يتفوّق "شات جي بي تي" على جميع الحملات المنتشرة والمخاوف التي تزعم سيطرته على الانسان والوظائف. والدليل على ذلك ارتفاع عدد المستخدمين النشيطين للتطبيق بشكل يومي.
وفقاً للدراسات، يُحفّز وجود "شات جي بي تي" استخدام الذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة فأشار نحو 70% من القادة التنفيذيين الى أن شركاتهم تعمل حالياً على اكتشاف الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أكبر بينما 19% منهم دخلت مؤسساتهم مرحلة الاختبار والانتاج الفعّال.
تبني العلامات التجارية استراتيجياتها التسويقية بناءً على التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي بصورة خاصة، كما تحدد حجم استثماراتها السنوية لكيفية التأقلم مع التقنيات الجديدة والعمل على تحقيق الحداثة.
يعتقد نحو 68% من القادة التنفيذيين أن منافع الذكاء الاصطناعي التوليدي تفوق المخاطر المنتشرة عنه، مقارنةً بحوالى 5% منهم ممن اعتبر أن المخاطر تفوق حجم المكاسب الممكنة. مع ذلك، فإن نظرة كثير من هؤلاء التنفيذيين سوف تتغير مع تبلور نتائج الاستثمارات.
أما اعتماد الحلول الذكية الجديدة والتقنيات التكنولوجية فيعزز فرص الابتكار وتجنّب المخاطر ورفع مستوى الخصوصية لحماية البيانات. وتعتبر سياسة تحسين تجربة العملاء من الأهداف الأساسية لكل شركة وذلك يبدأ مع تطوير محتوى التواصل الاجتماعي والبرامج المعتمدة. أما الحلول الذكية فتدعم بشكل أساسي القدرات البشرية والامكانات التقنية والآلية العملية لرفع مستوى تقنية المعلومات والتكنولوجيا.
بهذا الصدد، يشير الخبراء إلى أن التركيز اليوم هو على كيفية تأمين الامكانات الضرورية لسدّ الفجوة الرقمية وخلق التوازن بين الجنسين ومعالجة مسألة نقص الكفاءات وتعزيز مشاريع التحول الرقمي من خلال المنتجات المتاحة والأعمال الجديدة وتوفير المزيد من الفرص من جهة ورفع الايرادات من جهة أخرى.
تؤكد المعلومات أن تطبيق "شات جي بي تي" والذكاء الاصطناعي هو من أسرع التقنيات تطوراً ونمواً واستهلاكاً في التاريخ فلغاية الآن يجذب التطبيق أكثر من 100 مليون مستخدم، كما وصلت القيمة السوقية للشركة الأميركية المطورة له (OpenAI) الى نحو 30 مليار دولار أميركي.
وبينما ينصب التركيز على "شات جي بي تي" تحديداً، يلفت الخبراء إلى امكانية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشركات بديلة غير "شات جي تي" ومنها شركة غوغل التي تمتلك مجموعة كبيرة من المنتجات السحابية المتطوّرة إلى جانب شركة أمازون التي توفر سلسلة كبيرة من الحلول المبرمجة التي تتوافق مع متطلبات السوق ورغبة العملاء بالاضافة إلى المستودعات العالمية التي تتمتع بها مما يجعلها في صدارة شركات البيع بالتجزئة.
يشهد عالم التكنولوجيا تغيرات كبيرة من سنة إلى أخرى لتتحول الأعمال والصناعات والأفراد والشركات إلى سلوك جديد مع استخدام كمية هائلة من البيانات والمعلومات. يراهن مستثمرون اليوم على الأعمال التجارية المعاصرة والتكنولوجيا الحديثة للتقدّم بوتيرة سريعة ومحاولة التأقلم مع الواقع الجديد مع النظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه مجال ضخم يجب العمل بشكل متواصل لدمجه في المجتمع والاقتصاد والحياة اليومية.