شكّلت السنوات الأخيرة الماضية مرحلة تحوّلية للكثير من الشركات التي استجابة إلى الواقع الجديد بكل معاييره، بينما كانت مرحلة صعبة للقسم الآخر. على ضوء ذلك، ظهرت حلول تكنولوجية استُخدمت لادارة الأعمال وسط تغيرات بارزة رسمت مسار المرحلة المقبلة.
مع اقترابنا من نهاية العام 2022، ينشر عمالقة التكنولوجيا تقاريرهم الخاصة لعرض أبرز انجازات العام على المستوى الرقمي والتكنولوجي مقابل أهم مستجدات التكنولوجيا المنتظرة للعام 2023. بين التسوق الالكتروني، تطوير التطبيقات الذكية، دعم المشاريع الناشئة، طرح الحلول التكنولوجية الجديدة، ضمان الاتصال والتواصل الافتراضي، تعزيز دور الروبوتات والارتقاء بالخدمات، إلى جانب العملات المشفرة، ودخول عالم ميتافيرس، يرتقب رواد القطاع تطورات كثيرة ستطال شبكات الاتصالات مع الانتقال من شبكات الجيل الخامس إلى الجيل السادس. يلفت البعض الآخر إلى الابتكارات المهمة التي أضافها الذكاء الاصطناعي على كافة القطاعات مع انتشار الخوارزميات والبيانات الضخمة. وذكرت الدراسات أهمية التقنيات التكنولوجية وتأثيرها على نمط العيش بالاضافة إلى تبني قضية التغيّر المناخي وكيفية الحفاظ على النظام الايكولوجي مع تقديم أفضل الحلول المبرمجة وأسهلها.
2023: سنة واحدة بآفاق متعددة
يشكّل المحتوى الصناعي والعالم الافتراضي ركناً أساسياً مع توزاي الوظائف البشرية بالوظائف الرقمية. ففي العام 2023، سيُركّز سوق العمل والأسواق العالمية على كيفية دمج التكنولوجيا كلياً بيومياتنا لفهم "لغة الانترنت". أما عن الابتكارات، فستشهد سنة 2023 أشكالاً ابداعية من مشاريع الذكاء الاصطناعي للترفيه والأعمال والاقتصاد والتجارة. قد تبدو الصورة غير واضحة تماماً والشكوك كثيرة، إلا أن عالم ميتافيرس سيخرق العالم الواقعي مع تنظيم بيئة شاملة أقرب إلى الحقيقة تتعدد فيها التجارب وتهدف الى نقل هذه التجارب الناجحة إلى العملاء.
وفقاً للدراسات، سيُعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع مع تمحور الشبكات اللامركزية والمنصات الذكية والبلوكتشين لربط الأعمال. في المقابل، لا يزال العديد من القطاعات في مراحله الأولى من تطبيق الذكاء الاصطناعي.
مع التركيز على المخاطر التي مرّ بها كل قطاع على أثر كورونا، يُعتبر الذكاء الاصطناعي نموذجاً جديداً لتحديد الضوابط الخاصة بقضايا الخصوصية الرقمية وأمن البيانات. أما عن العلامات التجارية العالمية وعمالقة التقنية، فستبدأ بإعلان خططها المستقبلية لخدمات متنوعة تعزز استهلاك الميتافيرس وتبني الحلول التكنولوجية على أنواعها. يشدد رواد الاتصالات على بناء عالم متصل دون انقطاع خصوصاً وأن تطلعات المستخدم باتت أكبر وأكثر شمولية. وبعيداً عن الهاتف المحمول والكمبيوتر، من المتوقع أن تتفوق في العام 2023 الأجهزة اللوحية والنظارات الذكية وسماعات الرأس التي تدعم الواقع المعزز. أما الشركات الراغبة بالاستمرار، فيجب عليها مواكبة العصر الرقمي ومحاكاته والاعداد لتعاونات وشراكات تخدم هذه الغاية.
يكثر الحديث مؤخراً عن السحابة والخدمات السحابية، هي التي كانت من العناصر الأساس لتحقيق التحول الرقمي. ومن المؤكد أن عام 2023 سيكون عاماً آخر لطرح استراتيجيات جديدة لاعتماد السحابة الخاصة بالشركات والمؤسسات، خصوصاً الكبيرة منها. ومن خلال الجمع بين SaaS و PaaS و IaaS مع وظائف مخصصة، قد تثبت منصات الصناعة السحابية أنها الجزء الأكثر أهمية لاعتماد السحابة على المدى القريب. وبينما يركز العام على تحسين الخدمات وتقوية الخدمات الجديدة، يساهم دمج التكنولوجيا في الأعمال والحياة اليومية بتحقيق الاستدامة والتنمية على حد سواء. فالاستدامة هي من القضايا البارزة حالياً والتي تشغل الوسط.
وسواء تم العمل على تبني التقنيات التكنولوجية الجديدة أو التحضير لعملية التحول الرقمي، يبقى التعرف على أبرز اتجاهات القطاع أمراً ضرورياً لرواد الأعمال وخبراء الاتصالات لقيادة استراتيجياتهم المستقبلية وتنفيذ الخطط الأنجح.
