يعد الجيل السادس من الإنترنت موضوعاً ساخناً للمناقشة حيث يعمل عمالقة الاتصالات على تطوير مواصفات الاتصالات الخلوية اللاسلكية فائقة السرعة. وفي الوقت نفسه، تدرس الشركات أيضًا كيفية تحقيق عائد على استثماراتها بمليارات الدولارات في تقنية الجيل الخامس.
تتيح شبكات الجيل السادس سرعات بيانات تصل إلى 50 أو 100 مرة أسرع من الجيل الخامس وتوفر طرقاً جديدة للتفاعلات الاجتماعية والعمل عن بُعد والتجارب الثقافية البعيدة. تخيّل أنه بات بإمكانك اليوم تجربة العالم الافتراضي وكأنه عالمك الحقيقي. وقد يستفيد العديد من مشاريع المدن الذكية من قدرات الجيل السادس فور اطلاقه وتوسّعه بمختلف حالات الاستخدام. فمن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى معدلات اشتراكات لخدمات الهواتف المحمولة على مستوى العالم بينما تمثل شبكة الجيل السادس أكثر تقنية متقدّمة تواكب تطور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ففي حين تتجه كل الأنظار نحو الجيل الخامس يتم توحيد معايير الجيل السادس لاعتماده في السنوات المقبلة.
الجيل السادس محرّك سرعات الإنترنت
تعمل الدول على ادخال الجيل السادس إلى شبكاتها مما يمثل مرحلة جديدة في عالم الاتصالات على المدى الطويل. وفي ما يتعلق باكتشاف التطبيقات، سيقوم الخبراء ببحوث حول سيناريوات جديدة محتملة مع اعتماد الجيل الجديد للاستجابة إلى المتطلبات المحلية مثل الواقع الافتراضي. كما سيتم العمل على بناء نظام ايكولوجي جديد إلى جانب خطط شركات الاتصالات لتعزيز نجاح الجيل السادس واعتماده في الأعمال.
سيُمكّن الجيل السادس الدول المتطورة اختبار أهداف جديدة لتجربة اتصال غامرة عالية الجودة وموثوقة. كما تظهر شبكات الجيل السادس كتقنية متطورة لتمكين القدرات المتقدمة مثل انترنت الأشياء والآلات الذكية.
دفع الطلب المتزايد على معدلات بيانات أعلى وزمن وصول أقل وتعزيز الاتصال، دول الخليج إلى التركيز على تحويل الجيل السادس إلى أمر واقع. وبهذا السياق، تبذل الإمارات العربية المتحدة جهودها الاستراتيجية في مبادرات المدن الذكية والبحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الجيل السادس، مما يدفع مختلف القطاعات إلى عالم أكثر تقدماً. وتؤكد استثمارات البحث والتطوير على هدف الإمارات العربية المتحدة بأن تصبح مركزاً للأبحاث المتطورة في المنطقة وأن تكون في طليعة الرحلة التحويلية لتقنية الجيل السادس.
ترفع شبكات الاتصالات الجديدة مستوى العصر الرقمي إلى آفاق غير مسبوقة من خلال رفع المقاييس التقليدية بما في ذلك السعة والإنتاجية والموثوقية وزمن الوصول والنطاق والمرونة. وبحسب الدراسات، من المتوقع أن تؤدي استدامة شبكات الجيل السادس إلى خفض نسبة الطاقة بنسبة تصل إلى 50%. لا شك أن زيادة الأمان والخصوصية ستكون جزءاً من أولويات الشبكة. وسوف تساعد الاتصالات المتنقلة الدولية -2030 أيضاً في سد الفجوة الرقمية، ومعالجة مجالات إمكانية النفاذ والقدرة على تحمل التكاليف الاضافية. وفقاً لهيئة تنظيم الالتصالات والحكومة الرقمية قد يتوفر الجيل السادس بشكل أوسع في الامارات بحلول عام 2030 ليتقدّم على سائر الأجيال ويوفر تجربة محسّنة للعملاء مقارنةً بالأجيال السابقة.
كيف ستتأثر التطبيقات الذكية بالجيل السادس؟
بناءً على التقنيات الحالية، سيقدم الجيل السادس أعلى مستوى من الذكاء للتطبيقات الذكية مما سينقل الاتصالات إلى مرحلة أخرى من التفاعل في الواقع الفعلي. كما سيتمكّن المستخدمون من تجربة الواقع المعزز والواقع الافتراضي والتمتع باتصال هائل مرن للأجهزة المدعومة بانترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي. ويتحدث خبراء التكنولوجيا عن ثورة جديدة في عالم الألعاب وسائر القطاعات كالرعاية الصحية والصناعة والتجارة والتسوق عبر الانترنت التي ستشهد تحولاً كبيراً من ناحية عملياتها التشغيلية.
كما ستحدِث شبكات الجيل السادس تحولات في مناهج العمل عن بُعد مما يتيح للعاملين التواصل المباشر عالي الدقة والفيديو بنطاق 360 درجة مع زملائهم. وسيتم إنشاء ذلك من خلال الضغط والتشفير في الوقت الفعلي، وخطط إعادة البناء والتصور الناتجة عن زمن الوصول المنخفض للغاية لشبكة الجيل السادس.
كما للشبكة الجديدة قدرة على دمج العالم الواقعي بالعالم الرقمي حيث ستمكن العملاء من التفاعل مع صور ثلاثية الأبعاد الأمر الذي يتطلب كمية هائلة من البيانات المتبادلة.
