Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يحتفي العالم في مثل هذا الوقت بشهر التوعية بالأمن السيبراني في وقت تُسلّط الأنظار على الحماية الرقمية وأمن البيانات للحدّ من التهديدات المحتملة. ففي شهر أكتوبر تعزز الشركات والمؤسسات ورش العمل وبرامجها التوعوية والدورات التدريبية لنشر ثقافة الأمن السيبراني وحماية المعلومات الحساسة من الانتهاكات الالكترونية.

 واقع الأمن السيبراني في العام 2024

العام 2024 كان مليئًا بالحوادث الالكترونية حيث شهدنا أنواعاً مختلفة من الهجمات السيبرانية منها انتحال الشخصية، رسائل البريد الالكتروني التصيدية، الروابط المزيّفة والمواقع الالكترونية الخبيثة التي تنال من معلومات المستخدمين الشخصية والحساسة.  وبهذه المناسبة، يؤكد الخبراء أهمية الأمن السيبراني في عصر الرقمنة ونقص السوق من المهارات المطلوبة في هذا المجال حيث تشير الدراسات إلى حاجتنا لعدد أكبر من المتخصصين لنشر سياسات الأمن السيبراني وحماية شبكة الانترنت التي هي بمتناول الجميع.

الأرقام لا تشير إلى تراجع الهجمات السيبرانية رغم كل الاجراءات المتخذة. فقد وصلت كلفة الهجمات الالكترونية إلى 9.5 تريليون دولار على مستوى العالم في العام 2024 على أن تصل إلى 24 تريليون دولار بحلول العام 2027. وبحسب الدراسات وصلت الكلفة اليومية للهجمات الالكترونية إلى مليار دولار خلال العام الحالي أما برامج الفدية فوصلت كلفتها إلى 40 مليار دولار. وكذلك سوق العملات المشفرة الذي شهد وما زال يشهد هجمات سيبرانية ستصل كلفتها إلى 30 مليار دولار مع العام 2025.

إن الدفاع عن عالمنا الرقمي أمر ضروري لضمان سلامة أعمالنا على شبكة الانترنت. لذلك تجدد الحكومات العربية وحول العالم رغبتها بتطوير استراتيجياتها الدفاعية الرقمية لحماية البيانات وتحديث التقنيات للتصدي إلى المتسللين. وتسعى الجهات المعنية إلى الاستثمار بالجيل القادم من خبراء الأمن السيبراني وفتح مزيد من فرص العمل إلى جانب تحسين البنية التحتية الرقمية في جميع المناطق وخصوصاً ذات الكثافة السكانية لمواجهة التهديدات السيبرانية.  

إقرأ المزيد: مايكروسوفت تعزز الحماية الرقمية والأمن السيبراني

 

اتجاهات الأمن السيبراني

من دون شك ان اعتمادنا المتزايد على الأجهزة الالكترونية جعلنا عرضة للتهديدات السيبرانية بشكل يومي. أما التقدم بالحلول الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيضع الشركات والأفراد أمام تحديثات دائمة لاستخدام الأجهزة الالكترونية بشكل آمن.

من الصعب التنبؤ بمستقبل الأمن السيبراني خصوصاً وان القطاعات تتغيّر باستمرار ومعها تتطور التهديدات السيبرانية وإلى جانبها آلية الدفاع عن الشبكات المترابطة والمعقدة.

في ظلّ هذا الواقع، لا بد أن تستمر بعض تكتيكات الهجمات الإلكترونية، وذلك لأنها أثبتت نجاحها. وعلى هذا النحو، يؤكد الخبراء ان الهجمات الالكترونية لن تتوقف على مدار السنوات مهما تطورت الاستراتيجيات والاجراءات المتخذة، فإن الهدف من هذه الأخيرة التصدي للكوارث الرقمية وليس القضاء عليها كلياً لأن ذلك من المستحيلات. هنا يكمن دور الهندسة الاجتماعية لتتجاوب المؤسسات مع التغييرات الآنية وتدريب السلوك البشري على هذا الأساس للتعامل مع الهجمات المحتملة بكل وعي وبشكل صائب.