Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

بقلم: مارلو شابرون، قائد مشروع TMT EMEA، بدعم من جوناثان زلمانوفيتش، الشريك ورئيس ممارسة الأسهم الخاصة ومراكز البيانات، وحسني زنيبر، المدير الإداري ورئيس البيانات والتنوع الرقمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا زيادة ملحوظة في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) في السنوات الأخيرة.

ففي أفريقيا، يبرز بعض الدول مثل المغرب. ولكن لا يزال نقص البيانات باللغة المحلية عائقًا قائماً في بعض الدول مع اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) التي تعتمد على تقنيات معالجة اللغات الطبيعية بشكل متزايد.

أما في الشرق الأوسط، حقق دمج حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) تقدماً ملحوظاً. تتناول هذه المقالة تحديات اعتماد الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة والفرص التي تتيحها هذه التقنية في ظل الدور الذي يضطلع به الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال الأمن السيبراني.

  حقق دمج حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) تقدماً ملحوظاً في الشرق الاوسط.

ازدهار الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط

أثبتت دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات مكانتها الريادية من خلال استثمارها الضخم في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره، مُمثّلةً بذلك تحوّلاً استراتيجياً نحو الابتكار التكنولوجي. ويُبرز قرار دولة الإمارات بتعيين وزيرٍ للذكاء الاصطناعي عام 2017، ومبادرة المملكة العربية السعودية لإطلاق رؤية المملكة 2030، التزامَهما بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء الاقتصادي وتعزيز نفوذ الدولة على مستوى العالم. وقد تكثّفت الاستثمارات والشراكات في كلا البلدين، ويتجلى ذلك في مبادراتٍ مثل:

  • في الإمارات، أنشأ صندوق مبادلة السيادي وشركة الذكاء الاصطناعي G42 صندوق MGX في يناير 2024، وهو صندوق تكنولوجي يركز على بناء صفقات الذكاء الاصطناعي. تهدف استراتيجية MGX إلى تطوير البنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي وقدرات أشباه الموصلات، بالإضافة إلى نماذج وبرامج الذكاء الاصطناعي.
  • كونها شركة استثمارية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، استحوذت MGX مؤخراً على حصة أقلية (إلى جانب المساهم الأكبر G42) في شركة خزنة، أكبر مزود لمراكز البيانات في الإمارات العربية المتحدة بسعة 235 ميغاوات.
  • أبرمت شركة الاتصالات e& شراكة مع مايكروسوفت لتسويق نموذج لغة GPT الخاص بها ضمن عروض e&.
  • أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي برامج تنفيذية رائدة لدعم تطبيق الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الخاصة.
  • أبرمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي شراكة مع Nvidia لإنشاء مركز تميز للذكاء الاصطناعي التوليدي.
  • يُبرز تطوير نماذج لغة كبيرة توليدية جديدة (LLM) مثل Falcon 2 طموح المنطقة لمنافسة عمالقة التكنولوجيا العالميين.

    مع توسع الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط، يُعيد ذلك تشكيل مشهد الأمن السيبراني 

المخاطر المحتملة مع اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي

مع توسع الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط، يُعيد ذلك تشكيل مشهد الأمن السيبراني، مسبباً  تحديات جديدة لكل من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة.

أدى التحول الرقمي في القطاعات والحكومات إلى زيادة الهجمات الإلكترونية، بتكلفة تتجاوز تريليوني دولار عالمياً. أما التطور السريع في منطقة الشرق الأوسط، فيجعلها هدفاً أساسياً للتهديدات الإلكترونية. ووفقًا لتقرير IBM حول تكلفة خرق البيانات، يبلغ متوسط ​​تكلفة خرق البيانات في الشرق الأوسط حوالي 8 ملايين دولار، أي تقريباً ضعف المتوسط ​​العالمي.

تتجلى الطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال الأمن السيبراني: بينما يُوفر أدوات قوية للدفاع السيبراني، فإنه يُوفر لمجرمي الإنترنت وسائل أكثر تطورًا لاستغلال الثغرات الأمنية وتوسيع نطاق هجماتهم (هجمات الحقن الفوري، وتسريب البيانات، وثغرات التطبيقات المُدمجة مع الذكاء الاصطناعي).

ثورة الذكاء الاصطناعي التوليد، التهديدات السيبرانية والدفاع عنها

 يستخدم المهاجمون الذكاء الاصطناعي لشنّ تهديدات أكبر. يستغل مجرمو الإنترنت تقنية الذكاء الاصطناعي لزيادة حجم هجماتهم. ووفقًا لشركة الأمن السيبراني الناشئة "CybelAngel"، بدأت 75% من الهجمات السيبرانية برسائل تصيد احتيالي في عام 2024. وقد رفعت التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي عدد التهديدات المكتشفة إلى مستويات غير مسبوقة، مع زيادة مواقع التصيد الاحتيالي المكتشفة بأكثر من 1000% منذ ظهور منصات الذكاء الاصطناعي في عام 2022.

