تعرّف على توأمك الرقمي الذي يتولى عنك كل المهام والأعمال المكتبية بكفاءة ودقة عالية. تطرح الشركات اليوم رؤية شاملة حول مستقبل الأعمال بعد سنوات قليلة في ظلّ التطوّر التكنولوجي والتحول الرقمي. فلن تكون التغييرات محصورة بقطاع معيّن بل ستطال كل الصناعات والآلات والانسان حتى الانتقال إلى طريقة عيش مختلفة تماماً.
تقودنا الثورة الرقمية إلى واقع جديد تنشط فيه الحلول الذكية والتكنولوجية كما تعمل شركات التكنولوجيا على تطوير تطبيقات ذكية تسهّل المهام على الانسان وتوفر له الكثير من الخدمات. وأثبتت التقنيات الحديثة ولا سيّما الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والتعلم الآلي دور التكنولوجيا ومساهمتها بتعزيز الابتكارات. إلا أنه ظهرت مؤخراً تقنية التوأم الرقمي وهي نموذج افتراضي للانسان. يعتبر التوأم الرقمي مساعداً ذكياً للرد على المكالمات والرسائل الالكترونية وادارة الأعمال وتنفيذ المهام اليومية بالاضافة إلى مراقبة العمليات وتتبع الانسان بكل خطواته لاتخاذ القرارات بالوقت الآني. لكن ما هي فوائد توأمك الرقمي على مستوى القدرات والأداء وما هي آلية عمله؟
مستقبل الأعمال للتوأم الرقمي
يختصر التوأم الرقمي الجهد والوقت ليركّز الانسان على المهام التي تتطلب منه وجوداً أكبر. وبحسب التطورات التكنولوجية، تتماشى القطاعات مع متطلبات السوق مع استخدام التوأم الرقمي لتمثيل الموظفين في الواقع.
قطاع الصناعة: يُستخدم التوأم الرقمي في جميع مراحل الصناعة لمراقبة المعدات وتحليل البيانات وتجزئة الأعمال.
قطاع الهندسة والبناء: تستخدم شركات الهندسة النسخة الالكترونية من الانسان لتخطيط المشاريع السكنية والبنية التحتية والجمع بين المباني ثلاثية الأبعاد والتقنيات الرقمية. هذا ويقدم التوأم الرقمي دراسة موقع العمل والشروط التي على أساسها ستقام الأعمال.
قطاع النقل: يُنشئ التوأم الرقمي نماذج رقمية أيضاً للسيارات الذكية حيث يقدم النماذج البرمجية والميكانيكية والكهربائية.
قطاع الرعاية الصحية: يمكن للتوأم الرقمي بناء مستشفيات بأقسامها كاملةً إلى جانب المختبرات، كما يستجيب التوأم الرقمي لحالات عدّة ويمكنه معالجة حالات عدّة.
كما يتم استخدام التوأم الرقمي في كل المجالات الصعبة والتي تتطلب حل مشكلات آنية كخفض نسبة الانبعاثات الكربونية واعتماد سياسات أمنية للحدّ من الهجمات السيبرانية. ومن المتوقع استخدام هذه التقنية على نطق أوسع في السنوات المقبلة مع استمرار التطور.
النسخة الرقمية وآلية العمل
تساؤلات عدّة تدور حول عمل التوأم الرقمي فهو نسخة رقمية عن الانسان الحقيقي المجسّد في البيئة الافتراضية. يستخدم التوأم الرقمي أجهزة الاستشعار لجمع البيانات والتصرّف على أساسها. كما تعتمد النسخة الرقمية على تقنيات عدّة ومنها انترنت الأشياء التي تعتمد عليها التوائم الرقمية لنقل المعلومات والبيانات لتحويل النسخة الرقمية من كائن افتراضي إلى كائن حيّ والتصرّف في الوقت الفعلي. إلى جانب انترنت الاشياء.
يعتبر الذكاء الاصطناعي إحدى التقنيات الأساسية لعمل التوأم الرقمي وتحسين أدائه وضمان تفاعله الجيّد.
كما تبني شركات التكنولوجيا من خلال تقنية التوأم الرقمي عالماً متصلاً وأكثر ذكاءً بتمثيل الكائن البشري بمحاكاة افتراضية.
إلى جانب الايجابيات والفوائد التي تقدّمها هذه التقنية إلا أنها تعتبر مكلفة خصوصاً بالنسبة للكائنات الحيّة المعقدة حيث يتطلب جمع البيانات وقتاً أطول ومحاكاة أكبر للعالم الواقعي. كما يمكن أن تكون كلفة تحديث هذه التقنية كبيرة جداً لتتوافق مع الانسان البشري بكل مراحله.
يتوقع الخبراء أن يكون خلال السنوات المقبلة لكل شخص نسخته الالكترونية على الانترنت لتأخذ دور الانسان في الكثير من المواقف. كما يرى قسم آخر من الخبراء في التوأمة الرقمية أحد أكبر المشاكل المسببة لانتشار الهجمات السيبرانية مع تناقل البيانات وأفكار الناس على الانترنت، فكلما أصبحت التوأمة الرقمية أكثر تطوراً كلما زاد خطر الاختراق على الانسان في عالمه الحقيقي.
