Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

يحدد التحول الرقمي توجهات التكنولوجيا والتقنيات الناشئة الأكثر انتشاراً التي تهدف إلى تغيير حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والعملية بشكل كبير من جهة وكيفية تفاعلنا مع العالم الافتراضي من جهة أخرى. كما يتيح تطور التكنولوجيا هذا التقدم بشكل أسرع على المستويات كافة.

يواكب خبراء التقنية تسارع النمو التكنولوجي مع ادراك أهمية ذلك اليوم وبقائنا على اتصال مع العالم الرقمي. أما بالنسبة للعملاء، فهم أيضاً أمام امتحان التجربة الرقمية  مع اعتماد أحدث الحلول الذكية على اختلافها. تلعب التكنولوجيا دوراً حيوياً في رسم مستقبل المنطقة ولا تزال تساهم في جمع المهارات والكفاءات لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. رغم التحديات والمخاطر، لا يزال التوجه كبيراً نحو الابتكارات الذكية مع ازدهار الشركات الناشئة وريادة الدول العربية في المجال. ومن المتوقع ارتفاع حجم سوق التكنولوجيا خلال العام مع نمو الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية. تُعد التكنولوجيا قاعدة أساسية لتطور القطاعات المتعددة وبشكل خاص تلك التي تسعى إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل وتعزيز المنافسة ودعم المبادرات في المشاريع الاستثمارية لتبنّي الحلول الالكترونية وريادة الأعمال. يمكن للتحليلات الأخيرة أن تكشف أهم التقنيات التي سترافقنا طيلة عام 2025 والتي ستحدث ثورة على مستوى الاتصالات والحلول المعتمدة.

 

شبكات الاتصالات إلى توسع في العام 2025

تأخذ الاتصالات اهتمام الشركات والمستثمرين حتى في عام 2025 حيث تواصل الحكومات استراتيجياتها للريادة في نشر الخدمات والشبكات. قد تنتشر شبكات الجيل الخامس بشكل أوسع في مختلف المناطق خلال العام الحالي مع تطوير التطبيقات وتحسين الخدمات. فإلى جانب العمل على الجيل الخامس، بدأت الأبحاث حول الجيل السادس ومميزاته في وقت باتت تعتمد فيه أنظمة الحكومات على الحلول الذكية والأجهزة الالكترونية ونمو حركة البيانات. بدورها، تلتزم شركات الاتصالات في المنطقة وحول العالم ببناء مجتمع رقمي أكثر اتصالاً وتواصلاً حيث من المرتقب أن يصل عدد شبكات الاتصالات خلال 2025 إلى 100 مليار شبكة مع زيادة معدل استخدام التطبيقات والتقنيات الذكية. في ظلّ هذه الظروف ستتقدّم القطاعات على أنواعها مع توفر شبكات الاتصالات لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.

 

هيمنة الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI

من المتوقع أن يبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي بين التقنيات الذكية باعتباره اتجاهاً تكنولوجياً رئيسياً في عام 2025 وسيُعيد تشكيل القطاعات وهيكلتها. من خلال المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي التوليدي بدءاً من الصور والنصوص وصولاً إلى المحاكاة الصوتية، يُقدّم نموذجاً عن التطبيقات المحدّثة والتجارب التفاعلية الغنية. ينعكس استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على الانتاجية وجودة الخدمة كما انه يُحدث ثورة داخل المؤسسات والشركات التي ترتقي من خلال هذه التقنية بعملياتها التشغيلية. نسبة كبيرة من رجال الاعمال يتجهون نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة لدفع العجلة الرقمية والمساهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي وتمكين المهارات من تحقيق ذاتها في السوق الالكترونية. على ضوء ذلك، تستثمر الحكومات في الحلول الرقمية وخصوصاً تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي ومحاولة مواجهة التحديات الممكنة. بحسب الدراسات، من المتوقع زيادة عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي في عام 2025، بعدما وصل عددهم إلى 230 مليون مستخدم في عام 2024. فلغاية يوليو 2024، كان يتوفر أكثر من 190 نموذجاً من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تتيح أمام المستخدمين خيارات عدّة لحالات استخدام شاملة ومختلفة.

تخصص الدول العربية ميزانياتها لدمج التكنولوجيا ضمن مشاريعها ودفع الابتكار الرقمي وهو ما يشكّل المحور الأساس لرؤيتهم المستقبلية. في هذا السياق، لا يمكننا سوى التحدث عن المملكة العربية السعودية التي أعلنت حكومتها عن تخصيص 20 مليار ريال سعودي ضمن ميزانية عام 2025 لمبادرات الذكاء الاصطناعي، تأكيداً على التزام المملكة بتحقيق المستقبل الرقمي. كما تركز المملكة العربية السعودية على دعم المهارات الشابة لنشر الحلول الرقمية محلياً حيث تهدف الحكومة السعودية إلى تدريب 30 ألف متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العام الجاري مع ترقب ارتفاع الطلب على المتخصصين بهذا المجال.