كما تُمكّن تقنية الذكاء الاصطناعي المهاجمين من تحسين مستوى تعقيد التهديدات السيبرانية. وقد أصبحت عمليات الاحتيال بتقنية التزييف العميق، والهندسة الاجتماعية المُخصصة، والرسائل المُصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا. تُشكل هذه القدرة على محاكاة سلوك المستخدم الشرعي تحديات كبيرة لتدابير الأمن التقليدية.

تشير دراسات أجرتها شركة "فوريستر" - نيابةً عن شركة الأمن السيبراني "تينابل" - إلى أن أكثر من ثلث المؤسسات السعودية تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي "تهديدًا أمنيًا أكثر من أنها فرصة يمكن الاستفادة منها".

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز الأمن السيبراني

مع مواجهة التحديات المتمثلة، يجب على المؤسسات تبني سياسات الحماية الأمنية ومحاربة مجرمي الإنترنت بتقنيات متطورة مماثلة. يشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمتخصصي الأمن السيبراني أداةً قويةً في استراتيجياتهم الدفاعية.

  • في مراكز عمليات الأمن (SOCs)، تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي المحللين على تحديد الهجمات بسرعة أكبر، من خلال أدوات آلية مُحسّنة (مثل برامج الكشف عن التهديدات مع تقليل الإيجابيات الخاطئة).
  • يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تغطية النقص الموجود في مهارات الأمن السيبراني، حيث لا يزال حوالي ربع وظائف الأمن السيبراني العالمية شاغرة وفقًا لبحث أجراه المنتدى العالمي للأمن السيبراني. تتيح أتمتة المهام الروتينية لفرق الأمن السيبراني التركيز على التحديات المعقدة.
  • من خلال محاكاة عدد لا يحصى من الهجمات الإلكترونية وتطوير آليات دفاعية تكيفية، يعزز الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة على التنبؤ بالتهديدات واكتشافها والاستجابة لها. كما يُستخدم كأداة تدريب فعالة.

 

استثمار فرق الأمن السيبراني في الذكاء الاصطناعي التوليدي: فوائد عدة

مع مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة الأكثر تعقيداً، لا تجد المؤسسات خيارًا سوى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزز أطرها الأمنية. ومع ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في استراتيجيات الأمن السيبراني لتعزيز الحواجز ليس مجرد ضرورة دفاعية.

  • يُمثل نهجًا استباقيًا لحماية الأصول الرقمية في ظل معايير الامتثال المتزايدة (مثل قانون حماية البيانات الاتحادي في دولة الإمارات، وقانون حماية البيانات الشخصية في المملكة العربية السعودية).
  • يُتيح فرصًا للتنويع للمؤسسات القادرة على تسويق حلول أمنية جديدة قائمة على أدوات الأتمتة التي طورتها فرق الأمن الخاصة بها.

من خلال تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن للشركات الخاصة الاستفادة من أسواق جديدة.

  • بالنسبة لمشغلي الاتصالات B2B في الشرق الأوسط تحديدًا، تتوفر فرص سوقية لتزويد العملاء بحلول جديدة مُدمجة بالذكاء الاصطناعي لأمن الشبكات أو نقاط النهاية أو السحابة، أو لوكلاء مسح الأكواد.
  • بصفتهم المزود الرئيسي لقدرات الذكاء الاصطناعي الأساسية، يلعب مزودو مراكز البيانات دورًا إيجابيًا في دعم نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي الآمنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. في 21 أبريل، أعلنت شركة خزنة لمراكز البيانات عن 3 مرافق جديدة قيد الإنشاء في الإمارات العربية المتحدة بسعة إجمالية إضافية تبلغ 160 ميغاوات.

تسعى المؤسسات في الشرق الأوسط إلى تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع ذلك، لا يزال بعض القادة حذرين في تحديدهم ما إذا كان الأثر الإيجابي الناتج عن تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي يفوق المخاوف الأمنية المتزايدة. مع استمرار تطور مشهد الأمن السيبراني وسعي المؤسسات في المنطقة  إلى الحد من التهديدات، فإن من يقودون عملية دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في استراتيجياتهم الدفاعية لن يقللوا المخاطر فحسب، بل سيغتنمون الفرص للاستفادة من النمو.

للمزيد حول آفاق الشركات أو المستثمرين المحتملين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي، تواصلوا مع مكاتبنا في الدار البيضاء ودبي واقرأوا مقالنا التالي.