تحتل دول الشرق الأوسط مكانة متقدّمة في خطط انشاء البنية التحتية والحلول الرقمية وخصوصاً عمليات نشر الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدّم 5G-A. إذ تعتبر المنطقة اليوم وجهة رئيسية للاستثمارات التكنولوجية وأرضاً خصبة لدعم الابتكارات ومنافسة السوق العالمي.
منذ بدأت الثورة الرقمية، تُظهر منطقة الشرق الأوسط والخليج (الامارات العربية المتحدة، قطر، المملكة العربية السعودية) رغبتها بتبني التقنيات الحديثة كالجيل الخامس المتقدّم والمحافظة على مكانة ريادية. فقد عززت شركات الاتصالات في الشرق الأوسط مثل دو وزين و&e انتشار الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدّم مما يدل على تأثيرها الايجابي والتزامها بتقدّم التكنولوجيا. كما تخطط دول المنطقة بكل طاقاتها لتحويل اقتصادها والاستفادة من قدرات الجيل الخامس ومواجهة كل التحديات المتمثلة في عمليات نشر الشبكات الثابتة من جهة ودعم الابتكار من جهة أخرى. أما على مستوى العالم فلا تزال شبكات الجيل الخامس المتقدّم غير منتشرة على نطاق أوسع فعلياً.
تنافس على نشر الجيل الخامس المتقدّم والنتائج إيجابية
تتنافس شركات الاتصالات على نشر شبكة الجيل الخامس المتقدّم في مواقع استراتيجية تصل إلى كل العملاء والشركات. فخلال عام 2024، حققت شركات رائدة في مجال الاتصالات تقدماً كبيراً في نشر هذه الشبكة حول العالم مع عرض سلسلة من الخدمات والباقات المميّزة المتعلقة بالجيل الخامس المتقدّم. ومن المتوقع أن يزدهر سوق الجيل الخامس المتقدّم مع السنوات المقبلة مما يفتح الباب أمام مزيد من الامكانات والفرص لتحقيق التنمية المستدامة وتمهيداً لطرح شبكة الجيل السادس. يأتي الجيل الخامس المتقدّم بفوائد كبيرة للحياة الرقمية والقطاع ككل كما يغيّر هيكلة المجتمع ويعيد تشكيل المستقبل الرقمي.
وفي وقت تنتشر فيه التقنيات بشكل سريع ونلمس تأثيرها على حياتنا اليومية، يؤكد مشغلو الاتصالات ورواد القطاع أهمية دمج الجيل الخامس المتقدّم مع الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لاتصال كامل. فإن وجود هذه التقنيات معاً يلبي احتياجات العملاء والشركات أولاً ويعزز ليس جودة الاتصال فقط بل يحسّن الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والسحابة لجعلها أكثر كفاءة.
تبحث هيئات الاتصالات مسار التحول إلى الجيل الخامس المتقدّم والبحث بأبرز التطورات التقنية في الدول العربية. على هذا الخط، تم اطلاق تقنية الجيل الخامس المتقدّم في الامارات. وتعتزم شركات الاتصالات في الدولة تطوير البنية التحتية الرقمية لتسويق الجيل الخامس المتقدّم إلى جانب تطوير شبكات الهاتف المحمول.
بدورها أطلقت هواوي مبادرتها لمساعدة شركات الاتصالات على اعتماد الجيل الخامس المتقدّم لافتة إلى كل الأعمال التي ستطرحها وتكون لصالح هذه الشبكة. كما يتوسع سوق الجيل الخامس المتقدّم بشكل أكبر مع هذا العام حيث بدأت شركات عدّة بالتخطيط لنشر الشبكة وتطوير أعمالها على أساسها.
في هذا الاطار، يؤكد رواد الاتصالات تكامل الجيل الخامس المتقدّم مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشر التطبيقات الذكية والاستفادة منها على المستويات كافة والارتقاء بمفهوم التفاعل بين الأفراد والآلات الروبوتية والاستعداد إلى مستقبل أكثر ذكاءً.
يتعاون مزودو الخدمات مع مشغلي الاتصالات وشركاء في القطاع لتسريع انتشار الجيل الخامس المتقدّم ودعم شبكات الاتصالات والذكاء الاصطناعي وخلق قيمة تجارية جديدة تسهل الانتقال للمرحلة المقبلة وتساهم في تطوير شبكات الاتصالات الثابتة للجيل الخامس المتقدم والجيل الخامس والنصف وصولاً إلى الجيل السادس.
