا بد من التعرف على طبيعة قطاع الاتصالات في فلسطين حيث يخضع قطاع الاتصالات لمحددات عديدة، فحتى اليوم تعمل شبكة الجيل الثالث في الضفة وشبكة الجيل الثاني في قطاع غزة، ولم يسمح للفلسطينيين بتشغيل شبكة الجيل الرابع أو الجيل الخامس ولم يمنحوا الترددات اللازمة لتشغيل أي منهما، لأن ملف الترددات بحاجة لموافقات من قبل السلطات الإسرائيلية وهذا الملف مرتبط بالقضايا السياسية.

ومن جانب آخر تعمل في السوق الفلسطيني 5 شركات إسرائيلية بطرق غير شرعية وتقدم خدمات الجيل الرابع والخامس باسعار تفضيلية كبيرة تعجز الشركات الفلسطينية عن منافستها. نتيجة لذلك، تستحوذ الشركات الاسرائيلية على ما تقدر نسبته بـ 25% من الحصة السوقية، الأمر الذي يتعارض مع الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الشركات لا تقدم أي ضرائب للحكومة الفلسطينية، كما لا تقدم أي خدمات ما بعد البيع.

وبالعودة للسؤال الأساسي وفي ظل المحددات المذكورة اعلاه، تحاول شركة Ooredoo التركيز على بعض العوامل الفنية والتجارية التي تمنحها افضلية تنافسية في مواجهة المشغل الفلسطيني المنافس والشركات الاسرائيلية. من اهم هذه العناصر هو التزامها بمواكبة أحدث التطورات في مجال الرقمنة والتكنولوجيا. هذا الالتزام يجعلها في طليعة مقدمي خدمات الاتصالات العصرية في فلسطين، حيث تقدم الشركة حلولاً مبتكرة تلبي احتياجات المشتركين المتنوعة والمتزايدة بشكل يومي.

من جانب آخر، يلعب التخطيط السليم والمراجعة المستمرة لأداء الشركة دورًا حيويًا في تحقيق النجاح الاستراتيجي من ناحية النمو المستدام في الحصة السوقية مع الاهتمام العالي بطرق تحافظ على التوازن بين نموها والربحية. كما تعتمد Ooredoo فلسطين على أسس قوية من الحوكمة الرشيدة والشفافية، مما يضمن الحفاظ على معايير عالية للأداء في السوق الفلسطيني الذي يتميز بتحدياته المتعددة، ومما يجعلها مؤسسة رشيقة دائمة التكيف وهو أهم أسرار نجاح Ooredoo.

إلى جانب ذلك، لا يمكن تجاهل أهمية فريق العمل في Ooredoo فلسطين لأن نجاح الشركة يعتمد إلى حد كبير على خبرة وكفاءة هذا الفريق الذي يتمتع بمرونة عالية وقدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في السوق الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة. هذه المرونة تضمن استمرارية العمل بأفضل جودة ممكنة.

كما أن التزام Ooredoo بتقديم تجربة مشتركين متميزة يساهم في تعزيز مكانتها في السوق، فالشركة تسعى باستمرار لتقديم حلول جديدة تلبي توقعات المشتركين المتزايدة بأسهل وأسرع الطرق، كما أن رفد الشركة بالدعم اللازم من مجموعة Ooredoo العالمية كان له الأثر على صقل ما سبق من عناصر لنقدم نموذجًا فريدًا بأيادٍ فلسطينية وخبرة عالمية.

وأخيراً، التفاعل المستمر مع المجتمع الفلسطيني وتقديم مبادرات مجتمعية مستدامة يُعدّان من الركائز الأساسية التي تعزز علاقة الشركة بمشتركيها وتؤكد دورها الرائد في خدمة المجتمع، الأمر الذي يعكس التزام Ooredoo فلسطين بتحقيق تطلعات المشتركين والمجتمع على حد سواء، وضمان استمرارية نجاحها في سوق الاتصالات الفلسطيني.

