أصبح الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي من أكثر التطبيقات الواعدة خلال السنوات الأخيرة بفضل الابتكارات الحاصلة في مجال الحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي. وبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في هذا المجال، إذ تلعب دولة الإمارات دوراً محورياً في تشكيل مسار واضح لتبني الذكاء الاصطناعي، وأدركت أهميته وضخت استثمارات كبيرة لتعزيز قدراته.
وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، ركّزت الدولة استثماراتها على تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والمواهب ومراكز الأبحاث، فضلاً عن إصدار القوانين التنظيمية لهذه التطبيقات. ويشير تقرير صادر عن شركة PwC، الى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة بقيمة 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول العام 2030، وأن دولة الإمارات ستقود الطريق بمساهمة متوقعة تبلغ 96 مليار دولار.
ويساهم تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي بدورٍ جوهري في رحلة دولة الإمارات التحويلية نحو المستقبل، حيث تعمل الشركات في قطاع التكنولوجيا على استكشاف كافة جوانب هذه الرحلة، بما في ذلك عوامل تمكين الذكاء الاصطناعي وحالات الاستخدام الرئيسية والأخلاقيات، إضافةً إلى تطور الذكاء الاصطناعي بشكل عام. وتتميز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بآثارها الكبيرة على الابتكار وتفاعل العملاء في قطاع الاتصالات، إذ تقدم هذه التطبيقات فرصاً غير مسبوقة لشركات الاتصالات لإحداث نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها وتعزيز تجربة العملاء. فمن خلال تقنيات مثل التعلم الآلي ونماذج اللغة الكبيرة والتعلم العميق والشبكات التوليدية التنافسية (GANs)، يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى مخصص وتصورات ديناميكية وتجارب غامرة مصممة خصيصاً لتناسب التفضيلات الفردية للعملاء.
وتقول دينا المنصوري، الرئيسة التنفيذية للذكاء الاصطناعي والبيانات في مجموعة "إي آند" إن دولة الإمارات قد رسمت مساراً واضحاً لرحلتها نحو تبني الذكاء الاصطناعي التحويلي. ويؤكد هذا المسار التزامها بتحقيق الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي. وسعت الدولة على مر السنين إلى دعم تحول الشركات نحو العمليات الذكية، وبدأت الشركات بتخصيص فرق تركز على تحليلات البيانات والتحليلات المتقدمة والتعلم الآلي، وتتوافق هذه الجهود مع مساعي دولة الإمارات في تبني التقنيات المتطورة.
الارتقاء بتجارب العملاء
وتؤكد دينا المنصوري أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي تساعد في تحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء باستمرار، فمن خلال فهم أنماط الاستخدام والمشاكل التي تواجه المستخدمين، تتيح هذه التطبيقات لشركات الاتصالات أيضاً تحسين البنية التحتية وعروض الخدمات لتتناسب بشكل أفضل مع الاحتياجات المتطورة.
وعلى صعيد تجربة العملاء، يعمل الذكاء الاصطناعي على تشغيل خدمة المساعدين الافتراضيين، التي تساهم في تقديم حلول لنسبة مرتفعة من مشاكل العملاء دون الحاجة إلى أي تدخل بشري، وهو ما له فوائد كبيرة على تحسين أوقات الاستجابة. ولعل أفضل ما في الذكاء الاصطناعي بالنسبة لقطاع الاتصالات هو قدرته على صياغة تجارب رقمية جديدة ومخصصة، حيث يمكن أن يساهم تقديم خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في تعزيز القيمة للعملاء، ما ينعكس على مستوى رضا العملاء وولائهم ويحول تجاربهم إلى تجربة استثنائية لا مثيل لها.
تساعد التحليلات التنبوئية القائمة على الذكاء الاصطناعي قطاع الاتصالات على تقديم خدمات أفضل، من خلال استخدام البيانات والخوارزميات المتطورة وتقنيات التعلم الآلي للتنبؤ بالنتائج المستقبلية. وهذا يعني أنه يمكن للمشغلين استخدام رؤى تعتمد على البيانات لمراقبة حالة المعدات وتوقع المشاكل والأعطال بناء على أنماط التشغيل. وستتيح أتمتة الشبكات واستخدام الذكاء الاصطناعي إمكانية تحليل أسباب الاضطرابات والتنبؤ بها بشكل أفضل.
