تجمع مواقع التواصل الاجتماعي بيانات المستخدمين ان كان عبر المواقع الالكترونية المرتبطة بها أو التطبيقات الذكية.
وتفضّل شركات التكنولوجيا مثل أمازون وغوغل وتيك توك ومايكروسوفت تتبّع سلوك مستخدميها لتحسين خدماتها على هذا الأساس وتطوير نماذج الأعمال عبر منصاتها وتحديد توجّه الاعلانات. كما تسعى هذه الشركات أيضاً إلى رفع استثمارها على الاعلانات الرقمية بما يتوافق مع الخطط التجارية الأحدث لتعزيز المبيعات.
لا تأتي مخاطر انتهاك البيانات من الهجمات السيبرانية فقط بل ان التطبيقات الذكية قد تكون فخاً بحدّ ذاتها. يحاول المقرصنون الاستفادة من عملية تكوين حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقوم المستخدمون بتسجيل معلوماتهم مثل الاسم وتاريخ الميلاد ومكان سكنهم ومعلوماتهم الشخصية أيضاً. من جهتها، تجمع الشركات هذه المعلومات لمراقبة سلوك المستخدمين والتفاعل معهم بطريقة أفضل.
يُعد الانتهاك الالكتروني أكثر سهولة اليوم بفضل التقنيات المتطورة والبرامج الحديثة التي تخدع المستخدم عبر ارسال رسائل إلكترونية أو روابط خبيثة. فبمجرّد استغلال البرامج الضارة يمكن الوصول إلى المعلومات الحساسة والتجسس على المستخدم.
كما يعتمد المقرصنون الحسابات الوهمية على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لانتحال شخصية ما والاستفادة من الشبكة الاجتماعية لنشر المعلومات أو جمعها. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر الطرق فعالية لسرقة البيانات ونشر الفيروسات عبرها خصوصاً وان غالبية المستخدمين يعبّرون عن ثقتهم بهذه المواقع دون التحقق من مصدرها.
وسط المخاوف المتكررة، يتحدث الخبراء عن أساليب حماية لتعزيز الخصوصية على الانترنت ومنها:
- التأكد من المواقع الالكترونية قبل دخولها والاحتفاظ بالمعلومات الشخصية وعدم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
- تفعيل المصادقة الثنائية على الحسابات الالكترونية.
- عدم الموافقة على مشاركة البيانات أو كلمات المرور عبر المواقع الالكترونية.
- عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكات عامة أو أجهزة إلكترونية غير موثوقة. وفي حال حدوث ذلك التأكد من تسجيل الخروج وعدم حفظ كلمة المرور على المتصفح المستخدم.
- التأكد من مصادر المواقع الالكترونية والعمل على تحديث التطبيقات والبرمجيات بشكل مستمر للحفاظ على الخصوصية والأمن الرقمي.
قد يكون الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي من الأمور المستحيلة في عصر السرعة والنمو والتطور التكنولوجي. ونظراً لارتفاع حدّة التهديدات وأساليبها لا بدّ من تعزيز دور برامج الحماية وأنظمة الخصوصية التي تحيّد المستخدم عن مخاوف العالم الرقمي وعمليات الاحتيال والتصيّد الالكتروني.
في عام 2024، وصل متوسط التكلفة العالمية لاختراقات البيانات إلى 4 ملايين دولار بزيادة 4.45% في العام 2023 حيث تعرّضت نحو 604 منظمات في كافة أنحاء العالم بين مارس 2023 وفبراير 2024.
وكذلك تتحمّل قطاعات أكثر من غيرها تداعيات الاختراقات مما يسلّط الضوء على حاجة تنفيذ تدابير أمنية قوية للتعامل مع البيانات الحساسة.
الاستثمار في عمليات الحماية الرقمية
تزيد شركات القطاع الخاص والقطاع العام ميزانياتها في تدابير الأمن الرقمي لتدريب الموظفين أولاً، تعزيز برامج الحماية للتصدي إلى الهجمات، وتطوير التقنيات المستخدمة لكشف التهديدات المرتقبة والاستجابة لها. ويؤكد هذا الأمر أهمية رفع الكفاءة في تدابير الأمن السيبراني وتوفير كل التكنولوجيا والتقنيات المطلوبة وأهمها الذكاء الاصطناعي للحدّ من الاختراقات والهجمات والتهديدات السيبرانية وبالتالي ضمان استمرارية الاعمال.
إقرأ المزيد: البطاقات الافتراضية لطبقة إضافية من الأمن والخصوصية
إقرأ المزيد: البيانات والذكاء الاصطناعي: مفتاح ازدهار الأعمال في العصر الرقمي