 

كيف تسعى Ooredoo فلسطين إلى زيادة حصتها السوقية وتوسيع قاعدة المشتركين؟

إن هدف زيادة الحصة السوقية يعتبر من اهم الاولويات لجميع الشركات. وعليه تعمل شركة Ooredoo فلسطين دوماً على مجموعة من الخطط الاستراتيجية لزيادة حصتها السوقية على حساب المنافس المحلي والشركات الاسرائيلية التي تعمل بطريقة غير قانونية في فلسطين.

في المقابل تعمل شركة Ooredoo اليوم على تحسين خدماتها وبالتالي حصتها السوقية عن طريق الاهتمام بتجربة المشتركين وتحسينها وتبسيطها لخدمتهم في ظل الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني اليوم. فالتميز في هذا المجال يخلق علاقة وطيدة مع المشتركين، تزيد من رضاهم وتلبي تطلعاتهم وتخلق استدامة في العوائد المرتبطة بذلك، وإن الشركة خلال الفترة الماضية كرست طاقمًا خاصًا لقياس مدى رضا المشتركين، وتحديد الجوانب التي تحتاج لتطوير أو تحسين أو تعديل، ليبقى المشترك على رأس أولوياتنا فهو رأس المال الحقيقي بالنسبة لنا، كما نعمل وبشكل مستمر على إعادة هندسة ورسم المحطات التي يمر بها المشترك خلال تلقيه الخدمة والتعامل مع Ooredoo من خلال مختلف منافذها الرقمية وغير الرقمية.

كما تسعى Ooredoo فلسطين إلى تعزيز حصتها السوقية عبر استراتيجيات تجارية وتسويقية ذات تأثير ملحوظ على المديين القريب والبعيد. ومن أبرز هذه الاستراتيجيات هو التوسع في السوق من خلال قنواتها البيعية المتعددة، إلى جانب الابتكار في تطوير قنوات بيعية رقمية جديدة تلبي احتياجات المشتركين المتزايدة، كما تعتمد الشركة أيضًا على حملات تسويقية فعّالة تهدف إلى التأثير المباشر على القرار الشرائي للمشتركين، مما يعزز من تواجدها في السوق.

إلى جانب ذلك، تواصل Ooredoo العمل على رفع كفاءة الشبكة بشكل مستمر، مع التركيز على تحديثها وزيادة سعتها لتكون الشبكة الأحدث والأفضل في فلسطين، مع تقديم خدماتها بأسعار تنافسية تواكب احتياجات المشتركين.

 

برأيك إلى أي مدى يرتبط تطبيق التحول الرقمي باستمرارية الأعمال في قطاع الاتصالات؟

التحول الرقمي هو ركيزة أساسية في الحفاظ على استمرارية العمل في شركات الاتصالات، ويُعدّ تطبيقه ضرورة ملحة للمضي قدمًا بالتوازي مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. حيث يعتمد المشتركون اليوم على الخدمات الرقمية بشكل كبير، سواء في حياتهم الشخصية أو العملية، مما يجعل مواكبة مسار التحول الرقمي عاملاً رئيسياً في تلبية احتياجاتهم المتزايدة. ولا بد من التذكير أن أي تقدم على صعيد التحول الرقمي يحتاج إلى بيئة قانونية ناظمة وتشريعات خاصة مثل قانون التوقيع الإلكتروني والمعاملات الالكترونية، والذي قامت الحكومة الفلسطينية بإقراره مؤخراً، وغيرها من القوانين ذات العلاقة.

من جهتها تعمل الشركة على الاعداد النشط للتحول الرقمي عن طريق مجموعة من المبادرات مثل استحداث وتأكيد الهوية الرقمية (e-KYC) الذي يعتبر اليوم من أهم الأعمدة التي تحتاجها شركات الاتصالات لتوفير خدماتها الإلكترونية للمشتركين، اذ يسمح هذا النظام للمشترك بشراء وتسجيل الشرائح الكترونياً وتسجيلها باسمه بشكل آمن ومن دون التواصل مع خدمات المشتركين.

