Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

يستمر الويب 3 بإعادة تشكيل تفاعلنا مع التكنولوجيا وعلى شبكة الانترنت. وبعد التهديدات السيبرانية التي طالت دولاً مختلفة حول العالم، يتركّز الاتجاه اليوم على لامركزية الانترنت وإعادة تعريف كيفية تخزين البيانات ومعالجتها والحفاظ على خصوصيتها.

احتضن الشرق الأوسط ثورة الويب 3 كما تسلك الشركات في المنطقة مسارات جديدة للنمو والابتكار نتيجة ظهور تقنية البلوكتشين والتطبيقات اللامركزية والأصول الرقمية. تتميز تقنية الويب 3 بمميزات عدّة جعلت من اعتماد هذه التقنية نقطة مفصلية. يتوسع اعتماد هذه التقنية بشكل كبير مقارنةً بالسنوات السابقة ما يدل على التزام دول المنطقة بالتقنيات المتطورة والاستراتيجية الرقمية. وقد أظهرت دول الخليج لا سيّما المملكة العربية السعودية والامارات توجهها نحو الرقمنة بكل أشكالها مع توظيف التكنولوجيا بكل القطاعات والمساهمة بتنويع الاقتصاد ودعم الحلول التقنية على كافة المستويات وتحقيق التنمية المستدامة مع تكثيف المبادرات والاستثمارات بما يخدم المشهد الرقمي. يُعد الويب 3 هو الجيل التالي من الانترنت وهو يرتكز على الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين لتعزيز التواصل بين الأفراد وتأمين الانترنت لهم بما يتخطى قدرات الويب 1 والويب 2.

 

الويب 3 بكل مميزاته... أين الدول العربية من هذه التقنية؟

بين سرعة التطور والنمو السريع، يدخل الويب 3 حالة جديدة في كيفية تناقل البيانات حتى يتمكّن المستخدمون من الحفاظ على كل ملفاتهم والتعريف عنها بشكل لامركزي وغير مترابط. تحترم تقنية الويب 3 الخصوصية لحفظ البيانات عبر الانترنت بطريقة سرية كما يمكن للمستخدم تحديد من يريد الاطلاع على هذه المعلومات. تحدد هذه التقنية ملامح الانترنت المستقبلي والخدمات الجديدة التي سيستفيد منها السوق من شركات ومؤسسات وأفراد. كما تحاول هذه الشركات فهم الامكانات التي توفرها تقنية الويب 3 لتحقيق أعلى قدر من الأرباح. وفي ظل هذه التحولات، يعتبر الويب 3 امتداداً للعملات المشفرة واعتماد البلوكتشين بكل رموزه لحل المشاكل المعقدة وتسهيل المهام. اذاً كيف تستغل دول المنطقة هذا التحول لصالحها وكيف ينعكس ذلك على مسارها التكنولوجي؟

المملكة العربية السعودية: رائدة تكنولوجياً

ان ظهور المملكة العربية السعودية كوجهة رائدة للاستثمار التكنولوجي والرأسمالي في الشرق الاوسط يوفر فرصاً أكبر للشركات الناشئة لاعتماد الويب 3 بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. لا يقتصر تطوير الويب 3 على انشاء بنية تحتية رقمية فحسب بل احداث تحولات فعلية في مختلف القطاعات لاستغلال قوة هذه التقنية بشكل كامل. ومن خلال تبنيها هذه التقنية، تسعى المملكة العربية السعودية إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والابتعاد عن الاقتصاد النفطي والتحول إلى الاقتصاد الرقمي مع تعزيز المهارات واليد العاملة في هذا المجال. يشمل نظام الويب 3 في المملكة العربية السعودية الشركات الناشئة والمستثمرين والمطورين بالاضافة إلى المؤسسات الحكومية التي تعزز الأرضية الاستثمارية في هذا المجال. بدورها تعمل الحكومة السعودية على تنمية الابتكار المحلي وريادة الأعمال لتكريس أهمية الويب 3 ودوره في دفع القطاعات لا سيّما قطاع التجارة الالكترونية والتجارة المالية وألعاب الفيديو. كما تدعم رؤية المملكة وجود هذه التقنية على كافة المستويات لتكون السعودية رائدة في المجال الرقمي.

