تقود الابتكارت والحلول المتطوّرة إلى تسريع عمليات نشر شبكات الجيل الخامس في المنطقة والعالم استجابةً لزيادة حركة البيانات ونمو عدد الاشتراكات في الشبكة الذي من المتوقع أن يصل إلى 1.5 مليار اشتراك مع نهاية العام الجاري.
وبينما تمرّ المنطقة في مسيرة التحول الرقمي السريعة، تسعى دول الخليج للانتقال من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس لضمان مستقبل أكثر نمواً وذكاءً وتلبية متطلبات العملاء المتغيّرة باستمرار. وفقاً لآخر الاحصاءات ساهمت شبكات الجيل الخامس بتطوّر الأعمال في دول الخليج مع توفير سرعات أكبر للانترنت ولكن بشكل متفاوت بين دولة وأخرى. ففي الكويت بلغ متوسط سرعة التنزيل في الجيل الخامس 10.8 مرات ضعف سرعة الجيل الخامس، بينما في الامارات وصل متوسط سرعة التنزيل في الجيل الخامس 8.1 مرات ضعف السرعة مقارنةً بالجيل الرابع. أما في السعودية فبلغ متوسط سرعة التنزيل في الجيل الخامس 7.7 مرات ضعف سرعة الجيل الرابع، تليها قطر التي سجّل متوسّط سرعة التنزيل في الجيل الخامس 7.1 مرات ضعف سرعة الجيل الرابع ثم البحرين مع متوسط سرعة تنزيل في الجيل الخامس 5.3 مرات مقارنة مع الجيل الرابع وأخيراً عُمان التي بلغ متوسط سرعة التنزيل في الجيل الخامس فيها 5.2 مرات ضعف سرعة الجيل الرابع.
انطلاقاً من السياسات المعتمدة من قبل الدول الخليجية، تحتل اليوم دول الخليج المرتبة الأولى في عمليات نشر وعروض خدمات شبكات الجيل الخامس عالمياً. ذلك بالتوازي مع مبادرات القطاع العام التي تقود تسريع نمو سوق الجيل الخامس.
وبحسب التقارير الأخيرة، يتوقع الخبراء نمو عدد الاشتراكات في شبكات الجيل الخامس في الخليج من 13 مليوناً إلى 70 مليوناً بين عامي 2022 و2028 للاستفادة من خدمات مختلفة ومنها النطاق العريض المتنقل المحسّن والوصول اللاسلكي الثابت مقابل تراجع الاشتراكات في شبكات الجيل الرابع التي تُمثّل 73% من اجمالي الاشتراكات الحالية. وقد تنشتر شبكات الجيل الخامس في المنطقة ككل لتحقق اشتراكات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نمواً هائلاً من 24 مليون اشتراك إلى 270 مليوناً بحلول عام 2028.
مع الانفتاح نحو التكنولوجيا الحديثة، أثبتت دول الخليج مكانتها مع طرح الباقات وعروض الجيل الخامس التي تحسن حياة المواطن. وعلى ضوء الطلب المتزايد على خدمات الوصول اللاسلكي، شهدت سلطنة عُمان زيادة سنوية في إيرادات الوصول اللاسلكي الثابت لشبكة الجيل الخامس في عام 2022بمعدل 95%، هي التي يمثل فيها الوصول اللاسلكي الثابت 43% من إجمالي اتصالات النطاق العريض. حالياً يقدّم أكثر من 100 من مزودي خدمات اتصالات الوصول اللاسلكي الثابت عبر شبكة الجيل الخامس.
الجيل الخامس وتأثيره على الاقتصاد
تساهم التغطية الشاملة للجيل الخامس في نمو الاقتصاد المحلي للبلاد والمنطقة مع دعم خطط التنمية والاستدامة وزيادة الانتاجية. فإلى جانب التأثيرات الايجابية على قطاع الاتصالات، تدفع شبكات الجيل الخامس الشركات نحو استخدام الحلول النظيفة والطاقة المتجددة الخضراء. فإن الأجهزة التي تعتمد على الجيل الخامس لا تحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة بل تخفف الوقت والجهد على العاملين مما يساعد رجال الأعمال في تحسين الانتاجية مع الحفاظ على كلفة مدروسة للمنافسة في السوق.
بدورها، تعمل الحكومات في الخليج على توفير الاتصال بشبكات الجيل الخامس والاستمرار بالتعاونات الخارجية والداخلية لتحقيق التحول الرقمي الشامل والتوسع بعمليات نشر الجيل الخامس وصولاً للمناطق الريفية حتى، باعتبار الاتصالات من المحركات الأساس للمستقبل الرقمي الناجح.