في ظل التغيّرات التي تشهدها المنطقة، يكثّف عملاق التكنولوجيا مشاريعه لدعم التقنيات الرقمية ولتحقيق التنمية الشاملة في منطقة الشرق الأوسط. مجلة تيليكوم ريفيو عربية قابلت شونلي وانغ، نائب رئيس هواوي في الشرق الأوسط للحديث أكثر عن الاستراتيجية المطروحة والشراكات المخطط لها لدعم قطاع الاتصالات.
تلتقي هواوي الشركاء والعملاء من خلال العديد من الفعاليات الإقليمية الدولية كمؤتمر هواوي للسحابة ومنتدى الشركاء في الشرق الأوسط والحدث العالمي الهام المؤتمر العالمي للهاتف المحمول 2022، ما هي الرؤى التي توصلتم إليها حول الاقتصاد الرقمي في العام الحالي؟
يشهد الاقتصاد الرقمي نمواً متسارعاً ونتوقع أن تسهم التقنيات الرقمية بأكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي بحلول نهاية العام الحالي. وقد أعلن العديد من دول الشرق الأوسط عن تنفيذ خطط استثمارية كبيرة لتنمية الاقتصاد الرقمي، حيث يسهم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في دفع عجلة نمو الأعمال والارتقاء بالخدمات على طريق تحقيق الخطط التنموية الاقتصادية والاجتماعية والرؤى الوطنية لبلدان المنطقة والعالم.
يلعب مشغلو الاتصالات في الشرق الأوسط دوراً حيوياً كبيراً في مجال تنمية الاقتصاد الرقمي باعتبار أن شبكات الاتصالات وتقنية المعلومات تعتبر الشريان الرئيسي لتطوير الأعمال. ومن خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة كتنويع موارد الحوسبة، يمكن لمشغلي الاتصالات تحقيق التكامل بين الاتصال وإنترنت الأشياء لدفع عجلة التحول الرقمي في المؤسسات. بدورنا، نعمل في هواوي على الإسهام في تعزيز جهود إرساء البنية التحتية المتطورة للاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى إسهاماتنا في مجال رعاية المواهب التقنية المحلية والتي نضعها في مقدمة أولوياتنا باعتبارها ركناً جوهرياً على طريق تنمية الاقتصادات الرقمية.
في المجتمعات القائمة على المعرفة، تتلاشى الحدود بين مشاريع البحث والتطوير التي تنفذها المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والشركات التقنية، حيث تعتبر الشراكة بين هذه المؤسسات أمراً جوهرياً لتعزيز الابتكار وتنمية النظام الإيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات وفي مقدمه النظام الشامل والمتكامل للمواهب التقنية، قادة المستقبل.
ومن خلال المبادرات التي ننفذها في إطار برامج مسؤوليتنا الاجتماعية مثل أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات ومسابقة تقنية المعلومات والاتصالات وبرنامج بذور من أجل المستقبل ومختبرات الابتكار المشترك مع الجامعات والمؤسسات الحكومية والاكاديمية، نأمل الإسهام في ردم فجوة المواهب التقنية في الشرق الأوسط وتوفير التدريب للآلاف من الطلاب. وقد وضعنا هدف تدريب 100.000 طالب في الشرق الأوسط على مدار الأعوام الخمسة القادمة.
ماذا يعني أن نكون في "عصر الجيغافيرس"، وما الذي يجب على شركات الاتصالات في الشرق الأوسط القيام به لمواكبة التزايد الكبير في الطلب على النطاق الترددي العريض؟
في ظل التحول الرقمي المتسارع، يجب على شركات الاتصالات توفير شبكات "جيغا" التي تلائم جميع السيناريوات لتمكين الحياة الرقمية والشركات الرقمية. ويجب أن يوفر النطاق الترددي العريض "جيغافيرس" تجارب "الجيغابت" للجميع وبالتالي ينبغي توفير تغطية "الجيغابت" لكل مكان وزمان بحيث يخدم هدف تمكين التحول الرقمي في جميع القطاعات والصناعات والارتقاء بالخدمات العامة.