وبحسب التقارير، من المتوقع أن يشكل الويب 3 مستقبل الاقتصاد الرقمي للمملكة العربية السعودية خلال المرحلة المقبلة مما يعزز مكانة المملكة كقوة رائدة تكنولوجياً.

لا تغيب التحديات عن سوق الويب 3 السعودي حيث لا تزال الثقافة الرقمية ضعيفة بشكل عام كما أن ضعف البنية التحتية التكنولوجية يشكل عائقاً أمام نمو تقنية الويب 3 وتطورها إلى أبعد حدّ. بالاضافة إلى التحديات السيبرانية مع زيادة الهجمات الالكترونية وتعقيداتها.

الإمارات تعزز وجود الويب 3

تعمل الجهات المعنية في الامارات على تطوير تقنية الويب 3 لدعم كفاءة الخدمات. كما تتبنى الحكومة الاماراتية التقنيات الناشئة لتشكل مستقبلاً رقمياً متميزاً باتصال عالي الأداء. تبرز الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في مشهد الويب 3 العالمي، مدعومة بقيادة حكيمة واستثمارات استراتيجية وإطار تنظيمي قوي. إن النهج الاستباقي الذي تتبعه الدولة تجاه البلوكتشين والعملات المشفرة قد جعلها مركزًا مزدهرًا للابتكار والتطور. وضعت الدولة أساسًا متينًا لاحتضان الويب 3 مع التزام القيادة الاماراتية بتسخير التقنيات الناشئة. كما قامت الإمارات بتوجيه موارد كبيرة إلى تكنولوجيا البلوكتشين والمشاريع المتعلقة بالعملات المشفرة. تعمل مبادرات عدّة على تعزيز التعاون بين قادة القطاع والأوساط الأكاديمية والحكومية، مما يخلق نظاماً نابضاً بالحياة للابتكار. تشمل طموحات الإمارات العربية المتحدة، في ما يتعلق بالويب 3 في عام 2025،  تحقيق مشاريع شاملة وتحويلية. تهدف الامارات إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال البلوكتشين والعملات المشفرة. وفي هذا الاطار، تعمل الشركات الناشئة على تحسين أطرها التنظيمية بشكل أكبر، بما يضمن التوافق مع المعايير العالمية مع الحفاظ على قدرتها التنافسية. يسعى هذا النهج إلى خلق بيئة آمنة وديناميكية لمواكبة ابتكار الويب 3.

ونظراً لأهمية اليد العاملة البشرية، تعزز الامارات نشاطها لجذب المهارات الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والمجالات ذات الصلة. كما تستثمر الامارات في برامج التعليم والتدريب لتزويد اليد العاملة الماهرة  بالقدرات المطلوبة للتعامل مع الويب 3 وهذا ما يعتبر المحرك الرئيسي للابتكار.

وبينما تقدم الامارات مشهداً متقدماً من مراحل نمو الويب 3 الا ان بعض التحديات تتمثل في هذا الاطار:

  • التوازن بين الابتكار وإدارة المخاطر ومحاولة الحدّ من الجرائم السيبرانية للحفاظ على الثقة.
  • مواكبة سباق التنافسية مع الدول المجاورة والدول الاقليمية. السباق نحو التحول إلى مركز ويب 3 العالمي أصبح شرساً، حيث تقدم دول مثل سنغافورة وسويسرا والولايات المتحدة أنظمة تنافسية. يجب على الامارات أن تميز نفسها من خلال المبادرات والحوافز الاستراتيجية.
  • التنقل في الاتجاهات التنظيمية العالمية، ومع استمرار تطور الأنظمة العالمية، يجب على دولة الإمارات أن تظل مرنة واستباقية في التوافق مع المعايير الدولية مع الحفاظ على قدرتها الابتكارية.

يمثل عام 2025 لحظة حاسمة بالنسبة لويب 3، حيث يتميز بالتقدم التكنولوجي والتطور التنظيمي والتركيز المتزايد على تجربة المستخدم. وتتمتع الإمارات، بقيادتها الحكيمة، وإطارها التنظيمي القوي، والتزامها بالابتكار، بموقع فريد لقيادة هذا التحول العالمي.

