بعد مرور نحو أربعة أشهر من 2023، بات بإمكان شركات الاحصاء الاعلان عن تقديراتها لبداية هذا العام ودراسة الواقع الرقمي مقارنةً بالسنوات الماضية. ولأن التكنولوجيا في عصرنا اليوم هي محور حياتنا، يزيد الانفاق على الاجهزة الالكترونية وعلى تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ليقترب من 175.5 مليار دولار مقارنةً بالعام 2022 حيث وصل الانفاق على ذلك إلى 171.9 مليار دولار.
ومن المقدر أن يصل الانفاق العالمي على تقنية المعلومات إلى 4.6 مليارات دولار خلال العام الجاري، أي بزيادة 5.5% عن العام الماضي. ينقسم الانفاق في هذا المجال على أنظمة مراكز البيانات، الأجهزة، البرمجيات، خدمات تقنية المعلومات وخدمات الاتصالات.
فعلى الرغم من الضغوطات العالمية والأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد والركود المادي والتخوّف من الاستمرار في تطوّر الذكاء الاصطناعي وتأثيره السلبي على الوظائف ووجود الانسان، لا يزال التحول الرقمي والتكنولوجيا يشغلان الشركات بهدف زيادة الايرادات ومواكبة الحداثة والتفاعل مع الابتكارات الجديدة.
في نظرة سريعة على ما يحمله المستقبل في هذا المجال، من المتوقع أن يواصل قطاع الخدمات الرقمية نموه بحلول عام 2024 مع الاستفادة الكبيرة من البنية التحتية والحلول الذكية والحوسبة السحابية بالاضافة إلى كل العناصر الأخرى.
إن الانهيارات الكبيرة التي هزّت العالم مؤخراً لا سيّما بعد أزمة بنك وادي السيليكون، وبنك Signature، وضعت الشركات الناشئة أمام امتحان كبير بعد تأثر قطاع البنوك وتقنية المعلومات على حدّ سواء.
التكنولوجيا تتوسّع في مجالات العمل
تدرس الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص سبل استخدام التكنولوجيا وتعزيز وجود تقنية المعلومات في حقل أعمالها لتحقيق نتائج أفضل في الأرباح ورفع مستوى الانتاجية. يستمر ازدهار الحلول الرقمية حيث يتوقع خبراء التكنولوجيا ارتفاع الانفاق أيضاً في هذا المجال 5% في عام 2023 إلى جانب العديد من الاتجاهات التقنية التي يلتفت إليها المستثمرون وسط ثورة رقمية عابرة للحدود: منها الميتافيرس، خوارزميات الذكاء الاصطناعي، روبوتات الدردشة، الأعمال الافتراضية، التطبيقات الذكية اللاتلامسية وإنترنت الأشياء.
فمع إعادة هيكلة الأعمال، قد تصل قيمة صناعة ميتافيرس إلى 30 تريليون دولار بحلول عام 2030، بينما ستشكل 30% من خطط نمو الشركات بحلول عام 2027. وستأخذ الأتمتة مكانتها هذا العام مع التحول إلى الآلات الذكية وارتفاع في الانفاق على هذه الصناعة.
تتقدّم هذه الخدمات مع أخذ الاحتياطات الضرورية لزيادة الأمن السيبراني وسلاسل التوريد مما يتيح للانسان إتمام أعماله بأمان ومرونة أكبر دون التقيّد بمكان أو زمان خصوصاً مع انتشار مفهوم العمل عن بُعد وبلورته أكثر بين الأسواق والوظائف.