الهواتف الذكية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا في عصر التقدم والتكنولوجيا، انطلاقاً من الاتصال والترفيه وصولاً إلى القدرة على الحصول على كافة المعلومات التي نحتاجها. هذه الأجهزة توفر لنا عالماً جديداً ينظر اليه كثيرون بايجابية فيما يراه البعض الآخر بعين السلبية خصوصاً عندما يتعلق بالامر بالاطفال. وهذا الواقع بحد ذاته، وضع الأهل في دائرة الحيرة بشأن التوقيت المناسب لادخال أطفالهم بهذا العالم الجديد بطريقة صحيحة من حيث تجربة الأطفال بهذا العالم، بالاضافة الى التكاليف التي يتكبدها الأهل. فماذا تقول آخر الدراسات عن هذا الموضوع؟
بروتوكول 3Cs هو الطريق الأسلم نحو تجربة إيجابية
البروتوكول 3Cs هو نهج شامل مصمم لإرشاد الأهل، من أجل تزويد أطفالهم بتجربة هاتف ذكي إيجابية ومسؤولة. باتباع هذا البروتوكول، يمكن للوالدين التغلب على التحديات المرتبطة بتعريف أطفالهم على عالم الهواتف الذكية وتعزيز علاقة صحية ومتوازنة مع التكنولوجيا على حد سواء. وهو يرتكز على ثلاثة جوانب رئيسية لتحقيق الاهداف المبتغاة، يمكن تلخيصها كالتالي:
- اعتبارات التكلفة: عند شراء أول هاتف ذكي للأطفال، يفكر الأهل بطرق مختلفة لتوفير التكاليف، حيث يختار 38% منهم الهواتف المستعملة أو الأجهزة اليدوية. يفضّل أكثر من الثلث عقود شبكات الهاتف المحمول، ويختار ما يقرب من الربع الشراء مباشرة من موردي العلامات التجارية. كما تدخل التكاليف الشهرية للمكالمات والنصوص والبيانات حيز التنفيذ، مع خيارات تتراوح بين عقود محددة المدة (35%) وخطوط مسبقة الدفع (32%) إلى خيارات الدفع أولاً بأول (28%). فمن خلال إدارة التكاليف بعناية، يمكن للوالدين تزويد أطفالهم بهواتف ذكية تناسب ميزانياتهم واحتياجاتهم.
- اختيار الهاتف الذكي: 45% من الأهل يعمدون الى شراء الهاتف الذكي الأرخص الذي يلبي متطلبات الأطفال. وجدت الدراسات أن أهم الميزات الأساسية لأول هاتف ذكي لهؤلاء هي اتصال الواي فاي، والقدرة على إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية، واستخدام البيانات. وقد أصر 80% من هؤلاء على مراقبة حركة أطفالهم ونشاطاتهم عبر الهاتف الذكي.
- مخاوف وأسف: على الرغم من النوايا الحسنة، كشفت الدراسة أن ما يزيد عن ربع الأهل نادمون على منح أطفالهم هاتفًا ذكيًا. اذ أعرب ثلاثة من كل خمسة آباء عن مخاوفهم بشأن استخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وأكثر من نصفهم قلقون بشأن استخدام أطفالهم للهواتف الذكية كثيرًا. ووجدت الدراسة أيضًا أن نفس النسبة من الآباء واجهت ردود فعل سلبية من أطفالهم عند أخذ هواتفهم الذكية بعيدًا.
للوالدين: إليكم هذا الدليل!
عند شراء هاتف ذكي للأطفال، يحتاج الأهل إلى التفكير في الآثار المترتبة على قرارهم. يتضمن ذلك، الانخراط في اتصال مفتوح مع الأطفال من أجل تأسيس الثقة ووضع إرشادات واضحة من أجل الاستخدام المسؤول للهواتف الذكية. يساعد تنفيذ تدابير السلامة، مثل الرقابة، على حماية الأطفال من المخاطر المحتملة عبر الإنترنت. أيضاً، يعد تشجيع اتباع نهج متوازن للتكنولوجيا،أمراً مهماً لرفاهية الأطفال بشكل عام من خلال وضع حدود زمنية للشاشة وتعزيز الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت، تضمن المراقبة المنتظمة للأنشطة عبر الإنترنت وتقديم التوجيه اللازم. والهدف من كل هذه الخطوات هوخلق بيئة رقمية آمنة وإيجابية للأطفال.
وبما أن الأهل يعطون الأولوية لاتصال واي فاي باعتباره أهم مطلب لأول هاتف ذكي لطفلهم، يصبح من الضروري حماية الأطفال من المخاطر المحتملة. وتتضمن حماية تجاربهم عبر الإنترنت تأمين شبكة الواي فاي المنزلية، واستخدام أدوات الرقابة اللازمة، تثقيف الأطفال حول أمان الإنترنت، الإشراف الفعال على أنشطتهم عبر الإنترنت، تعزيز التصفح الآمن واستخدام التطبيقات الصحيحة، وضع حدود زمنية متوازنة للشاشة، والحفاظ على محادثات منتظمة مع معالجة المخاوف والتحديات. من خلال اتخاذ هذه الإجراءات، يمكن للوالدين إنشاء بيئة أكثر أمانًا لأطفالهم على الإنترنت مع الاستفادة من مزايا اتصال الواي فاي.
خطوات بديلة؟
عند التفكير في الخيارات البديلة ، يمكن للوالدين استكشاف طرق مختلفة لتزويد أطفالهم بالهواتف. أحد الاحتمالات هو شراء هواتف غير مقفلة، مما يتيح مرونة أكبر في اختيار مزودي الخدمة والخطط. هذا الامر يوفر حرية اختيار مزود بميزات مناسبة، وضوابط أبوية وأسعار معقولة. اضافة الى ما سبق، فان الخطط المدفوعة مسبقًا توفر المزيد من المرونة والتحكم في الاستخدام والتكاليف. ويكون ذلك من خلال تقييم مختلف مقدمي الخدمات والخطط. اذ يمكن للوالدين العثور على خيارات تتماشى بشكل أفضل مع احتياجات وميزانية أسرهم، مما يضمن اتباع نهج مخصص ومسؤول لاستخدام أطفالهم للهواتف الذكية.
حماية الأطفال من المخاطر المحتملة المرتبطة بالهواتف الذكية أمر بالغ الأهمية. لذلك، فان وضع حدود مناسبة للعمر على استخدام الهاتف الذكي ومراقبة المحتوى الذي يصلون إليه تعد خطوة بالغة الاهمية، على أن يترافق ذلك مع استخدام تطبيقات الرقابة الخاصة بالأهل وتثقيف الأطفال حول الأمان عبر الإنترنت. من خلال تنفيذ هذه الإجراءات، يمكن للوالدين المساعدة في حماية أطفالهم وتعزيز الاستخدام المسؤول للهواتف الذكية.