تشير الدراسات الحديثة إلى أن الوظائف الجديدة ستخلق المزيد من الفرص أمام العمال كما سيرتفع معدل الاعتماد على الآلات الذكية في جميع المجالات ومختلف الوظائف حول العالم إلى 52% بحلول العام 2025. مقابل ذلك، ومع انتشار وتوسّع التقنيات والابتكارات التكنولوجية، من المتوقع أن تقضي الأتمتة – Automation والروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي على نحو 85 مليون وظيفة على مستوى العالم.
لكن الخبراء يبشرون بالخير حيث يعتقدون أن هذه التقنيات والأتمتة ستساهم من ناحية أخرى بتوفير سلسلة جديدة من الوظائف خلال المرحلة المستقبلية بعيداً عن الوظائف التقليدية. على ضوء ذلك، سيشهد سوق العمل تغييرات كبيرة في هذا الإطار حيث سيتطلّب من المتقدمين لطلب وظيفة أن يكون لديهم مهارات معيّنة ومعرفة تامة بالتكنولوجيا الحديثة لتجسيد العمل السريع والفعّال في آن واحد.
بدورها تعمل الحكومات والدول حول العالم على تطوير سياسات التوظيف لديها لتأمين المهارات والقدرات المطلوبة. إلى جانب ذلك، تُكثّف ورش العمل لزيادة الوعي حول كيفية اعتماد الآلات والبرامج الذكية بشكل آمن مع تجنّب الهجمات والاختراقات السيبرانية.
على هذا الخط، يشير أحد الخبراء إن القطاعات العامة والخاصة تعاني اليوم من فجوة كبيرة في الطاقات والمهارات المطلوبة استجابةً للتحول الرقمي السريع. على صعيد الحكومات، تعمل الأخيرة على نقل الأعمال إلى الشبكات الالكترونية والاستثمار بكل مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير المهن.
أما على صعيد القطاع الخاص، فيرتكز أرباب العمل على تشكيل المهارات الجديدة لتتوافق مع متطلبات السوق لاسيّما مع ظهور مجموعة من الوظائف الجديدة التي تعتمد النمط المستحدث المتطوّر بما يتجانس مع العصر الرقمي والتكنولوجي. ويؤكد الباحثون أنه من الضروري إعادة تدريب وتأهيل العمال على أسس جديدة كافية لتتوافق مع معايير الوظائف الجديدة.
تحديات المهن الجديدة والتكيّف مع التقنيات التكنولوجية
يتطلّب سوق العمل اليوم مهارات جديدة ترتكز على المعرفة التقنية والإلمام بالبرمجيات التكنولوجية. هذا وتنحصر الخدمات المهنية بالخدمات الرقمية وقطاع المعلومات والاتصالات خصوصاً مع توسع البنية التحتية الرقمية وظهور المزيد من المدن الذكية واتباع مسيرة التحول الرقمي.
تُعد التكنولوجيا ركناً أساس للمرحلة المقبلة بعد اعتمادها تماماً في ظل انتشار الوباء. وبحسب الدراسات، 80% من الوظائف ستتأثر بالواقع الجديد بحلول العام 2030 مما قد يؤدي إلى تحسين تجربة العملاء من جهة والانتقال إلى مرحلة مهنية جديدة متآلفة أكثر مع الآلات والروبوتات والتقنيات المتطورة.
على ضوء ذلك، يرى أرباب العمل أن الحل الوحيد لاجتياز الأزمات الطارئة والصعوبات على أنواعها يكمن باعتماد الأتمتة والتوسع بنشر البيانات وتحليلها. كذلك تتمثّل الرؤية المستقبلية لأغلية الدول العربية والعالمية بتطبيق التحول الرقمي لسد الفجوة المجتمعية والاقتصادية، توفير الجودة وتحسين الأداء وتعزيز بيئة العمل ودعم الانتاجية والخدمات المقدمة.
على الرغم من المخاطر السيبرانية التي قد يتعرّض لها العملاء مع استمرار دمج التكنولوجيا في الأعمال تُشكّل عملية تبادل المهارات الرقمية نقطة أساسية للانتقال إلى المرحلة المقبلة. أما استعداداً لكل جديد، تُنظّم الشركات الصغيرة والكبيرة سياستها الخاصة للحفاظ على خصوصية المعلومات والبيانات بين العمال والعملاء.
تُجسّد المهن الرقمية أساس الثورة الصناعية الرابعة حيث تبذل كل من الحكومات والشركات جهودها لتدريب الأفراد وتجهيزهم لاستلام الأدوار الجديدة بصورة حديثة. يشدد الخبراء على ضرورة تطوير التكنولوجيا لخلق نظام عالمي جديد يقوم على المساواة بين الأفراد لتأمين الاتصال والتواصل بالتوازي بين مختلف المناطق والدول.
قد يكون الروبوت أو الحلول الرقمية هي الأفضل للتعامل مع البيانات إنما لا يزال يملك الانسان دوره الخاص بالتعامل مع هذه البيانات وتحليلها. وقد تكون التكنولوجيا حاجة ماسة لبعض القطاعات حالياً مثل الرعاية الصحية لمتابعة العلاجات عن بُعد أو لتفعيل الآلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية، قطاع التجارة، الصناعة، الاقتصاد والخدمات على أن نحقق التحول التحول الرقمي الشامل خلال السنوات العشر المقبلة.