أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية نجاح المرحلة الثانية من مشروع تجارب الجيل الخامس المتقدم (G-Advanced5) التي أجرتها بالتعاون مع مزودي خدمات الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ بهدف الوصول إلى السرعة الكاملة لشبكة الجيل الخامس ضمن النطاق الترددي 6 جيغاهرتز باستخدام عرض نطاق 400 ميغاهرتز، إلى جانب التحقق من قدرات وإمكانيات هذا النطاق في تحسين تجربة المستخدمين في دولة الإمارات، وتعزيز موقع دولة الإمارات فيما يتعلق بتحديد واستخدام النطاق 6جيجاهرتز على مستوى الاتصالات المتنقلة الدولية (IMT).
تكمن أهمية النطاق الترددي 6 جيجاهيرتز في أنه يمثل خطوة متقدمة نحو التطبيق الواسع لإنترنت الأشياء (IoT) عبر الوصول إلى سرعة 10 جيغابت في الثانية، حيث تتسع شبكة الاتصالات لتتوزع على آلاف الأجهزة الصغيرة للبث والاستقبال المنتشرة في أركان المدينة الذكية، كما أن تطبيقات الميتافيرس التي يتزايد استخدامها تتطلب سرعة أعلى مما هو متاح اليوم.
وتعتبر الإمارات الدولة الأولى التي تمكنت من الوصول إلى هذه السرعة على مستوى المنطقة والعالم. حيث ستسهم هذه النقلة النوعية في زيادة سرعة نقل البيانات إلى دعم العديد من المشاريع المستقبلية القائمة على مستوى الدولة، ولا سيما تلك التي تتطلب تقنيات دقيقة جداً وسرعات إنترنت عالية، مثل عمليات التشخيص عن بعد على مستوى القطاع الصحي، أو مشاريع المركبات ذاتية القيادة على مستوى قطاع النقل، وكذلك إدارة بعض المنشآت الصناعية، والتي تصب جميعها في الوصول إلى عالم رقمي متصل ومتكامل بسلاسة تامة.
وأكدت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية تحقيق النتائج المحددة لهذه المرحلة من التجارب، وهي الوصول إلى 10 أضعاف السرعات الحالية، والتي تعتبر أقصى سرعة تم الوصول إليها عبر شبكة الجيل الخامس المتقدم (G-Advanced5) على مستوى العالم. حيث يأتي ذلك انطلاقاً من حرص الهيئة على تعزيز كفاءة أداء قطاع الاتصالات، ولاسيما بعد تعاظم دور هذا القطاع كمحرك فاعل في التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، وإدارة الأزمات، إلى جانب المحافظة على قيادة دولة الإمارات للابتكار التكنولوجي على مستوى المنطقة.
تعليقاً على نجاح المرحلة الثانية من مشروع تجارب الجيل الخامس المتقدم (G-Advanced5)، قال سعادة المهندس ماجد سلطان المسمار، المدير العام للهيئة: " لقد استخدمنا في هذه التجربة تقنيات متقدمة جداً استطعنا من خلالها تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدرات شبكة الجيل الخامس، ونطمح من خلال النتائج التي حققناها إلى إحداث نقلة نوعية لا تكتفي بتحسين جودة الخدمات المقدمة فحسب، بل تؤسس لمرحلة من الابتكارات المستقبلية التي تسهم في دفع مسيرة التحول الرقمي قدماً نحو تنفيذ مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031، وفي القلب منها إقامة المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً، بما يدعم مجتمع واقتصاد المعرفة الرقمي المستقبلي."
وعن مساهمة مزودي الخدمة في هذا التطور قال المسمار: "إننا نتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من مؤسسة الإمارات للاتصالات (&e) وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو) الذين عملوا معنا على الدوام بمنطق الشراكة الوطنية، ووحدة الهدف انسجاماً مع استراتيجيات الدولة للمستقبل، وتوجيهات القيادة الرشيدة."
وأضاف المسمار: "إن ازدياد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت، والتقدم العلمي الذي يشهده العالم، باتا يتطلبان الحصول على سرعات جديدة تستوعب الضغط المتزايد على الشبكات، وتواكب المواصفات العالية للتقنيات المستجدة على الساحة العالمية مثل تطبيقات الميتافيرس وغيرها. وإن حصولنا، بموجب هذه التجربة، على سرعة 10 جيجابت في الثانية لن يكون أمراً عادياً مع مرور الوقت، حيث ستؤدي هذه السرعة الجديدة، وغير المسبوقة على مستوى العالم، إلى نقل البيانات بشكل أسرع؛ مما سيؤسس لعهد جديد من البث عالي الجودة، والخدمات السحابية السلسة. كما ستعزز هذه التجربة إنترنت الأشياء من خلال توفير البينية التحتية اللازمة للتعامل مع العديد من الأجهزة المتصلة في الوقت نفسه، إلى جانب ضمان عمليات اتصال تتصف بالسلاسة والموثوقية"
ومن الجدير بالذكر أن تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تجارب الجيل الخامس المتقدم، يندرج كذلك ضمن الجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل دعم المبادرات والأنشطة التي تنظمها حكومة دولة الإمارات خلال عام 2023 "كعام للاستدامة". حيث أشارت بعض الدراسات التي أُطلقت مؤخراً "أن البصمة الكربونية لشبكات الهاتف المتحرك المستقبلية من المتوقع أن تكون أقل في حال تم توفير طيف إضافي متوسط النطاق."