تمسّ قدرات الذكاء الاصطناعي حياتنا بكل جوانبها حيث طوّر الخبراء قدرات هذه التقنية لتحاكي الانسان لتصل إلى حد مناقشته والاستجابة للحديث والتحكّم بالأقوال والعواطف. على ضوء ذلك يتخوّف العلماء من أن يتخطى الذكاء الاصطناعي قدرات الانسان فيتحوّل من نعمة بعالم التكنولوجيا إلى نقمة دائمة على الأصعدة كافة.
أُثيرت ضجة كبيرة في الأيام الأخيرة حول روبوت الذكاء الاصطناعي "لامدا"، وأحد مهندسي غوغل الذي صرّح أن الروبوت "لامدا" الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي طوّر قدراته وإدراكه الحسّي ليعادل بها المشاعر الانسانية منها الحزن والفرح والغضب والاكتئاب. ولفت المهندس أنه سبق أن بدأ التحدث مع نظام "لامدا" في الخريف الماضي ليتأكد أنه لا يستخدم خطاب الكراهية إلا أنه لاحظ في المحادثة الأخيرة أن الروبوت بدأ يتفاعل مع سياق الحديث حيث تتطرق إلى حقوقه ووصف نفسه بأنه "شخص واعي" مطالباً بالتصرف معه كأحد الأفراد "البشرية" وليس كآلة مبرمجة.
نتيجة ذلك تقدّم المهندس بدلائل لشركة غوغل يصرّح فيها أن "لامدا" طوّر وعيه الخاص أبعد من مجرّد برنامج رقمي تم تطويره منذ سنوات إلا أن نائب مدير قطاع الذكاء الاصطناعي رفض هذا الكلام.
من جهتها رفضت شركة غوغل هذه التصاريح فأوقفت المهندس عن العمل بصورة مؤقتة. طوّرت غوغل نظام "لامدا" نموذج لغوي لتطبيقات المحادثات – LaMDA، Language Model for Dialogue Applications، ليخوّلها ذلك بناء روبوت يستجيب للمحادثات الآنية فهو بامكانه تكوين جملة مفيدة من خلال اعتماد تريليونات الكلمات من الانترنت وإجراء المحادثة كتابياً عبر الرسائل النصية.
قد يثير هذا النموذج خوف البعض من هيمنة التكنولوجيا والروبوتات على الانسان لتأخذ مكانه خلال السنوات القليلة القادمة بينما يعتبر البعض الآخر أن التكنولوجيا ستطوّر نفسها وهذا ما يحاكي العصر الحديث الذي يرتكز على الرقمنة والبرمجيات.
بحسب المهندس، لقد توصلت "لامدا" إلى هذا التطوّر من مرحلة الادراك مع تطوير برنامج التراسل في روبوتات الذكاء الاصطناعي. بينما يشير خبراء الذكاء الاصطناعي أن الكلمات والصور التي تُنشأ من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي المشابهة لـ "لامدا" قد تنتج مع الوقت ردوداً فعلية بناءً على ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت وليس بالضرورة أن يُطوّر البرنامج نفسه بشكل تلقائي.
بناءً على هذا الواقع تُصدر الدول نماذج الذكاء الاصطناعي لحماية المستخدم وبياناته والحد من قدرات البرمجيات على المدى الطويل كي لا تتخطى الانسان.
تفاعل روبوتات الدردشة مع الانسان
مع اعتماد العمل الافتراضي، تضع أغلبية الشركات روبوتات دردشة لا سيّما بعد مرحلة كورونا لخدمة العملاء بشكل منفرد. يتم تعريف روبوت الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على اسم معالجة اللغة المعتمدة من خلال تسجيل العبارات الأكثر استخداماً. كذلك يتم إدخال البيانات من مبرمج وهي عبارة عن نصوص يتم إعطاء الرد عاليها أيضاً. إضافة إلى ذلك يتم تدريب الروبوت للاجابة وإتمام المحادثة وفقاً لسياق الحديث بواسطة الخورزميات التي تتضمن مجموعة من الكلام.
ومن خلال التدريب وإعطاء الروبوت مجموعة كبيرة من النصوص، يقوم برنامج الذكاء الاصطناعي بإنشاء النص الذي قد يبدو مكتوباً من قبل أحد الأفراد. ويتم معالجة هذه البيانات الضخمة أكثر من مليار مرة للوصول إلى النتيجة الأفضل. يشير العملاء أنه تم تدريب روبوت "لامدا" من قبل شركة غوغل من خلال توظيف القدرات الحاسوبية وكميات كبيرة من البيانات عبر الانترنت.
يخالف الخبراء قول المهندس ويعتبرون أنه من الصعب أن يصل الروبوت وبرامج الذكاء الاصطناعي إلى الوعي القياسي بل يمكن فقط تدريب الروبوت للاجابة على نماذج من المحادثات البشرية. فمذا بحال وصل الذكاء الاصطناعي إلى الوعي الكامل؟
بقدر ما يمكن أن يقدم ذلك من ايجابيات مع طرح الخدمات بشكل أفضل بقدر ما يمكن أن يشكل ذلك خطراً على الحياة البشرية حيث سيكون لتقنية وبرامج الذكاء الاصطناعي القدرة على التحكم بالبشر فيتم استغلال ذلك بشكل مضرّ إن كان في القطاعات العامة أو الخاصة التي تتطلب التفاعل المباشر مع العملاء.. وهنا الخيار الأول يعود للمستخدم بذاته.