هل خطر في بالك كيف يمكننا الاتصال بالانترنت على متن الطائرة على ارتفاع آلاف الأميال عن سطح الأرض؟ قد يُطلب منك تفعيل وضع الطيران عند التحليق أو الهبوط إلا أن ذلك لن يمنعك من استخدام هاتفك خلال الرحلة لتصفح المواقع الالكترونية.
يوفر المزيد من شركات الطيران خدمة الواي- فاي على متن الطائرة لتمكين الاتصال من الجو وتعزيز تجربة السفر. أما عن إمكانية استخدام هذه الشبكات وأمن السفر فيرتبط ذلك بطراز الطائرة ومسار الرحلة.
تتيح بعض شركات الطيران باقات الانترنت اللاسلكي للاستفادة من دردشة غير محدودة، خدمة الرسائل النصية على التطبيقات كافة، بالاضافة إلى توفير النطاق العريض ونقل سريع للبيانات. فكيف يتم الاتصال بالواي- فاي على الطائرة وهل تفوق سرعتها سرعة خدمات الشبكات الأرضية؟
من الجو إلى الأرض... كيف تعمل شبكة الواي- فاي على الطائرة؟
نوعان من أنظمة التشغيل لشبكة الواي- فاي على متن الطائرة: الأوّل التشغيل الارضي والثاني من خلال الأقمار الصناعية. يستقبل النظامان الاستشعارات والبيانات بمرونة ودقة عالية من خلال الأبراج الأرضية لتأمين الاتصال بين كل الهواتف المحمولة. تحرص شركات الطيران ومشغلو الاتصالات على ضمان الاتصال الكامل بالانترنت على مدار الوقت إلا أن ذلك قد يكون غير مؤكد مع عبور الطائرة فوق المحيطات والمساحات المائية الشاسعة. لهذا السبب، تم استبدال الاتصالات الأرضية بالاتصالات الفضائية، والاستعانة بالأقمار الصناعية التي توفر اتصالاً سريعاً رغم كل المنعطفات بالاضافة إلى استخدام تقنيات أخرى.
يؤكد الخبراء أن أجهزة الاتصال التي تحملها الطائرة لالتقاط الاشارات والاستشعارات هي قوية جداً. تسمح الدقة العالية في الاتصال بنقل البيانات دون عوائق حيث يتم ارسالها إلى الأقمار الصناعية المرتبطة بالمحطات الأرضية التي توفّر الاتصال بشبكة الانترنت.
تسمح الخطوط الجوية للمسافرين بمعرفة شبكة الواي- فاي على متن الطائرة عند شراء تذاكر السفر أو بمجرد الصعود على متن الطائرة. وقد تتفاوت درجات الاتصال خلال الرحلة بسبب عدم تجهيز الطائرة بالهوائيات اللازمة لعمل الواي- فاي.
بدورها تقوم بعض شركات الطيران بتسويق شبكة الواي- فاي الخاصة بعلامتها التجارية حيث تكون الطائرة هي نقطة إلتقاء بين استشعارات الأبراج الخلوية والأقمار الصناعية في آن واحد. وبهذه الخطوات، تصبح خدمات الانترنت متاحة على أغلب الطائرات كجزء من الرحلة وتختلف أسعارها وفقاً للشركة المزودة للخدمات وفي بعض الأحيان تكون مجانية حتى.
أعمال الصيانة والتطوّر ما زالت مستمرة
تشير إحدى شركات الطيران إلى أكثر من 1.5 مليون اتصال بشبكة الانترنت والواي- فاي على متن الطائرات شهرياً لخدمة ملايين المسافرين. وتوقعت شركة إحدى الخطوط الجوية أن يكون 35% من ركابها يستخدمون خدمات الواي- فاي على متنها مقابل 8 دولارات لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الالكترونية.
يمثّل تزويد المسافرين والعملاء باتصال عالي الجودة تحدياً أمام شركات الطيران التي تتوقع زيادة عدد الركاب الذي يريدون الاتصال بالانترنت خلال رحلتهم الجوية. ولهذه الغاية، تعمل الحكومات على تحسين البنية التحتية وتكثيف الأقمار الصناعية وإنشاء المزيد من أبراج الاتصالات لتزويد الطائرات بخدمات الواي- فاي والانترنت بسعر مدروس وكفاءة عالية على أن تحقق كل هذه التطورات التكنولوجية بظرف زمني قصير من خلال التعاونات والشركات بين مزودي ومشغلي الاتصالات.
شبكات الجيل الخامس وسلامة الطيران
تناقلت بعض المصادر سابقاً معلومات عن تأثير اتصال الانترنت بالطائرة وخصوصاً بشبكات الجيل الخامس مما سبّب أزمة كبيرة على مستوى مطارات العالم.
وفي هذا الاطار، أعربت بعض شركات الطيران عن مخاوفها من تزويد الطائرات بالجيل الخامس لانعكاس ذلك على الملاحة الجوية. فبحسب المعلومات، قد تتداخل شبكة الجيل الخامس بأجهزة قياس الارتفاع والمسافات التي تمرّ بها الطائرة فوق سطح الأرض.
خلافاً لذلك، يوضح أحد الخبراء أن شبكة الجيل الخامس لا تهدد كل الطائرات بل المشكلة ستكون محصورة بالطائرات القديمة الأكثر تعرضاً للخطر من غيرها على الاطلاق. تتعلّق هذه الشبكة بترددات الراديو C band التي تتراوح بين 3.5 و4 جيغاهرتز حيث تعتبر هذه التقنية الأكثر انتشاراً في شبكة الجيل الخامس، الأمر الذي يشكّل أي تهديد على سلامة الطيران.
أما عن الاجراءات التي يمكن اتخاذها للسلامة أكثر فممكن وضع فلاتر لشبكات الارسال التي تقع على مسافة قريبة من المطار والتي قد تؤّثر على محيط الطائرة. ومنع استخدام الهواتف المحمولة خلال السفر خصوصاً تلك التي المدعومة بالجيل الخامس.
بدأت شركات الطيران باستخدام النظام اللاسلكي في وقت تشهد فيه الخطوط الجوية نقلة نوعية على مستوى أنظمة الاتصالات وخدمات الانترنت. فلتسهيل عملية السفر، تضيف شركات الطيران للركاب إمكانية البث المباشر والاتصال الهاتفي للتمتّع بتجربة فريدة.
التقنيات الجديدة تُغني قطاع الطيران
تضع شركات الطيران استراتيجية خاصة للاندماج بمجال التكنولوجيا مع دعم العديد من التقنيات والابتكارات وتطبيقها على محركات الطائرة. على ضوء ذلك، سنشهد تصاميم مطوّرة مع الجيل القادم من الطائرات إلى جانب استخدام التقنيات الذكية الصديقة للبيئة لتحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول العام 2050.
تقوم الشركات باختبار طائرات على الأرض والجو للتأكد من جاهزيتها وقدرتها على تحمّل كل الخدمات والبرامج المطوّرة. كما ترتكز الجهود على تحقيق التحول الرقمي في قطاع الطيران مع محركات أكثر كفاءة وسرعة تحكم أكبر استعداداً لدخول عصر جديد في صناعة الطائرات.
يرفع المصنعون مستوى صناعة الطائرات لتحقيق المستحيل على متن الرحلات المستقبلية. وعلى الرغم من كل الصعوبات يبقى الهدف الأساس تنفيذ محركات قوية ومبتكرة تحاكي التقنيات الحديثة لتجربة مميّزة عند الاقلاع والهبوط.