ومن أهم محطات هذه الرحلة الرقمية بالنسبة لنا إيجاد إطار عملي لاستخدام خصائص الذكاء الاصطناعي في تطوير عمليات الشركة المتنوعة من تجربة مشتركين مميزة كما قمنا بتطبيقها من خلال تصميم المساعد الذكي “Chatbot” الذي من شانه أن يوفر الوقت والجهد على المشتركين من جهة، ويوفر الوقت والتكلفة على الشركة من جهة أخرى. بالإضافة إلى تحليل بيانات وتقديم عروض وحملات تلائم احتياجات المشتركين بطرق أكثر فعالية، سنمضي قدمًا في فتح المجال أمام توظيف علوم البيانات Data Science لرفع كفاءة أداء العمل على مختلف الأصعدة، مما يلعب دوراً محورياً في استدامة الأعمال على المدى الطويل، حيث يمكّن الشركات من التوسع في تقديم خدمات مبتكرة.

كما أن تطبيق التحول الرقمي يسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتقليل التكاليف، وتحقيق مستويات أعلى من المرونة والاستجابة للتغيرات المفاجئة في السوق وتحديدًا في سوق كالسوق الفلسطيني الذي يتعرض دومًا لتغيرات متتالية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية.

في النهاية، الشركات التي تتبنى التحول الرقمي بشكل فعال هي الشركات التي تضمن استمراريتها في ظل التغيرات التكنولوجية والاقتصادية، وتكون قادرة على المنافسة والبقاء في الصدارة.

 

ما الأعمال التي تتبناها Ooredoo فلسطين مؤخراً لتحقيق الأرباح والاستدامة وخصوصاً في ظلّ التحديات الجيوسياسية؟

في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، نحن كشركة فلسطينية نركز بشكل اساسي على ديمومة خدماتنا وسلامة موظفينا وكوادرنا كأولوية

عليه، تتبنى Ooredoo فلسطين مجموعة من الأعمال والاستراتيجيات التي تهدف للاستثمار المستمر في البنية التحتية الرقمية وتطوير الشبكة، مما يضمن استدامة توفير خدمات اتصالات ذات جودة عالية للمشتركين في كافة الظروف وفي كافة اماكن تواجدهم. كما تعمل الشركة على توسيع خدماتها الرقمية لتشمل حلولاً مبتكرة في مجالات الأعمال والأفراد، وفي ذات الوقت تولي الشركة اهتمامًا كبيرًا لتوسعة قاعدة مشتركيها من فئة الدفع الآجل لخلق استدامة في الإيرادات.

ترى Ooredoo أن القرارات المبنية على معلومات دقيقة وبيانات ذات قيمة هي حجر أساس في اتخاذ الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح، مما يعني كفاءة أعلى في اتخاذ القرارات وفائدة أكبر (Data Driven Decision)، وفي سياق متصل فإننا نعطي أهمية وقيمة كبيرة للمال المدار في الشركة، ونتعامل مع كل مبادرة تجارية أو مشروع كبر أم صغر من خلال دراسة جدوى، ودراسات متعددة تفحص مدى إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع بأعلى جودة وبأقل تكلفة كجزء من سياسة الاستغلال الأمثل لرأس المال.

علاوة على ذلك، تركز Ooredoo فلسطين على تعزيز علاقاتها مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان استمرارية العمليات، والبحث عن فرص جديدة.

وأخيراً، تستثمر الشركة في فريق عمل مرن وقادر على التكيف مع التغيرات المستمرة، مما يمكنها من الاستجابة للتحديات الجيوسياسية بشكل فعال ويضمن استدامة عملياتها في ظل هذه الظروف الصعبة.

 

كيف تساند Ooredoo فلسطين شبكات الاتصالات في المناطق الحساسة؟ وما هي الرؤية للمرحلة المقبلة؟

أولًا وقبل أي شيء من الجدير بالذكر أنه وفي ظل الحرب القائمة على فلسطين تحولت خدمات الاتصالات اليوم من كونها مجرد خدمات تجارية إلى حيز الخدمات الإنسانية، فالمكالمة من الممكن أن تنقذ حياة في قطاع غزة. ولمساعدة مشتركيها من جميع الفئات قامت شركة Ooredoo بمنح جميع مشتركيها في قطاع غزة حزمة متجددة مجانية وتسمح هذه الحزمة المجانية لمشتركي شركة Ooredoo بالاتصال على الخدمات الصحية والاطمئنان على الاهل والاصدقاء بغض النظر عن توفر رصيد من عدمه، مما يعزز صمود أهلنا هناك.

