كغيره من القطاعات، أحدث الذكاء الاصطناعي الكثير من التغيرات على مستوى قطاع التوظيف والعمل في المستقبل. فنظراً لتطوّرها المذهل، تتبنى الشركات التكنولوجية الحلول الذكية لتستفيد من فوائدها على أوسع نطاق، من خلال الخدمات والابتكارات الجديدة.
في هذا الإطار، تقدّم أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة "Ecoute"تجربة فائقة للباحثين عن عمل على الانترنت فهي تقدم إجابات على كل الأسئلة وتوجه الباحثين نحو الملفات والمعلومات التي يجب عليهم مشاركتها لرفع حظوظهم في الحصول على الوظيفة. إن الفكرة من وراء هذه التكنولوجيا هي مساعدة الباحثين عن عمل الذين غالبًا ما يقدمون إجابات غير متماسكة بسبب قلة الخبرة، عدم الاستعداد بشكل كافٍ للمقابلة وانعدام الثقة بالنفس. تعتبر هذه التحديات من الأسباب الرئيسة التي تجعل المتقدمين إلى وظيفة ما يفوتون فرصتهم في النجاح.
تستمع Ecoute إلى الأسئلة التي يطرحها مديرو الموارد البشرية أو الرؤساء التنفيذيون في الوقت الفعلي وتقوم بإنشاء إجابات على الفور.مع أداة Ecoute، لم يعد يتعين على الباحثين عن عمل الاعتماد فقط على استعدادهم وتفكيرهم السريع حيث تسخّر هذه الأداة المتطورة قوة الذكاء الاصطناعي لضمان تقديم المرشحين للاستجابات المثلى، وتعزيز فرص نجاحهم. ومع ذلك، ترسم هذه التكنولوجيا قاعدة المقابلات الحديثة بعيداً عن الأساليب التقليدية. سيحتاج أصحاب العمل إلى التكيّف مع هذا الواقع الجديد، حيث تمتلك Ecoute القدرة على تغيير مشهد التوظيف بأكمله. يمكن أن تؤدي كفاءة الأداة ودقتها وقدرات الاستجابة الفورية إلى تبسيط مراحل المقابلة، مما يوفر الوقت والموارد للشركات.
على الرغم من أن المنصة الأساسية مجانية، يتعين على المستخدم تحميل التكنولوجيا على الكمبيوتر المحمول الخاص به. يُطلب من المستخدمين أيضاً تشغيل الإعداد على أجهزتهم قبل أن تبدأ منصة الذكاء الاصطناعي في العمل. ومع ذلك، لا يمكن استخدام أداة الذكاء الاصطناعي إلا في المقابلات التي أجريت باللغة الإنكليزية.
تم إصدار الأداة بواسطة مستخدم Github SevaSk وتتطلب حالياً القليل من المعرفة الفنية. بينما تتطلب Ecoute حاليًا مستوى معينًا من الخبرة الفنية للاستفادة منها، يتوقع خبراء في المجال أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تتطور إلى تطبيق سهل الاستخدام يمكن للجميع من الوصول إليه والاستفادة منه. في غضون أسابيع قليلة، قد يتمتع الباحثون عن عمل بالقدرة على تنزيل Ecoute ويصبح لديهم رفيق مقابلة خاص بهم يعمل بالذكاء الاصطناعي، وعلى استعداد لإرشادهم خلال أصعب المواقف في مقابلة التوظيف.
مع النجاح الكبير الذي تحققه أداة Ecoute، تتساءل الشركات في جميع أنحاء العالم عن تأثيرها على استراتيجيات التوظيف الخاصة بها. فهل ستصبح أداة الذكاء الاصطناعي هذه من العناصر الأساسية لتوظيف الكفاءات والمهارات التي لا غنى عنها، مما يحسن الانتاجية ويرفع دقة العمل، أم أنها ستطرح تساؤلات عدّة عن مدى اندماج الذكاء الاصطناعي في حياتنا لدرجة تفوق التوقعات؟