Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

من ثالث أكثر القطاعات ربحية إلى أضعف جودة وتراجع في كفاءة الشبكة وارتفاع أسعار التعرفة. إنه قطاع الاتصالات في لبنان الذي حقق لخزينة الدولة أكثر من 1.2 مليار دولار في العام 2016 إلا أن بعد اندلاع الأزمة في العام 2019، واجه القطاع تحديات عدّة ولا يزال ساهمت بدخوله في حالة من التدهور الكلّي. وقد عانى القطاع من الهدر المتتالي وصلت قيمته إلى 6 مليارات دولار بين عامي 2010 و2020.

بعيداً عن التراجع الذي نشهده اليوم، برز قطاع الاتصالات في لبنان خلال تسعنيات القرن الماضي حيث كان من الدول الرائدة تكنولوجياً مع امتلاكه أكثر شبكات الاتصالات الرقمية المتنقلة وأكثرها تطوراً في المنطقة. لكن ماذا يحتاج القطاع ليعود إلى عافيته؟

يُعد التمويل المتواصل من أهم عناصر التعافي لأي مجال ولقطاع الاتصالات بصورة خاصة لصيانة الشبكات وتوسيعها لضمان وصولها إلى المناطق الريفية والمناطق ذات الكثافة السكانية.

كما على الحكومة اللبنانية تسريع جهودها لتحديث رؤيتها في ما يخص تطوير الاتصالات ونشر الجيل الخامس. بالاضافة إلى تعزيز قدرات مزودي الخدمات ودمج شركات القطاع العام والخاص لتلبية احتياجات السوق.

أما على المستوى القانوني، فتُعد حماية شركات الاتصالات من الانتهاكات الرقمية والتهديدات السيبرانية أمراً بالغ الأهمية. وعلى الهيئات المعنية تنظيم وظائف المشغلين وتحديد استراتيجية الأعمال لدعم القطاع إلى جانب دفع الابتكارات والمهارات في العالم الرقمي لتحسين جودة الخدمات واعتماد التقنيات الأحدث بالشكل الأنسب كالذكاء الاصطناعي وغيره.

أزمة الإنهيار... تابع!

يعاني معظم المناطق اللبنانية من رداءة خدمة الانترنت وخصوصاً خلال الفترة الأخيرة. وقد أوضح مدير عام هيئة "اوجيرو" عماد كريدية ان هذه المشكلة سيواجهها المواطنون بشكل متكرر نتيجة غياب عمليات الصيانة وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وبالتالي عدم توفّر السيولة المطلوبة لتطبيق الحلّ.

تقف شركة أوجيرو اليوم عاجزة عن اصلاح الأعطال، هي التي تشكل البنية التحتية الأساسية لجميع شبكات الاتصالات في لبنان. وعن هذا الواقع، أكد كريدية في تغريدة له أن ذلك يعود إلى نفاد الأموال وعدم تسلم الهيئة الأموال المرصودة لها في موازنة 2024. وقال: "إننا حتماً ذاهبون إلى توقف تدريجي لأعمال الصيانة والتشغيل للشبكة الوطنية".

وقد كشفت الهيئة تسلّمها جزءاً من المبلغ المخصص لها في الموازنة منذ 6 أشهر من دون الحصول على المبلغ المتبقي رغم مراجعة المعنيين بالموضوع.

على ضوء ذلك، يهدد موظفو أوجيرو باعلان الاضراب في حال لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم، وبالتالي فإن انقطاع الانترنت تدريجياً عن اللبنانيين بات واقعاً.