Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

معايير جديدة نترقّبها في مجال الاتصالات مع نمو حركة البيانات، ومن أهمها ترقية شبكة الجيل الخامس إلى الجيل الخامس المتقدم أو 5G Advanced. تحسينات مستمرة لقدرات شبكات الهاتف المحمول لدعم مختلف حالات الاستخدام والتطبيقات المرتبطة بالانترنت سترافقنا على المدى الطويل مع تطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للوصول إلى مستقبل مستدام.

من المتوقع أن يكون انتشار الجيل الخامس المتقدم وتطوّر بنيته أسرع في السوق الاستهلاكية حيث من المرتقب أن تتم ترقية 75% من محطات الجيل الخامس إلى الجيل الخامس المتقدم. كما ستكتسب الأجهزة المدعومة بالجيل الخامس المتقدم قوة جذب سريعة انطلاقاً من العام 2024 إلى 2026. بدورها أعلنت مؤسسات التكنولوجيا ومزودو الخدمات برامجهم الجديدة الداعمة لهذه الشبكة التي تتوخى تسريع التحول الرقمي وتعزز الحلول الرقمية على مستوى الأسواق المحلية والدولية وتوفر سرعات حالية لنقل البيانات والاستجابة إلى متطلبات المستهلكين. ومع انتشار الجيل الخامس المتقدّم، دخل العالم مرحلة جديدة لربط الشبكات وتأمين الاتصال لتوفير تجربة رقمية مرنة تتوافق مع السوق.

 

كيف يخدم 5G Advanced التقنيات المتقدمة؟

يؤكد خبراء التكنولوجيا تفاؤلهم حيال امكانات الجيل الخامس المتقدم وقدراته ودوره في تسريع التحول الرقمي في المنطقة. كما تعلب هذه الشبكة دوراً حاسماً في دفع الاقتصاد الرقمي وخلق فرص جديدة أمام الشركات والأعمال والأفراد وتمكين التقنيات الجديدة. بدورها حسّنت شركات الاتصالات خدماتها مع انتقالها إلى الجيل الخامس المتقدم. مع هذا التحسن، من المتوقع استخدام الاتصال اللاسلكي الثابت على انتشار أوسع إلى جانب الذكاء الاصطناعي لمعالجة ثغرات الاتصالات.

ستطال خدمات الجيل الخامس المتقدم شبكات الهاتف المحمول التي ستدخل عصرها الجديد ذات القدرات الشاملة. كما ترتفع كفاءة العمليات التشغيلية من خلال دمج الجيل الخامس والتعلم الآلي في مختلف المجالات بفضل الجيل الخامس المتقدم الذي يعمل على تحسين الأداء على كافة المستويات من خلال تعزيز الأتمتة.

تنقل شبكات الجيل الخامس المتقدم شبكة الجيل الخامس إلى مستوى جديد. كما تسهم مميزات هذه الشبكة بتعزيز امكانية استيعاب كمية أضخم من البيانات بمرونة.  وتعمل شبكة الجيل الخامس المتقدم على تحسين تصميم شبكة RAN الضعيفة لشبكة الجيل الخامس من خلال ميزات جديدة لتوفير الطاقة. يتضمن ذلك إمكانات محسّنة لخفض الطاقة في الخلايا والحزم التي تخدم حركة مرور محدودة للبيانات، بالإضافة إلى المنفذ الديناميكي المحسّن وتكييف الطاقة للحدّ من طاقة المحطة الأساسية. يتم دعم هذه الميزات من خلال إمكانات الذكاء الاصطناعي التي تخدم هدفاً محدداً، مع تحسين استخدام الشبكة وزيادة نوم MIMO إلى الحد الأقصى. كما تدعم تقنية الجيل الخامس المتقدم حالات الاستخدام الحرجة والتطبيقات التي تتطلب سرعة عالية مثل الواقع المعزز والألعاب السحابية والأجهزة القابلة للارتداء.

