ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحذير المستخدمين من خطورة الهجمات السيبرانية التي قد تطال الحسابات على الانترنت.
لهذا السبب تُعزز التطبيقات الذكية وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي سياسة الخصوصية وخاصية التحكم بخطوتين "Two-Step Verification" لمضاعفة مستوى الأمان. إلا أن هذا الأمر لا يمنع حدوث بعض الاختراقات فما السبب؟
عند تحميل أي تطبيق على الهاتف الذكي لأول مرّة، يُطلب من المستخدم إدخال رقم الهاتف بالاضافة إلى بعض المعلومات الشخصية عنه ليتلقى بعد ذلك رسالة نصيّة تحتوي على رمز خاص لادخاله في التطبيق ويبدأ بعدها باستخدامه.
تستغل هنا المجموعات المقرصنة هذه الخطوات منتحلةً صفة فريق الدعم الفنّي الخاص بالتطبيق أو عبر اعتماد روبوتات للتواصل مع المستخدم، وارشاده ببعض الخطوات للقيام بها. تكررت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة مع استهداف عدد أكبر من الضحايا حول العالم.
يكمن الحل الأنسب لحماية أنفسنا بعدم مشاركة أي رمز مجهول مع أي جهة خارجية غير موثوقة، عدم تصفّح المواقع الالكترونية أو الروابط المشكوك بها. كما يمكن للمستخدم التحقق من سلامة حساباته بمجرّد البحث عن أي محادثة لم يقم بها شخصياً والتأكد من أن كل الاتصالات على الهاتف سليمة أيضاً.
يشدد المعنيون على خطورة هذا النوع من الاختراقات التي تطال العالم فلا تقتصر على دولة معيّنة لذا من الضروري تكثيف ورش العمل والحصص التدريبية لرفع مستوى الوعي حول العالم الافتراضي والحسابات الالكترونية وكيفية تجنّب الهجمات والحماية من قرصنة البيانات.
الاحتيال الرقمي وسرقة البيانات: عمليات بلا حدود
وفقاً لاحصاءات العام الماضي، وصل عدد مستخدمي الانترنت إلى نحو 4.95 مليارات مما استدعى رفع عدد المواقع الالكترونية لأكثر من 1.83 مليار موقع استجابةً للطلب المتزايد على النشاط أونلاين. أدى هذا الواقع إلى وضع تصوّر مستقبلي لما سيصبح عليه الفضاء السيبراني مع استمرار عمليات القرصنة التي ارتفعت إلى أكثر من 29% عالمياً إلى جانب التجسس الالكتروني وتعدد برامج الفدية التي توسعت خلال فترة انتشار الوباء، بالاضافة إلى التعرّض لشبكات الجيل الخامس والسادس وحدوث هجمات أكثر تطوراً وتوسعاً جغرافياً.
تتكبّد الشركات مليارات الدولارات نتيجة اختراق حساباتها على الانترنت أو حسابات موظفيها حيث كلّفتها برامج الفدية نحو 265 مليار دولار بمعدل 10 ثوان للمؤسسات والمستخدمين حول العالم.
ومع تأثير الانترنت من جهة وهيمنة التكنولوجيا على حياتنا من جهة أخرى، تُطوّر شراكات الحماية السيبرانية آلياتها وحلولها لمواجهة البرامج الخبيثة بحلول عام 2030. وتأخذ برامج الذكاء الاصطناعي الجزء الأكبر من أنظمة الحماية التي ستعتمد لتجنّب المعلومات المضللة والروابط الخبيثة وحماية حسابات مواقع التواصل الاجتماعي من الانتهاكات المتكررة التي تعرّض المستخدم والشركات إلى الخطر. من المتوقع أن يبلغ سوق الأمن السيبراني نحو 352.433.6 مليار دولار بحلول عام 2030.
مع استمرار هذه العمليات، تبقى الحماية مسألة ضرورية للسنوات المقبلة مع احترام قوانين الفضاء السيبرانية والدفاع عن البيانات الشخصية.