كان لمجلة تيليكوم ريفيو عربية مقابلة مع السيّد عماد سكر، نائب الرئيس، ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في شركة IHS Towers، للحديث أكثر عن تطور قطاع الاتصالات في مصر والمنطقة ككل وأداء الشركات وسط كل التحديات الراهنة.
نظراً لما لديكم من دراية واسعة بالشؤون التجارية وشؤون الأعمال، فما هي في رأيكم العناصر الإيجابية التي تضيفها المرأة إلى مجال الأعمال؟ كيف يؤثر ذلك على أداء الشركة؟
نحن نؤمن أن التنوع والشمول يجعلان شركتنا أكثر قوة وابتكاراً، وأقدر على تلبية متطلبات عملائنا والمجتمعات التي نخدمها.
ندعم ونُمكن المرأة من خلال عدة برامج توجيهية على مستوى الشركة، مثل برنامج شركة آي أتش أس للمرأة (WIIN)، والمبادرات التعليمية المعتمدة على العلوم، الهندسة، الرياضيات والتكنولوجيا(STEM) والموجهة لدعم المجتمع وتنمية مواهب الأجيال القادمة. تتسم الفرق المختلطة من حيث الجنس بقدرات أكبر على حل المشكلات، وهو ما يؤدي إلى تحسين أداء الشركة. في آي أتش أس، نعمل بتصميم واستمرار على تحسين تنوع قاعدة موظفينا من الجنسين. في ديسمبر الماضي شكلت المرأة ما نسبته 30% في مجلس إدارة الشركة كما شكلت ما نسبته 24% من اجمالي عدد موظفي الشركة مقارنة مع 23% لنفس الفترة من عام 2021.
كيف تطور دور المرأة في مجال خدمات الاتصالات والتكنولوجيا في السنوات الأخيرة؟
طرأت زيادة على تمثيل المرأة في المناصب القيادية والمهام التقنية، حيث توجه العديد من النساء الى شغل وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ليسهم ذلك بدوره في تنوع المهارات والخبرات لدى النساء. وحسب اليونسكو، فإن 57% من خريجي نظام STEM في الشرق الأوسط هنّ من السيدات، وفي الإمارات العربية المتحدة ترتفع نسبتهن إلى 61%.
تساعد المبادرات التي تعزز وتمكن دور المرأة في مكان العمل، وبرامج التوجيه، وحملات التوعية على التعامل مع اختلال التوازن التمثيلي بين الجنسين.
فيما يجب مراعاة متطلبات واحتياجات المستهلك للخدمات أو السلع فانه بالتوازي مع زيادة عدد السيدات في قطاعات الأعمال المختلفة ساعد ذلك أيضا على الحد من الفجوة بين استخدام الجنسين لخدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
وحسب الجمعية الدولية لشبكات الهاتف الجوال (GSMA)، أصبحت خدمات الهاتف والاتصال بالإنترنت / الهاتف المحمول متاحة للنساء أكثر من أي وقت مضى. في عام 2017، قدر استخدام الاناث لخدمات النطاق العريض بـ 25% أقل من استخدام الذكور لمثل هذه الخدمات، وبحلول عام 2020 انخفضت هذه النسبة إلى 15%. فيما أبطأت أزمة كوفيد-19 تقدم ذلك، الا أنه ومع زيادة عدد السيدات اللواتي يشغلن وظائف في قطاع الاتصالات ساهم ذلك في تسريع وتيرة تقليل الفجوة.
في ظل الانفتاح في المنطقة، هل تمكنت شركات الاتصالات بصفة عامة من مواكبة هذا التطور؟ وأين مصر والمنطقة الإفريقية من التحول الرقمي؟
لا تزال شركات الاتصالات مستمرة في الاستثمار في توسيع البنية التحتية لشبكاتها، وتبني التقنيات الأكثر ابتكارًا. تقدر GSMA أنه بحلول العام 2025 سيكون هناك حوالى 116 مليون (17%) مشترك بشبكات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في دول مجلس التعاون الخليجي من المتوقع ان يصل عدد مشتركي شبكة الجيل الخامس 41 مليوناً بحلول عام 2025 (49% من مجمل المشتركين).