 

شركات الاتصالات تستعد للجيل المتقدّم

تلتزم شركات الاتصالات في المنطقة بالانتقال إلى الجيل الخامس المتقدّم وإعادة تجهيز شبكاتها لاطلاق خدمات الاتصالات المتنقلة المدعومة بالتقنية الجديدة.

في هذا الاطار، أعلنت هواوي أيضاً في وقت سابق عن برنامجها الجديد للجيل الخامس المتقدم لمواكبة التقدم التكنولوجي وتعزيز الابتكار وتحسين تجربة العملاء. واعتبر خبراء لدى هواوي ان انتشار الجيل الخامس المتقدم يُلزم شركات الاتصالات باعتماد طرق جديدة لربط شبكاتها كما سيكون أمام مزودي خدمات الاتصالات الفرصة لتطوير نفسها والنمو. وفقاً لـ مي لي، نائب رئيس الحلول والتسويق لدى مجموعة أعمال "هواوي كارير" لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سجلت منطقة الشرق الأوسط – بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي – تقدماً ملحوظاً في تطور قطاع الاتصالات خلال عام 2024 مع طرح تقنية الجيل الخامس المتقدم (الجيل الخامس والنصف). وقد كانت منظومة الاتصالات مستعدة لهذا التطور من خلال امتلاكها المعدات الحديثة المتوافقة مع هذه المرحلة المتقدمة من شبكات اتصالات الجيل الخامس ووصول الهواتف الذكية المتوافقة مع تقنية الإرسال المزدوج بتقسيم زمني باستخدام ثلاثة نواقل لموجات شبكة الجيل الخامس المتقدم (TDD 3CC) بحلول نهاية العام. وتبشر هذه التحديثات بسرعات أكبر وتطبيقات أكثر تنوعاً، حيث حدد العديد من الدول بما فيها السعودية وقطر والكويت طيفاً ترددياً جديداً، بينما قامت شركات الاتصال في كل من الإمارات والسعودية وقطر ببناء أكثر من 3,000 موقع لتوفير تقنية الجيل الخامس المتقدم هذا العام، مما يعكس تركيزها على استخدام الجيل الأحدث من هذه التقنية لصالح دفع عجلة التحول الرقمي وكفاءة ونوعية عمليات التشغيل والخدمات ليس ضمن قطاع الاتصالات فحسب، بل في مختلف القطاعات والصناعات الأخرى.

توفر شبكات الجيل الخامس المتقدم تحسينات كبيرة وخاصة على صعيد السرعة، حيث تستخدم أحدث تقنيات تجميع نواقل متعددة لموجات الشبكة، والتي توفر سرعات تحميل عالية تصل إلى 10 جيغابت في الثانية. وفي السعودية، على سبيل المثال، تمت ترقية سرعات الإنترنت من 100 ميغابت في الثانية إلى 300 ميغابت مضمونة في الثانية، مما يعزز تجربة المستخدمين ويستقطب المزيد من العملاء المتميزين الذين يتطلعون للحصول على حلول وخدمات تتوافق مع ما ينشدونه من سرعة ومرونة في هذه العصر الرقمي الذكي. ورغم أن الطلب المتزايد على خدمات النطاق الترددي العريض المنزلي يواجه عقبات تتمثل بعدم توافر الألياف الضوئية أو نقص المرونة، لكن عروض خدمات النطاق الترددي العريض المنزلي المضمونة والمدعومة بتقنية الجيل الخامس توفر تجربة واستقراراً بمستويات مشابهة لتجربة إنترنت الألياف الضوئية، وتلبي كذلك الطلب على النشر السريع والمرونة.

