تُفعّل الدول النامية تقنية بصمة الوجه كخطوة متوقعة منها استعداداً للمستقبل القريب واستجابةً للتطور التكنولوجي في المعاملات. توضح الجهات المعنية حاجة التطبيقات الذكية الجديدة إلى هذه التقنية أكثر من أي وقت مضى لتسهيل الحصول على المعلومات وانتقال الأعمال إلى الخدمات المتطوّرة الأكثر تفاعلاً مع العملاء.
ترتبط تقنية بصمة الوجه بنظام يتطوّر باستمرار يحتفظ ببيانات العملاء البيومترية للمسافرين في المطارات مثلاُ. وفي هذا الاطار، تسعى الشركات إلى تعزيز كفاءتها من خلال اعتماد هذه التقنية وسواها لانجاز المعاملات وفقاً للابتكارات الرقمية.
على هامش فعاليات معرض جيتكس 2022، كشفت الادارة العامة للاقامة وشؤون الأجانب في دبي عن اعتمادها تقنية بصمة الوجه ضمن نظام متكامل عبر البوابات الالكترونية التي يبلغ عددها 122 بوابة. تخضع البيانات لتحليل شامل مع اتخاذ كل الاجراءات الضرورية للحماية الرقمية. كما عرضت الادارة مشاريعها المستقبلية المتعلّقة بالبيانات البيومترية والبيانات الضخمة والخدمات الرقمية إلى جانب المواقع الالكتروينة المستخدمة من قبل الزوار وخطوات السفر الذكي.
تستخدم المملكة العربية السعودية تقنية بصمة الوجه كجزء من استراتيجيتها لانجاز التطور التكنولوجي ضمن الشركات والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة في المملكة. على هذا الخط، تأتي الهوية الرقمية استكمالاً لخطة المملكة المطروحة لغاية عام 2030 والتي تهدف إلى تحويل المعاملات التقليدية في الحكومة إلى معاملات رقمية. تُقدّم الهوية الرقمية العديد من المميزات للمواطنين السعوديين أهمها إمكانية تحميلها على الهاتف المحولة، مطابقتها مع التطبيقات الذكية الحديثة، تكاملها مع الأنظمة الالكترونية ودعمها للذكاء الاصطناعي مع عرض كل المعلومات الضرورية عن حاملها.
يتم التعامل مع الهوية الرقمية من قبل القطاع العام وأنظمته الداخلية فهي نسخة عن الهوية الورقية ويمكن استخدامها حتى في حال عدم الاتصال بالانترنت لتسهيل العديد من المهام والتعاملات المصرفية والرسمية.
تُعد بصمة الوجه من أهم لمسات التكنولوجيا على حياة الانسان حيث يطمح الكثير من الدول حول العالم الى اعتمادها واستبدالها بالبطاقات الورقية. تخطط الدول إلى توسيع قاعدة البصمات الالكترونية بحلول العام 2025 وتوسيع شبكة الكاميرات الذكية للتعرّف على الوجه لإلغاء التعاملات الورقية بشكل تدريجي.
كذلك بالنسبة لعمليات الشراء والتسوق في المتاجر حيث سيكون من الممكن إكمال عملية الدفع من خلال بصمة الوجه فقط وتحصيل الفواتير سريعاً.
أما عن الهواتف المحمولة فتنوي شركات التكنولوجيا العالمية الانتقال كلياً إلى بصمة الوجه والاستغناء عن بصمة الاصبع التي شكّلت نقلة نوعية بفترة سابقة في صناعة الأجهزة الالكترونية. تستخدم بصمة الوجه النموذج ثلاثي الأبعاد لينقل الصورة بدقة أكبر دون التغيير بمقاسات الوجه أو تعديل معالمه. وتوقعت المعلومات أن ينمو سوق بصمة الوجه ليصل إلى 7.7 مليارات دولار في عامنا الحلي بعدما كان 4 مليارات فقط في العام 2017.
ويرى المستخدمون كما الشركات ببصمة الوجه فرصة لتعزيز الأمن الرقمي وتسهيل تتبع المخالفين انطلاقاً من صورتهم إلى جانب كلفتها المتدنية مما يناسب الشركات لدمجها بأنظمتها. أصبحت اليوم تقنية التعرف على الوجه أكثر اتساعاً وتكاملًا مع استخدامها بدلاً من بطاقات الائتمان وتواجدها ضمن المنصات التكنولوجية. خلال فترة انتشار الوباء، قام العديد من الشركات بتعديل أنظمة تحكم الوصول الخاصة بها عن طريق استبدال بصمات الأصابع بأنظمة بصمة الوجه. توفر هذه التقنية بيئة لامركزية حيث تكون الشركات مسؤولة عن تعزيز سلامة العمال وأمنهم في أماكن العمل العامة.
تُستخدم هذه التقنية بطرق عدّة، بدءاً من المقارنة التلقائية لمسح الوجه مع صور جواز السفر إلى تحديد التهديدات المحتملة، فمن المتوقع أن يتم استخدام تقنية التعرف على الوجه لأكثر من 97% من المسافرين الجويين الدوليين بحلول العام 2024.