وسط أبحاث المختبرات وتطوّر العلم، كشف باحثون في الولايات المتحدة عن أجهزة جديدة في دماغ الانسان تُعرف بالذكاء العضويّ أو Organoid Intelligence.
تُستخدم العضويات في المختبرات وهي عبارة عن أنسجة حيوية شبيهة بأنسجة الانسان قادرة على تقديم أداء مماثل لوظائف الدماغ لربط الأعضاء ببعضها. يشكّل الذكاء العضوي نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا ويُرجّح أن يكون صورة جديدة أكثر ابتكاراً من الذكاء الاصطناعي حتى.
بحسب الخبراء يساهم الذكاء العضويّ بإعادة إنتاج الوظائف المعرفية مثل المعالجة الحسيّة والتعلم في نموذج مخبريّ للدماغ والانسان. كما يعمل الباحثون على ايجاد الطرق المناسبة لتسريع التواصل مع العضويّات لتلقي المعلومات والأفكار. كما تم تطوير جهاز يعمل بين دماغ الانسان والكمبيوتر لالتقاط الاشارات من وإلى العضويّات مع خلق المزيد من الروابط.
يُستخدم الذكاء العضويّ في الرعاية الصحية والطب لمساعدة المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية واختبار تأثير الأدوية على الدماغ. يُعتبر الذكاء العضويّ أو OI شكلاً من أشكال الحوسبة البيولوجية التي تستخدم الانسان لتوظيف التطورات العلمية فتتحول بذلك خلايا دماغ الانسان إلى خلايا ثلاثية الأبعاد أقرب إلى الكمبيوتر.
يعمل كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العضويّ بشكل متكامل لتنفيذ المهام بكفاءة أكبر. تحتوي كل خلية عضوية على نحو 50 ألف خلية بحجم صغير جداً ويعتقد العلماء أنه يجب زيادة عددها إلى أكثر من 10 ملايين مع التوقعات التي ترجّح أن تصبح الكمبيوترات المستقبلية كلّها تعتمد على الحوسبة العضوية لتحقيق الاستدامة وتخزين البيانات بشكل أفضل وتحمّل سعة أكبر.
ومع الحديث الموسّع عن هذا الابتكار، تكثر المخاوف حيال الذكاء العضويّ واستخدامه لأهداف غير أخلاقية وغير مفيدة للمجتمع. مع دخولنا عالم التكنولوجيا تظهر أمامنا آفاق جديدة حيث لا وجود للأعمال أو الحلول التقليدية.
تتمثّل رؤية الشركات المستقبلية بجزء أساسي منها في تطوير طرق الاستخدام المسؤولة والاخلاقية للتعامل مع كافة القضايا والدخول إلى عالم مليء بالاكتشافات والابتكارات المتجددة لتحقيق المزيد من التجارب الناجحة وفهم القدرات البشرية بصورة أوضح.