منذ دخولها السوق العُماني، نجحت فودافون عُمان في ترسيخ مكانتها كرائد لمشهد قطاع الاتصالات في البلاد ومحرك لرحلة التحول الرقمي بفضل استراتيجياتها المبتكرة وتقنياتها المتقدمة. في هذا الحوار الحصري، يشاركنا المهندس بدر بن سعود الزيدي، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عُمان، كيف نجحت فودافون عمان في إحداث نقلة نوعية في القطاع، وأبرز المحطات التي ساهمت في هذا النجاح، كما يسلط الضوء على طموحات الشركة في تعزيز مسيرة التحول الرقمي تماشياً مع أهداف رؤية عُمان 2040.
ماهي أبرز الإنجازات والتطورات التي أضافتها فودافون الى قطاع الاتصالات في عُمان منذ انطلاق أعمالها؟
منذ البداية، كانت رؤيتنا في فودافون عُمان واضحة وهي الانطلاق بنمط الحياة العُمانية نحو آفاقٍ رقمية. هذا التحول الرقمي لا يقتصر فقط على التطور التقني، بل يمتد ليشمل تغييرًا شاملًا في أسلوب الاتصال والتواصل، بما يتناسب مع متطلبات الحياة العصرية. وعملاً بمرتكزات رؤية عمان 2040، سعت فودافون عُمان إلى دمج التكنولوجيا في نسيج الحياة اليومية لمشتركيها، مع المحافظة على التراث والثقافة العُمانية. انطلاقًا من هذه الرؤية، ركزنا جهودنا على تقديم حلول رقمية متكاملة تعزز جودة حياة الأفراد، وتدعم كفاءة الأعمال والابتكار في مختلف المجالات. نحن ندرك أن تمكين المجتمع بالتكنولوجيا هو مفتاح تحقيق مستقبل رقمي مزدهر، حيث يُسهم هذا التوجه في تحسين العديد من القطاعات مثل التواصل بين الأفراد، والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات الحكومية.
وفي إطار تحقيق هذه الرؤية، تقدمنا بخطى واثقة في عدة أصعدة. يمكن تقسيم نجاحاتنا إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها الشبكة. منذ اليوم الأول، وضعت فودافون عُمان خطة لبناء شبكة قائمة على تقنية الجيل الخامس، وهي بالفعل جيل جديد من شبكات الاتصالات بفضل بنيتها الأساسية السحابية وقدراتها اللامحدودة في دمج تقنيات إنترنت الأشياء. وخلال عامين فقط، نجحنا في توسيع نطاق الشبكة لتغطية 87% من البلاد بشبكتنا للجيل الخامس، ونتطلع إلى تحقيق تغطية سكانية بنسبة 95% بنهاية عام 2024. وتقدم شبكتنا للجيل الخامس (5G NEXT LEVEL) تجربة اتصالات لا تضاهى في السوق حيث تتميز بكفاءتها، وسرعتها، وسلاستها، مما يمكننا من مواجهة التحديات واستثمار الفرص التي تقدمها الثورة الصناعية الرابعة لتلبية متطلبات مشتركينا اليوم وفي المستقبل. ولا تقتصر مزايا شبكتنا على الأداء التقني فقط؛ بل تعتمد أيضًا على قيم الاستدامة التي تبنيناها منذ البداية.
إقرأ المزيد: فودافون عُمان: ريادة التحول الرقمي في سلطنة عمان
أما المحور الثاني، فتمثل في تجربة المشتركين، التي حرصنا على أن تكون مختلفة تمامًا. كان هدفنا هو تمكين مشتركينا من دخول العالم الرقمي من خلال حلول اتصالات متقدمة تتميز بالكفاءة العالية والسرعة والسلاسة. وقد شهد سوق الاتصالات في عُمان تحولًا كبيرًا عندما مكّنا المشتركين من إدارة تجربتهم الرقمية بالكامل عبر تطبيق فودافون، حيث يمكنهم القيام بعمليات التسجيل والدفع واستبدال الشريحة أو استخراج شريحة إلكترونية، بالإضافة إلى الوصول إلى الخدمات الحكومية وغيرها من الخدمات. واليوم، يتمتع التطبيق بشعبية واسعة، حيث تم تنزيله 4 ملايين مرة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة مشتركينا. وكانت هذه خطوة مهمة تلاها العديد من الإنجازات، مثل إطلاق باقات آجلة الدفع الرقمية بالكامل التي تعد من أوائل الحلول من نوعها في العالم، بفضل إمكانية تفعيل الشريحة الإلكترونية عبر التطبيق في غضون دقائق.