إلى جانب المملكة العربية السعودية، أظهرت قيادة الامارات العربية المتحدة رؤيتها  للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعزز الأداء الحكومي على كافة المستويات وتتيح استخدام الأنظمة الرقمية المتكاملة. هذه الخطوة تضع الامارات من بين أولى الدول العربية التي تسعى إلى تقديم الحلول السريعة والفعالة والتقدّم في استثمارات الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما أطلقت الامارات دليل "الذكاء الاصطناعي التوليدي" الذي يقدّم وصفاً شاملاً حول كيفية اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي والاستفادة منه بمجالات متنوعة ومنها الرعاية الصحية والأعمال والاقتصاد والتعليم. ويؤكد خبراء التكنولوجيا أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي لنقل كمية هائلة من البيانات وتحليلها بدقة استجابةً إلى متطلبات العملاء.

وتُعد مصر وعمان أيضاً من بين أكبر الدول المستثمرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى المنطقة. إذ توسع هذه الدول نشاطها مع تعزيز مشاريع التنمية المستدامة لتحقيق الازدهار الاقتصادي.

 

الحوسبة الكمية تقنية تحولية

تعتمد الشركات على الحوسبة الكمية لتخزين المعلومات والبيانات بعيداً عن الأساليب التقليدية. وتتيح السحابة حلّ المشاكل بطريقة أسرع رغم تعقيد الأنظمة. وتشير شركة غارتنر، إلى وصول الانفاق العالمي على السحابة العامة إلى 723 مليار دولار خلال عام 2025. فمع دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال برزت أهمية السحابة وتأثيرها الايجابي على بيئات العمل في تحقيق الايرادات المرتفعة. ومن المتوقع أن تتبنى 90% من الشركات الحوسبة الكمية بحلول عام 2027 لخدمات أكثر كفاءة. تختار الشركات الحلول السحابية لحل المشاكل لديها ولتعزيز العمليات التشغيلية بالاضافة إلى دفع عجلة الابتكار. وتتوقع شركة غارتنر أيضاً بهذا الاطار، أن تشكل عروض خدمات البنية التحتية الرقمية والسحابة العامة 72% من انفاق قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عام 2025. وتواصل الحوسبة السحابية نموها مع دخولنا عام 2025 مما يتطلب من الشركات التدريب جيداً لاستخدام التطبيقات السحابية والاستفادة منها. تعتبر الحوسبة السحابية محركاً أساسياً للبنية التحتية الرقمية مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا حيث ستحقق هذه التقنية قفزة نوعية تتجاوز قدرات الكمبيوترات الكلاسيكية. ويمهّد هذا التحوّل الطريق لتطورات مثيرة في مختلف القطاعات التي ستتمكّن من معالجة التحديات ومواجهتها بامكانات أكبر. تخفف الحوسبة الكمية من الأخطاء البشرية ويتوقع الخبراء رؤية مزيد من التطبيقات التي تعتمد على السحابة بشكل أساسي.

 

العالم الافتراضي والواقع المعزز

تقدم تقنيات الواقع الافتراضي المحسنة تجارب غامرة وواقعية أكثر. مع التحسينات في دقة العرض، وتتبع الحركة، وتحسين العناصر التفاعلية، أصبح الواقع الافتراضي منتشراً بشكل متزايد في المجالات الترفيهية كالألعاب الالكترونية ومجالات الرعابة الصحية كالعلالجات عن بُعد. وتُعد أنظمة الواقع الافتراضي الجديدة سهلة الاستخدام، مع سماعات رأس أخف وزنًا وعمر بطارية أطول لتجربة فريدة.

في عام 2025، من المتوقع أن يصبح الواقع المعزز (AR) اتجاهًا تقنيًا رئيسيًا، مما يزيد من التكامل في تطبيقات المستهلكين والمؤسسات. ومع تطور الأجهزة، مثل نظارات الواقع المعزز المتقدمة والتحسينات في الأجهزة المحمولة، سيوفر الواقع المعزز تجارب تفاعلية أكثر غامرة. تم إعداد هذه التقنية لإحداث تحول في صناعات مثل البيع بالتجزئة والعقارات والتعليم من خلال تحسين كيفية تصور المستخدمين للمنتجات والتعلم والتفاعل مع بيئاتهم. ستسمح الحلول المدعومة بالواقع المعزز للمستخدمين بتراكب المعلومات الرقمية بسلاسة على العالم الحقيقي، مما يؤدي إلى سد الفجوة بين التجارب المادية والرقمية.