أدوات الاتصال والتواصل وسيلة أم ضرورة؟
تربط الشبكات اللاسلكية كافة أنحاء العالم إلا أن غياب البنية التحتية الرقمية قد يمنع نجاح الاتصال. في إطار الأعمال المطروحة لتمكين العلاقة الرقمية، تسعى الحكومات خلال العام 2023 إلى تفعيل أنظمتها الداخلية لربط المدن والسكان وإنشاء مراكز للاتصال قادرة على تحمّل تدفق البيانات الهائل. كما ستعمل الشركات خلال العام 2023 على تحسين معاييرها للتوافق مع البروتوكولات العالمية التي تمكّن من استخدام الأجهزة الذكية بكفاءة أكبر.
توازياً يعتبر أمن الانترنت من المسائل البارزة لعام 2023 لا سيّما مع زيادة النشاط أونلاين، فبينما تتصل كل أجهزتنا ببعضها يصبح خطر التعرّض لهجمات سيبرانية أكبر. على هذا الخط، تعلن حكومات المنطقة ومنها الامارات، قطر، الكويت، خططها لتحقيق الأمن السيبراني إلى جانب الشراكات لتحسين الكفاءات والمهارات للتصدي إلى كل أنواع الهجمات أو ترقّبها قبل حدوثها حتى. تساهم هذه الخطوة بتطوير قطاع التكنولوجيا بشكل كبير مع دعم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ولأن السرعة هي عنوان العصر، تُركّز شركات الاتصالات ومزودو الخدمات على تحسين الشبكات والانتقال من الجيل الخامس إلى الجيل السادس مع كفالة كل خطوات هذه النقلة لأجهزة أكثر اتصالاً.
وفي ظلّ التغيّر المناخي والتحذيرات من تداعياته، تأخذ التكنولوجيا منحى آخر لتضمن الاستدامة البيئية للسنوات المقبلة. ومن آخر هذه المشاريع اطلاق مبادرات خاصة من مشغلي ومزودي الاتصالات لتخفيف الانبعاثات الكربونية والوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول العام 2030. فبيعداً عن الشركات التقليدية، تعتمد مراكز البيانات الحديثة تقنيات البلوكتشين والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء لاستدامة أكثر وعدم هدر موارد بكمية أكبر لتخزين البيانات بطريقة جيّدة.
في ما يتعلّق بالرعاية الصحية، توفر شبكات الجيل الخامس المستخدمة أفضل خدمة للمرضى ودعم الأطباء لتحسين كل مكونات القطاع الصحي على مستوى الاتصال والعلاجات عن بُعد. كما من المرجح أن تكون للتكنولوجيا مكانة أكبر في هذا القطاع مع مطلع العام 2023 مع الابتكارات والأجهزة الذكية المطروحة حالياً في السوق.
من خلال المستشعرات والخوارزميات، تُجمع البيانات ضمن بنية تحتية متطوّرة تُمكّن الآلات من العمل باستمرار. كما سنلاحظ في العام 2023 بروتوكولات أكثر فعالية لحماية العملاء والشركات على حد سواء.
وبينما تُحسّن أجهزة التكنولوجيا الاتصال إلا أن المخاطر السيبرانية كبيرة وخطيرة جداً. لذا تعمل شركات التقنية على تطوير فرقها ورؤيتها لاحباط هذه العمليات والتصدي للهجمات ومساعدة الذكاء الاصطناعي في التعرّف على هذه المخاطر. وعلى الرغم من السرعات التي تقدمها شبكات الجيل الخامس والجيل السادس إلا أنها ستبقى محدودة وبحاجة إلى تحديث وصيانة دائمة لتلبية عدد الأجهزة في الخدمة.
تستفيد قطاعات النقل والتجارة والاقتصاد والسياحة من تطوّر التقنيات في العام 2023 مع قدرتها على إجراء المعاملات مباشرةً وضمان التفاعل بين الفرق العاملة والعملاء لمزيد من التشغيل الآلي.
مسار العالم الرقمي مع مطلع العام 2023
يراهن رواد الأعمال والشركات الصغيرة والكبيرة على القدرات التي ستتوصل إليها الحلول الرقمية على كافة المستويات. وفيما يتجه العالم إلى تشغيل مزيد من التقنيات من المتوقع أن يأخذ الواقع الافتراضي والواقع المعزز الحصة الأكبر من الخدمات والتطبيقات المستقبلية لتحليل العمليات بدقة أكبر.
إلى جانب الهاتف المحمول، ستتواجد الطباعة ثلاثية الأبعاد بصورة مكثّفة مع التطبيقات الصناعية الحيوية. كما من المرجح أن تتصدر الصناعات ثلاثية الأبعاد ذات الانبعاثات الصفرية لمجتمع أخضر.
الأهم من ذلك تبقى تكنولوجيا ميتافيرس التي تنتشر بسرعة لتوفر للعملاء الوصول السريع إلى العالم الافتراضي والاستثمار فيه. من المتوقع أن يتم إنفاق أكثر من 75% على التقنيات التكنولوجية وخدمات السحابة بحلول العام 2025 مع نمو ميتافيرس بين 25 إلى 44% سنوياً، إلى جانب ازدهار التعاملات بالعملات المشفرة. كما تتوقع الدراسات وصول الانفاق على تطوير التكنولوجيا والمعلومات إلى 47.5 مليار دولار في العام 2023 على أن تصل إلى 679 مليار دولار بحلول العام 2030... فاستعدوا لتكنولوجيا المستقبل!