تواكب مصر جاهدةً مبادرات التحول الرقمي، وتحسين شبكات وخدمات الاتصالات المتنقلة، وتشجيع التجارة الإلكترونية. ويُتوقع أن تكون مصر ثاني أكبر سوق للهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025 حسب تقدير GSMA حيث يتوقع أن يسجل عدد الهواتف الذكية إجمالي 91 مليوناً. تسعى آي أتش أس إلى أن تشارك في هذا التطور المنتظر، ففي أكتوبر 2021 وقعت مجموعة آي أتش أس عقد شراكة مع شركة مصر الرقمية(Egypt Digital Company for Investment S.A.E)التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر حصلت بموجبه على ترخيص من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (NTRA) لبناء وتشغيل وتأجير أبراج الاتصالات للهاتف المحمول في مصر.
تستفيد الدول الإفريقية من الاتصالات للنمو الاقتصادي، وتحسين الوصول للمعلومات، وسد الفجوة الرقمية. يُتوقع أن تضم أفريقيا (جنوب الصحراء الكبرى) 613 مليون مستخدم لخدمات الهاتف الجوال بحلول عام 2025 بنسبة تغطية بحدود 50% من اجمالي عدد السكان.
إلى أي مدى تلعب هيئات تنظيم قطاع الاتصالات دورها وما أهميته؟
تسعى الأجهزة التنظيمية إلى ضمان المنافسة العادلة وحماية المستهلك، وتطوير بنية تحتية قوية للاتصالات لمواكبة المتطلبات القومية كما تضع اللوائح وضمان تطبيقها، وتعين الترددات، وتراقب الالتزام بالمعايير الدولية المعمول بها في قطاع الاتصالات.
وهي تسعى كذلك إلى دعم توزيع الفرص بالتساوي، والحث على الاستثمار، والترويج للابتكار في القطاع من خلال التعاون ومشاركة المعلومات والمعرفة.
يتطلب النمو الرقمي جهدًا كبيرًا. ما التحديات التي واجهتكم في هذا المجال؟
مواكبة التسارع في كلا التطورات التكنولوجية وطموحات الزبائن. منذ تأسيس آي أتش أس في نيجيريا قبل 22 عاماً وتحديدا في العام 2001 حافظت الشركة على تقديم أفضل الخدمات التشغيلية من حيث توفير الطاقة الكهربائية بالرغم من عملها في بعض الأسواق الحافلة بتحديات التشغيل.
ساهمت آي أتش أس في ضمان خدمات اتصالات موثوقة وعالية السرعة عبر مناطق جغرافية واسعة، بما في ذلك المناطق النائية التي تفتقر الى انتشار خدمات الاتصالات.
بنهاية ديسمبر 2022، استكملت الشركة تشييد وتشغيل 485 برج اتصالات تعمل جميعها بالطاقة الشمسية في العديد من المناطق النائية في كل من الكاميرون ونيجيريا. كما تساهم آي أتش أس في سد الفجوة الرقمية ووصول الخدمات الرقمية الى المناطق المحرومة.هدفنا هو المساعدة في خلق عالم مترابط بشكل متزايد حيث تعزز الاتصالات استمرار النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية المستدامة
نقوم بذلك عن طريق توفير بنية تحتية تتيح إمكانية الاتصال بالجوال، وعن طريق الدعائم الأربع لاستراتيجيتنا للاستدامة، والتي تسعى إلى خلق أثر إيجابي على المجتمعات التي نعمل فيها.
هل تمكنت شركات الاتصالات من تقوية تعاونها لتدعيم مكانتها في المرحلة المقبلة؟
تتعاون الشركات في المشاركة والاستفادة من الخبرة الشاملة، ومشاركة الموارد، والتعامل مع التحديات التي تواجه قطاع الاتصالات بشكل عام. وكذلك تطوير حلول مبتكرة والتوسع في عروض الخدمات لتلبية طموحات المستهلكين المتسارعة. وبناء تحالفات مع شركات التكنولوجيا وغيرها من القطاعات ذات الصلة تساعد على خلق بيئة عمل متكاملة.