سيتم تمكين الحوسبة المتطورة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الواقع الممتد (XR) الذي من المتوقع أن يتمتع بدقة غامرة تبلغ 16 كيلوبايت، مما يتطلب معالجة البيانات بشكل مخفف من خلال التقنيات المستندة إلى السحابة.
مشغلو الاتصالات ومزودو الخدمات الداعم الأول لـ6G
يجسّد انتقال شركات التكنولوجيا والاتصالات من الجيل الخامس إلى الجيل السادس إلتزامها بتحسين عملياتها التشغيلية والتجارية وتطوير شروط الحياة اليومية وتمكين وجود التكنولوجيا لتسهيل المهام.
وفقاً لنوكيا، فإن تقنية الجيل السادس ستزود الشبكات بالقدرة على الاستشعار من خلال تحديد خصائص وحركات الأشياء من حولها. سيصبح إنترنت الحواس ممكناً من خلال دمج الحواس البشرية مثل البصر والسمع واللمس والذوق والشم في إنترنت الأشياء مما يوفر تجارب ملموسة غامرة داخل العالم الرقمي.
وبالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، قدمت شركة دو توأماً رقمياً كخطوة منها إلى عالم المستقبل. وتهدف هذه المبادرة إلى انشاء نسخة افتراضية من المدينة الأصلية وتعزيز التخطيط الافتراضي.
بدورها تتعاون زين السعودية ونوكيا لتطوير حلول 5G Cloud RAN، وهي حلول ضرورية لدعم التطبيقات مثل المركبات ذاتية القيادة والواقع المعزز. وتُعد هذه الشراكة خطوة نحو البنية التحتية المتقدمة اللازمة لشبكات الجيل السادس. وبالإضافة إلى ذلك، تستكشف Ooredoo تقنية 5G-mmWave المتقدمة لتحويل الاتصال بالملاعب الكبرى، مما يوفر للمشجعين تجارب واقع معزز غامرة وبث مباشر عالي الوضوح.
هذا وتلعب هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية دوراً محورياً في الأطر التنظيمية للشبكات الجديدة لتسهيل الاختبار والابتكار في هذا المجال. وقد كشفت الهيئة عن خطة شاملة لتطوير الجيل السادس من شبكات الهاتف المتحرك وذلك استجابةً للمشهد المتطور والسريع. وتهدف الهيئة إلى سدّ الفجوة بين خدمات الاتصالات الحالية والمتطلبات المستقبلية وصولاً إلى تحقيق الحياة الرقمية الشاملة.
وتعليقاً على إطلاق هذه الخارطة، قال المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية: "تنسجم خطة تطبيق الجيل السادس مع التوجهات المستقبلية للدولة وفي مقدمها مئوية الإمارات 2071، ورؤية "نحن الإمارات 2031" بمحاورها التي تنص في جانب منها على ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد الجديد، وبناء المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً.
وتتوافق هذه المبادرة مع رؤية الامارات الثابتة نحو الاستدامة ولترسيخ الموقع الريادي للامارات وتعزيز قدراتها في الجيل السادس والتغطية الشاملة للخدمات الرقمية. فمع انتقالنا من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس وصولاً إلى الجيل السادس، نقترب أكثر من مجتمع أكثر كفاءة وتقدماً وهذا يؤكد دور التكنولوجيا في حياتنا والتغييرات اللامحدودة التي قد تنجزها لدفع التحول الرقمي على مستوى العالم.
أما شبكات الجيل السادس فتعد بتوفير إمكانيات جديدة وتحقيق عدد لا يحصى من الإنجازات، وتحويل الخيال إلى واقع وتمكين التقنيات التي لا يمكن الوصول إليها حالياً.
تصميم شريحة جديدة تعزز سرعات الجيل السادس
أصبح بإمكانكم الآن تحميل مسلسلاتكم كاملةً بظرف ثوان معدودة حيث نجح فريق من العلماء اليابانيين بتصميم شريحة سيليكونية جديدة ستقرّب الوصول إلى الجيل السادس. تتميّز هذه الشريحة بحجمها الصغير للغاية وهي تستخدم نوعاً جديداً من الموجات الكهرومغناطيسية. ففي وقت نعاني من تقطّع الانترنت وخدمات الجيل الرابع والخامس المتفاوتة سرعاتها تأتي هذه الشريحة لتقدم موجات سريعة تعد بسرعات مذهلة بنقل البيانات تصل إلى 64 غيغابايت في الثانية كما يمكنها مضاعفة سعة الشبكات اللاسلكية مرات عدّة. وعلى الخط نفسه، توصل العلماء إلى معدلات سرعة هائلة تبلغ 190 غيغابايت في الثانية أي ما يعادل تحميل 24 غيغابايت في الثانية الواحدة.
تتبع المنطقة استراتيجية تؤكد رغبتها بتبني الابتكارات المستقبلية والاستفادة من الثورة الرقمية الذكية. وتتوافق خطة نشر الجيل السادس فعلياً مع المشاريع والأهداف المستدامة حيث تسعى دول المنطقة كالمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول الجوار إلى المنافسة عالمياً وتمكين مجتمعاتها اقتصادياً ورقمياً على المستويات كافة والأخذ بالاعتبار خطة دعم الخصوصية الرقمية وأمن البيانات.