أعادت المؤسسات ومزودو الخدمات النظر بهيكلية أعمالهم والتخطيط لاستراتيجيات جديدة تُحسّن أداءهم لإدارة الأزمات. وفي ظلّ إنتشار الوباء التاجي، اختلفت السيناريوات المطروحة بما يتجاوب مع الرؤية المستقبلية للشركة.
يلتفت قادة الأعمال ورواد قطاع الاتصالات والتكنولوجيا إلى تحقيق التحول الرقمي عملياً ونظرياً. ففي وقت كانت قلّة من الشركات التي تمتلك خططاً بديلة لمواجهة الأزمة تمكّن أصحاب العمل من تغيير مسارهم بسرعة نحو الحلول الرقمية لمواصلة أعمالهم وتأمين التواصل بين الموظفين عن بُعد. وبحسب آخر الدرسات، 95% من المنظمات غيّرت منهجية أعمالها للتصدي للتحديات المرتقبة خلال العام 2021.
ونظراً لما توفّره تقنية المعلومات للاستثمارات وتطوّر السوق المحلي والعربي، يستمر الانفاق على التحول الرقمي والتكنولوجيا بالتصاعد لغاية اللحظة.
4.2 تريليون دولار قيمة الانفاق العالمي على تقنية المعلومات والمنافسة في أوجّها
تخصّص الشركات ميزانيّة خاصة بالحلول الرقمية وتقنيات التكنولوجيا على ضوء ما حصل من إنقلابات خلال العام 2020. وتركّز هذه الأخيرة على وضع كل الجهد المطلوب لترسيخ مسيرة التحول الرقمي على مدار العام الجاري. في غضون ذلك، رجّحت "غارتنر"، مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية، ارتفاع قيمة الانفاق العالمي على تقنية المعلومات لتبلغ 4.2 تريليون دولار خلال العام 2021 أي بزيادة 9% عن العام السابق.
في هذا الصدد، يشير الخبراء والمحللون الى أن استعداد شركات التكنولوجيا للمرحلة الجديدة يتم من خلال تعزيز الابتكارات والخدمات الالكترونية لديها. ويُعد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من بين أهم ثلاثة مجالات لتحقيق النمو في العام 2021 مما عزّز الانفاق العالمي على البنية التحتية الرقمية وتحديث الخدمات إستجابةً لمتطلبات العملاء.
سياسة التباعد الإجتماعي تنمّي التجربة الرقمية في المؤسسات
بدأت التجربة الرقمية تدخل حيّز التنفيذ في قطاع الأعمال والمكاتب، فوفقاً للدراسات فإن شركة واحدة من أصل أربع تملك استراتيجية واضحة لنقل مقرّ العمل من المكاتب إلى العمل عن بُعد.
على ضوء الاجراءات الاحترازية التي اتُخذت من أجل التصدي للوباء عمد أصحاب الشركات إلى التعمّق في المجال الرقمي واعتماده لضمان استمرارية أعمالهم. فيما بعض الشركات وجدت صعوبة كبيرة في تنفيذ هذا التحوّل إلا أن 77% من بينها وجدت أن الرسائل الالكترونية دعمت التواصل بين الموظفين و55% كانت قادرة على تأمين التعاون في العمل. على الرغم من ذلك، لم تتمكّن كل هذه الشركات من إنجاز خططها لاعتماد الحلول الرقمية بشكل كامل نظراً لعدم امتلاكها القدرات المالية أو اللوجستية الكافية.
أما من ناحية القنوات الرقمية فتزايد استخدامها مما دفعها إلى طرح المزيد من الخدمات التكنولوجية الجديدة من ظهور الاجتماعات الافتراضية عبر تطبيقات الفيديو واعتماد الأجهزة الذكية للغاية نفسها.
الخطوات المناسبة لتطبيق التحول الرقمي الناجح على صعيد الأفراد والشركات
تُعزّز برامج التحول الرقمي الإدارة الفعّالة حيث تشير الدراسات إلى ترابط مباشر بين نجاح واستمرارية الشركة وانخراط الموظفين بالواقع الجديد.