وتُعد الموثوقية من أبرز المزايا التي تقدمها تقنية الجيل الخامس المتقدم، حيث تستخدم تقنيات عديدة تدعم هذا الجانب، بما فيها ضمان تحسين الجودة لشبكات الجيل الخامس (5QI) والوصلة الصاعدة الإضافية (SUL)، والتي تعمل على الحد من التأخير في حالات الاستخدام التي تتطلب سرعة استجابة عالية، مثل الألعاب عبر الإنترنت وشبكات القيادة الذاتية، مما يوفر تجارب أكثر سلاسة لمستخدمي الإنترنت بشكل يومي، ويضمن اتصالاً أكثر استقراراً للشركات الصغيرة. وقد أطلقت شركات الاتصالات في دولة الإمارات حزم ألعاب وخدمات الخطوط المؤجرة بسرعة 1 جيغابت في الثانية، بينما تختبر السعودية وعُمان عدة خيارات متخصصة لخدمات الألعاب تتطلب زمن استجابة منخفضاً. علاوةً على ذلك، ستكون تقنية الجيل الخامس المتقدم عاملاً حاسماً في دعم أهداف الدول الرائدة لتوسيع نطاق شبكات القيادة الذاتية واستخدامها عبر العديد من القطاعات، سواءً كانت سيارات ذاتية القيادة على الطرق أو المركبات البرية ذاتية القيادة في المواقع الخارجية أو الداخلية.

وتحدث تقنية الجيل الخامس المتقدم نقلة نوعية في مجال إنترنت الأشياء، حيث ساهم تطوير تقنية RedCap في تنوع أجهزة إنترنت الأشياء وتوفرها بأسعار معقولة. وقد اختبرت الكويت عدداً من معدات العملاء المدعومة بتقنية RedCap، كما تطور شركات الاتصال في السعودية أنظمة كاميرات مراقبة تعمل بهذه التقنية من المتوقع إطلاقها قريباً. وستوفر هذه الأنواع من كاميرات المراقبة تصويراً عالي الجودة باستخدام تقنية الجيل الخامس المتقدم، دون الحاجة إلى استخدام شبكات الألياف الضوئية أو شبكات الإيثرنت عالية التكلفة، وهو ما يضمن سرعة في النشر وكفاءة أكبر من حيث التكلفة. وتعزز هذه التطورات مكانة تقنية الجيل الخامس المتقدم باعتبارها محركاً قوياً للابتكارات التي ستفتح آفاقاً جديدة أمام المستخدمين والشركات والقطاعات في المنطقة. لا شك بأن تقنية الجيل الخامس المتقدمة تعتبر أهم ممكنات التحول الرقمي خلال المرحلة الرقمية الحالية. وتعتبر ميزات اقترانها بقدرات تقنيات حديثة أخرى كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة من أهم المميزات التي تؤهلها لتكون داعماً قوياً لمرحلة الرقمنة الذكية وتحقيق أهداف الاستدامة في دول المنطقة.

باعتبارها لاعباً أساسياً في تزويد الخدمات، تنخرط نوكيا بعمق في تشكيل بنية الجيل الخامس المتقدم التي باعتبارها تتجاوز بمميزاتها وقدراتها بنية شبكة الجيل الخامس العادية. وتعتبر الشركة ان التحول إلى شبكة الجيل الخامس المتقدم قد يحدث ثورة في عالم الاتصالات حيث ستعزز شبكة 5G – Advanced الخبرة والتميّز التشغيلي والتوسع نحو أبعاد مختلفة في الشبكة. تركز نوكيا بالفعل على تحسين تجربة العملاء من خلال التقنيات الغامرة والارتقاء بالتجربة الرقمية أيضاً.