كما أظهرت Ooredoo فلسطين التزامًا استثنائيًا في مواجهة هذه التحديات من خلال الحفاظ على الالتزام بخطط الطوارئ وتطبيق نماذج الاستجابة السريعة والفعّالة لمختلف المتغيرات. كان لهذا الالتزام أثر كبير على قدرتنا على التكيف مع الظروف المعقدة، خاصة خلال الحرب الراهنة على قطاع غزة. وقد قامت الشركة بإعطاء صلاحيات أوسع للطواقم المتواجدة في الميدان وعلى الأرض، خاصة في غزة، لتمكينهم من اتخاذ القرارات السريعة والتعامل المباشر مع أي طارئ يحدث على الأرض، وفي ذات الوقت قمنا بتخصيص فرق دعم ومساندة مكتبية في الضفة لتقديم كل المساعدة المطلوبة للزملاء في قطاع غزة لإنجاز المهام التي يتعذر اتمامها في القطاع نظرًا للحرب المستمرة وقلة الموارد وعدم استقرار توفرها.

كما دأبت Ooredoo على تطوير حلول إبداعية ومبتكرة تهدف إلى التغلب على الصعوبات الميدانية. ومن أبرز هذه الحلول كان استحداث محطات خلوية متنقلة في قطاع غزة، والتي ساهمت بشكل كبير في زيادة كفاءة الشبكة وتوسيع نطاق تغطيتها. هذا الحل ليس فقط تعزيزًا لخدمات الاتصال في المناطق المتأثرة، بل كان ضرورة حيوية لمواكبة المتغيرات الميدانية التي شهدتها المناطق الجغرافية نتيجة النزوح المتواصل وتكدس السكان في مناطق محدودة. هذه المحطات المتنقلة ساعدت في مضاعفة قدرة الشبكة لتلبية احتياجات المشتركين في ظل الظروف الراهنة. كما قدمت حزم اتصال وإنترنت مجانية للمشتركين في قطاع غزة، بالإضافة إلى افتتاح عدد من مراكز الخدمات المؤقتة في مناطق النزوح لتسهيل خدمة المشتركين.

في سياق متصل أيضًا، قامت الشركة بتقديم مجموعة من المساهمات المجتمعية لدعم الأطفال الأيتام، وتوزيع مساعدات إنسانية خلال شهر رمضان المبارك، بالإضافة الى مجموعة من الفعاليات المجتمعية المتفرقة.

الرؤية للمرحلة المقبلة تتركز على مواصلة العمل لتقديم أفضل الخدمات للمشتركين، مع إجراء مراجعات شاملة ودورية للأوضاع الميدانية، وتطوير استراتيجيات مرنة للتعامل مع أي طارئ. هذا النهج المرن سيمكن الشركة من الاستمرار في تقديم خدمات مميزة تحظى بثقة المشتركين، وفي الوقت ذاته الحفاظ على مكانة سوقية متقدمة في قطاع الاتصالات الفلسطيني. علاوة على ذلك، تسعى Ooredoo فلسطين إلى استثمار المزيد في البنية التحتية لشبكتها وتحسين جودة الخدمة في المناطق الحساسة، لضمان استمرارية الاتصال والتواصل للمشتركين في كافة الأوقات، بغض النظر عن التحديات القائمة.

في النهاية، تظل Ooredoo ملتزمة بالابتكار وتطوير حلول مبتكرة تتناسب مع التحديات الفريدة التي تواجه فلسطين، لضمان استمرار خدمات الاتصال للمجتمع الفلسطيني، ودعم استدامة الشبكة في أصعب الظروف.