تتطور الشبكة اللاسلكية للجيل الخامس إلى الجيل التالي مما يستدعي منافسة كبيرة بين مزودي خدمات الاتصالات للمضي قدماً. ها نحن نشهد على توسّع شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G أو الجيل الخامس المحسّنة 5G advanced لتغيّر عالمنا، وبغض النظر عن الأحكام المسبقة المطلقة، فلن تكون الشبكة اللاسلكية كالسابق أبداً.
آلاف التقنيات والأجهزة تتطلب وجود شبكات متصلة بها دائماً سواء لاسلكية أو سلكية مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير. اليوم، وما زلنا في مطلع الثورة الرقمية العالمية، من المتوقع أن يستمر هذا التحول إلى العقود القادمة، فالمستقبل يبدأ الآن. هذا ما يتيح للشركات فرصاً كبيرة للتركيز على مسيرتها وتحقيق التحول الرقمي الشامل. على ضوء ذلك، تطوّر فرق العمل حلولها السريعة استجابةً لمتطلبات السوق. وبدورها تعمل شركات التكنولوجيا والاتصالات الرائدة في الشرق الأوسط والعالم على تطوير القطاع مع تطبيق رؤية ناجحة المعايير للانتقال إلى المرحلة المقبلة.
هواوي تستعرض قدرات 5.5G من منظار آخر
في خطوة سبّاقة، أعلنت هواوي مساهمتها في نشر التقنيات الخضراء والمشاركة في تنمية هذا المجال بالاضافة إلى توفير أعلى مستوى من المرونة الرقمية للاندماج بالعالم الرقمي. وسط كل النمو الذي يشهده القطاع لا تزال الاتصالات والتقنية تحتاج للكثير من المتطلبات لمعالجة الاحتياجات كافة وزيادة الخيارات أمام المستخدم ومنافسة الأسواق الناشئة مع احترام قوانين الحماية الالكترونية. أما مع الانتقال من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس وصولاً إلى الجيل الخامس والنصف، تلتزم هواوي بكل الامكانات لتحفيز التحول الرقمي مما ينعكس نجاحًا وتقدّماً على المجتمع والاقتصاد.
سيوفّر الجيل الخامس والنصف خدمات جديدة لشبكات الاتصالات لتربط الأجهزة والتقنيات الذكية مع سرعة 10 غيغابت في الثانية. يُحسّن الجيل الخامس والنصف أداء الشبكات بمقدار 10 أضعاف مقارنةً بشبكات الجيل الخامس. أما على مستوى السوق، فيفتح الجيل الخامس والنصف آفاقاً جديدة لفرص وأعمال جديدة بنحو 100 ضعف. وعلى خط الجهود التي تبذلها هواوي مع مزودي الاتصالات والخدمات التقنية، توسّع الشركة الصينية تعاوناتها لتشمل هيئات المعايير والمقاييس الدولية والاتحاد الدولي للاتصالات لتطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الاتصالات وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة. لا شكّ أن شبكات الجيل الخامس كانت ولا تزال تشغل الأوساط التقنية خصوصاً وأن عملية نشرها على نطاق أوسع هو الهدف الأساس للكثير من دول المنطقة والعالم. وفي هذا الاطار، يشير بينغ سونغ، رئيس إستراتيجية تقنية المعلومات والاتصالات والتسويق في هواوي إلى النجاح الكبير الذي حققته شبكات الجيل الخامس فهي تجسّد النمو الكبير لعائدات الاتصالات مع استخدام أكثر من 20% من العملاء لهذه الشبكة. وعلى وقع ذلك، ينتظر المستخدمون المزيد من الخدمات لتسهيل الأعمال في عالم ذكي سريع التحوّل. حققت شبكات الجيل الخامس انتشاراً كبيراً حيث انتشرت أكثر من 230 شبكة في نهاية 2022 على المستوى التجاري مما ساهم في الوقت نفسه في تعزيز الاتصال الافتراضي. يتصل اليوم أكثر من مليار مستخدم بالجيل الخامس حول العالم بين الصين وكوريا الجنوبية وسويسرا وفنلندا والكويت التي تبنت هذه الشبكة.
وعن شبكات الجيل الخامس والنصف، تضع هواوي أسساً واضحة للتركيز على شبكات الجيل الخامس المحسنة 5G advanced من النواحي كافة. يشير الخبراء إلى أهمية التعاون بين كافة أطراف الاتصالات والتكنولوجيا لتشكيل علامة فارقة في مسيرة التحول الرقمي. هذا ويستعرض عمالقة التكنولوجيا ومن أبرزهم هواوي استراتجياتهم لتطوير البنية التحتية وتحفيز اعتماد الجيل الخامس والنصف لتمكين شبكات الاتصال وشبكات الألياف الضوئية توازياً مع الحلول الخضراء المتطورة وعالية السرعة.
تعاونات على مستوى المنطقة
لا تزال معظم الدول تكافح من أجل إطلاق الجيل الخامس، ومع ذلك، قسم آخر يتقدّم في عملية نشر الشبكة. وفي هذا الاطار، بدأ أحد مزودي خدمات الاتصالات في الإمارات العربية المتحدة الآن خطوة من شأنها أن تمهد الطريق لتقديم شبكة الجيل السادس بحلول عام 2030. ضمن فعاليات مؤتمر الجوال العالمي 2023، وقعت دو من شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (EITC)– وهي تستحوذ على حصة كبيرة من منطقة الشرق الأوسط - وشركة هواوي مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستراتيجي 5.5G، مما يمثل مرحلة جديدة من شراكتهما طويلة الأمد. يعزز هذا التعاون الابتكار لكل من الطرفين لتطوير شبكات الجيل الخامس والنصف وتعزيز تجربة العملاء لا سيّما في السوق الاماراتي. وفقاً لمذكرة التفاهم هذه سيركّز الطرفان على الحلول التكنولوجية والابتكار مع توظيف تقنيات انترنت الأشياء وغيرها ومناقشة تطوّر الشبكات. كما سيتم البحث عن السيناريوات الجديدة المطروحة لتحديد توجّه التطبيقات الذكية في العالم الافتراضي وبناء النظام الايكولوجي الذي يتوافق مع عملية توسّع الجيل الخامس والنصف.