إقرأ المزيد: "دو" تتعاون مع "نوكيا" لتوسعة شبكة الجيل الخامس المتقدمة

بدورها، أعلنت إريكسون عن إطلاق سبعة منتجات برمجية خاصة بحلول شبكة الجيل الخامس المتقدم، مصممة لدعم مزودي خدمات الاتصالات وتمكينهم من خلال شبكات قابلة للبرمجة عالية الأداء. وسترفع البرمجيات الجديدة مستوى أداء الشبكة، وتعزز تجربة المستخدم وتدفع نمو الإيرادات والكفاءة مما يتيح فرصاً جديدة في المجال.  ستتوفر البرمجيات الجديدة كاشتراكات على نطاق تجاري بحلول الربع الأول من عام 2025. وتتوافق مجموعة البرامج هذه مع شبكات النفاذ الراديوي المفتوحة وشبكات النفاذ الراديوي السحابية وشبكات النفاذ الراديوي المصممة لأهداف معيّنة. تتخطى إريكسون مميزات السرعة والسعة بفضل الجيل الخامس المتقدم لتُنشئ شبكة قادرة على التعامل مع العالم الرقمي وتعقيداته. كما تطمح الشركة الى اعتماد الجيل الخامس المتقدم لتواجه التحديات المتمثلة بشكبة الجيل الخامس الحالية بدءاً من استهلاك الطاقة والأمان وأتمتة العمليات. فبالنسبة للقطاعات التي يعد الاتصال فيها أمراً بالغ الأهمية، تضمن إريكسون من خلال الجيل الخامس المتقدم ظروفاً أفضل لاتصال أفضل.

إقرأ المزيد: إريكسون تطلق حلول الجيل الخامس المتقدم لتمكين خدمات الاتصالات

يعتبر تبني الجيل الخامس المتقدم مرحلة مهمة في مسيرة التحول الرقمي وبناء قاعدة البنية التحتية الرقمية القادرة على تلبية المتطلبات المتغيّرة باستمرار. في هذا الاطار، تعتزم شركات التكنولوجيا والاتصالات تدريب فرق عملها لدعم المهارات الرقمية والاستفادة من قدرات الجيل الخامس المتقدم لبناء مستقبل أكثر اتصالاً وشمولاً. وفي وقت تشهد فيه خدمات الاتصالات تقدماً ملحوظاً في المنطقة، تأتي شبكات الجيل الخامس المتقدم لتسهيل عملية التحول الرقمي وأتمتة الأعمال وتطويرالمدن الذكية التي تعتبر ضمن أولويات نمو البلاد وانتقالها إلى مرحلة متقدمة.

من جهتها، تهدف زين السعودية إلى تسريع عملية نشر خدمات الجيل الخامس المتقدم بعدما تم الاطلاق الأولي لخدمات 5G Advanced في مدينة الرياض. كما تشمل الخطط المطروحة لهذا الهدف اطلاق خدمات الجيل الخامس المتقدم في أكبر ثماني مدن في المملكة العربية السعودية حيث تهدف شركات الاتصالات الى استخدام هذه التقنية لدعم حلول انترنت الأشياء وغيرها العديد. وسبق أن وقعت زين السعودية مذكرة تفاهم مع العملاق الصيني هواوي للعمل معاً على تعزيز الابتكار التكنولوجي في البلاد وتطوير الجيل الخامس المتقدم للعملاء والشركات في كافة أنحاء المملكة. فمن خلال هذه الخطوة، تهدف المملكة العربية السعودية الى بناء شبكة رائدة لتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.

بدورها، أحرزت شركة الاتصالات المتكاملة "دو" تقدماً ملحوظاً في نشر الجيل الخامس المتقدم حيث دشّنت مركز "دو" للابتكار الذي ترتكز أعماله على تقنيات الجيل الخامس المتقدم لتحقق بذلك نقلة نوعية في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في الامارات العربية المتحدة. يجسّد هذا المركز رؤية "دو" نحو التطور والابداع وتحقيق التحول الرقمي وتقديم أعلى مستوى من الخدمات والابتكارات الرائدة. فإلى جانب الذكاء الاصطناعي، يستفيد المركز من قدرات الجيل الخامس المتقدم لتعزيز خدمات الإنترنت الثابت اللاسلكي وخدمات الشبكات الذكية وشبكات الجيل الخامس الخاصة بالهواتف المحمولة بالاضافة إلى التطبيقات التجارية. هذا وتسعى "دو" إلى تحقيق التكامل بين الذكاء الاصطناعي وشبكة الجيل الخامس المتقدم لتوفير حزمة من العروض المميّزة على المستوى المحلي.

