تهدد التكنولوجيا مستقبل الوظائف حول العالم فحصر العمل باليد العاملة البشرية وحده لا يكفي. منذ ان انتشرت الحلول الذكية والأجهزة الالكترونية وبدأت تعتمدها الشركات والمؤسسات لتسهيل أمورها تغيّر مستقبل الوظائف في كافة أنحاء دول العالم بين المهام التي تولّى للآلات فقط مع تدخل بشري طفيف أو توكيل كل المهام للأجهزة الذكية دون تدخل بشري اطلاقاً.
على هذه الحالة، ومع استمرار نمو هذه الحلول وتفرّعها في كل المجالات، يشير تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي إلى ارتفاع نسبة مهام العمل التي تقوم بها الآلات والخوارزميات من 22% إلى 34% بحلول عام 2030.
أما الأعمال التي تتطلب تقسيم المهام بين الحلول التكنولوجية واليد العاملة البشرية والتي تشكل نسبتها 30% سترتفع بشكل طفيف لـ 33% بحلول عام 2030. وأظهرت دراسة ان الذكاء الاصطناعي سيؤثر على 40% من الوظائف حول العالم مما سيخلق مشكلة أساسية وهي عدم المساواة المجتمعية. يثير هذا الأمر قلق الحكومات والشركات التي لا تزال بعيدة عن اعتماد التكنولوجيا في أعمالها مما يدفعها إلى التخطيط الجاد للتوصل إلى استراتيجية واضحة تعالج هذه الأزمة وتخلق توازناً مجتمعياً على كافة المستويات.
26 مليون وظيفة مهدّدة بالاختفاء
تنتقل أسواق العمل إلى مرحلة جديدة وعصر جديد في الهيكلة والتكوين مع زيادة الطلب على الحلول الرقمية من جهة وعلى المجالات المختصة بالتكنولوجيا من جهة أخرى. وفي ظلّ هذه التحولات، لن تبقى الوظائف على حالها فسيتغيّر نحو 25% منها حيث سيكون التركيز أكبر على وظائف نقل البيانات وادراة الأعمال تقنياً بالاضافة إلى وظائف الأمن السيبراني. أما ظهور التطبيقات الذكية فعزز تغيّر الوظائف وهيكلتها حيث يتجه معظم الشركات اليوم إلى استخدام الروبوتات الآلية لحلّ المشاكل المعقدة والتي تتطلب وقتاً وجهداً بشرياً.
ومع اعتماد الذكاء الاصطناعي أكثر فأكثر، يرجّح الخبراء اختفاء 26 مليون وظيفة خصوصاً في الوظائف الادراية ومن بينها: وظائف الحسابات والمراجعات الحسابية ، خدمات الأعمال والادارة، خدمة العملاء، الادارة العامة، أعمال الميكانيك وتصليح الآلات، أعمال تسجيل المواد وحفظ المخزون. مقابل ذلك، قائمة من الوظائف التي سيزيد الطلب عليها ومنها: محللو البيانات، التسويق الرقمي والاستراتيجية، التحول الرقمي، تطوير البمجيات والتطبيقات الذكية، وظائف المختصة بجال انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أتمتة العمليات وتطوير الأعمال وأمن المعلومات.
مقابل ذلك، قد تظهر وظائف جديدة تنعش الاقتصاد الرقمي أبرزها ينحصر بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء ومنها: المتخصص في البيانات الضخمة، مهندس التكنولوجيا المالية، متخصص في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مطور البرمجيات، متخصص بإدارة الأمن الرقمي، متخصص المركبات الذكية، محلل أمن المعلومات، مهندس الطاقة المتجددة، محلل وعالم البيانات، مختص بإنترنت الأشياء.
في الخلاصة، يعتقد خبراء التكنولوجيا ان دخول الذكاء الاصطناعي في سوق العمل سينعكس ايجاباً على معظم الشركات والمؤسسات على مدى السنوات الخمس المقبلة حيث سيكون من السهل عليها مواكبة التحولات السريعة بفضل الحلول الذكية والتكيّف مع الواقع الجديد الذي يرتكز أساساً على التكنولوجيا فقط. كما سيكون للوظائف عن بُعد حصة كبيرة من هذا التحول مع التراجع عن الأعمال من المكتب والتي تتطلب حضوراً شخصياً حيث أن 75% من الشركات تعتزم تبني الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية. فكيف سيتوافق الاقتصاد مع هذه الأرقام؟ وهل الشركات مستعدة لهذه النقلة النوعية ام أنها رهن التكنولوجيا وتأثيراتها؟
إقرأ المزيد: زيادة الاستثمار بحلول الذكاء الاصطناعي
إقرأ المزيد: تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل الصوتي