في مقابلة حصرية لمجلة تيليكوم ريفيو، ألبيرتو أراكيو، الرئيس التنفيذي لـشركة e& enterprise iot and ai، يشارك آراءه حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الأعمال في المنطقة، والقطاع الاقتصادي بشكل عام.
كيف عزز إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي قيمة الأعمال ومكانتها بشكل عام؟
يُعَّدُ إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أحد أهم المكونات لحلولنا الذكية، إذ يساهمان في تمكين المؤسسات لتحليل بياناتها، وأتمتة العمليات التشغيلية لديها؛ وتحديد القرارات التي يجب اتخاذها استناداً إلى البيانات.
ونسخّر قوة إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط العمل وتحديدها والتنبؤ بالنتائج المرتقبة وتحسين العمليات، ويتيح هذا التكامل المرن بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي تطوراً أكثر ذكاءً ومدناً أكثر أماناً، وتحسين كيفية تقديم الرعاية الصحية والخدمات الحكومية الحديثة وغيرها كثير.
وعلى سبيل المثال، تعمل حلول e& enterprise iot and ai التكنولوجية الخاصة بإنترنت الأشياء على إدارة حالات استخدام الطاقة ومراقبة استهلاك المياه، وتوقيت حركة الازدحام؛ مما يوفر للسلطات المعنيّة رؤية قابلة للتنفيذ؛ والقدرة على اتخاذ القرارات الضرورية لتحسين البنية التحتية وتخصيص الموارد اللازمة.
وفي قطاع الرعاية الصحية، يُمكن لحلولنا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ التنبؤ بتفشي الأمراض وتحليل البيانات الصحية ومتابعة تاريخ العلاج، ما يسهّل للأطباء والخبراء التدخّل المبكر بعلاجات فعالة.
كما نعمل في e& enterprise iot and ai على دمج الذكاء الاصطناعي لتطوير حلوله المتقدّمة؛ التي ترفع مستوى تجربة المتعاملين وتسهّل أتمتة المهام اليومية الروتينية، وتعزز تفاعل المتعاملين، وتخفض وقت الاستجابة لإرضائهم.
وتأتي حلول الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ليستفيد المتعامل قدر المستطاع من بياناته؛ ما يسهّل عليه اتخاذ القرارات وتحديد العمليات التشغيلية وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية.
ويُعد هذا التكامل بين التقنيات؛ المفتاح الأساس لإتاحة أعلى قدرٍ من إمكانات التحول الرقمي ويسمح للشركات بالازدهار أكثر في ظلّ المشهد الرقمي الحديث.
ما أبرز إنجازات العام الماضي؟ وكيف ساهمت بتحقيق رؤية الشركة؟
كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي وقع كبير على الأعمال العام الماضي، إذ ساهمت بتحويل قطاعات عدة ستنمو السنوات المقبلة. ويعود الفضل إلى رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ التي كانت داعمة لنا لرسم الخطط الطموحة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وفي العام الماضي، أطلقت الدولة استراتيجيات رقمية عدّة لترسيخ مكانتها الرقمية كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى عالمي بحلول عام 2031، وهو ما يتماشى بمرونة مع رؤية مئوية الإمارات 2071 لتعزيز اقتصاد قوي قائم على المعرفة.
يؤثر الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي في المنطقة بشكل هائل. وبحسب التوقعات، فإنه بحلول عام 2030، سيضيف الذكاء الاصطناعي مبلغاً مذهلاً يقدر بنحو 320 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك عن طريق وفورات الأتمتة الصناعية.
أما على المستوى العالمي، فمن المتوقع أن تصل المساهمة الاقتصادية للذكاء الاصطناعي لنحو 15.7 تريليون دولار.
وعلى مستوى إي آند، فإن التعاون مع شركة مايكروسوفت؛ يتيح اكتشاف المزيد من الحلول التكنولوجية ويسمح بدمجها ضمن خدماتنا، ما يُشكّل عنصراً أساسياً لتعزيز تجربة المتعاملين ويساهم في نمو الأعمال لدعم المستهلكين بشكل خاص. كما يُعد Engage Converse-AI حلاً رائداً مدعوماً بالمُحوّل التوليديّ المُدرَّب مُسبقًا للدردشة (ChatGPT) والذي يُعيد تشكيل الدعم للمتعاملين ويعزز التفاعل معهم.
بدورها ساهمت شبكات الجيل الخامس بدعم نمو الحلول التكنولوجية تماماً مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، اللذان سيكون تأثيرهما أساسياً على الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة كما هو متوقع. ووفقاً لتقرير صادر عن شركة ماكينزي الاستشارية، يمكن أن يحقق إنترنت الأشياء قيمة اقتصادية تصل لنحو 11.1 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2025.
