بسرعة جنونية تتحوّل المظاهر التكنولوجية لتفرض على المجتمع والأعمال تغييرات على مستوى القاعدة والتطبيق. ترتبط هذه التغييرات بمتطلبات المستخدم واحتياجاته وبكيفية التعامل مع الموارد الجديدة لزيادة الكفاءة ودعم التقنيات المبتكرة على أنواعها.
تختلف تكنولوجيا اليوم عن حلول الأمس والمستقبل، فالذي كان يبدو سحراً في السابق أصبح اليوم حقيقة متداولة على مستوى العالم. ترتبط هذه التحولات بالتطور الكبير الذي تمكّن الانسان من انجازه على مرّ العصور للوصول إلى ثقافة مجتمعية جديدة تتبنى الثورة الصناعية الرابعة. فحلم التطوّر الرقمي بدأ مع تحسين البنية التحتية وتعديل مشاريع الأعمال. وتخطط الدول النامية لرؤيتها المستقبلية التي ستمتر على مدار العقود المقبلة. فبين دمج الآلات بقدرات الانسان وتطوير البرامج الذكية في الصناعات كافة وصناعة الآلات ذاتية التحكم، وصلت البشرية إلى مرحلة من الازدهار غير متوقعة ولا يمكن معرفة آفاقها. فإن تحدّثنا عن الروبوت أو الذكاء الاصطناعي أو الشرائح الذكية، كل هذه الأمور أصبحت ممكنة مع التكنولوجيا. فهل نحن على استعداد لكل هذه التحولات. وماذا ينتظر البشرية في ظلّ الثورة الرقمية؟
الصين أرض التقنية والنمو بحلول عام 2049
عملاق التكنولوجيا، رائدة في التقنية والاتصالات، إنها الصين التي تشهد في كل سنة على آلاف الصناعات الروبوتية مع تحديث أنظمتها لتحسين نمط الحياة من كافة جوانبها. فبالاضافة إلى انعاش الاقتصاد، تساهم الروبوتات والحلول الرقمية في إعادة انشاء المجتمع ومساعدة كل فئاته العمرية. تستعين الصين بالروبوت مع تقلّص اليد العاملة لديها مع محاولة الدولة لتوسيع مكانتها في هذا المجال. لفت الاتحاد الدولي للروبوتات الى أن الصين اقتربت من مضاعفة عدد الروبوت في مصانعها مقارنةً بأميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا محاولةً اللحاق بدول متطوّرة أخرى كاليابان وكوريا.
ومع هذا الاتجاه ارتفع مستوى الانتاج في الدولة لتصبح الوجهة الأساسية لقطاع الصناعة حيث تمكّنت القوة الروبوتية من تخليص الأعمال بنسب مرتفعة مقارنةً باليد العاملة البشرية.ارتفعت نسبة استخدام الروبوتات من قبل شركات التكنولوجيا الصينية بنسبة 30% خلال العام 2021 بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 90% في قطاع السيارات.
مع جمع التقنيات، تتصدر الصين على غيرها من الدول من حيث التقدّم والنمو خصوصاً من ناحية قدرتها على مواجهة الأزمات بمساعدة الحلول الرقمية. سيحرز المستقبل التقني المزيد من الانجازات مع تعلّق الانسان أكثر بالعالم الافتراضي من حوله.
من الخبرات الصناعية إلى الخبرات الصحية، استعان قطاع الرعاية الصحية بالتكنولوجيا لعلاج العديد من المشاكل واختصار المسافات ومساعدة الأشخاص عن بُعد بمجرّد الاعتماد على التطبيقات الذكية. في العام 2014، أجرى نظام التطبيب عن بُعد أكثر من 10 آلاف استشارة طبية وقام بتشخيص أكثر من 30 ألف حالة مما ساهم بتخفيض عدد الحالات الطارئة التي بحاجة إلى دخول المستشفى لتحقيق الرعاية الطبية عالية المستوى.
يضع ارتفاع عدد سكان العالم الشركات الكبرى والمتوسطة من كافة القطاعات تحت ضغط كبير مع وجود أكثر من 500 مليار جهاز إلكتروني متصل بالانترنت بحلول عام 2030.
