تشهد المملكة العربية السعودية نمواً في مجال الرقمنة والتقنية مع انتعاش سوق التكنولوجيا بحلول العام 2030. وفقاً للمعلومات، تصل قيمة الشركات الناشئة إلى مليار دولار مع تنوع التطبيقات الذكية وتنمية المهارات والكفاءات الريادية.
تتنافس الدول العربية أبرزها المملكة العربية السعودية والامارات وقطر ومصر على توفير بيئة رقمية آمنة، ودعم التمويلات في هذا القطاع والاستجابة إلى متطلبات العملاء والمواطنين. في هذا الصدد، أطلقت السعودية خطتها لدعم قطاع البحث والتطوير والتكنولوجيا والابتكار مما يساهم برفع الناتج المحلي الاجمالي إلى 60 مليار دولار بحلول العام 2040.
تُمثّل الدول المذكورة مركزاً للشركات والمشاريع الناشئة مع تحسّن قطاع الاتصالات بالتعاون مع مزودي الخدمات. يُساهم البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات بدفع قطاع تقنية المعلومات السعودي إلى الأمام وازدهار أكثر من 150 شركة صغيرة ومتوسطة ناشئة منذ العام 2021. يرتكز البرنامج على الحلول الذكية وتقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وميتافيرس وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والواقع المعزز.
تعزز السعودية ثقافتها الرقمية لريادة الأعمال وتحفيز المشاريع التكنولوجية المتطوّرة إلى جانب الاستثمارات الأجنبية والمحلية المالية والاقتصادية والتجارية. هذا وتهدف رؤية المملكة 2030 إلى تثبيت مكانة السعودية على المستوى العالمي لتقفز من المرتبة 24 فتصبح ضمن الدول العشر الأولى على مؤشر التنافسية العالمي بحلول العام 2030.
تنمية الأعمال والبحث والتطوير
على ضوء المبادرات الفردية والثورة التقنية، تمكّنت المملكة العربية السعودية من تجاوز التوقعات بجدارة والتوصل إلى مراكز مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. في هذا الاطار، تعتمد السعودية الذكاء الاصطناعي لتنمية الاقتصاد الرقمي في وقت يُراهن فيه الشرق الأوسط على هذه التقنية مع التوقعات بأن تصل نسبة الايرادات 2% - أي 320 مليار دولار- من اجمالي الايرادات العالمية بحلول العام 2030.
على الخط نفسه، تطمح المملكة إلى جذب الاستثمارات ودعم المهارات الشابة والتركيز على تحقيق أفضل النتائج في تمويل المشاريع الناشئة. تبلغ قيمة استثمارات المملكة في البيانات والذكاء الاصطناعي 20 مليار دولار مع ادخال أكثر من 20 ألف متخصص بالتكنولوجيا للحفاظ على مكانتها التنافسية عالمياً إلى جانب ريادة الأعمال والادارة والخدمات التشغيلية. وبالحديث عن الجيل الخامس، تسعى السعودية إلى نشر الشبكات على نطاق أوسع لتصل إلى كافة المناطق بسرعة كبيرة دون استثناء.
بحسب خبراء البحث والتطوير والتقنية في المملكة، تتقدم السعودية مع تعزيزها الابتكارات الرقمية وبناء مراكزها الخاصة لتحليل البيانات ومعالجتها. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص والعام، كانت المؤسسات جسر عبور لدعم المواهب الشابة وتصنيفها بين الأفضل عالمياً.
وفقاً للمعلومات الأخيرة، تخطط المملكة العربية السعودية لاستثمار أكثر من 20 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2030 مما سيخلق أكثر من 40 ألف وظيفة جديدة بمجال الاتصالات والتكنولوجيا والتقنية والذكاء الاصطناعي والبيانات والبحث والتطوير.
وبالطبع، كان للتحول الرقمي تأثيره المباشر على مسار الأعمال في المملكة مع اصرار القيادة على تحقيق المزيد من الانجازات والعمل عن كثب مع الفرق المختصة لتطوير الامكانات الرقمية وتنمية المملكة وحالات الاستخدام فيها مع اطلاق التطبيقات والمنصات الالكترونية.
تهدف رؤية المملكة 2030 إلى تدريب 40% من اليد العاملة لتحسين أدائها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وميتافيرس. هذا وتواصل المنظمات الدولية دعمها للمؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة لبناء أرضية قوية تتمكّن من خلالها من تبنّي الحلول الذكية على أنواعها.
تُركّز المملكة العربية السعودية على التكنولوجيا لتمكين رواد الأعمال واطلاق الاستثمارات الخاصة والعامة وتحسين القدرات التنافسية على مدار السنوات المقبلة. يأتي التحول الرقمي بثماره على العالم العربي والعالم مع التحقق من سلامة البيانات واستخدام الانترنت في الاطار الصحيح.
تهدف الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية الى أن تصبح في طليعة الدول التكنولوجية لتتنافس مع عمالقة التقنية، الصين واليابان، والولايات المتحدة الأميركية. لهذا الهدف، تهتم المنطقة بالقطاع التكنولجي بشكل استثنائي هذه الفترة مع الاستحواذ على نسبة أكبر من الأرباح سنوياً.
اتفاقيات مع شركات تقنية عالمية
أكثر من اتفاقية تم توقيعها خلال العام 2022 مع أهم الشركات التقنية لتحديد الاستراتيجية المستقبلية للسعودية.
يشير رجال الأعمال في المملكة إلى جهود مزودي الخدمات ومشغلي الاتصالات لتقديم أفضل الخدمات للعملاء إلى جانب تمكين التحول الرقمي وتوسيع نطاق الجيل الخامس وخدمات السحابة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. تدعم شبكات الجيل الخامس أعمال القطاعات كافة منها الرعاية الصحية والتعليم والتجارة والتسوّق والبناء والاقتصاد في عالم افتراضي تماماً.
كما تعتبر المدن الذكية من المشاريع الأساسية التي تطمح إليها المملكة العربية السعودية أبرزها مشروع "نيوم" الذي يرتكز على الأدوات الافتراضية والسرعة والدقة والتقنية في الخدمات لرفع مستوى جودة الحياة. فضلاً عن ذلك، تربط الشركات السعودية أعمالها ببيئة سيبرانية موثوقة وآمنة من خلال إنشاء بنية تحتية رقمية مؤاتية لتوفير روابط الاتصال والتواصل على مدار الوقت بين الأفراد والشركات.
تعتزم السعودية استثمار 6.4 مليارات دولار في مجال التكنولوجيا مما يشمل شركات تقنية المعلومات والاتصالات والمشاريع الناشئة الهادفة إلى تحقيق التحول الرقمي وتوجيه الريادة نحو الابتكارات الابداعية من مختلف المجالات والقطاعات.
توفر المملكة الفرص التنموية لتعزيز اقتصادها بما يتناغم مع رؤية المملكة 2030 التي سبق أن أطلقها ولي العهد في العام 2016، فماذا سيحمل المستقبل للمملكة "الذكية"؟