 

إنترنت الأشياء

تتضمن تقنية إنترنت الأشياء تكامل أجهزة الاستشعار والأجهزة المختلفة التي تجمع البيانات لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة خصوصاً في المدن الذكية. ويشمل ذلك مراقبة حركة البيانات واستخدام الشبكات الذكية لتحسين كيفية اعتماد الطاقة، وتنفيذ أنظمة متصلة لضمان السلامة العامة والخدمات في الحالات الحرجة. ومع استمرار نمو المدن وتطوّرها، تساعد تقنية إنترنت الأشياء في إدارة الثغرات والمشاكل وتحسين مستوى العيش مع توقعات تشير إلى وصول حجم الانفاق العالمي على تقنية انترنت الأشياء إلى  تريليون دولار في 2025.  

 

الطاقة الخضراء المتجددة

يتحول أغلب القطاعات إلى الطاقة المتجددة والطاقة الخضراء لمحاربة التغيّر المناخي وتحقيق الاستدامة. على ضوء ذلك، من المتوقع ارتفاع حصة الطاقة المتجددة من انتاج الكهرباء إلى 35% خلال العام الجاري مقابل انخفاض الاعتماد على الكهرباء والطاقة الملوّثة للبيئة. تحرص الشركات والمؤسسات على احترام  المعايير الدولية لحماية البيئة واعتماد التكنولوجيا الخضراء والطاقة المتجددة كمبادرة منها لتجنّب مخاطر التلوّث على المدى الطويل. يزيد الاتجاه نحو الطاقة المتجددة على مستوى عالمي مقارنةً بالسنوات الماضية فتطرح الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مبادراتها وسياساتها في مجال الطاقة لتوسيع مكانتها في قطاع الطاقة. كما تطمح الدول العربية إلى استخدام الطاقة المتجددة أكثر. فبحسب الوكالة الدولية للطاقة، قد تصل حصة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الامارات إلى 12% في عام 2026 مع التركيز على تفعيل دول الطاقة المتجددة في الامارات وانخفاض معدل الانبعاثات الكربونية في الدولة بنسبة 11% عام 2023.

 

حجم سوق الأقمار الصناعية إلى ارتفاع

مع اكتشاف تكنولوجيا الفضاء وتطوّرها، سنشهد خلال عام 2025 تطوراً بارزاً للأقمار الصناعية التي تعمل على تحسين الاتصال الخارجي وتتيح وصول الانترنت إلى على نطاق أوسع حتى في المناطق النائية.

في هذا الاطار، من المتوقع نمو حجم السوق العالمي للأقمار الصناعية ليسجّل 7 مليارات دولار. يأتي ذلك مدفوعاً بنمو عدد الأجهزة المتصلة والهواتف المحمولة والكمبيوتر والتلفاز وازدهار سوق الاتصالات والبث المباشر. ستزدهر نوعية الأقمار الصناعية المتوفرة في السوق أيضاً مع نمو عدد الأقمار التي سيتم اطلاقها هذا العام بمقدار أربعة أضعاف، وبمتوسط إطلاق سنوي يبلغ 990 قمراً صناعياً. كما تعتزم الدول تطوير معرفتها بمجال علوم الفضاء خلال هذا العام لتوصيل مليارات الأفراد بالانترنت.

 

الروبوتات لخدمة العملاء

قد تكون الروبوتات التكنولوجيا الأكثر انتشاراً وتوسعاً خلال السنوات القليلة الماضية ولا تزال حتى يومنا هذا تؤكد دخولها في القطاع الطبي والتعليمي والاقتصادي والتسويقي. وبسبب تراجع عدد الولادات في كثير من الدول باتت الروبوتات تلعب دوراً أساسياً في الانتاجية مع تركيز رجال الأعمال على وجودها كبديل لليد العاملة الشابة. نتيجة لذلك، من المتوقع أن ينمو حجم سوق الروبوتات إلى 4 مليارات دولار خلال العام الجاري وخصوصاً في المدن التي تُصنّف "ذكية".

بالفعل، تسيطر التكنولوجيا بمختلف أشكالها على حياتنا من كافة جوانبها فلم يعد العالم الذكي صعب المنال في وقت تُستبدل فيه غالبية الحلول التقليدية بالحلول الذكية. فهل أنتم على استعداد لموجة أخرى من التحولات؟