وتعتمد القيمة التي نوفرها لشبكات "جيغافيرس" - والتي تعتمد على تقنية الجيل الخامس - على توفير تجربة مستخدم أفضل بعشر مرات مقارنة بالجيل الرابع، بالإضافة لخفض التكلفة مقابل كل بت والحد من استهلاك الطاقة لكل بت إلى عُشر القيمة الحالية، وكذلك تلبية المتطلبات الناجمة عن تزايد بيانات المستهلكين والشركات والخدمات المنزلية.
أعلنت هواوي مؤخراً عن عقد شراكات جديدة مع شركات الاتصالات في الشرق الأوسط. كيف ستسهم هذه الشراكات في تعزيز قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المنطقة؟
تهدف استراتيجيتنا إلى ابتكار منصات لتعزيز التعاون مع شركات الاتصالات وشركاء القطاع التقني لتبادل المعلومات والتجارب وأفضل الممارسات من أجل تحقيق قيمة أكبر لموفري الخدمات ومساعدة شركات الاتصالات على تحقيق التحول الرقمي. وفي ظل تنامي الاقتصاد الرقمي وانتشار تقنية الجيل الخامس والتقنيات الرقمية المتطورة كالسحابة الالكترونية، أصبح تنفيذ العمليات بالاعتماد على التقنيات الرقمية من المقومات الأساسية لازدهار شركات الاتصالات لكي تتمكن من توفير الدعم اللازم لأعمال الشركات الأخرى وإنجاز التحول الرقمي.
ستنعكس فوائد هذا التحول على المستخدمين النهائيين في العديد من الجوانب، حيث وقّعنا مؤخراً - على سبيل المثال - اتفاقية لإطلاق أول جهاز طرفي من الجيل الخامس والتي ستتيح توفير خدمات سلسلة للعملاء. كما اختبرنا بنجاح المنصة الطرفية من الجيل الخامس والتي تعتمد على الحوسبة السحابية ويمكن لشركات الاتصالات الاعتماد عليها لتنمية الأعمال المخصصة للشركات بشكل مستدام. وتستكشف هواوي أول خدمة تجارية تعتمد على "الألياف إلى الغرفة" (FTTR) في منطقة الشرق الأوسط لتوفير تجارب النطاق الترددي العريض المتكاملة وفائقة السرعة والثابتة للمزيد من المستهلكين.
كما نعمل على مساعدة شركات الاتصالات لتوفير الشبكات التي تعتمد على الحوسبة السحابية وقدرات الذكاء الاصطناعي والتي نعتقد أنها ستحدد مستقبل قطاع الاتصالات وتلبي متطلبات المؤسسات الطموحة في الشرق الأوسط.
تمتلك المنطقة نظاماً إيكولوجياً متطوراً يعتمد على حلول "الألياف إلى المنزل". ما هو نظام "الألياف إلى الغرفة"، وما أثره على الأشخاص في الأعوام القادمة؟
يزداد الاعتماد على المنازل كمراكز للعمل عن بعد والتعليم عبر الإنترنت والتسوق الإلكتروني والرعاية الصحية غن بعد وغيرها. وغالباً ما نواجه العديد من التحديات لتوفير تغطية "الواي فاي" إلى الفيلات متعددة الطوابق والمجمعات السكنية الكبيرة، حيث تسهم حلول "الألياف إلى الغرفة" في التغلب على هذه التحديات. وأطلقت هواوي مؤخراً حل "الألياف إلى الغرفة بالجيجابت" والمخصص للمنازل الذكية والمؤسسات الرقمية، مما يوفر تغطية "جيجابت" من شبكات "واي فاي 6" لجميع الغرف وخدمات جيجابت من النطاق العريض الفائق للمستخدمين من السكان والشركات الصغيرة والمتوسطة.
