لا يزال روبوت "أطلس" ذو القدمين منغمساً في رحلة تطوير مهاراته، حيث عملت عليه الشركة المطوّرة على مر السنين. اكتسبت هذه الروبوتات مهارات متنوعة بشكل سريع، كالمشي، القفز وحتى الرقص، بالإضافة الى مجموعة من المهارات الضرورية لسوق العمل. والسؤال اليوم: كيف ستكون الشراكة بين البشر والروبوتات الشبيهة بها في المستقبل؟
مهارات روبوت أطلس في فيديو
مؤخراً، أصدرت الشركة فيديو جديداً لروبوتها أطلس. وظهر فيه الروبوت وهو يعمل، ويقوم بمناورة الألواح الخشبية وأكياس الأدوات حول موقع البناء. في الفيديو، يتدخل أطلس لمساعدة عامل على سقالة عالية يحتاج إلى أدواته لمواصلة المهمة. يمسك أطلس بحقيبة الأدوات ويحملها، يصعد السلالم، يقفز بين المستويات ويدفع كتلة خشبية ضخمة بعيداً عن الطريق قبل أن ينزل مقلوباً بزاوية 540 درجة.
مع هذه القدرات تظهر إمكانات وتصميمات أطلس الكاملة. ففي وقت سابق، كان أطلس قد غنّى ورقص. وفي حين أن فيديو الرقص، قد يبدو أكثر إثارة من التقاط حقيبة أدوات وتسليمها، إلا أن المغزى يكمن في أن الروبوتات قادرة على فهم الأشياء المحيطة بها والمعقدة نوعاً ما. إذ يجب أن تتعامل قدرات حركة الروبوت والاستشعار مع الصعوبات الإضافية ليس فقط في تحديد موقع الأشياء ذات الأحجام والتركيبات والأوزان المختلفة وإمساكها ونقلها، بل مع ضرورة الحفاظ على توازنها أثناء التنقل مع هذه الكائنات عبر البيئة المعقدة.
إحدى الطرق البسيطة لإظهار مثل هذه القدرات الشبيهة بالإنسان هي التأكد من أن الروبوت يمكن أن يمسك شيئًا ما بشكل موثوق دون تحطيمه أو إسقاطه. وتتضمن هذه الاشكالية تفاعلات معقدة مع الكائنات الموجودة في البيئة المحيطة. إذ ان الروبوتات لا تحتاج إلى اكتشاف الأشياء وتحديدها فحسب، بل أيضاً إلى أداء مهمة محددة بمستوى مناسب من القوة. وهذا الأمر لا يزال قيد البحث والتجارب.
الروبوتات والمهام البشرية المتكررة
في أيامنا هذه، تتم الاستعانة بالروبوتات بشكل متزايد في مرافق الإنتاج، وإن كان ذلك بدون تصميم شبيه بالبشر. إذ ينشر المصنعون الآن روبوتات متخصصة للقيام بواجبات معينة دون الحاجة إلى مغادرة محطاتهم. ما يحصل في هذه الحالة هو استبدال العاملين البشريين المرتبطين بالوظائف المتكررة بالروبوتات من اجل تنفيذها بأمان أكبر. تشمل التطبيقات الأخرى الأنشطة التي تستغرق وقتاً طويلاً والتي تتطلب مستوى عالٍ من الدقة، وهي مهارة لا يمكن تحقيقها إلا بسنوات من الممارسة.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للروبوتات حالياً أداء المهمات الخاصة بعمال اللحام الآليين أو أكشاك الطلاء المحوسبة. في هذه الحالة ستفتقر هذه الاعمال إلى أي نوع من انواع الإحساس، نظراً الى أن الإبداع ليس جزءًا من الوصف الوظيفي الخاص بالروبوتات. إلا أن انتاجية هكذا أعمال ستكون على مستوى عال من الدقة.
التحكم في الروبوتات عن بُعد
عادةً ما يتم التحكم بالروبوتات التي يمكنها الانتقال من موقع إلى آخر عن بُعد أو يتم تشغيلها بواسطة البرامج. في هذه الحالة، يأخذ المتحكم بعين الاعتبار المتغيرات الحاسمة التي من شأنها أن تؤدي الى وقوع الحوادث. ويكون ذلك عن طريق إيقاف الروبوت أثناء إرسال إشارة خطأ. وهنا، يبقى للبشر أن يقرروا المسار الأفضل لعمل الروبوتات.
تجدر الاشارة إلى أنه وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الشركات المختلفة لتطوير نماذج أولية للروبوتات البشرية، وهي نماذج محدثة وأجيال جديدة تختلف عن سابقاتها، ما زلنا لا نملك مجموعات روبوتية شبيهة بتلك التي نراها في الأفلام.