أما المحور الثالث فهو قطاع الأعمال، حيث كانت لنا رؤية واضحة لدعم الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقديم حلول متطورة تسهم في تحسين أدائها وتسهيل عملياتها. من هذا المنطلق، طورت فودافون عُماBLACK "للأعمال"، والتي تعتبر نقلة نوعية في قطاع الاتصالات للأعمال في السلطنة. هذه الباقات ليست مجرد منتج تقني، بل هي نظام متكامل صُمم ليتماشى مع متطلبات بيئة الأعمال المتغيرة.
من خلال BLACK للأعمال، نوفر للشركات حلاً متكاملاً لخدمات الهواتف المحمولة حيث صُممت الباقات لتكون مرنة وقابلة للتكيف مع احتياجات الشركات، مع إمكانية الوصول إلى منصة إلكترونية لإدارة الخدمات الرقمية بشكل مباشر. كما توفر المنصة قدرًا كبيرًا من الاستقلالية لأصحاب الشركات، مما يمكنهم من مراقبة استخدام البيانات والدقائق، وضبطها حسب احتياجاتهم دون تعقيدات.
ومن الجوانب المهمة لخدمات باقات BLACK للأعمال هو تمكين أصحاب الأعمال من مراقبة استهلاك الموظفين بشكل أكثر دقة، مما يسمح لهم بتجنب الفواتير غير المخطط لها. كما أن الخدمة تتيح إمكانية استخدام الباقات المحلية في وجهات فودافون الدولية، ما يوفر على الشركات تكاليف التجوال ويسهل التواصل أثناء السفر وهي ميزة لطالما أثنى عليها مشتركونا.
ولتعزيز خدماتنا، أطلقنا مؤخرًا خدمة الرسائل النصية القصيرة للشركات (Bulk SMS)، التي تمثل حلاً مبتكرًا ومتكاملًا يتيح للشركات التواصل مع عملائها بفعالية وسهولة. يتميز هذا النظام بتصميمه المركزي الذي يُمكّن الشركات من تقديم خدمات الرسائل النصية دون الحاجة إلى تثبيت برامج إضافية، مما يجعله حلاً مرنًا وقابلًا للتوسع يلبي احتياجات التواصل المتنوعة. كما يعزز النظام قدرات الشركات على الوصول إلى جميع شرائح العملاء بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية، مما يجعله أداة قوية لدعم استراتيجيات التواصل المستدامة.
ماذا يعنى أن تكون شركة اتصالات رقمية؟
شخصياً، أؤمن بأن كونك شركة اتصالات رقمية يعني أنك تسعى بشكل مستمر إلى تسخير التقنية الحديثة في جميع جوانب عملك لخلق تجربة متكاملة وسلسة للمشتركين. في فودافون عُمان، منذ يومنا الأول، وضعنا نصب أعيننا أن نكون شركة رقمية بالكامل، ليس فقط من حيث الخدمات التي نقدمها، بل من حيث البنية الاساسية التي تدعم هذه الخدمات.
أن تكون شركة اتصالات رقمية يعني أيضًا القدرة على التكيف بسرعة مع المتغيرات التكنولوجية واستثمارها في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتقديم حلول متطورة. لقد اعتمدنا بشكل كبير على الأتمتة والذكاء الاصطناعي في إدارة الشبكة وتحسين تجربتنا التشغيلية، مما ساعدنا على تقليل الأخطاء البشرية وتقديم خدمات بشكل أسرع وأكثر دقة. هذا الأمر لا يتعلق فقط بالتقليل من التكاليف أو تحسين الأداء، بل يتعلق بتوفير تجربة استثنائية للمشتركين.
إضافة إلى ذلك، عندما نتحدث عن شركة رقمية، فإننا نتحدث عن الاستجابة السريعة لحاجات المشتركين. في فودافون عُمان، نعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين تجربة المشتركين بشكل استباقي.على سبيل المثال، تمكنا من أتمتة عمليات مركز مراقبة الشبكة ومركز الأمن السيبراني، مما أدى إلى تقليص وقت الاستجابة للحوادث بنسبة 80%. هذا ليس مجرد تطور تقني، بل هو تحول جوهري في الطريقة التي نعمل بها لضمان أعلى مستويات الأمان والكفاءة.