آفاق الذكاء الاصطناعي
وتشير دينا المنصوري إلى دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كافة قطاعات الأعمال، مثل خدمات المنزل الذكي وحلول التكنولوجيا الصحية ومنصات إنترنت الأشياء، وبالتالي فإن شركات الاتصالات تلعب دوراً أساسياً في هذه المنظومة الرقمية الأوسع. فمن خلال تسخير بيانات الذكاء الاصطناعي، يمكن لشركات الاتصالات تعزيز القيمة للعملاء وتقديم الحلول التي تعزز الكفاءة مع تحسين جودة حياتهم. كما يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين البنية التحتية لقطاعات متنوعة من الخدمات اللوجستية وصولاً إلى التصنيع والمدن الذكية. وهنا تكمن أهمية قطاع الاتصالات، حيث سيزود هذه الشركات بالبيانات والمعلومات اللازمة لتقديم أعلى مستوى من الخدمات.
ويعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين شركات الاتصالات من توسيع أنشطتها إلى ما هو أكثر من مجرد توفير خدمات الاتصالات التقليدية، فقد بدأت الشركات بتبني استراتيجية قوية للذكاء الاصطناعي. وترتكز هذه الاستراتيجية إلى عدة مبادرات محورية، بما في ذلك تحسين الأعمال عبر الذكاء الاصطناعي والتكامل المستدام ونشر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على نطاق واسع.
تبني تقنية الذكاء الاصطناعي في "إي آند"
وتوضح دينا المنصوري حرص "إي آند" على دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل ضمن المجموعة وذلك عبر تمكين المواهب من استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية لتعزيز الإنتاجية إلى جانب إطلاقها برامج مخصّصة لإعداد المواهب الإماراتية الشابة المدعمة بمعارف الذكاء الاصطناعي.
كذلك تؤكد دينا المنصوري سعي "إي آند" المتواصل إلى توفير تجارب متعاملين فريدة ترتكز على الذكاء الاصطناعي وتجلى ذلك بإطلاق متجر EASE الذاتي الأول من نوعه في قطاع الاتصالات والمدعم بتقنية الذكاء الاصطناعي، كما نفّذت المجموعة المئات من حالات الاستخدام المختلفة للذكاء الاصطناعي ضمن أعمالها في دولة الإمارات فقط.
وأظهرت "إي آند" التزاماً قوياً في هذا المجال من خلال مبادرات استراتيجية تشمل الدخول في تحالف عالمي للذكاء الاصطناعي في مجال الاتصالات لتطوير نماذج لغوية كبيرة (LLM) خاصة في شركات الاتصالات، وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز كفاءة العمليات، وتقديم تجارب عملاء مُبتكرة، وتطوير منتجات وخدمات جديدة تلبِّي متطلبات السوق المتطورة.
وباستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكنت "إي آند" من تحقيق نقلة نوعية في عملياتها التسويقية أيضاً باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وقد مكَّنَها ذلك من تبسيط العمليات، والتركيز على المبادرات الاستراتيجية، وتخصيص الموارد بشكلٍ أكثر فعالية.
ولبحث تأثير وأحدث الابتكارات المتعلقة بهذه التكنولوجيا الناشئة في قطاع الاتصالات، نشرت "إي آند الإمارات" مؤخراً تقريراً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات يسلط الضوء على الرحلة التي انطلقت فيها إحدى أقوى شركات الاتصالات في العالم نحو تسخير قوة الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها لبناء مستقبل ذكي ومتصل.
واليوم، لا تزال رحلة تطور الذكاء الاصطناعي مستمرة دون توقف، حيث تتبنى "إي آند" العديد من المبادرات والبرامج لتطوير مهارات كوادرها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما تركّز تحديداً على اتباع نهجٍ شاملٍ لتنمية المواهب والتكامل السلس لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع ركائز الأعمال، فالذكاء الاصطناعي يساهم بشكلٍ محوري في تحول شركات الاتصالات من مجرد مزودي خدمات اتصالات تقليدية إلى قادةٍ للمستقبل الرقمي.