إقرأ المزيد: دو تحقق إنجازاً استثنائياً في الانتقال إلى "الجيل الخامس المتقدم"

اطلاق الجيل الخامس المتقدم لم يقتصر على هذه الشركات فحسب، حيث أعلنت شركات الاتصالات والتكنولوجيا في الامارات ومنها هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية بالتعاون مع &e عن نجاح مسار التحول إلى هذه الشبكة. وفي هذا الصدد، سبق أن اعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية اتمام المرحلة الثانية من مشروع تجارب الجيل الخامس المتقدم بالتعاون مع مزودي خدمات الاتصالات في الامارات. فإلى جانب تعزيز تجربة العملاء، تتيح هذه الشبكة سرعات كاملة ضمن النطاق الترددي 6 جيغاهرتز باستخدام نطاق 400 ميغاهرتز. كما أكدت الهيئة ان الهدف الأساس من هذه الخطوة هو الوصول إلى 10 أضعاف السرعات الحالية عبر شبكة الجيل الخامس المتقدم.  

وسبق أن دشّنت stc البحرين شبكة الجيل الخامس المتقدم التي تعتبر من أحدث حلولها المتطورة لتحقق بذلك تقدماً ايجابياً على مستوى قطاع الاتصالات. وبفضل هذه الشبكة، تلبي stc  البحرين حركة البيانات المتزايدة مع تحسين سرعات التنزيل بما يتماشى مع رؤية المملكة لتحقيق التحول الرقمي.

بحسب خبراء الاتصالات ان الطلب المتزايد على البيانات والتطبيقات الذكية يُحتّم التقدّم أيضاً بالشبكات المتوفرة للعملاء لنقل المعلومات بسرعة. فمع وجود أكثر من 300 شبكة تجارية مدعومة بالجيل الخامس يندفع مزودو الخدمة ومشغلو الاتصالات إلى دراسة كيفية الانتقال إلى الجيل الخامس المتقدم مما يتيح فرصاً جديدة للسوق المحلي والدولي. وبالاضافة إلى الترقية التقنية، تتعامل شبكات الجيل الخامس المتقدم مع حالات الاستخدام الأكثر تعقيداً وفي الظروف الحرجة لتحقق مختلف القطاعات نقلة نوعية.

 

الجيل الخامس المتقدم محفّز للتحول الرقمي والابتكارات الجديدة

يدفع ظهور الجيل الخامس المتقدم منطقة الشرق الأوسط إلى حافة التطور الرقمي، مما يمثل تحولاً كبيراً على مستوى القطاعات والاتجاه نحو نظام ايكولوجي رقمي متكامل. يتيح الجيل الخامس المتقدم سرعات عالية في مجال الرعاية الصحية، على سبيل المثال، يمكّن المراقبة عن بُعد في الوقت الفعلي ومتابعة المرضى عن بُعد أيضاً، مما يوفر إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية في المناطق النائية. أما في مجال التعليم، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تحويل تجارب التعلم من خلال الواقع الافتراضي والمعزز، ويجعل التعليم أكثر سهولة ومرونة. كما تسهم شبكات الجيل الخامس المتقدم بتحويل قطاعات الصناعة الرئيسية في المنطقة مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والتصنيع والخدمات اللوجستية، من خلال إعادة تعريف عمليات الإنتاج الأساسية الخاصة بها، والتمتع بسرعات عالية ووقت استجابة منخفض. ففي قطاع النفط والغاز، الذي يُعد قاعدة اقتصاد المنطقة، ستعمل تقنية الجيل الخامس المتقدم على تعزيز الكفاءة التشغيلية والسلامة من خلال المراقبة في الوقت الفعلي باستخدام كاميرات عالية الوضوح بالاضافة إلى تكامل الذكاء الاصطناعي، مما يثبت أهميته في البيئات الحرجة.