ومن منظور المشتركين، فإن التحول الرقمي يعني التمتع بخدمات اتصالات متكاملة ومرنة تُسهل حياتهم اليومية. نحن فخورون بأننا كنا من أوائل الشركات في تقديم حلول رقمية بالكامل عبر تطبيقنا، مما يُمكن المشتركين من إدارة حساباتهم بأنفسهم. هذه البساطة والمرونة في الخدمات تُمثل جوهر رؤيتنا في فودافون عُمان.
كيف تمكنت فودافون عُمان من تحقيق مكانة بارزة في قطاع الاتصالات، وما هي الاستراتيجيات التي ساعدت في الحفاظ على هذا النجاح في بيئة تنافسية؟
رحلتنا خلال العامين الماضيين كانت مليئة بالابتكار والتميز، واستطعنا بفضل الله تحقيق تقدم ملموس في قطاع الاتصالات العُماني، فعند دخولنا السوق كأول مشغل رقمي بالكامل في السلطنة، كان التحدي واضحًا: كيف يمكننا تقديم قيمة مضافة وسط سوق تنافسي؟ الجواب كان في استراتيجيتنا التي تمحورت حول التسريع في نشر الشبكة الرقمية وتقديم خدمات مبتكرة تلبي مختلف احتياجات المشتركين.
في عام 2023، حققنا إنجازات استثنائية من خلال تركيزنا المكثف على توسيع انتشار شبكتنا للجيل الخامس، حيث قمنا بمضاعفة عدد الأبراج لتصل إلى 1500 برج، مما أدى إلى زيادة التغطية السكانية بنسبة 120%. هذه التطورات ساعدتنا على تحسين تجربة المشتركين وتعزيز مكانتنا في السوق، مما أسهم في نمو قاعدة المشتركين بنسبة 42% وزيادة الإيرادات بمعدل 174% مقارنة بعام 2022. وفي عام 2024، استمرت وتيرة التطور هذه، حيث استطعنا تسجيل نمو متواصل مما يعكس ثقة مشتركينا في خدماتنا المبتكرة.
تطبيق فودافون عُمان كان أيضًا عنصرًا محوريًا في نجاحنا، حيث تضاعف عدد عمليات تنزيله، مما يدل على رضا المشتركين وثقتهم في خدماتنا الرقمية. أما على مستوى خدمات التجوال الدولي، فقد شهدنا توسعاً كبيراً، حيث ارتفع عدد الدول الخاضعة للتجوال بنسبة 66%، مما سهل على مشتركينا البقاء على اتصال أينما كانوا.
بالطبع، لم تكن هذه الرحلة خالية من التحديات، ولكن من خلال التفاني والابتكار، استطعنا تجاوزها بنجاح. واليوم نحن نواصل التركيز على الابتكار التقني واستخدام الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات لضمان تقديم خدمات سريعة وفعالة. ومع التزامنا التام برؤية عُمان 2040، نركز على تعزيز التواصل بين الأفراد والمجتمعات، وتحسين الوصول إلى الخدمات الحكومية والتعليمية. هذا الالتزام يعكس رؤيتنا المستمرة في دعم التحول الرقمي في السلطنة وتقديم حلول مبتكرة تدعم الاقتصاد الرقمي، وتسهم في تحسين جودة حياة المواطنين.
إقرا المزيد: بين حلول الجيل الخامس ومسيرة التحول الرقمي
علامَ ترتكز رؤية فودافون عُمان لتعزيز ريادة الأعمال والمهارات الشابة وتأهيل الشباب العُماني؟
في فودافون عُمان، ترتكز رؤيتنا لتعزيز ريادة الأعمال وتنمية المهارات الشابة على دعم وتمكين الشركاء المحليين والشباب العُماني بشكل مستدام، فنحن ندرك أن الشباب ورواد الأعمال هم القوة الدافعة نحو مستقبل اقتصادي مزدهر، ولهذا السبب نحرص على توفير بيئة ملهمة تمكنهم من الابتكار والتطور. نؤمن أن الاستثمار في المواهب الشابة يعزز قدرة المجتمع على تحقيق التقدم في شتى المجالات، خاصة في الاقتصاد الرقمي الذي بات يمثل جزءاً أساسياً من تطلعات السلطنة.
