في عالمنا اليوم، لم تعد الاستدامة والتحول الرقمي مجرد شعارات رنانة فحسب، بل أصبحت محركات أساسية للتغيير العالمي وإعادة تشكيل القطاعات والاقتصادات والمجتمعات. ومع تسارع وتيرة تغير المناخ، لم يعد بإمكاننا تجاهل الحاجة الملحة لمواءمة التقدم التكنولوجي مع المسؤولية البيئية.
وترى الشركات العالمية الكبرى مثل "إي آند" هذا التحدي فرصة عظيمة تسعى للاستفادة منها، إذ تلتزم المجموعة التكنولوجية العالمية بتقديم أحدث الابتكارات والتقنيات دون المساومة بجهودها في تحقيق الاستدامة.
وسلّط عبيد بوكشة، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة "إي آند" الضوء على جهود المجموعة نحو بناء مستقبل رقمي أكثر استدامة وأماناً، ولتحقيق ذلك اتخذت المجموعة خطوات فعالة في العمليات ومبادرات سبّاقة لدمج الاستدامة في كافة جوانب العمل بما في ذلك الابتكارات الصديقة للبيئة.
ويعتقد بوكشة أن تقديم الشركات ابتكارات تكنولوجية فقط لم يعد كافياً، لذا علينا أن نسأل أنفسنا: هل يمكننا تقديم حلول تحسن حياة الناس وتحافظ على كوكبنا في الوقت نفسه للأجيال القادمة؟ في "إي آند"، نؤمن بأن الجواب بكل تأكيد هو "نعم". فقد تبنينا نهجاً في المبادرات الرائدة التي قدمناها بما يعكس التزامنا وتفانينا في تقديم تكنولوجيا متطورة، مع استراتيجية مستدامة تركز على المستقبل، كما تجسد التزامنا بالتميز التشغيلي في الأعمال، وتؤكد على رؤيتنا لعالم أفضل.
وأكد بوكشة أن تطوير العمليات لدعم الاستدامة يحظى في "إي آند" بأولوية كبيرة، "نحن لا نتبنى الممارسات البيئية فقط لمواكبة اتجاهات السوق، لكننا نقود الابتكار لمواجهة أزمة المناخ بشكل مباشر. كما يعكس ذلك التزامنا بالوصول إلى الحياد الكربوني عبر عملياتنا في دولة الإمارات بحلول العام 2030، وعلى نطاق أعمال المجموعة بحلول العام 2040، رؤيتنا الطموحة طويلة الأمد في الاستدامة. ولكن الوعود وحدها لا تغير العالم، فالتغيير الحقيقي يتطلب أفعالاً جريئة وحاسمة".
واتخذت "إي آند" العديد من الخطوات لتعزيز مكانتها الرائدة في مجال الاستدامة، ومن هذه المبادرات كان إعلان الشركة توفير الشرائح الهاتفية الصديقة للبيئة والمعاد تدويرها لعملائها في دولة الإمارات، والتي تم الإعلان عنها بالتزامن مع مؤتمر الأطراف "COP28" الذي عُقد في دبي. وعلى صعيد متصل، نشرت "إي آند" المعدات اللاسلكية الموفرة للطاقة في مواقع شبكة الهاتف المحمول الخاصة بها، مما ساهم في تقليل استهلاك الطاقة مقارنةً بالمعدات التقليدية، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأشار بوكشة إلى توقيع "إي آند" مذكرةَ تفاهم مع مختبرات "NEC" الأميركية والمبادرة العالمية لتمكين الاستدامة "GeSI"، للارتقاء بمستويات الاستدامة في نظامها الداخلي لإدارة سلاسل التوريد، حيث تم تطوير نظام مخصَّص لعمليات التفاوض والسياسات والمحاكاة يدعم "إي آند" في تحولها إلى مجموعة تكنولوجية عالمية. "تتماشى هذه الجهود مع هدفنا الأوسع المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني والوصول إلى مستقبل رقمي أكثر استدامةً".
وسلّط بوكشة الضوء على الاتفاقية التي وقعتها المجموعة مع شركة الفطيم للنقل الكهربائي لنشر أسطول مكون من 100 سيارة كهربائية من طراز (BYD ATTO 3) لتستخدم في عمليات المجموعة في دولة الإمارات والمساهمة في دعم قطاع النقل المستدام في دولة الإمارات، فيما يمثل التزاماً قوياً بالاستدامة والتحول إلى النقل المستدام والحد من انبعاثات الكربون. وقال "تجسد هذه المبادرة توجه مجموعتنا لاستبدال كافة المركبات الخفيفة العاملة في الدولة تدريجياً بالمركبات الكهربائية، إذ تعد هذه المركبات الكهربائية جزءاً من استراتيجية أوسع لدعم أهداف التنقل الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تكاملها مع الجهود البيئية الأخرى التي قمنا بها، والتي تدعم جميعها بناء مستقبل أكثر استدامة."
التكنولوجيا الخضراء من أجل مستقبل مستدام
وفي إطار تطوير أعمالها لدعم الاستدامة، أعلنت "إي آند الإمارات" عن مبادراتها لشبكة الاتصالات الخضراء والتي تشمل الشبكات ومراكز البيانات التابعة للشركة. وأطلقت الشركة أول موقع لشبكة الجيل الخامس بصفر انبعاثات كربونية ويعتمد على تقنية (Massive MIMO) في مدينة إكسبو دبي، حيث يعمل الموقع المدعوم بالكامل بالطاقة المتجددة على مواءمة الاستدامة مع التكنولوجيا اللاسلكية المتطورة لتحسين السعة والتغطية والارتقاء بتجربة العملاء.
"مع استمرارنا في نشر المزيد من المواقع الخضراء، نحن لا نحسن فقط سعة وتغطية الشبكة، بل نعزز تبني أسس الاستدامة في قطاع الاتصالات. بالنسبة لنا، هذه الإجراءات تمثل تحولاً حاسماً في القطاع للانتقال من عقلية الاستهلاك إلى عقلية الحفاظ على الموارد".
دعوة للعمل الجماعي
اختتم بوكشة حديثه بتوجيه دعوة لتوحيد الجهود، قائلاً: "الاستدامة ليست مجرد مسؤولية مؤسسية، فهي ضرورة مجتمعية شاملة. ويشكل التغير المناخي تحدياً عالمياً يتطلب حلولاً جماعية. وكل خطوة نتخذها كشركة، بدءاً من نشر الشبكات الموفرة للطاقة وصولاً إلى التنقل الأخضر، تقربنا أكثر من مستقبل لا تتعارض فيه التكنولوجيا مع الجهود البيئية، بل تسير يداً بيد.
ونحن نؤمن في "إي آند" بأن الشركات لديها الخيار لاتخاذ المسار الذي يساهم في تحديد طبيعة العالم الذي نتركه للأجيال القادمة. بالنسبة لنا، المستقبل واضح ونسعى فيه أن تكون التكنولوجيا هي من تقود عالم الأعمال والاستدامة. رحلتنا نحو المستقبل المستدام مستمرة، ومع اتخاذ خطوات جريئة، وتبني الفكر الإبداعي، والالتزام بالمسؤولية البيئية، يمكننا تسريع الوصول إلى هذا المسار. ونحن في "إي آند" فخورون بأن نكون في طليعة هذا التحول المهم، والمساهمة في إثبات أن الاستدامة والتكنولوجيا هما مرادفان لبناء عالم أفضل".