الحياة البشرية تتحوّل بشكل جوهري
يُرجح الخبراء أن يتمكّن الانسان من جمع تقنية ثلاثية الأبعاد من الذكاء الاصطناعي إلى جانب الشرائح الالكترونية والروبوتات الذكية لتكوين انسان خارق بقدرات غير معقولة. يضع هذا التطوّر ملامح العالم الجديد وسط تساؤلات عدّة إلا أن العديد من الخبراء يبدون سرورهم بهذا التقدّم مع إمكانية تطوير قدرات الانسان الطبيعية ومساعدته بشكل كبير ليأخذ مسارات جديدة والوصول إلى أعلى مستويات من الخدمات.
يكثر الحديث عن تطورات جديدة قد تغيّر حياتنا إلى الأبد لا سيّما بعد الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد والطب والتنقل والاتصالات. تحت هذا الواقع، تتعدد الأسئلة ما بين انتظار المُنتظر أو الاكتفاء بما وصلنا إليه.
تنعدم خصوصية المستخدم مع اعتماد الانترنت والحسابات الالكترونية لكافة المهام اليومية، فما الذي سيتغيّر وما الذي سيبقى من المستحيل تحقيقه؟
غيّرت التكنولوجيا طريقة العمل حيث بتنا نشهد على عملية تأسيس شركات جديدة كل يوم. وفيما أصبح الذكاء الاصطناعي محور الكون، ساهم بافتتاح أسواق جديدة على مستوى العالم بدءاً من مايكروسوفت وغوغل وأمازون.
تفرض قواعد التعاملات الرقمية على الانسان سلوكيات مختلفة ترتكز على التطبيقات الذكية وشاشة اللمس والبيانات المتشاركة. تدفع هذه الأسباب وسواها بالشركات الجديدة والمؤسسات في الشرق الاوسط وأفريقيا إلى اعتماد النماذج الذكية لتسيير الأعمال وتعزيز جودة الحياة.
تسيطر شركات التكنولوجيا على حياتنا وبياناتنا مع هيمنة الذكاء الاصطناعي الذي يقود جزءاً كبيراً من منتجاتنا ويوجّه القسم الأكبر من التطبيقات على الهواتف المحمولة. يعتبر الخبراء أن المجتمع سيشهد تقدماً بارزاً خلال السنوات المقبلة مع تطوّر الذكاء الاصطناعي والأهم من ذلك يبقى استخدام هذه التكنولوجيا مع احترام مبادىء الشفافية والاستدامة.
نظراً لانتشار التقنيات حول العالم تدعو المؤسسات والجمعيات المختصة إلى وضع السياسات التنظيمية الضرورية لحماية المستخدم من الهجمات الاكترونية. يُعد التطوّر بحدّ ذاته خطراً ما لم يتم ادراك كيفية اعتماد الحلول الذكية سواء في القطاعات الصناعية أو النجارة أو الرعاية الصحية وغيرها من المجالات.
عمالقة التكنولوجيا تُدير العالم
توجّه شركات التكنولوجيا المستخدمين مع توفير الاتصال بينهم والسيطرة على بياناتهم والتدخل بكل المعلومات لادراة حياتنا بطريقة أو بأخرى. أما الذكاء الاصطناعي المنتشر اليوم، فيعزز استحواذ عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك وغيرها العديد السيطرة علينا وتعزيز سياسة الاحتكار.
يعتقد خبراء التكنولوجيا أن التجارب التي تمكنوا من اجرائها حتى الآن ساهمت بنجاح الحواسيب والآلات الذكية إلى حد كبير. إلا أن مقابل ذلك ظهرت الهجمات الالكترونية الحديثة أكثر خطورة وفتكاً ولا بد من الاشارة إلى الاحتمالات التي تركها لنا عالم ميتافريس وما يخفيه للمستقبل.
تحمل الحلول الرقمية احتمالات هائلة لدخولها إلى حياتنا اليومية والتقنية فهل سينقلب العالم الافتراضي على صانعه – الانسان – ليدمّر كل ما تم انشاؤه على مدار السنوات الماضية؟