ومنذ بدء عملياتنا التشغيلية، ساهمنا بإضافة قيمة محلية تزيد عن 130 مليون ريال عُماني من خلال دعم المشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما وفر فرصًا وظيفية مباشرة وغير مباشرة للشباب العُماني. كما نعتمد في فودافون عُمان على نموذج تشغيلي مبتكر يقوم على استئجار الأبراج من الشركات المحلية بدلاً من بنائها بأنفسنا، مما يعزز التعاون مع الشركات المملوكة للدولة، ويزيد من فرص النمو المتبادل، ويدعم استدامة الاقتصاد العُماني وتعزيز استدامة المشاريع المحلية.
نؤمن أيضًا بأهمية دمج الشباب في بيئة الأعمال من خلال توفير برامج تدريبية ومبادرات تنموية تساهم في بناء قدراتهم القيادية ونلتزم بتقديم فرص تدريبية مبتكرة تساهم في إعداد الكوادر الوطنية ليكونوا قادة المستقبل. على سبيل المثال، وخلال العام الماضي، ابتعثنا عددًا كبيرًا من موظفينا للمشاركة في برنامج المواهب الدولية في فودافون العالمية، مما منحهم فرصة ثمينة لاكتساب الخبرات العالمية والتعرف على أفضل الممارسات في مكاتبنا حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والبرتغال وإسبانيا وتركيا ولوكسمبورغ. هذا البرنامج يُعد منصة مثالية للشباب للتفاعل مع ثقافات وتجارب عمل متنوعة، ما يعزز قدراتهم ويساهم في تطويرهم المهني.
لا تقتصر جهودنا على التوظيف والتدريب فحسب، بل نركز أيضًا على المشاركة الفعالة في دعم المبادرات الرياضية والشبابية التي تساهم في تطوير المهارات القيادية وروح الفريق. على سبيل المثال، شراكتنا مع نادي السيب كـ "راعٍ رسمي" لفريق كرة القدم الأول تعد واحدة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التكامل بين قطاع الاتصالات والرياضة، إلى جانب المساهمة في تطوير المواهب الرياضية في السلطنة. هذه الشراكة تعكس التزامنا بتعزيز الروابط بين القطاعات المختلفة ودعم الأنشطة التي تساهم في تحسين جودة الحياة.
وعلى الجانب الرقمي، تعكس شراكتنا مع أكاديمية البرمجة التزامنا العميق بتطوير جيل جديد من المبرمجين، حيث هدفت المبادرة الى تعزيز امكانيات الناشئة في مرحلة التعليم المدرسي، وتقليل أي فجوة معرفية تقنية بينها والمرحلة الجامعية في ما يخص علوم الحاسب الآلي والبرمجة التخصصية لتهيئة جيل شباب مؤهل للعمل في مجالات التكنولوجيا الحديثة. ولم نتوقف عند هذا الحد، فقد كان لنا حضور بارز في مهرجان عمان للعلوم، حيث قدمنا تجربة تفاعلية أثبتت كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون قوة دافعة للتغيير والنمو. هذه المشاركة لم تكن مجرد عرض تكنولوجي، بل كانت خطوة نحو تعزيز فهم الجمهور لكيفية تأثير التحول الرقمي على حياتهم اليومية. كما، توّجنا جهودنا بشراكة استراتيجية مع مركز الشباب لتعزيز القدرات العمانية. هذه الشراكة، التي بدأت في ظفار، تشمل ورش عمل وجلسات تدريبية ومسابقات، لتمكين الشباب من ان يقودوا المستقبل الرقمي في عمان.
إننا نعتزم مواصلة تعزيز روح الابتكار والمعرفة من خلال مشاركتنا في فعاليات مختلفة، والتي سنعرض خلالها رؤيتنا للمستقبل الرقمي والفرص التي توفرها التكنولوجيا المتقدمة مثل الجيل الخامس. ونسعى من خلال هذه المشاركات إلى تزويد الشباب العُماني بالأدوات اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة، والمساهمة في بناء مجتمع رقمي متقدم.
في فودافون عُمان، رؤيتنا تتجاوز مجرد تقديم خدمات الاتصالات. نلتزم بالاستثمار في الشباب، وتمكينهم من أن يكونوا جزءًا من مسيرة النجاح في السلطنة، ونعمل جاهدين على تزويدهم بالأدوات والمعرفة التي يحتاجونها لتحقيق النجاح والابتكار في الاقتصاد الرقمي المتنامي. نطمح لأن نكون الشريك الداعم لهم في كل خطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لعُمان.