من بين التعاونات الأخيرة، كان لهواوي اتفاقية مع شركة زين السعودية لاطلاق مشروع 5.5G City. وبموجب الاتفاقية، سيعزز الطرفان شبكات الجيل الخامس والنصف إلى جانب بناء البنية التحتية الرقمية التي توافق معايير حلول الجيل الخامس والنصف العالمية وتصب لمصلحة المملكة ورؤية 2030 أيضاً.
وعلى الخط نفسه، اقترحت هواوي مفهوم "5.5G Era" ، بناءً على حل شامل يدمج التقنيات المتطورة الشاملة بما في ذلك 5.5G. و F5.5G و Net5.5G.
نظراً لطلب السوق المتزايد على المهارات الرقمية، تقوم أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات بتدريب نحو 200 ألف طالب سنوياً. ففي العام 2021، أعلنت هواوي أنها استثمرت 150 مليون دولار في تطوير المواهب الرقمية وتخطط لاستثمار 150 مليون دولار أخرى للهدف نفسه بحلول عام 2026.
وفي اطار مسؤوليتها الاجتماعية، تكثّف الشركة الصينية مبادراتها على المستوى العالمي لا سيّما في مجال الرقمنة والتقنية من أجل جذب المزيد من الشباب وتحفيز المزيد من المواهب الرقمية في مختلف الدول حول العالم.
أطلق تجمع شركات "اتصالات من &e" وشركة الامارات للاتصالات المتكاملة "دو" وهواوي إلى جانب عدد من الشركات في المجال، المختبر المفتوح للجيل الخامس والنصف في الامارات وذلك بقيادة هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.
يقوم هذا المختبر على بناء تحالف النظام الايكولوجي الخاص بالجيل الخامس والنصف بالاضافة إلى تطوير حالات الاستخدام في المكاتب والمنازل.
5.5G يوفّر اتصالاً أوسع
تدفع التقنيات الجديدة الصناعات نحو مرحلة متقدّمة أكثر ذكاءً ونمواً. تأتي شبكة الجيل الخامس والنصف لتوفر اتصالاً لجميع خدمات انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. مقارنةً بالشبكات السابقة، يعزز الجيل الخامس والنصف قدرات التواصل لتوسيع نطاقها عبر حالات استخدام متنوعة تضمن سرعة فائقة في الوقت الآني لنقل البيانات والمعلومات وتسهيل انجاز الأعمال اللوجستية والصناعية بين الشركات والعملاء بأعلى درجة من الكفاءة.
مئات الأجهزة مترابطة بالانترنت ولا يمكن استخدامها من دونه، هنا تكمن أهمية الادارة الذكية للبيانات لمرونة أكبر في التنسيق وتعزيز تجربة العملاء. مع دخول الصناعة إلى عصر الجيل الخامس والنصف، تتم ترقية تجربة خدمة الهاتف المحمول إلى مستوى جديد. بدورها ستواصل شركات الاتصالات ومن ضمنها هواوي العمل مع شركاء الصناعة لتكييف شبكات الجيل الخامس والنصف في سيناريوات الأعمال على أنواعها.
مع تقدم العمل نحو تحويل شبكات الجيل الخامس إلى الجيل الخامس والنصف سيستمر التركيز على التقنيات التجارية مع السنوات القادمة واستكشاف مزايا الشبكات المقبلة أيضاً. يمثل عصر الجيل الخامس والنصف ثورة فعلية في مجال الاتصال، مع إغناء الشركات بتجربة غامرة، وتطورات إنترنت الأشياء، وتعزيز السيارات ذاتية القيادة وتجارب النطاق العريض المنزلية المحسنة. بحسب الخبراء، سيكون قطاع الاتصالات أمام مشهد جديد مع توسّع انتشار الجيل المحسّن من الجيل الخامس بحلول عام 2025 ليتم الاعتماد عليها في التجارة والصناعة والاقتصاد والخدمات. إلى جانب ذلك، ستساهم شبكات الجيل الخامس والنصف في سدّ الفجوة الرقمية وحدّ المسافات بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي.
وبما أن التركيز الأساس اليوم هو على التكنولوجيا الخضراء، تساهم شبكات الجيل الخامس والنصف في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الاتصالات. لذا فإن اعتماد الجيل المحسّن من الجيل الخامس يتطلّب استراتيجية تتلاءم مع المعايير العالمية.
تحديات وصعوبات في عصر السرعة
يفرض التطوّر السريع تحديات كبيرة أمام المستخدمين الذين يبحثون عن التميّز وكذلك الشركات التي تتنافس بقوة للبقاء والاستمرار.الأهم يبقى توفير البيئة الرقمية المناسبة لكل التقنيات الجديدة والمرتقبة بما فيها المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وبحسب بعض المراقبين، حققت شبكات الجيل الخامس والنصف أداء أفضل من المتوقع.
منذ انتشار الجيل الخامس، ومواكبةً للتطورات الأخيرة خصوصاً بعد الواقع الجديد الذي فرضه الوباء على السوق والعالم، أصبحت شبكات الجيل الخامس والنصف واقعاً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وهي تعتبر اليوم من أحدث الشبكات وأسرعها لتحقيق التحول الرقمي تمهيداً لتبني الجيل السادس بكل مزاياه.