في هذا الوقت يواصل الشرق الأوسط والدول العربية خصوصاً جهوده لتعزيز التطور الايكولوجي وتبني التقنيات على نطاق أوسع. يفتح الجيل الخامس المتقدّم سرعات أعلى وفرصاً جديدة للنمو والتطوّر تتجاوز مجرّد الارتقاء بتجربة الاتصال الى المساهمة في دفع التحول الرقمي في مختلف القطاعات وصولاً إلى تعزيز المدن الذكية ودور التطبيقات الرقمية للتفاعل الآمن والتواصل المستمر.
تحدث شبكة الجيل الخامس المتقدّم تحولاً كبيراً في سرعة الشبكات مع دعمها لأجهزة عدّة منها الأجهزة السحابية والتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد والنظارات الذكية التي تتطلب دقة عالية من الاتصال ذات النطاق العريض. هذا بالاضافة إلى سرعات تنزيل تبلغ 10 جيغابت في الثانية.
تحديات تواجه الشبكة المتقدّمة
لا تغيب التحديات عن شبكة الجيل الخامس المتقدّم وخصوصاً مع دمج الذكاء الاصطناعي بها، مما يتطلّب كمية أكبر من الطاقة المتجددة للحفاظ على الاستدامة.
كما يسلّط خبراء الاتصالات الضوء على أهمية ايجاد المواهب والمهارت المطلوبة في هذا المجال لتلبية السوق مع تغير سلوك العملاء واختلاف طريقة استخدامنا لشبكة الاتصالات وحاجتنا إلى الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة في الأعمال. هذا ما يُعيّن على الجهات المعنية والحكومية والشركات تنظيم دورات تدريبية مكثفة حول أهمية شبكات الاتصالات وتطويرها لمواكبة العصر الرقمي.
وبالطبع لا يمكن لهذه الشبكة أن تنجح وتتوسع بدون الأجهزة الالكترونية والشرائح الخاصة لدعم موجات الجيل الخامس وتحسين الخدمة. ولهذا الهدف أطلقت شركات التكنولوجيا اصدارات عدّة من الهواتف والأجهزة المتميّزة الرائدة. فلا تقتصر شبكات الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدّم على الهواتف المحمولة بل تدخل أجهزة أخرى المنافسة. هذا ويختبر السوق حالياً امكانات جديدة للجيل الخامس المتقدّم ومن المتوقع زيادة استخدام هذه الشبكة خلال عامنا الحالي مع توفير النظام الايكولوجي المطلوب للاستفادة من ايرادات اضافية للمؤسسات والشركات.
ومع زيادة عدد اتصالات الأجهزة، تعتمد شبكات الجيل الخامس بشكل كبير على المورد المحدود لطيف الترددات الراديوية. فغالباً ما يعتمد مشغلو الاتصالات على نطاق الطيف الترددي المتوسط نظراً للتوازن الذي يحققه بين النطاق والسعة. كما تعمل شبكة الجيل الخامس المتقدّم على تحسين هذه الترددات، بما في ذلك نطاقات 2.1 جيغاهرتز و3.5 جيغاهرتز المنتشرة على نطاق واسع، لرفع مستوى الخدمات وكفاءتها.
المستقبل لشبكة 5G Advanced
تُحسّن شبكات الجيل الخامس المتقدّم تجربة المستخدم والشركات لتوفير مستوى أعلى من الاتصالات يتماشى مع الشبكات المستقبلية ويلبي احتياجات السوق والتطبيقات الجديدة التي تحمل كمية هائلة من البيانات في ظلّ مشهد اتصالات سريع التطوّر. بالإضافة إلى ذلك، سيستفيد مشغلو الاتصالات من الإمكانات التي توفرها تقنية الجيل الخامس المتقدّم، وتقطيع الشبكة والخيارات القابلة للتطبيق لطيف الموجات المليمترية – لدمج هذه التقنية في مختلف القطاعات إلى جانب إنترنت الأشياء لتوفير الاتصال بطرق جديدة. تسمح هذه الميزات للمشغلين بتخصيص خدماتهم لتلبية الاحتياجات المحددة لمختلف الصناعات والتطبيقات، مثل الرعاية الصحية والتصنيع والنقل الذكي مما سيفتح مصادر جديدة لتحقيق الايرادات.