قام موفرو خدمات الاتصالات بتحديث شبكاتهم، ولكن في ظل تزايد حجم البيانات لدى المستهلكين والمؤسسات، هل يُعتبر التخزين هو "الحلقة المفقودة" لتحقيق التحول الرقمي الكامل في شركات الاتصالات؟
أصبحت البيانات من أهم مقومات الإنتاج في جميع الاقتصادات. ويؤدي التحول الرقمي المتسارع إلى تزايد حجم البيانات بشكل هائل، مما يلقي بآثاره على شركات الاتصالات. ووفقاً للتقديرات، سيزداد حجم البيانات المتعلقة بالفواتير في أنظمة أعمال شركات الاتصالات بـ7.5 مرات، فيما سيزداد حجم بيانات التشغيل في أنظمة العمليات بثماني مرات. أما حجم بيانات الفيديو فائق الدقة والمخصصة لخدمات المستهلكين فسيزداد بأكثر من عشر مرات وسيزداد حجم تحليلات البيانات الضخمة بخمس مرات.
وتأتي هذه التحولات في ظل التطور المتسارع الذي تشهده التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية. ولذلك، وضعت شركات الاتصالات التحول الرقمي في مقدم أولوياتها، ولكن التحول يتطلب تحديث البنية التحتية لتقنية المعلومات وتعزيز التعاون عبر منصات الحوسبة السحابية المتعددة وتحقيق إنجازات في السوق لدفع عجلة التحول الرقمي.
ونتيجة لذلك، نعتقد أنه من الضروري مساعدة شركات الاتصالات على بناء شبكات تخزين البيانات التي تلائم المتطلبات المستقبلية وتسهم في ابتكار الخدمات المتنوعة بما في ذلك تطوير موارد التخزين المتكاملة والمخصصة للخدمات وإدارة البيانات الذكية آلياً. وتُعتبر "هواوي كلاود" واحدة من الأمثلة على الاستراتيجية التي نتبعها، حيث تعتمد 300 شركة من شركات الاتصالات على خدمات تخزين البيانات الذكية والتي تتمتع بالكفاءة التي توفرها الشركة. وبحلول نهاية عام 2021، وفرت "هواوي كلاود" بالتعاون مع شركائها 61 موقعاً من مواقع توافر الخدمات في 27 منطقة من أجل توفير خدماتها لأكثر من 170 دولة ومنطقة بما في ذلك شركات الاتصالات في الشرق الأوسط.
ما هي إسهامات هواوي في تعزيز قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات النظيفة وقطاع الطاقة النظيفة من خلال استراتيجية "بتّات أكثر، طاقة أقل"؟
نساعد شركات الاتصالات على تحسين استهلاك الطاقة من خلال توفير المحطات والشبكات والعمليات التي تحد من استهلاك الطاقة، مما يسهم في الحد من البصمة الكربونية ونفقات الطاقة من أجل تحقيق أهداف خفض التكلفة - وهذا هو الأساس الذي تعتمد عليه استراتيجية "بتات أكثر، طاقة أقل". وتم اعتماد حلول الجيل الخامس النظيفة التي نوفرها على نطاق واسع من قِبل العديد من المؤسسات مثل مؤسسة GTI نظراً لدورها في تمكين أعمال شركات الاتصالات. وتساعد حلول الجيل الخامس النظيفة مشغلي الاتصالات على تحسين تجربة الشبكة وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة بالاعتماد على مقاييس متعددة الأبعاد لتقييم كفاءة الطاقة.
كما توفر وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية والمتخصصة في حلول الطاقة العديد من الابتكارات في مرافق مراكز البيانات ومحطات الطاقة وحلول الطاقة المتكاملة للأسواق في الشرق الأوسط، مما يسهم في بناء مجتمع ذكي ومنخفض الكربون ويعتمد على التقنيات الرقمية.