مع اقتراب الحدث المنتظر في نوفبر، بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، تعزز قطر بنيتها التحتية لحماية البيانات والمعلومات نظراً للاقبال الكبير الذي ستشهده شبكة الانترنت خلال هذه الفترة خصوصاً مع قدوم الملايين من حول العالم لحضور المباريات.
لهذه الغاية، تعمل قطر حالياً على تدريب حوالي 15000 موظف في وزارة التربية والتعليم العالي على كيفية التصدي للجرائم الإلكترونية والوقاية منها في وقت تتعدد فيه أساليب القرصنة وتزيد خطورة.
وفي هذا الصدد، أعلنت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، ممثلة من الإدارة الوطنية للتميز الإلكتروني، عن عدد المشاركين الذين التحقوا ببرنامج منع الجرائم الإلكترونية. على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت الدول الخليجية محط أنظار جهات القرصنة حيث واجهت سلسلة من الهجمات الالكترونية التي استمرت بالازدياد لحدّ اللحظة. أبلغ مئات الأشخاص عن تعرّضهم لسرقة حساباتهم المصرفية الشخصية عبر الإنترنت أو محاولات انتحال شخصية أو ابتزاز إلكتروني.
وفقاً للخبراء من المتوقع أن تزداد الهجمات الالكترونية مع اقتراب بطولة كأس العالم لكرة القدم، خصوصاً مع اعتماد البريد الالكتروني للتسجيل وحجز التذاكر أونلاين، وهذا ما يشكّل فرصة ذهبية للمتسللين للوصول إلى الضحية بسرعة أكبر. من هنا انطلقت قطر والمؤسسات المعنية بخطط الحماية والوقاية الرقمية مع تكثيف ورش العمل وتدريب الموظفين للسيطرة على الهجمات المرتقبة قبل حدوثها. في إطار جهودها لتوسيع التعاون لتحقيق الأمن السيبراني، بادرت بعض الدول لمساعدة قطر في هذه الخطوة، بما فيها المغرب الذي سيرسل مجموعة من خبراء الأمن السيبراني إلى البلاد قبل كأس العالم لكرة القدم 2022. على خط الاستراتيجيات الرامية لتجنّب الخطر الرقمي، تدعم الدولة والهيئات التدريبية والجهات المعنية لتطوير البرامج التدريبية للوقاية من الجرائم الالكترونية على المستوى المحلي على أن تصبح قطر مستعدة للهجمات المقبلة وقادرة على مواجتها بكل أنواعها وذلك بعد اختبار 95 جهة في قطر لتحديد قدراتها ومهاراتها في المجال السيبراني، وكذلك التحقق من قدرتها في الدفاع عن نفسها من الهجمات الإلكترونية.
تنعكس هذه المبادرات إيجاباً على الانتاجية وجودة الأعمال خصوصاً في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات في الدولة فضلاً عن زيادة الوعي على أهمية الحماية الرقمية في القطاعات العامة والخاصة. كما تشدد الهيئات المعنية على ضرورة نشر مفاهيم الثقافة الالكترونية لتحقيق الأمن الرقمي على مستوى المجتمع ككل.
سبق أن تعرّضت قطر لهجمات كبيرة على مدار السنوات الأخيرة والتي شملت الحسابات المزيّفة وانتشار المواقع الالكتروني التي تهدف إلى نشر المعلومات المشبوهة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي أدت إلى توترات كبيرة بين قطر والدول الخليجية. هذا الواقع دفع بمواقع الاستخبارات المتخصصة مراقبة الحسابات المزيفة ومتابعة ومنعها عن العمل نظراً للانتهاكات التي تسببها.