ومن خلال اغتنام الفرص ومواجهة التحديات وتعزيز النظام التعاوني، يمكن لدولة الإمارات  ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتقنية الويب 3. ومع استمرار الدولة في رسم طريقها في هذا الفضاء التحويلي، فإن جهودها ستساهم بلا شك في نمو وتطوير تكنولوجيا البلوكتشين والعملات المشفرة والنظام الايكولوجي الخاص بالويب 3.

تستفيد منطقة الشرق الأوسط من قدرات الويب 3 مما يوفر فرصاً واعدة بما في ذلك تحسين الكفاءة والشفافية والأمن الرقمي، والتي يمكن أن تمنح الشركات ميزة تنافسية وتمكنها من ابتكار نماذج أعمالها. ومع ذلك، من المهم للشركات أن تقوم بتقييم فوائد وعيوب اعتماد هذه التقنيات بعناية، حيث أن الشكوك غالباً ما تصاحب الابتكار.

الذكاء الاصطناعي والويب 3

بينما نقف على أعتاب عصر تكنولوجي جديد، يتوقع الخبراء حدوث نقلة نوعية في نسبة كبيرة من البرمجيات في العالم مع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي باعتبارهما عنصران مهمان لبناء المستقبل. وتشير تقديرات أنه بحلول عام 2030، سيساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ مذهل قدره 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، مما سيؤدي إلى زيادة بنسبة 14% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويعمل التطوير المستمر لقواعد البيانات وإدارة الهوية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، على تعزيز الذكاء كأساس لتطبيقات البرمجيات الحديثة.

من الحوسبة السحابية إلى الشبكات، يعيد التعلم الآلي تعريف كيفية تعاملنا مع المكونات الرئيسية للبنية التحتية لبرمجيات الويب 3، مع التكرار اللامركزي والمفتوح لشبكة الويب العالمية. مع دخول الويب 3  تدريجياً إلى الاتجاه السائد، من المتوقع أن يلعب التعلم الآلي دورًا أساسيًا في تطوير تقنيات الويب 3 القائمة على الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الويب 3 يطرح العديد من التحديات والعقبات التقنية. وللاستفادة من كافة الامكانات، يجب أولاً تحديد العوائق التي تعيق هذا التقارب وإيجاد حلول مبتكرة للتغلب عليها. لقد كانت المركزية منذ فترة طويلة هي القاعدة للحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، ولكن عندما نتعمق في عالم الويب 3 اللامركزي، يطرح السؤال: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التكيف مع هذا المشهد الجديد والازدهار فيه، والتخلص من مفهوم المركزية؟

استخدمت شركات التكنولوجيا الكبرى نماذج الذكاء الاصطناعي المركزية على مدار العقد الماضي لاستخراج القيمة من المستخدمين واكتساب الأفكار. في مفهوم الويب 3، نعمل على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمة جميع الناس. يتم تدريب كل نموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي على المعرفة الشخصية لتجربة استثنائية.

تركز منصات البلوكتشين الحالية على تطوير مكونات الحوسبة الموزعة الرئيسية التي تسمح بالمعالجة اللامركزية للمعاملات المالية. تتضمن هذه العناصر الأساسية آليات الإجماع، وهياكل الذاكرة. وسوف يشتمل الجيل التالي من سلاسل الكتل من الطبقة الأولى والطبقة الثانية (المرافقة والقاعدة) على إمكانات تعتمد على التعلم الآلي، تمامًا كما أصبحت المكونات الأساسية للبنى التحتية للبرامج التقليدية مثل التخزين والشبكات أكثر ذكاءً. للتوضيح، يمكن لوقت تشغيل البلوكتشين استخدام التنبؤ بالتعلم الآلي لإجراء المعاملات من أجل إنشاء بروتوكولات إجماع قابلة للتطوير. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضيف الأمان إلى البلوكتشين ، ويمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي استخراج البيانات بسرعة والتنبؤ بالسلوك، والكشف عن السلوك الاحتيالي وإيقاف الهجمات. ستستفيد تقنية البلوكتشين أيضًا من الذكاء الاصطناعي باعتباره بروتوكولًا قادرًا على التنبؤ بالمعاملات وإن

شاء بروتوكولات إجماع يمكن توسيع نطاقها بسهول.