يُعد السوق السعودي واحداً من أكثر الأسواق نمواً في منطقة الشرق الأوسط للخدمات والتقنيات التي توفرها المملكة وخصوصاً على مستوى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويكمن أهم الأهداف الذي تسعى إليه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للتكنولوجيا بتحقيق التنوع المطلوب وفقاً لرؤية السعودية 2030.
يوفّر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ايرادات هائلة وقدرات متنوعة للمملكة تتجاوز أهم الأسواق عالمياً. وتشير التوقعات الى أن نمو الانفاق السنوي على تقنية المعلومات سيصل إلى 42.6 مليار دولار بحلول عام 2025. نجحت المملكة العربية السعودية في بناء سوق اتصالات تنافسي وجذب الاستثمارات الأجنبية بفضل الدعم الحكومي فمن المتوقع نمو حجم سوق الاتصالات في الممكلة إلى 53.78 مليار دولار بحلول عام 2028. ترتكز استراتيجية المملكة على تفعيل التقنية إلى جانب دعم الابتكارات والمشاريع الناشئة لانتاج المزيد من المنتجات التكنولوجية الواعدة لتطال أكبر عدد ممكن من المواطنين. فيما تشكّل التقنية ركيزة أساسية للاقتصادات. حالياً تهتم المملكة العربية السعودية بالبيانات والذكاء الاصطناعي والروبوتات مع ترقّب عقد مزيد من الاتفاقيات والتعاونات في هذا المجال خلال عام 2024.
نجاح المملكة العربية السعودية ومثابرتها موضع التنفيذ
خطوات عدّة اتخذتها الحكومة السعودية لوضع قاعدة رؤية 2030 والتقدّم أكثر في قطاع الاتصالات. نتيجة لذلك، يستفيد العملاء من خدمات محسّنة على المستويات كافة واعلان المملكة عن استثمارها بشركات التقنية كجزء من برنامجها لمساعدة اقتصاد المملكة واستهداف الناتج المحلي الاجمالي. خلال السنوات الماضية، قامت المملكة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية للاتصالات بما في ذلك توسيع نطاق الانترنت ونشر الجيل الخامس وتمكين الخدمات الجديدة المدعومة بالتقنيات الحديثة كانترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
ارتفع عدد المشتركين في مجال الاتصالات بعدما برزت المملكة العربية السعودية بين أفضل دول الشرق الأوسط من حيث سرعة شبكات الجيل الخامس وجودة تغطيتها؛ فمن المتوقع أن يصل عدد اشتراكات الهاتف المحمول إلى 47.2 مليوناً بحلول عام 2026. وضمن رؤية السعودية 2030، توضح شركات الاتصالات في المملكة خططها التي تستهدف الحلول الابتكارية لتحقيق التحول الرقمي وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية الرائدة. هذا وتسعى شركات الاتصالات السعودية حالياً إلى تعزيز قدراتها الرقمية وتوسيع نطاق الأنشطة في سوق التكنولوجيا والتقنية. وبالأرقام، يقدر حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية بنحو 50.60 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 76.05 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.49% خلال الفترة المتوقعة بين 2024 و2029. كما تتمتع المملكة بسرعات في خدمات الانترنت والاتصالات والسحابة مما أدى إلى ازدهار عدد كبير من الشركات التي تشهد تغيراً كبيراً مع ادخال الصناعة الرابعة إلى المصانع واستراتيجية الانتاج وأتمتة العمليات التشغيلية.
تختبر المملكة العربية السعودية معايير جديدة بسبب نمو قطاع الاتصالات والتكنولوجيا ويشمل ذلك تطوير الجيل الخامس وتوفير شروط بناء المدن الذكية وتوسيع أعمال الشركات الناشئة واستخدام التقنيات المتقدّمة واعتماد الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن السيبراني للحدّ من الهجمات المرتقبة على مدار السنة.
شركات الاتصالات تدعم التنمية المستدامة في السعودية
تساهم شركات الاتصالات في نهضة المملكة العربية السعودية الرقمية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وضمن سلسلة الاستراتيجيات المتخذة تدخل الاستدامة في صلب الأعمال لهذا العام لتوفير البنية التحتية المطلوبة والخدمات المستدامة والشبكات الخالية من الانبعاثات الكربونية. تُطوّر اليوم شركات الاتصالات في السعودية باقاتها لمستقبل أفضل يؤمن النمو للمجتمع والازدهار الاقتصادي بالاضافة إلى دعم مجال الابتكار والتكنولوجيا.