تُبشّر شبكة الجيل الخامس المتقدّم بعصر جديد لنظام إنترنت الأشياء (IoT)، مما يوفر اتصالاً وابتكاراً غير مسبوقين. كما تدعم تقنية الجيل الخامس المتقدم مجموعة متنوعة من تطبيقات إنترنت الأشياء، مما يتيح تحول المنطقة إلى مركز رقمي يحتضن مجموعة واسعة من الابتكارات والحلول الذكية. يُعد هذا التقدم أمراً بالغ الأهمية للقطاعات الصناعية التي تهدف الى تحقيق التنوع والوصول إلى الحداثة في ظلّ الثورة الصناعية الرابعة.

 

ما هي التحديات المتمثلة؟

لن تخلو رحلة الانتقال من الجيل الخامس إلى الجيل الخامس المتقدم من التحديات بالنسبة للمستخدمين من مختلف فئات المجتمع. فبالنسبة للمبتدئين، سيحتاجون إلى أجهزة متطورة مع زيادة حجم السعة لتحليل كمية أكبر من البيانات. كما ستتطلّب تقنية الجيل الخامس المتقدم بنية تحتية رقمية متينة لاتاحة الاتصال المرن بين جميع الأجهزة المتصلة. ويتطلب بناء شبكات واسعة للجيل الخامس المتقدّم والتعاون بين الجهات المعنية والتنسيق مع الشركات المختصة للعمل وفقاً للمعايير المطلوبة والتركيز على تحقيق متطلبات السوق الداخلية. أما عن التقنيات الجديدة فستكون من العناصر الضرورية لنشر الجيل الخامس المتقدّم وقد لا تتوفر في جميع الدول مما يؤخرها عن تبني الشبكة المتقدّمة.

تطوّر شبكات الجيل الخامس المتقدّم أداء الصناعات وأعمال القطاعين العام والخاص عن طريق دعم الابتكارات والحلول الذكية والأهم من ذلك اتاحة استخدام التطبيقات المتطورة بدءاً من الروبوتات وصولاً إلى الآلات الذكية. كما ترفع شبكة الجيل الخامس المتقدم أداء سوق العمل مع سرعة الاستجابة للعمليات مما يحدّ من ارتكاب الأخطاء.

من ناحية أخرى، توفر شبكة الجيل الخامس المتقدّم بيئة جاذبة للاستثمارات ودعم البحث والتطوير مما يرفع التنافسية. فوفقاً للرؤية المستقبلية، تسعى دول المنطقة إلى تبني التكنولوجيا ومواكبتها عبر مختلف المجالات فمن المتوقع أن تلعب شبكات الاتصالات والتقنية دوراً حاسماً في ازدهار الاقتصاد وتمكين القطاعات غير النفطية وتوفير فرص عمل واسعة النطاق.

إن وصول شبكة الجيل الخامس المتقدم إلى الشرق الأوسط يبشر بتحول ديناميكي على مستوى العمليات التشغيلية للشركات والنسيج المجتمعي ككل. وتدفع هذه التقنية المشغلين للمضي قدماً بالوسائل اللازمة لتقديم خدمات اتصال متفوقة، مما يمهد الطريق لتكامل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز عمليات الإنتاج، وتحفيز تقنيات إنترنت الأشياء وتبنيها على نطاق واسع. وتعتبر مثل هذه الخطوات في مجال التكنولوجيا مفيدة في دفع القطاعات نحو الرقمنة، وتعزيز الكفاءة، وتحسين المشهد الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة والعالم.

بينما يقف الشرق الأوسط أمام العصر التكنولوجي الجديد، يصبح التعاون بين مختلف القطاعات ورواد التكنولوجيا أمراً حتمياً. ولا يَعِد هذا المستقبل بإعادة هيكلة القطاعات فحسب، بل أيضاً بإثراء نوعية الحياة، وتحقيق الاستدامة. ويمثل دمج الجيل الخامس المتقدم  في النظام الايكولوجي الرقمي في منطقة الشرق الأوسط خطوة نحو تحقيق أهدافها الطموحة للقيادة التكنولوجية والابتكار، مما يضمن بقاء المنطقة في طليعة الثورة الرقمية العالمية.