ما هي جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي وأهم المبادرات في هذا المجال؟
في فودافون عُمان، نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة، بل هو عامل أساسي في صياغة مستقبل قطاع الاتصالات. بدأنا منذ اليوم الأول في دمج الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب عملياتنا التشغيلية، مما يتيح لنا تحسين كفاءة خدماتنا، ورفع مستوى الأمان، وتقديم تجربة استثنائية للمشتركين كل يوم.
لقد كانت لنا خطوات ريادية في هذا المجال، حيث نجحنا في أتمتة العديد من العمليات الحساسة مثل مراقبة الشبكة والأمن السيبراني. هذه الأتمتة خفضت وقت الاستجابة للحوادث بنسبة 80%، وهو ما يتيح لنا تقديم خدمات أسرع وأكثر أماناً. كما أن الأنظمة التي نعتمد عليها في الذكاء الاصطناعي تمكننا من استباق المشكلات وحلها قبل أن تؤثر على المشتركين، وذلك من خلال تحليل ملايين المعاملات اليومية باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. وفي الوقت نفسه، نستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم خدمات جديدة تعتمد على تحليل البيانات الضخمة التي نملكها، مما يساعدنا في تقديم حلول مخصصة تلبي احتياجات كل مشترك بشكل فردي.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الخدمات اليومية فقط، بل يمتد دورنا إلى حماية بيانات المشتركين وضمان خصوصيتهم. نحن نستخدم هذه التقنيات لمراقبة أي تهديدات أمنية محتملة بشكل استباقي، مما يعزز ثقة مشتركينا ويعزز مكانة علامتنا التجارية كشركة رائدة في الأمان السيبراني.
إلى جانب ذلك، نحرص على نقل المعرفة وتمكين المجتمع من الاستفادة من التحولات الرقمية. في معرض كومكس 2024، قمنا باستضافة ورش عمل تركز على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتأمين مستقبل الأعمال. هذه الورش ساعدت على تزويد مجتمع الأعمال العماني بالمهارات اللازمة للنمو في عالم متسارع يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
اننا نؤمن بأن دورنا يتجاوز تقديم خدمات الاتصالات فقط، فنحن ملتزمون بأن نكون قوة دافعة للابتكار والتحول الرقمي في السلطنة، وأن نواصل ريادة هذا القطاع من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب عملنا. ومع إعلان وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤخراً عن إطلاق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، فإننا نتطلع لتسخير خبراتنا وإمكاناتنا لتعزيز الابتكار وتطوير الحلول المتقدمة لتحقيق رؤية عُمان الرقمية.
كيف تدمج فودافون عُمان الاستدامة في عملياتها التشغيلية، وما هي المبادرات الرئيسية التي تميزها عن مشغلي الاتصالات الآخرين؟
منذ انطلاقتنا في فودافون عُمان، كان الالتزام بالاستدامة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتنا، واخترنا اتباع نهج شامل يسعى إلى تقليل البصمة البيئية ومضاعفة الأثر الإيجابي على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. فعلى سبيل المثال، تعتمد شبكة الجيل الخامس المتقدمة لدينا (5G NEXT LEVEL) ، على بنية أساسية متطورة وفعّالة مصممة لتقديم دعم سلس للأنظمة السحابية، مما يمنح المشتركين تجربة استخدام مميزة وصديقة للبيئة في الوقت ذاته.
ما يميز شبكتنا هو اعتمادنا على أربع حاملات خوادم فقط، مما يقلل بشكل كبير من الأثر البيئي للشبكة. بالإضافة إلى ذلك، نستخدم مصادر طاقة نظيفة وإدارة ذكية للطاقة لضمان تقليل استهلاك الطاقة. وهذا التوجه نحو الاستدامة يمتد إلى استراتيجيتنا في تأجير سعة الأبراج من الشركات المحلية بدلاً من بناء أبراج خاصة بنا، مما يعزز من شراكاتنا مع الشركات العمانية ويدعم النمو الاقتصادي المستدام في السلطنة.
نحن ندرك أن قطاع الاتصالات يتطور باستمرار، ولذلك نواصل تسريع خطواتنا نحو ريادة التحول الرقمي في عمان. نجاحنا حتى اليوم يعكس القوة التحويلية للابتكار في دفع عجلة التقدم، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا التوجه من خلال مبادرات مستقبلية تهدف إلى تشكيل قطاع اتصالات أكثر اتصالاً واستدامة، بما يمهد الطريق لمستقبل مشرق لعُمان.