تدعم "زين السعودية" توجه المملكة لاعتماد الطاقة النظيفة والحدّ من الانبعاثات الكربونية لأكثر من 500 ألف طن سنوياً بحلول عام 2030 وصولاً إلى تحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2060، وتحسين جودة الحياة. كما تلتزم "زين السعودية" بإحداث نقلة نوعية على مستوى التقنيات المعتمدة والخدمات المقدّمة لتجربة فائقة كما تعمل على استقطاب المهارات الرقمية لكفاءة أكبر تضع الشركة على الخريطة التنافسية مع سائر شركات الاتصالات في المملكة وفي المنطقة.
بدورها تتابع شركة "سلام" أهمية رؤية المملكة 2030 مع التنظيم والتوثيق وتوفير مجموعة من الخدمات لتسهيل المهام اليومية. وقد حققت "سلام" انجازات مهمة خلال عام 2022 على ضوء تحولها الاستراتيجي كما تركز الشركة على التعاون مع أهم العلامات التجارية السعودية البارزة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا لتوفير مجموعة واسعة من الخدمات والتجارب المميّزة للعملاء داخل المملكة. تساهم هذه الخطوات في تثبيت مكانة "سلام" كشركة رائدة تواكب متطلبات العملاء من جهة وتجسّد رؤية المملكة 2030.
يعود نمو سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية إلى عوامل عدّة تتجزأ بين الميزة التنافسية، القدرة على التفرّد، رفع مستوى الخدمات والاهتمام بسياسة الخصوصية وتعزيز القوة الاستراتيجية والتركيز على متطلبات السوق وجذب اللاعبين الأساسيين في هذا المجال. كما تسعى شركات الاتصالات إلى توسيع قدراتها لتغطية شاملة لمزيد من المناطق وتركيز العمل الفعلي للوصول إلى المناطق النائية حتى.
هذا وتدعم الحكومة السعودية قطاع الاتصالات والتكنولوجيا باعتباره قوة متينة للاقتصاد المحلي ودافعاً أساسياً لتطوّر القطاعات على أنواعها. ويتم ذلك من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية وبرامج الحوسبة والاجهزة الالكترونية إلى جانب المبادرات الهادفة إلى رفع مستوى التطبيقات الذكية من دون أن ننسى أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
إعتماد الهواتف المحمولة ونمو الايرادات في المملكة
تشير المؤشرات إلى ازدهار باهر بانتظار المملكة العربية السعودية مع تبنيها التقنيات الحديثة التي ستجعلها أكبر سوق للاتصالات والتكنولوجيا بحلول عام 2025. وفي ما يتعلّق بتكيّف السكان مع التغيرات الحاصلة، فقد حققت المملكة تقدماً ملحوظاً في هذا الاطار مع زيادة انتشار الهواتف المحمولة واستخدام التطبيقات التي توفر فرصة ذهبية لازدهار كل القطاعات.
من المتوقع أن يرتفع إجمالي إيرادات خدمات الهاتف المحمول في المملكة العربية السعودية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 17،36 مليار دولار في عام 2028، ويعود ذلك إلى زيادة اعتماد خدمات البيانات المتنقلة.
تتجاوز المملكة العربية السعودية حدود الابتكار والنضج التقني حيث تعمل الحكومة على استهداف عدد أكبر من الشركات للمضي في النمو والتنمية والتطوّر والاستثمار مع أضخم شركات التكنولوجيا العالمية.
وتدعم المملكة صناعة أجهزة الكترونية ومنتجات للأسواق العالمية والمحلية مع تجديد المدن ودعم الأعمال واستحداث آلاف من فرص العمل في مجال التقنية والتكنولوجيا والاتصالات. وارتفع في العام 2023 متوسط سرعات تنزيل شبكة الجوال لتتراوح بين 13.6% و77.6% مقارنةً بعام 2022. كما كشفت التقارير عن توافر شبكة الجيل الخامس بنسبة 22% في المملكة لتتنافس مع الامارات وقطر والكويت وعمان. لا تدل هذه النتائج سوى على إلتزام المملكة العربية السعودية بتحسين تجربة الشبكات وتحسين الاتصالات بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.