في الحديث عن الخطوات التي تضمن تحقيق التحول الرقمي الناجح، يُعد التواصل بين موظفي الشركة الواحدة من العناصر الأساسية لتطوير المهارات ومشاركة المعرفة في مجال التقنية والتكنولوجيا.
كذلك، يُطلب من فريق العمل جدولة الأفكار التي تساهم في تحقيق التحول الرقمي وتحفيز إعداد المبادرات والحلقات الحوارية عبر التطبيقات والمنصات الافتراضية التي من شأنها مناقشة البرامج التنموية والمشاريع التحفيزية التي تصب في مسار التحول الرقمي.
من ناحية أخرى، على الشركة والأفراد اختيار الأدوات والأجهزة المناسبة لتطبيق التحول الرقمي عبر الشبكات اللاسلكية والشبكات الافتراضية، من دون أن ننسى الشق التقني الذي يتوجّب توفيره من خوادم جديدة، تخزين البيانات، بالاضافة إلى تطبيقات الحوسبة السحابية.
كوفيد-19 يعزّز جهود الشركات لتحقيق أجندة التحول الرقمي
واجهت المؤسسات تداعيات كوفيد-19 مع تغيّر تجربة العمل والاتجاه نحو التكنولوجيا. يُقدّر المحللون ارتفاع مستوى الخدمات وجودة المميزات المقدّمة للعملاء مع اكتساب الموظّفين خبرة في عالم التكنولوجيا والتقنية.
في غضون ذلك، يشير بعض المدراء التنفيذيين إلى المجالات الجديدة التي دفعتها أزمة كوفيد-19 والتي باتت مطروحة اليوم على جدول أعمال الشركات: اعتماد الأجهزة وأدوات الأتمتة لتوفير المرونة، تطوير الروبوتات الحديثة والبرامج الذكية. هذه العوامل وسواها أدت إلى توسّع نطاق التحول الرقمي إستجابةً إلى متطلبات العملاء والتحديات المرتقبة خلال المرحلة المقبلة لتمكين القوى العاملة وتأمين التكنولوجيا الرقمية.
ولعبت التكنولوجيا دورها في تطوير المهارات الشخصية والعملية وشكّلت مفهوماً جديداً للمعاملات الوظيفية والتجارية. مرحلة ما بعد كورونا لن تكون كما قبلها في ظلّ تبدّل استراتيجية الشركات واستخدام البيانات لضمان الاستمرارية. أما التكيّف مع التحول الرقمي فهو مسألة جماعية على كل الفئات أن تتحمّل مسؤوليتها لتطبيقها بالطريقة الصحيحة واستغلالها كما يجب.
إتجاهات التحول الرقمي للعام الجاري
يعتبر رواد الأعمال أن عام 2021 سيكون نقطة مفصلية بمسيرة التحول الرقمي حيث سيزيد عدد المؤسسات والقطاعات التي ستلجأ إلى هذه التقنية. وبحسب الدراسات، سيشهد العام الجاري توسعاً كبيراً في مجالات الرقمنة وتقنية المعلومات التي تعيد هيكلة أعمالها لاحتضان التغيير الكبير.
وعلى خط الاتجاهات التي سنشهدها في تحقيق التحول الرقمي خلال العام 2021 ، اعتماد النماذج التشغيلية الرقمية بالاضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. كما سنشهد ظهور شركات رقمية جديدة والمزيد من الأرباح والاستثمارات لدعم المبادرات الرقمية.
أخيراً يتمثّل تطبيق التحول الرقمي باستخدام مجموعة منوّعة من التقنيات الحديثة المساهمة بتحقيق التحول الكبير مع الأخذ بالاعتبار خفض التكاليف والتأثيرات الإيجابية لذلك على الشركات والمجتمع ككل. ولإدخال هذه التعديلات يتطلّب ذلك هيكلية خاصة لتحقيق خطة العمل بما يتماشى مع سياسة المؤسسات الحكومية والخاصة. إلى جانب ذلك لا بدّ من الإشارة إلى تحفيز الاتصال والتواصل عبر هذه الوسيلة لبناء مجتمع رقمي ناجح.