ما هي توقعاتكم لمستقبل قطاع الاتصالات في عُمان وكيف سيساهم في تعزيز التحول الرقمي في البلاد؟
مستقبل قطاع الاتصالات في عُمان يحمل الكثير من الفرص الاستراتيجية، خاصة مع تسارع التحول الرقمي على المستوى الوطني. نحن في فودافون عُمان نؤمن بأن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات هو المحرك الأساسي لتطبيق رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تحقيق ازدهار اقتصادي من خلال تمكين الأفراد والمؤسسات بالاستفادة من التقنيات المتقدمة.
التركيز في المرحلة القادمة سيكون على تعزيز البنية الأساسية الرقمية وتطويرها لتدعم المزيد من الابتكار والكفاءة في القطاعات الحيوية مثل التعليم، الرعاية الصحية، والخدمات الحكومية. هذا يشمل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء (IoT) لخلق نظام رقمي متكامل يسهل الوصول إلى الخدمات ويوفر تجارب رقمية متقدمة للمستخدمين.
المرحلة الحالية تمثل دخول قطاع الاتصالات في عُمان إلى ما يمكن وصفه بالثورة الصناعية الرابعة. نرى أن هناك فرصًا هائلة في الاقتصاد الرقمي الجديد مثل البيانات الضخمة واقتصاد الأعمال الحرة (gig economy)، ونحن نعمل على تسخير قدرات شبكتنا الذكية لدعم هذه التوجهات. فودافون عُمان تسعى إلى أن تكون لاعبًا رئيسيًا في تطوير هذه القطاعات من خلال حلول مبتكرة تمكّن من استخدام البيانات في الوقت الحقيقي وتفتح الباب لتطبيقات مثل الواقع الافتراضي والمعزز، السيارات ذاتية القيادة، وتطورات الرعاية الصحية الرقمية.
من ناحية أخرى، إن قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتزايدة للبيانات والاتصال السلس ستلعب دورًا جوهريًا في دعم الاقتصاد العُماني وتعزيز إنتاجية الشركات وتحقيق التميز في تقديم الخدمات. نحن ملتزمون ببناء شبكة قادرة على التعامل مع متطلبات المستقبل من خلال البنية التحتية المتقدمة، والاستفادة من الخبرات العالمية التي تمتلكها فودافون لتمكين عُمان من أن تكون في مقدم الدول التي تقود التحول الرقمي في المنطقة.
إقرأ المزيد: المواهب الرقمية... ضرورة وليست خياراً!
في ختام هذا الحوار مع المهندس بدر بن سعود الزيدي، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون عُمان، يتضح أن رحلة الشركة نحو التحول الرقمي ليست سوى بداية لرؤية أوسع وأكثر طموحًا. لقد أثبتت فودافون عُمان خلال العامين الماضيين قدرتها على إعادة صياغة مشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السلطنة من خلال الابتكار، والاستدامة، والتركيز المستمر على تمكين الأفراد والمؤسسات.
لكن السؤال الحقيقي هو: ماذا يأتي بعد ذلك؟ مع البنية الاساسية المتقدمة للجيل الخامس والقدرة على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، فإن فودافون عُمان والقطاع ككل بقيادة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تمهد الطريق لمستقبل يشهد تطورًا غير مسبوق في تجربة المستخدمين، خاصة اذا ما نظرنا الى تقدم السلطنة الملحوظ في مؤشر الحكومة الإلكترونية 2024 م (المركز 41 عالمياً( ومؤشر البنية الأساسية للاتصالات (المركز 22 عالمياً).
ومع استمرار فودافون عُمان في توسيع نطاق شبكتها وتعزيز حلولها الرقمية، يظل السؤال: كيف ستساهم هذه التحولات في تغيير الحياة اليومية للأفراد والشركات في عُمان؟ الإجابة قد تكون في التطورات القادمة، والتي تعد بتحقيق قفزات كبيرة في التكنولوجيا والخدمات.
ما نراه اليوم هو مجرد لمحة عن المستقبل. مع التحول الرقمي السريع والتحسينات المستمرة في قطاع الاتصالات، من المؤكد أن فودافون عُمان لن تتوقف عند ما تحقق، بل إن القادم قد يكون أكثر إلهامًا، حيث ستواصل الشركة قيادتها للثورة الرقمية في السلطنة، لتقدم المزيد من الحلول المبتكرة التي ستغير مفهوم الاتصال والتكنولوجيا في عُمان والمنطقة بشكل أوسع.