خلال فترة وجيزة، تكيّفت الشركات والمؤسسات مع الواقع الجديد وذلك عبر أنظمة التحّكم الذكية التي تبنّتها فرق العمل. تتيح الحلول الذكية امكانية مواكبة التطوّرات وتوفير مستويات أعلى من المرونة والسرعة للاستجابة إلى متطلبات العملاء والتماشي مع حاجة السوق المتغيّرة باستمرار.
مع الركود الحاد الذي فرضه الوباء على العالم، سرّعت الشركات انتقالها إلى العمليات التشغيلية المتطوّرة بعيداً عن العمليات التقليدية لتحقيق النمو والأمن والتنمية المستدامة. ومع التحول الرقمي، بات نظام البرمجيات محورياً لتوسيع نطاق الأعمال وتحسين الكفاءة الانتاجية على مدار السنة. تشمل البرمجيات مركز اتصال الشركة، ذكاء الأعمال، ادارة المخزون، عمليات التسويق، المدفوعات على الانترنت، عمليات التخطيط والتشغيل والسيطرة على التكاليف. بالاضافة إلى البرمجيات، تُمكّن التقنيات والحلول الذكية وأتمتة البيانات والتعلم الآلي فرق العمل من وضع رؤية واضحة لتنفيذ استراتيجية متينة تعزز مكانة الشركة للتنافس مع السوق المحلي والعالمي.
حلول البرمجيات... فوائدها وتأثيرها على تجربة العملاء
ترتبط مسيرة نجاح الشركة بعناصر عدّة بدءاً من التنظيم مروراً بدعم الطاقات والمهارات اللازمة وصولاً إلى توفير بيئة عمل مماثلة لرفع انتاجية الموظفين وبالتالي تقديم تجربة فائقة على كافة المستويات. وبينما اعتبر البعض أن البرمجيات الذكية تهدد العالم إلا أن دورها تغيّر كلياً بعد الوباء حيث باتت تشكّل مراكز البيانات والبرمجيات 20% من أنظمة المؤسسات والشركات الناشئة ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مع الشركات المستقبلية. ذلك إلى جانب الحوسبة السحابية التي تأخذ 30% من أعمال الشركات.
لا تقتصر فوائد البرمجيات على أعمال الشركة فحسب، بل هي تعتبر من الحوافز الأساسية لتحسين علاقة العملاء بفرق العمل وذلك عبر برامج الاتصال وحملات التسويق وتجميع البيانات لفهم حاجة العملاء وتلبية رغباتهم. كما تسمح الأنظمة الذكية بإدارة البنية التحتية الذكية وتنظيمها لتحقيق التكامل الشامل بين أنظمة البرمجيات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وفقاً للدراسات، من المتوقع أن يزدهر اقتصاد الشرق الأوسط بسبب انتشار الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية بما يصل إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030 وما يشكّل 2% من اجمالي الفرص الاقتصادية عل المستوى العالمي.
يستفيد رواد الأعمال من أنظمة البرمجة لادارة الملفات المالية وتصميم وبناء المواقع الالكترونية والمساعدة في اتخاذ القرارات والعمل على ايجاد الحلول السريعة للمشاكل التقنية وتسهيل عمليات الانتاج والتصنيع. كما تبرز أهمية البرمجة أيضاً لتشغيل الأجهزة الذكية والكمبيوتر بالاضافة إلى العديد من التطبيقات الذكية المرتبطة بمجال البحث والطب والمال. وتملي البرمجيات علينا كيفية استخدام الأجهزة والاستفادة القصوى من خدماتها مع التقدّم المثير للبرامج الرقمية وادخال كمية أكبر من المعلومات والبيانات يومياً.
تطوير البرمجيات للتكيّف مع التقنيات الجديدة
تتطوّر حلول البرمجيات باستمرار مع تسارع التغييرات فمن المتوقع أن يزداد الطلب على المهارات الرقمية ومهندسي البرمجيات مع استمرار تأثير الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وعلوم البيانات في جميع مجالات الحياة. وهذا يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى المزيد من الأدوار الإدارية والخبراء في هندسة البرمجيات لتطوير البرامج وصيانتها وتحسينها في جميع أنحاء العالم. من ناحية أخرى، قد تؤثر تقنية البلوك تشين على تطوير البرامج مع وجود المزيد من الشركات القائمة عليها وانتشار أدوات البلوك تشين حول العالم لتمكين المطورين من بناء تطبيقات آمنة وموثوقة.
ومع نمو انترنت الأشياء سيحتاج مطورو البرمجيات إلى انشاء المزيد من التطبيقات وتمكينها من استيعاب كمية البيانات الهائلة. ذلك إلى جانب تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي ستدفع مطوري البرمجيات إلى تطوير مهاراتهم لانشاء تجارب غامرة للعملاء في مجموعة متنوعة من التطبيقات. فمن خلال مواكبة هذه الاتجاهات والتقنيات المحدثة، يمكن للمطورين إنشاء تطبيقات مبتكرة ومؤثرة تلبي احتياجات المستخدمين في ظلّ مشهد رقمي سريع التغير.
يعتبر مجال البرمجيات من المجالات دائمة التحول للتكيّف مع التقنيات الجديدة، وبينما نبحث بالحلول الذكية المحتملة لهذا العام، فمن المتوقع أن يشكل العديد من الاتجاهات الجديدة مستقبل البرمجيات. لذا يجب دائماً الاطلاع على كل المستجدات الرقمية والدفع نحو التطبيقات المبتكرة المؤثرة بالمجتمع والمستخدم والتي تغيّر المشهد الرقمي القائم. إن رقمنة المعلومات وتخزينها عبر الإنترنت لن يوفرا المساحة فقط، بل يدمجانها ويمركزانها أيضًا بحيث يسهل الوصول إليها لمن يحتاجون إليها. وبينما تتوسع أعمال الشركات، يصبح التركيز الأكبر على تنظيم البيانات بكفاءة. ولضمان أفضل نتيجة من البرنامج يجب أولاً تخطيط المشروع، تحليل نظام البرمجيات، تصميم النظام، تطبيق عملية انشاء البرنامج، اختبار البرمجيات، والحرص على صيانته دائماً.
مع انتقالنا إلى العصر الرقمي والتكنولوجي وأتمتة الأجهزة والتطبيقات الذكية ما بعد الجائحة، يستمر اعتمادنا على البرامج بشكل متزايد لا العكس. في ظلّ هذا الواقع تحتاج الشركات إلى الاستثمار في تطوير البرمجيات. ولا يقتصر الأمر على تطبيق الهاتف المحمول أو موقع الويب فحسب، بل المطلوب هو تطبيق كل الخطوات التي ذكرناها سابقاً. توفر البرمجيات مستوى عالياً من المرونة فهي لم تعد تهدد العالم بل إنها باتت من الوسائل الأساسية لتمكينه واتاحة المزيد من الفرص لتحقيق استراتيجية التحول الرقمي والالتزام بكل الأسس للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة والتكنولوجيا الحديثة.