فيما سيشهد الشرق الأوسط نمواً كبيراً في سوق إنترنت الأشياء في السنوات المقبلة، إذ تحدثت التقارير والدراسات الحديثة، عن توقعات بنمو سوق إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط لنحو 42.8 مليار دولار بحلول عام 2028.
إن تركيز المؤسسات الإلكترونية والحكومات والشركات على إنترنت الأشياء، يساهم في تكثيف مساعيها ودفعها لأن تصبح مؤسسات تعتمد على بيانات مؤتمتة للغاية.
وعن طريق الاستثمار في تقنيات إنترنت الأشياء، يُمكن للشركات تحسين كفاءتها وإنتاجيتها وزيادة أرباحها. ويُمكن للحكومات استخدام إنترنت الأشياء لتحسين نوعية حياة مواطنيها عبر تطوير المدن الذكية والبنية التحتية الذكية.
ولا بد أن نُذكر بالتعاون مع شركة الإمارات للخدمات الصحية (EHS) ودائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي (ADDED) لتطوير التقنيات ودعم المبادرات لتحسين تجربة المتعاملين الشاملة في مجال الرعاية الصحية والتصنيع.
إذ نعمل مع الإمارات للخدمات الصحية لاستكشاف أنظمة ومنصات المؤسسات القائمة على السحابة للبرامج الصحية، والتي تُركز على الباحثين عن الرعاية الصحية في الإمارات الشمالية.
وقمنا بتطوير "العيادة الرقمية" بهدف تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية المطلوبة ورفع جودتها؛ عن طريق دمج التقنيات الرقمية في سير العمل السريري والرعاية القائمة على الأدلة واتخاذ القرار المشترك بطريقة مستدامة وقابلة للتطوير.
أما مع دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي، فسيتم التركيز معها على برنامج الصناعة 4.0 والصناعة المستدامة؛ كجزء من جهودهم لتحقيق استراتيجية أبوظبي الصناعية (ADIS)، وذلك عبر اعتماد تقنيات مثل الحوسبة السحابية والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتمكين المنشآت الصناعية في أبوظبي، إذ نحن في طليعة الصناعة 4.0، لمساعدة الصناعات ودمجها في العصر الرقمي.
كما أن شراكتنا مع شركة ماكس بايت (Maxbyte)؛ تجمع بين خبرتنا في إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات؛ وحلول ماكس بايت والصناعة 4.0، لصياغة عمليات صناعية ذكية تعمل على تحسين الكفاءة وخفض نسبة النفايات والحدّ من الأثر البيئي.
وتتماشى جهود هذا التعاون مع برنامج الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات؛ الذي يسرّع اعتماد قطاع التصنيع لتقنيات الصناعة 4.0. إذ نقدم لمتعاملينا مجموعة شاملة من حلول الصناعة 4.0 التي تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية، ودفع الابتكار، وتشكيل مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة للعمليات الصناعية.
ويتضمن نهجنا تجاه برنامج الصناعة 4.0 تطوير حلول مستقلة؛ يمكن نشرها بسهولة في بيئات التصنيع، وتشمل هذه الحلول أجهزة استشعار إنترنت الأشياء والتحليلات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة. وعن طريق التعاون مع ماكس بايت، نجعل الصناعة 4.0 في متناول اليد تقنياً وعملياً للصناعيين، ما يسمح لهم بتعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف والحفاظ على القدرة التنافسية في مشهد سريع التطور.
كما نعمل على تمكين الشركات المصنعة عن طريق حلول إنترنت الأشياء التي تربط الآلات والأجهزة والأنظمة، ما يتيح جمع البيانات وتحليلها في الوقت الآني. ويعمل هذا النهج المبني على البيانات على تحسين الرؤية في عمليات الإنتاج، ويخفّض وقت التوقف عن العمل، ويسمح بالصيانة التنبؤية.
وتشمل مساهماتنا في برنامج الصناعة 4.0 على حلول إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي التي تتيح اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، والأتمتة، والصيانة التنبؤية، والاستدامة، وكلها مكونات حيوية للموجة التحويلية في التصنيع والرقمنة.
كل هذه التقنيات تعمل على تغيير حياتنا وإحداث تأثير كبير على المستوى الإقليمي والدولي في السنوات القادمة.
نتمتع في إي آند بوضع فريد، إذ تستطيع إي آند المساهمة في مستقبل المنطقة عن طريق الاستثمار في هذه التقنيات وتطوير منتجات وخدمات جديدة (تستفيد منها)، مع خلق مستقبل أكثر استدامة وأخضر.